الغارات الأردنية تطارد رؤوساً كبيرة في «داعش»

أخبار

واشنطن، لندن، بيروت – «الحياة»، رويترز- شنت المقاتلات الأردنية أمس مزيداً من الغارات على مواقع تنظيم «داعش»، في عملية جوية واسعة بدأت عمان تنفيذها أول من أمس انتقاماً لمقتل الطيار الأردني معاذ الكساسبة الذي أحرقه التنظيم حياً. وتشمل العملية استهداف رؤوس كبيرة في «داعش». وجاءت الغارات على وقع تظاهرة شعبية عارمة خرجت بعد صلاة الجمعة في عمّان، تتقدمها زوجة العاهل الأردني الملكة رانيا العبد الله، للمطالبة بـ «الثأر» لإعدام الطيار، ودك معاقل «داعش» في سورية والعراق.

ومن المنتظر أن يحيل البيت الأبيض على الكونغرس قريباً مشروع قرار يطلب فيه تفويضاً باستخدام القوات الأميركية في الحرب على «داعش» في سورية والعراق. وفي هذا الصدد، لم يستبعد وزير الخارجية الأميركي جون كيري إرسال قوات برية. وكان مسؤول عسكري أميركي أعلن أول من أمس أن الولايات المتحدة نشرت شمال العراق طائرات وطواقم متخصصة في عمليات البحث والإنقاذ لتسريع إنقاذ طياري التحالف الدولي الذي تقوده ضد «داعش» في حال إسقاط طائراتهم.

وفي إطار رد الفعل على مقتل الكساسبة، علمت «الحياة» من مصادر أردنية موثوق بها، أن الأردن سيوسع عملياته الجوية ضد التنظيم، وأن اجتماعاً جديداً جمع الملك عبد الله الثاني بكبار مسؤولي الدولة السياسيين والعسكريين والأمنيين، أكد فيه الملك إصرار الحكم على الانخراط في التحالف الدولي حتى النهاية، ولكن بصورة أكثر فاعلية من السابق، بما يضمن «سحق» المعاقل التابعة لـ «داعش».

وقالت المصادر إن الأردن لن يدخل على المدى القريب أو المتوسط في حرب برية ضد التنظيم، لكن هذا السيناريو غير مستبعد على المدى البعيد. وأضافت أن الأردن بدأ يضاعف طلعاته الجوية التي كانت تقدر يومياً بـ10 لتصل حالياً إلى عشرات الطلعات، متوقعة ارتفاعها إلى مئات.

وتوقعت أن تركز عمان مستقبلاً على تنفيذ عمليات «خاطفة» و «دسمة» تستهدف رؤوساً كبيرة في «داعش»، مستعينة ببنك معلومات ضخم يمتلكه جهاز الاستخبارات الأردنية وبنك المعلومات الخاص بالولايات المتحدة.

وتوقع أحد الخبراء العسكريين الذين تحدثت إليهم «الحياة»، تنفيذ هذا السيناريو بواسطة غارات جوية دقيقة، وعمليات إنزال سريعة، مهمتها تصفية قيادات بارزة في التنظيم.

واستذكر الخبير مشاركة الأردن في العملية الأميركية التي استهدفت زعيم تنظيم «القاعدة في بلاد الرافدين» الأردني أبو مصعب الزرقاوي في غارة جوية عام 2006 عقب تفجيرات عمّان التي أودت بعشرات الضحايا.

وكان الجيش الأردني أعلن في بيان أول من أمس، أن طائراته «هاجمت مراكز تدريب للتنظيم الإرهابي ومستودعات أسلحة وذخائر، وتم تدمير كل الأهداف التي هوجمت». وأوضح أن العملية تمت «وفاء للشهيد الطيار معاذ الكساسبة، وفي عملية أطلق عليها اسمه، ورداً على العمل الإجرامي الجبان الذي نفذته عصابة الغدر والطغيان» بإحراق الطيار حياً.

وأكد وزير الخارجية الأردني ناصر جودة أمس، أن الضربات الجوية التي نفذتها عشرات المقاتلات الأردنية أول من أمس «ليست سوى بداية الانتقام» لقتل الطيار.

في السياق ذاته، قال مسؤولون في محافظة نينوى، إن سلاح الجو الأردني شن غارات على معاقل «داعش» في الموصل أسفرت عن قتل أكثر من 35 عنصراً من التنظيم.

ونقلت تقارير أميركية، بينها تقرير لـ «نيويورك تايمز»، إعلان «داعش» مقتل الرهينة الأميركية الأخيرة في يد التنظيم والكشف عن اسمها، وهي كايلا جان مولر التي كانت تعمل لدى منظمة إنسانية لمساعدة السوريين.

ونقلت التقارير الأميركية عن موقع «سايت» الاستخباراتي أن «داعش» أصدر بياناً أعلن فيه أن الرهينة الأميركية قُتِلت خلال غارة أردنية استهدفت التنظيم في 6 شباط (فبراير) الجاري في محافظة الرقة. وكانت الإدارة امتنعت عن ذكر اسم الرهينة حفاظاً على سلامتها، وهي آخر رهينة أميركية بيد التنظيم بعد قتله عبد الرحمن كاسيغ وستيفن سوتلوف وجايمس فولي.

وأعلنت واشنطن أنه «لا يمكن التأكد» فوراً من خبر مقتل الرهينة.

إلى ذلك، أفاد «المرصد السوري لحقوق الإنسان» بأن «داعش» أحالت على المحاكمة رجل دين اعترض على قتل الطيار الأردني حرقاً. وأوضح مدير المرصد رامي عبد الرحمن، أن رجل الدين، وهو سعودي، عبّر عن اعتراضه خلال اجتماع للهيئة الشرعية المحلية في بلدة الباب في محافظة حلب، وطالب بمحاكمة المسؤولين عن حرق الطيار، ولفت عبدالرحمن إلى أن التنظيم قد يقتل رجل الدين بعد أن نحّاه من منصبه.

المصدر: الحياة