تعرضت مختلف مناطق الدولة، خلال الأيام الماضية إلى موجة ضباب أدت إلى تدني الرؤية الأفقية على الطرق خاصة السريعة نتج عنها عشرات حوادث السير بين مئات المركبات، خلفت خسائر بشرية ومادية، رغم تحذيرات الجهات المعنية للسائقين بضرورة أخذ الحيطة والحذر على الطرق للحفاظ على سلامتهم، ما دفع إلى طرح تأخير أوقات الدوام الحكومي والخاص حلاً للحد من الحوادث أثناء الضباب، والذي بدأ منذ اليوم بالانحسار على مختلف مناطق الدولة.

حلول

وتفصيلاً، أكد اللواء المستشار مهندس محمد سيف الزفين مساعد القائد العام لشؤون العمليات في شرطة دبي أهمية إيجاد حلول مختلفة، للحد من الحوادث أثناء الضباب والتي سجلت عدداً كبيراً في الدولة، نتج عنها وفيات وإصابات بأنواعها وخسائر مادية، مشيراً إلى أنه ضمن الحلول المقترحة تأخير أوقات الدوام الحكومي والخاص من ساعة إلى ساعتين وكذلك المدارس بنوعيها الحكومية والخاصة.

وقال اللواء الزفين لـ«البيان»، إن الخسائر البشرية والمادية، التي تتكبدها الدولة تتطلب ضرورة إيجاد آليات للحد من حوادث الضباب، وعلى سبيل المثال في حالة تعرض الموظف لإصابة متوسطة أو بليغة فإن الأمر يصبح مكلفاً مادياً لجهة عمله أكثر من منحه تأخير ساعتين عن الدوام، لافتاً إلى أن أوقات الضباب لا تزيد على 30 ساعة طوال السنة، وعلى المسؤولين والمديرين مراعاة ظروف الموظفين في مثل هذه الحالات.

وأضاف أن ثقافة الجمهور تتحكم في كم وحجم الخسائر التي تقع ففي دول الضباب لا تقع كم هذه الحوادث نظراً لعوامل عدة منها ثقافة الجمهور التي تقلص حجم الحوادث، مشيراً إلى أن القيادة بسرعات متفاوتة تخضع لحالة السائق النفسية ومدى تأقلمه مع سرعة المركبة، وهو الأمر الذي يختلف من شخص لآخر، إلا أنه في أغلب الأحيان يجب تخفيف السرعات على الطرقات في أوقات الضباب والأمطار لسهولة التحكم في السيارة.

مسارات

ولفت اللواء الزفين إلى أن تشغيل إشارات الانتظار أفضل من عدم تشغيلها وفي حالة رغبة الشخص في الانتقال إلى المسار الآخر عليه أن يطفئ الإشارة، ويستخدم إشارة الانتقال، داعياً قائد المركبات إلى عدم الوقوف إلى جانب الطريق إلا للضرورة القصوى وأن يكون ذلك بعيداً عن مسار السيارات، منوهاً بأن الحوادث قد تقع نتيجة توقف تلك السيارات على جانب الطريق وعدم وضوح الرؤية، التي تختلف حسب حجم الضباب وكثافته.

ومن جانبه طالب العميد سيف مهير المزروعي مدير الإدارة العامة للمرور في شرطة دبي جميع السائقين باتباع النصائح والإرشادات التي تطلقها جميع الجهات في الدولة كي تكون طرقنا آمنة، مشيراً إلى أن الحوادث المرورية، التي تقع أثناء الضباب أو في الأجواء الماطرة تكون خطرة جداً، نتيجة لتدني مستوى الرؤية لدى السائقين، خاصة إذا كانت القيادة بإهمال وبسرعة كبيرة وتهور.

وأكد أهمية استخدام جميع المركبات الأنوار في ساعات الصباح الباكر عند الخروج إلى العمل، والتوجه إلى أقرب مركز شرطة عند وقوع حوادث بسيطة لا تسفر عنها إصابات أو استخدام تطبيق شرطة دبي على الهواتف الذكية للإبلاغ عن الحوادث المرورية البسيطة، التي تتيح لأفراد الجمهور التقاط الصور للحصول على تقرير لتقدير الأضرار وتحديد المتسبب بالحادث دون الحاجة إلى الاتصال بالشرطة أو انتظار وصولها لمكان الحادث، إضافة إلى تجنب استخدام الإشارات الأربع إلا عند وقوع حادث أو لتحذير السائقين الآخرين من وجود شيء غير عادي على الطريق، حيث يؤدي استخدام الإشارات الأربع بصورة متواصلة خلال الضباب، إلى حرمان قائد المركبة من استخدام تلك الإشارات لتحديد نيته تغيير مساره، أو التحذير من أية طوارئ على الطريق.

ونبه العميد المزروعي السائقين إلى التأكد من حالات الطقس من خلال وسائل الإعلام المختلفة لتفادي الحوادث المرورية الخطرة، إضافة إلى الخروج إلى العمل في وقت كاف تفادياً للتوتر الذي يصيب السائقين في حالة التأخير عن العمل.

الضباب

وأشار المركز الوطني للأرصاد الجوية والزلازل في أبوظبي إلى أن تزايد وتيرة الضباب نتج عن حالة الطقس شديدة الاستقرار التي سيطرت على أجواء الدولة، خلال الأيام الخمسة الماضية حيث تضافرت كل العوامل المسببة لحدوث الضباب من هدوء للرياح وزيادة الرطوبة النسبية في الجو والسماء الصافية ومن ثم تشكل الضباب الكثيف على مناطق عديدة، مشيراً إلى أن الحالة قلت أمس بصورة كبيرة بسبب دخول السحب المنخفضة وتسارع الرياح الشمالية الغربية، ما يشير إلى عدم تشكل الضباب وفي حالة تشكله سيكون خفيفاً على المناطق الداخلية الجنوبية.

إرشادات

ودعت الهيئة الوطنية لإدارة الطوارئ والأزمات والكوارث السائقين إلى توخي الحيطة والحذر وإتباع الإرشادات في حالة تشكل الضباب في الصباح الباكر في بعض المناطق و في حال انعدام الرؤية وتعذر إمكانية القيادة، من الأفضل إيقاف المركبة خارج الطريق بعيداً عن حركة السير.

وحذرت الهيئة من تشكل الضباب الكثيف على الطرق الخارجية، من خلال مجموعة من الرسائل التوعوية على موقعها الإلكتروني، مشددة على ضرورة مراقبة التغيرات الجوية والاستماع ومشاهدة نشرات الأحوال الجوية ووسائل الإعلام الرسمية المختلفة، وطالبت مستخدمي الطرق توخي الحيطة والحذر أثناء القيادة على الطرق الخارجية لتدني الرؤية الأفقية في بعض مناطق الدولة في حالات تقلبات الطقس.

سرعات

وأكد المقدم سعيد عبيد مدير إدارة المرور والدوريات في القيادة العامة لشرطة أم القيوين وقوع حوادث مرورية متوسطة مساء أول من أمس في الإمارة، بسبب الضباب الكثيف الذي غطى مناطق واسعة.

وأضاف أنه تم تحذير سائقي المركبات من مخاطر الطريق والقيادة غير الآمنة وعدم التقيد بالإرشادات المرورية خاصة عند تقلبات الأجواء وسقوط الضباب المفاجئ وعدم وضوح الرؤية، الأمر الذي يؤدي إلى وقوع حوادث مأساوية، مبيناً أن إدارة المرور والدوريات كثفت من تواجدها في الطرق الداخلية والخارجية وهي تعمل بنظام المناوبة.

رياح نشطة

حذر المركز الوطني للأرصاد الجوية والزلازل أمس، من ارتياد البحر أو ممارسة الرياضات البحرية اعتباراً من ليل الخميس وحتى يوم الأحد المقبل، بسبب اضطرابه الشديد بفعل الرياح الشمالية الغربية النشطة، والتي تؤثر أيضاً على اليابسة بإثارة الغبار والأتربة وتدني مدى الرؤية الأفقية، ونصح بأخذ الحيطة والحذر على الطرقات، بسبب تدني مدى الرؤية الأفقية في تلك الفترة بفعل الغبار والأتربة المحملة في الجو.

أقل من 100 متر الرؤية الأفقية على الطرقات

قالت شرطة أبوظبي ممثلة بمديرية المرور والدوريات إن بعض الطرق الخارجية وخاصة خلال ساعات الصباح الأولى انعدم فيها مستوى الرؤية الأفقية لأقل من 100 متر أحياناً خلال اليومين الماضيين، بسبب تشكل الضباب الكثيف، ومنها على سبيل المثال طريق أبوظبي- دبي وطريق أبوظبي- الغويفات وطريق أبوظبي- العين بسبب كثافة الضباب، داعية السائقين إلى إلغاء الرحلة عند الضرورة في مثل هذه الأحوال الجوية السائدة.

دوريات

وقال العقيد جمال العامري مدير العلاقات العامة في مديرية المرور والدوريات في شرطة أبوظبي إنه لم تسجل حتى الآن أي حوادث تذكر خلال الأيام الماضية بسبب الضباب مؤكداً تكثيف الدوريات المرورية على الطرق الخارجية وفي بعض المناطق التي تشهد ارتفاعاً في مستوى الضباب لتحذير السائقين وتوجيههم.

وحذر سائقي المركبات ومستخدمي الطرق من استخدام الإشارات الأربع التحذيرية «أضواء الخطر»، أثناء تشكل الضباب، ونشرت عبر وسائل التواصل الاجتماعي، تحذيرات بهذا الخصوص، بهدف الحفاظ على سلامة وأمن الطرق.

وأكد أن الإشارات التحذيرية الأربع في حال استخدامها خلال الضباب، تشكل خطراً على المركبات التي تكون في الخلف، حيث تشتت ذهن السائق في المركبة الخلفية، بحيث لا يمكن أن يحدد اتجاه المركبة التي أمامه، وبالتالي، قد تؤدي إلى حوادث خطرة.

إشارات

وأوضح أن استخدام الإشارات التحذيرية الأربع، يجب أن يكون بضوابط وشروط، منها وجود خطر في نهر الطريق، مثل حادث أو جسم صلب، وبالتالي، يمكن للسائق أن يستخدم تلك الإشارات، مع الحرص على الوقوف التام على الجانب الأيمن من كتف الطريق، حتى لا يربك السائقين الآخرين. وأكد العامري أن مديرية المرور والدوريات، تبث باستمرار رسائل تحذيرية للسائقين، عبر وسائل التواصل الاجتماعي أو الإعلام حول تشكل الضباب، والذي من المعروف أنه يزداد كثافة ما بين شهر فبراير إلى غاية أبريل من كل عام على مناطق متفرقة من الدولة، وبشكل خاص في ساعات الصباح الأولى. ودعا العامري السائقين إلى ضرورة التقيد بإجراءات السلامة خلال الضباب، وترك المسافة الكافية بين المركبات، مؤكداً أن المديرية لديها خطة طوارئ لتأمين السلامة في حال تشكل الضباب.

المصدر: البيان