القرقاوي: شركات المعلومات ستكون أقوى من الحكومات خلال 10 سنوات

أخبار

قال وزير شؤون مجلس الوزراء والمستقبل رئيس القمة العالمية للحكومات، محمد بن عبدالله القرقاوي، إن 47% من الوظائف ستختفي خلال السنوات القليلة المقبلة بسبب الذكاء الاصطناعي، معتبراً أن «نفط المستقبل سيكون في البيانات التي ستجعل الشركات التي تستثمر فيها تعرف عن الشعوب أكثر بكثير مما تعرفه الحكومات، لذا ستكون تلك الشركات خلال الـ10 سنوات المقبلة أقوى بكثير من الحكومات».

جاء ذلك، خلال جلسة افتتاح أعمال اليوم الأول للقمة العالمية للحكومات، التي انطلقت أمس.

وتفصيلاً، انطلقت أمس أعمال اليوم الأول للقمة العالمية للحكومات، وتحدث محمد بن عبدالله القرقاوي خلال جلسة مشتركة مع مؤسس ورئيس المنتدى الاقتصادي العالمي (دافوس)، البروفسور كلاوس شواب، عن أهم التحديات التي سيشهدها العالم خلال العام الجاري والأعوام القليلة المقبلة.

وقال القرقاوي، إن العالم سيشهد تغييرات وتطورات خلال الـ30 عاماً المقبلة أسرع مما شهدته الحضارة البشرية خلال الـ3000 سنة الماضية، مشيراً إلى أنه يتوقع أن يضاف إلى الناتج العام العالمي من خلال الذكاء الاصطناعي فقط 15 تريليون دولار بحلول عام 2030، أي أضعاف مبيعات النفط عالمياً.

وأضاف أن 47% من الوظائف ستختفي خلال السنوات القليلة المقبلة بسبب الذكاء الاصطناعي، لافتاً أن شركتين كبيرتين في العالم، هما «غوغل» و«بايدو» الصينية، تستثمران 30 مليار دولار في الذكاء الاصطناعي، لأنهما تعلمان أن نفط المستقبل في البيانات، وأن ما يستثمر اليوم في الذكاء الاصطناعي يفوق ما يستثمر في التنقيب عن النفط، وتالياً ستكون ثروات نفط المستقبل قوامها المعلومات والبيانات.

• 15 تريليون دولار ناتج عام عالمي متوقع من الذكاء الاصطناعي بحلول 2030.

وأضاف أن مكتشفي الثروات والمنقبين في هذا العصر هم المبرمجون، مقارناً بين أكبر خمس شركات في العالم، منها «غوغل» و«أمازون» و«مايكروسوفت»، وأكبر خمس شركات قبل 10 سنوات، وتبين أن القاسم المشترك بينها هو العمل والاستثمار في البرمجيات.

وتابع القرقاوي «تلك الشركات التي تستثمر في البيانات تعرف عن الشعوب أكثر بكثير مما تعرفه الحكومات، وخلال الـ10 سنوات المقبلة ستكون المعلومات ملكاً لتلك الشركات، التي ستصبح بذلك أقوى بكثير من الحكومات».

وأوضح أن «كمية الأجهزة الحديثة التي باتت تخدم الإنسان، من روبوتات ووسائل نقل وآلات ومعدات تقنية علمية وطبية، فضلاً عن أجهزة تترجم وتكتب، وأحياناً تعد مقالات وبيانات صحافية، وتجري أبحاثاً ودراسات علمية وقانونية، وتتواصل مع غيرها من أجهزة، تثبت أن الحياة دبت في كل ما كنا نعتبره جماداً، ليتحول إلى طاقة متقدمة تنفذ عمليات دقيقة ومعقدة».

ولفت القرقاوي إلى أنه «ستضاف سنوات إلى عمر الإنسان بسبب التطور الهائل في التقنيات الطبية والعلمية، فبعد 27 عاماً من الآن سيتم التمكن من تحميل ونقل عقل وذاكرة الإنسان إلى شبكة المعلومات».

وقال «لابد للحكومات أن تستعد في طريقة التفكير، ويجب عليها أن تكون واعية في منطقتنا، إذ إن النصر أو الهزيمة سيحدث بوتيرة أكثر سرعة».

وأكمل «هدف القمة ليس فقط قراءة ما سيؤول إليه الحال خلال السنوات المقبلة، بل أيضاً البحث في طرق صياغة الخطط التي ستغير وجه العالم في كل المجالات، كما ستحاول الإجابة عن أسئلة كثيرة، من بينها إعادة كتابة التاريخ في ظل نشوء الدول الافتراضية».

وتابع القرقاوي أن «جلسات القمة تهدف إلى رصد الإجابات، وطرح المقترحات لأفضل السبل والحلول للتعامل مع كل تلك التحديات التي ستفرضها التغيرات خلال السنوات المقبلة».

من جهته، حدد مؤسس ورئيس المنتدى الاقتصادي العالمي (دافوس)، البروفسور كلاوس شواب، عدداً من المخاطر التي تهدد مستقبل العالم خلال السنوات القليلة المقبلة، على رأسها الخطر الجيوسياسي، الذي نشأ عن الانتقال من عالم متعدد الأقطاب إلى عالم أحادي القطب، ومن عالم يحمل مفهوماً واحداً، حيث كان كل شعب ينغلق على عالمه، إلى عالم متعدد القيم والثقافات، ما أدى إلى نشوء النزاعات والخلافات.

واعتبر أن السنوات المقبلة ستشهد مزيداً من الضعف والهشاشة في البنيان الأمني على مستوى العالم، بسبب تلك الخلافات والنزاعات، مضيفاً أن من بين المخاطر أيضاً انعدام المساواة في الدخل على مستوى الفرد والحكومات.

وأشار إلى أن النمو الاقتصادي العالمي يجب أن يكون أكثر شمولية، وأن يتصف بالاستدامة، متابعاً أن الأمن الإلكتروني يعد من أكبر التحديات والمخاطر، حيث يمكن اختراق اقتصاديات وأنظمة الدول، وشل حركتها تماماً، بشكل يشبه ما يمكن أن يتعرض له الفرد من هجوم وسطو على أمواله أثناء قيادته على الطريق السريع.

وأضاف شواب، أن الاجتماع الأخير للمنتدى الاقتصادي العالمي أظهر ضرورة التركيز على قضيتين أساسيتين، الأولى مسؤولية الحكومات في إيجاد وظائف وخيارات بديلة أمام الشباب، نتيجة تلاشي الوظائف بسبب الذكاء الاصطناعي، والثانية قضية المساواة بين الجنسين من حيث جودة ونوعية الفرص، وليس من ناحية عدد الفرص.

وأكد أنه يجب العمل على تغيير طريقة التفكير والثقافة، بما يضمن تقبل القيم الأنثوية تماماً كما يتم تقبل القيم الذكورية، والسماح للقيم الأنثوية بأن تدمج في كل مجالات العمل والإنتاج.

وأعرب عن إعجابه الكبير بما تحرزه دولة الإمارات من تقدم نحو منح المرأة فرصاً حقيقية لإثبات ذاتها والتعبير عن طاقاتها وإمكاناتها.

وأكد أنه لم يسبق لسرعة التغيير أن تبلغ تلك السرعة كما ستبلغها خلال العام الجاري، كما أن سرعة التغيير لن تكون أبداً بذلك البطء الذي ستكون عليه خلال العام الجاري، مقارنة مع الأعوام المقبلة.

المصدر: الإمارات اليوم