المال القطري.. شريان حياة للإرهابيــين يطيل المأساة السورية

أخبار

أعاد تنظيم «القاعدة» في سورية تشكيل تحالفاته بعد سلسلة إخفاقات مُني بها خلال الشهور الماضية، ما يثير علامات استفهام بشأن دور قطر في إعادة شحذ قدرات التنظيم الإرهابي لعرقلة جهود دولية وعربية تسعى إلى وضع حد للمأساة السورية.

وكان تنظيم «القاعدة» في سورية يعمل تحت لافتة «جبهة النصرة»، قبل أن يعيد تدوير مسمياته لتأمين الدعم القطري، بعد أن أدرجت الجبهة على قائمة التنظيمات الإرهابية. ويعمل التنظيم الإرهابي حالياً تحت اسم «جبهة فتح الشام»، وأصبح فصيلاً رئيساً في تحالف أوسع تحت مسمى «هيئة تحرير الشام».

وخلال الأسابيع الماضية، تشكل في محافظة حماة ما يسمى بـ«جيش حماة»، وضم تشكيلات من «لواء عبدالله عزام» التابع لـ«أحرار الشام»، وكتائب من «لواء الإيمان»، و«كتيبة أسود الحرب»، ولواء «أهل البيت»، و«لواء أسود الإسلام» التابع لـ«جند الشام»، و«لواء المجد» التابع لـ«أجناد الشام»، وانضم الجيش إلى تحالف «هيئة تحرير الشام»، بحسب تقارير محلية ونشطاء سوريين.

كما أعاد التنظيم الإرهابي تحالفاته بغوطة دمشق في مواجهة «فيلق الرحمن» الذي وقّع في القاهرة، الشهر الماضي، هدنة مع وزارة الدفاع الروسية.

• تأمل (جبهة النصرة) الإرهابية، المدعومة من قطر، تفجير الوضع الميداني في الساحات السورية، التي شهدت توافقات على تهدئة جبهات عدة خلال الأسابيع الماضية.

ويأمل التنظيم الإرهابي المدعوم من قطر، على ما يبدو، تفجير الوضع الميداني في الساحات السورية، التي شهدت توافقات على تهدئة جبهات عدة، خلال الأسابيع الماضية، برعاية مصرية – روسية في حمص والغوطة الشرقية، بالإضافة إلى هدنة أخرى في محافظات الجنوب السوري، جرت برعاية أميركية – روسية – أردنية، ما فتح آفاقاً لإمكانية البدء في حلحلة مسار الحل السياسي.

وخلال السنوات الماضية، اعتمدت «جبهة النصرة» في تمويلها على عمليات الخطف للحصول على فديات أتت جميعها من قطر، التي أدت دور الوسيط الوحيد بين «الجبهة» والجهات الدولية.

وفي أواخر عام 2012 طلبت «جبهة النصرة» فدية بقيمة 30 مليون دولار لإطلاق سراح الصحافي الأميركي، ثيو كيرتيس، وهي الصفقة التي تمت برعاية قطرية، في أغسطس 2014، حيث سلم كيرتيس إلى قوات حفظ سلام في مرتفعات الجولان، وقبل تسليم الصحافي الأميركي بنحو خمسة أشهر كانت الدوحة أنجزت بالفعل صفقة أخرى بإطلاق سراح 13 راهبة اختطفن في ديسمبر عام 2013 من مدينة معلولا بريف دمشق، ما وفر للتنظيم 16 مليون دولار أخرى.

واستمر الإشراف القطري على التدفقات النقدية لتنظيم القاعدة الإرهابي في سورية عبر عمليات أخرى، من بينها إطلاق سراح خمسة من أعضاء منظمة «أطباء بلا حدود» و45 جندياً من دولة فيجي ضمن فريق المراقبة في الجولان، وإطلاق سراح 16 جندياً لبنانياً، وقد تمت هذه الصفقات أمام شاشات العالم برعاية قطرية.

وإلى جانب الإشراف على صفقات «القاعدة» في سورية، كانت وزارة الخزانة الأميركية قدمت، في ديسمبر 2013، تقريراً مفاده أن «منظمة الكرامة» القطرية تقدم دعماً مالياً لتنظيمات إرهابية تابعة لـ«القاعدة» في اليمن وسورية والعراق، ما جعلها عملياً جسراً لنقل الأموال القطرية إلى تلك الجماعات.

وأدرجت الخزانة الأميركية والحكومة البريطانية رئيس منظمة الكرامة، وهو دكتور جامعي كان أستاذاً في قسم التاريخ بجامعة الدوحة، يدعى عبدالرحمن بن عمير النعيمي، في قائمة داعمي الإرهاب.

وأشار تقرير الخزانة الأميركية إلى أن النعيمي أحد أهم داعمي الإرهاب، وممول رئيس لتنظيم «القاعدة» في اليمن وسورية والعراق والصومال.

واستمراراً لعلاقات الدوحة بالتنظيم الإرهابي بمسمياته المختلفة، قادت قطر مفاوضات للوساطة بين ميليشيا «حزب الله» اللبنانية و«جبهة النصرة»، لتأمين خروج عناصره من جرود عرسال على الحدود اللبنانية – السورية، باتجاه إدلب السورية التي بدأ التنظيم حشد عناصره فيها.

وتشير التحركات الأخيرة لـ«جبهة النصرة» إلى أن حصول التنظيم الإرهابي الموالي لـ«القاعدة» على دعم قطري على الأرجح، وفّر له القدرة على تأمين خط إمداد لم يستطع جيش النظام السوري الاقتراب منه طوال السنوات الست الماضية، عبر الأراضي التركية من خلال معبر باب الهوى في إدلب، وحشد عناصره الإرهابية في إدلب التي باتت محمية بتدشين تشكيلات جديدة للتنظيم الإرهابي في حماة المتاخمة لها.

المصدر: الإمارات اليوم