العين تشيع جثمان شهيد الإنسانية عبدالله محمد عيسى الكعبي

أخبار

في مشهد مهيب، شيع المئات من أهالي مدينة العين عصر أمس السبت، جثمان الشهيد عبدالله محمد عيسى الكعبي، أحد شهداء الإمارات في تفجير قندهار، عقب أداء صلاة الجنازة في مسجد الشهيد عبدالعزيز سرحان الكعبي في منطقة الفوعة.

وتقدم الجموع في أداء صلاة الجنازة، الشيخ شخبوط بن نهيان بن مبارك آل نهيان، والدكتور علي سالم الكعبي، مدير مكتب وزير شؤون الرئاسة، وكبار ضباط القوات المسلحة.

وعقب انتهاء الصلاة حمل كبار ضباط القوات المسلحة، وذوو الشهيد الجثمان ملفوفاً بعلم الإمارات إلى مقبرة الفوعة فيما شارك المئات في تشييع جثمان الشهيد.

من جهة اخرى، قدم الفريق سمو الشيخ سيف بن زايد آل نهيان، نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الداخلية، واجب العزاء لأسرة الشهيد.

والد الشهيد

وفي خيمة العزاء الواقعة في منطقة الفوعة والتي امتلأت بصفوف المعزين الذين وفدوا من كل مناطق العين لتقديم واجب العزاء في مشهد يعكس التلاحم بين الأهالي والسكان من مواطنين ومقيمين هالهم نبأ استشهاد الكعبي خلال مهمته الإنسانية في أفغانستان، وكان المشهد مؤثراً حيث بدا والد الشهيد متماسكاً وهو يتلقى العزاء في ابنه.

وقال والد الشهيد إنه يشعر بالفخر والاعتزاز بنيل ابنه للشهادة وهو يؤدي مهمة إنسانية الهدف منها إنشاء دار للأيتام. وأضاف أن الحزن موجود على فراق الابن ولكن ما مسح دمعتنا ذلك الالتفاف الكبير الذي أحاطتنا به قيادتنا والمعزون من المواطنين والمقيمين، وهو ما يؤكد حرص القيادة على التواصل مع أبناء شعبها في السراء والضراء.

وضرب الوالد مثالاً في الصبر والإيمان بقضاء الله وقدره عندما قال «إنني أعتز بأن ابني نال الشهادة وهو يؤدي مهمة إنسانية وأبتهل الى المولى عز وجل أن يرزقه الفردوس الأعلى وأن يحفظ للإمارات قيادتها الرشيدة التي كانت أول المعزين في الشهيد وهو ما خفف من أحزاننا الكثير».

شقيق الشهيد

وأشار إبراهيم محمد عيسى الكعبي، شقيق الشهيد، إلى أن آخر اتصال مع شقيقه الشهيد كان قبل أسبوع من استشهاده حيث اطمأن خلاله على أحوال أهله وأصدقائه، مضيفاً انه كان دائم الحديث عن الأوضاع الإنسانية القاسية التي يعيشها أبناء الشعب الأفغاني وأهمية الدور الإنساني الذي تلعبه الإمارات هناك، مشيرا إلى أن الشهادة التي نالها شقيقه لطالما كانت أمنيته.

وقال أحمد محمد عيسى الكعبي، شقيق الشهيد: كان معروفاً عن أخي حسن الخلق وسعة الصدر وأنه كان مثالا للشاب الإماراتي، مؤكدا أن الغدر الذي تعرض له أبناء الإمارات في أفغانستان يعكس ما تضمره أيادي الجماعات الإرهابية من حقد وضغينة أعمت قلوبها وجعلها لا تفرق بين من يقوم بفعل الخير للمحتاجين وبين من يغتصب حقوقهم ويهلك أرواحهم، مشيرا إلى أن الحادثة لن تؤثر في معنويات أبناء الإمارات وستحفزهم للمزيد من فعل الخير أينما وجدوا متخذين في ذلك قيادتهم الحكيمة مثلاً أعلى.

قيمة العطاء

ويرى عبدالله الكعبي أن استشهاد ابن الإمارات الكعبي وإخوانه الذين لاقوا وجه ربهم الكريم في حادثة التفجير بأفغانستان دليل على أن المخربين لا يعرفون قيم العطاء وأن أهدافهم التخريبية تتضح للعالم يوما تلو الآخر، مضيفا أن شهداء العمل الإنساني ما هم إلا رسل سلام تركوا أهلهم وذويهم من أجل مساعدة إخوانهم في أفغانستان ضمن جهود الدولة لرفع المعاناة عن الشعوب المحتاجة وبالتالي فهم سفراء للخير يستحقون أن تثمن جهودهم ولكن دعوات الشر العمياء تتربص بأمثال هؤلاء لتغتال تلك الجهود وهو ما لن يتحقق لهم وستخيب آمالهم طالما يقف خلفها رجال أمثال شهداء الإمارات.

عون وسند

ويقول محمد خميس الكعبي إن قوة الإرادة والعزم على مساعدة الأشقاء هو النهج الذي انتهجته دولتنا وقيادتنا الرشيدة وأن تقديم الشهداء في مجالات الخير والعطاء لن يضعف عزيمة أبناء الإمارات بل يزيدهم إصراراً وقوة لأن شعب الإمارات وجد لأن يكون عوناً وسنداً لأشقائه المحتاجين أينما كانت أراضيهم ونحن كمواطنين لهذه الدولة نفخر بأن يكون بيننا من أمثال هؤلاء الشهداء ونؤكد جاهزيتنا لتلبية نداء الواجب ورغبتنا في اللحاق بمن سبقنا من الشهداء في سبيل إحقاق الحق ورفع الظلم عن المظلومين ومساعدة المحتاجين.

تضحيات الإمارات

ويؤكد محمد الشامسي أن التضحيات التي تقدمها دولة الإمارات هي تضحيات كبيرة وأن الشهداء الذين قدمتهم الدولة يمثلون كوكبة من خيرة شبابها سخروا أنفسهم لفعل الخير ولمساعدة من يحتاج إلى مساعدة دون خوف من موت، مضيفا أن قيادة الإمارات وشعبها يؤمنون بأهمية فعل الخير ويسعون لتقديمه.

قنصل أفغانستان: التحقيقات جارية

أعرب عبدالصمد أفغان، القنصل العام لجمهورية أفغانستان الإسلامية لدى الدولة عن بالغ حزنه ومواساته لأسر شهداء التفجير الغاشم الذي استهدف بعثة الإمارات الدبلوماسية في قصر الضيافة بقندهار.

وقال: حزننا على الشهداء لا يقل عن حزن شعب الإمارات على أبنائها لاسيما أن الانفجار وقع في الأراضي الأفغانية.

وأضاف أن حكومة بلاده أدانت التفجير الغاشم الذي تم تنفيذه بأياد أجنبية وقال إن التحقيقات لاتزال متواصلة لمعرفة من يقف خلف الواقعة المؤسفة.

وأضاف القنصل خلال حضوره مراسم تشييع الشهيد الكعبي في العين باسم الحكومة الأفغانية أعزي شعب الإمارات في مصابه الجلل وأتمنى للمصابين الشفاء العاجل.

الأيادي الخبيثة

وأعرب محمد جمعة الكعبي عن فخره باستشهاد الكعبي وقال إن الشهادة تعتبر من أسمى المراتب عند الله عز وجل وأن الشهيد الكعبي وإخوانه الشهداء نالوا هذه المرتبة التي يتمنى أي مسلم نيلها، معتبراً أن الأيادي الخبيثة التي وقفت وراء التفجير الغاشم لن توقف جهود الإمارات وشعبها في مواصلة العطاء وستظل هذه الحادثة محفزاً لهم لفعل الخير الذي عرفت به دولتهم بين جميع دول العالم.

المصدر: الخليج