العبادي يعلن رسمياً انهيار «دولة الخرافة الداعشية»

أخبار

أعلن رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي أمس، انهيار «دولة الخرافة الداعشية» وتحرير مدينة الموصل بمحافظة نينوى، من تنظيم «داعش» بكاملها من مقر العمليات المشتركة وسط الموصل، مطلقاً مرحلة «البناء وتطهير الجيوب الداعشية». في حين أعلنت مصادر برلمانية أن القوات العراقية قتلت 28 ألف «داعشي» في معركة الموصل التي بدأت في أكتوبر عام 2016. فيما اعتبر التحالف الدولي استعادة الموصل تماماً من «داعش» ضربة قاصمة للتنظيم.

وقال العبادي، وهو يرفع العلم العراقي ووسط حشد من القوات المسلحة في الموصل في خطاب متلفز «من هنا، من قلب الموصل الحرة المحررة، أعلن النصر المؤزر لكل العراقيين»، مضيفاً أن «انتصارنا اليوم هو انتصار على الظلام، وانتصار على الوحشية والإرهاب، وانتهاء وفشل وانهيار دولة الخرافة والإرهاب الداعشي».

وأكد أن «النصر العراقي الكبير صنعه المقاتلون الأبطال والشهداء والجرحى»، مضيفاً «نحن أمام مهمة الاستقرار والبناء وتطهير جيوب داعش»، وقدم الشكر لكل الدول التي وقفت مع العراق ضد الإرهاب.

وكان العبادي وصل إلى الموصل أمس الأول والتقى بعدد من القيادات الأمنية، وقال إن التنظيم بات محاصراً في الأمتار الأخيرة من الموصل، مؤكداً أن عناصر التنظيم لم يعد أمامهم إلا تسليم أنفسهم أو الموت.

من جهته، اعتبر التحالف الدولي استعادة الموصل «ضربة حاسمة» لتنظيم «داعش»، مضيفاً أنه لا يزال يتعين تطهير بعض مناطق الموصل من العبوات الناسفة وأي فلول من «داعش».

وأعلنت خلية الإعلام الحربي أمس، إلقاء ثلاثة ملايين علم عراقي على خريطة الحدود الإدارية للموصل بمناسبة تحريرها من قبضة تنظيم «داعش» بالكامل. وقالت الخلية في بيان، إنه «في مشهد وطني بدت فيه سماء الموصل تمطر أعلاماً عراقية ابتهاجاً بعودتها كاملة إلى حضن العراق».

وكانت مصادر عسكرية قالت أمس، إن إرجاء إعلان بيان النصر، سببه احتجاز التنظيم نحو 300 رهينة في مناطق القليعات والشهوان يتخذونهم دروعاً بشرية. وأكدت المصادر لـ«الاتحاد» أن عناصر «داعش من الأجانب وهم قلة، يساومون بهؤلاء الرهائن للخروج من العراق دون اعتقالهم».

وقال القائد في قوات مكافحة الإرهاب الفريق الركن سامي العارضي، إن هناك «اشتباكات قوية هم لا يقبلون أن يسلموا». وأضاف أن «ثلاثة آلاف إلى أربعة آلاف مدني» موجودون في المنطقة. في حين ذكر مجلس اللاجئين النرويجي أمس، أنه لا يزال هناك عشرات الآلاف من المدنيين عالقين في الموصل. وقالت متحدثة باسم المجلس، إن المدنيين بقوا في المدينة خلال المعارك؛ لأن الفرار يشكل خطورة بالغة على حياتهم.

وتمكنت قوة من مكافحة الإرهاب من قتل 3 انتحاريين من «داعش» يرتدون أحزمة ناسفة في منطقة القليعات بالمنطقة القديمة في معارك الأمتار الأخيرة. وقال مصدر أمني، إن نحو 30 مسلحاً من «داعش» مازالوا يقاتلون في منطقتي الشهوان والقليعات.

من جانب آخر، أفادت مصادر استخبارية أن القوات الأمنية عثرت في الساحل الأيمن من الموصل على وثيقة تمنع تداول خبر مقتل «أبو بكر البغدادي» زعيم التنظيم. وبينت «أن القوات الأمنية وأثناء اقتحامها أحد مقار (داعش) بالموصل عثرت على وثيقة تمنع تداول خبر مقتل البغدادي، وأن (داعش) باقٍ حتى وإن قتل البغدادي».

واعتقلت قوات في جهاز مكافحة الإرهاب 6 قياديين من «داعش» كانوا محاصرين في نفق داخل منطقة رأس الكور وسط الموصل القديمة، بحسب مصدر أمني. وحررت القوات الأمنية فتاة يزيدية في الموصل، كما انتشل فريق من الدفاع المدني خمس عوائل من تحت الإنقاذ بمنطقة الميدان المحررة في الموصل.

وترددت أمس، أصداء طلقات الرصاص والانفجارات في المدينة، فيما قصف التحالف الدولي المواقع القليلة المتبقية في أيدي التنظيم.

وقال النائب حاكم الزاملي رئيس لجنة الأمن والدفاع في البرلمان العراقي، إن القوات العراقية قتلت نحو 28 ألفاً من «داعش» في معارك التحرير والعمليات العسكرية في العراق. وأضاف للتلفزيون الرسمي «أن بين القتلى 225 من قادة الدعم اللوجستي و400 قائد ميداني، و130من مؤسسي الخط الأول للتنظيم في العراق».

وأكد: «لدينا أكثر من 4 آلاف معتقل من (داعش) من نحو 86 جنسية، نسبة كبيرة منهم من دول شرق آسيا وتونس واليمن ومصر والجزائر، ودول عربية أخرى وجنسيات أوروبية، وحصلنا منهم على معلومات أمنية خطيرة تهدد دول المنطقة والعالم».

وأوضح أن «القوات العراقية في معاركها ضد (داعش) عثرت على كميات كبيرة من الأسلحة المتطورة ذات المدى البعيد، مما يعكس حجم الدعم الذي يتلقاه التنظيم من الخارج، ووثائق وملفات خطيرة عن توجهاته المستقبلية، وبالتالي على دول العالم التعاون مع العراق في مجال مكافحة الإرهاب وليس التفرج عليه».

من ناحيتها، قالت ليز جراندي منسقة الأمم المتحدة للشؤون الإنسانية بالعراق «من المريح معرفة أن الحملة العسكرية في الموصل تنتهي، قد يكون القتال انتهى لكن الأزمة الإنسانية لم تنته، فقد الكثيرون ممن فروا كل شيء، إنهم بحاجة للمأوى والغذاء والرعاية الصحية والماء والصرف الصحي ومعدات الطوارئ، ومستويات الصدمة التي نشهدها من بين الأعلى على الإطلاق».

وأصدرت 28 منظمة إنسانية عاملة في العراق بياناً، طالبت فيه بدعم دولي لجهود إعادة البناء، وحضت السلطات عدم الضغط على المدنيين للعودة. وأثار البيان مخاوف حيال العراقيين الذين ما زالوا في المناطق الخاضعة لسيطرة تنظيم الدولة الإسلامية، بما في ذلك بلدتا تلعفر والحويجة في الشمال، فضلاً عن أراض في غرب محافظة الأنبار.

في غضون ذلك، أعلنت القوات الأمنية أمس، مقتل 3 انتحاريين يرتدون أحزمة ناسفة وشرطي وسط قضاء هيت بمحافظة الأنبار.

وقال النقيب بشرطة هيت مجيد النمراوي، إن الانتحاريين حاولوا الدخول إلى هيت لتفجير أنفسهم وسط المدنيين، غير أنه تم اكتشاف أمرهم ومطاردتهم فقتلهم بالنهاية.

إلى ذلك، أفاد بيان عسكري بمقتل 13 عنصراً من «داعش» في قصف للطيران الحربي العراقي، استهدف مواقع للتنظيم في قضائي راوة وعانه التابعين للمحافظة.

المصدر: الاتحاد