انطلاق المؤتمر الدولي لمكافحة الإرهاب في الرياض اليوم بمشاركة49 دولة ومركزاً وشخصيات دولية متخصصة

أخبار

تنطلق في الرياض اليوم السبت فعاليات المؤتمر الدولي المعني بتعاون الأمم المتحدة مع مراكز مكافحة الإرهاب بعنوان” تشجيع الشركاء على المساهمة في بناء القدرات” والذي تستضيفه المملكة بالتنسيق مع الأمم المتحدة ممثلة في (سكرتارية مركز الأمم المتحدة لمكافحة الإرهاب وفرقة العمل المعنية بالتنفيذ في مجال مكافحة الإرهاب) وبمشاركه حشد كبير من الخبراء والسفراء ومسؤولي مراكز مكافحة الإرهاب في العالم. ويفتتح المؤتمر نيابة عن صاحب السمو الملكي الأمير سعود الفيصل وزير الخارجية ،صاحب السمو الأمير الدكتور تركي بن محمد بن سعود الكبير وكيل وزارة الخارجية للعلاقات المتعددة الأطراف وبحضور مساعد الأمين العام للأمم المتحدة، وتستمر فعالياته يومين، ويتضمن برنامج المؤتمر بالإضافة إلى الجلستين الافتتاحية والختامية عقد 4 جلسات يتم فيها مناقشة الركائز الأربع الأساسية للاستراتيجية الدولية لمكافحة الإرهاب التي تمثل محاور المؤتمر ومنها التدابير الرامية إلى معالجة الظروف المؤدية إلى انتشار الإرهاب، وتدابير منع الإرهاب ومكافحته.

وتشمل قائمة المشاركين في المؤتمر الدول الأعضاء في المجلس الاستشاري لمركز الأمم المتحدة لمكافحة الإرهاب (uncut)، وعددها (21) بالإضافة إلى الاتحاد الأوروبي والأمم المتحدة بصفة مراقب، وعدد (28) مركزاً دولياً فاعلاً في مجال مكافحة الإرهاب ، بالإضافة إلى العديد من المدعوين من حكومة المملكة والأمم المتحدة.

وكانت المملكة قد خطت خطوات هامة وملموسة في مكافحة ظاهرة الإرهاب الخطيرة وأسهمت بفعالية في التصدي لهذه الظاهرة ومن ويلاتها ونتائجها المدمرة ،وتكسرت على يد سواعد أبناء المملكة من رجال الأمن البواسل بإيمانها وبتلاحم قيادتها وشعبها تكسرت مجاديف الإرهابيين وتهاوت مبادئ أفكارهم ومنهجهم الضال بعد أن تصدى لها علماء المملكة ومشايخها وقارعوا الحجة بالحجة وفندوها وبينوا بالأدلة من الكتاب والسنة خطأها وفسادها وبطلانها.

وتصدت المملكة لأعمال العنف والإرهاب على المستويين المحلي والدولي فحاربته محلياً وشجبته وأدانته عالمياً

وفي هذا السياق قال خادم الحرمين – حفظه الله – إن الأمن في المملكة العربية السعودية بألف خير فهي صامدة كالصخر تكسرت عليه كل تلك الهجمات«.

وأضاف في حديثه – أيده الله – لصحيفة «السياسة» الكويتية نشرته يوم 30 جمادى الأولى عام 1425 ه «إننا اجتزنا مراحل الإرهاب..فنحن ذهبنا إلى رؤوس الثعابين مباشرة لنقطعها».

وأكد خادم الحرمين ثقته الدائمة في رجال الأمن والقوات المسلحة بمختلف القطاعات الأمنية، منوهاً أيده الله خلال جلسة مجلس الوزراء التي عقدت يوم الاثنين 28 محرم 1427ه بيقظة رجال الأمن وتفانيهم في خدمة دينهم ووطنهم وشعبهم وتوفيقهم بفضل الله في القضاء على فلول الإرهابيين الهاربين وإحباط المحاولة الإرهابية في محافظة بقيق التي استهدفت منشأة اقتصادية وطنية كبرى يعود نفعها على جميع أبناء الشعب السعودي..

وفي جانب إنساني وتقديرا للتضحيات التي قدموها اهتمت الدولة -رعاها الله- برجال الأمن البواسل الذين يخوضون بكل شرف المعركة ضد الإرهاب واحتضنت أبناء شهداء الواجب منهم وأسرهم واعتنت بالمصابين منهم.

وقامت وزارة الداخلية بجهود متكاملة لرفع معنويات رجال الأمن في الدفاع عن بلدهم ومحاربة أصحاب الفكر المنحرف فقدمت لهم الدعم المادي والمعنوي وتم منح أسر الشهداء منهم والمصابين والمتضررين كل ما يعينهم على مواجهة أعباء الحياة .

وفيما يتصل بالمعالجة الوقائية قامت المملكة بالعديد من المبادرات والجهود للقضاء على الفكر المنحرف والأعمال الإرهابية، وشكلت وزارة الداخلية لجنة المناصحة وهي لجنة شرعية تتكون من العلماء والدعاة والمفكرين بهدف تصحيح المفاهيم الخاطئة والمغلوطة لدى الموقوفين ونصحهم وتوجيههم إلى تعاليم الدين الإسلامي الصحيحة.

ونظمت المملكة بالتزامن مع المؤتمر الدولي لمكافحة الإرهاب حملة التضامن الوطني لمكافحة الإرهاب في مختلف مناطق المملكة شاركت فيها جميع القطاعات التعليمية والأمنية وهدفت إلى زيادة الوعي العام للتصدي للعمليات الإرهابية وتعزيز الانتماء للوطن،وأصدرت جملة من الأنظمة والتعليمات واللوائح لاستخدام شبكة الإنترنت والاشتراك فيها.

ويضاف إلى ذلك حكمة القيادة السعودية في كسب أسر المطلوبين أمنيا ممن لهم صلة بالعمليات الإرهابية إلى جانبها في معركتها ضد الإرهاب إذ لم تحملهم وزر أعمال أبنائهم ،كما عملت الدولة عبر أجهزتها الرسمية على تجفيف منابع الإرهاب واجتثاث جذوره.

وكانت النجاحات التي حققتها المملكة في مكافحة الإرهاب والإنجازات الأمنية التي سطرها رجال الأمن في إحباط الكثير من المخططات الإرهابية قبل وقوعها محل إشادة وتقدير دوليين ،حيث أشاد الرئيس الأمريكي جورج دبليو بوش في خطاب ألقاه أمام مؤتمر جمعية رؤساء تحرير الصحف الأمريكية بدور المملكة في محاربة الإرهاب.. وقال «إن الإرهابيين ارتكبوا خطأً تكتيكيا في تقديري حين هاجموا المملكة وهم يدركون الآن نتائج ذلك»، وقال منسق مكافحة الإرهاب في وزارة الخارجية الأمريكية كوفر بلاك في تصريح صحفي «إننا يجب أن نحكم على الحكومة السعودية من خلال أعمالها في ميدان مكافحة الإرهاب».

ويعد المؤتمر الدولي لمكافحة الإرهاب الذي دعت إليه المملكة وعقد بمدينة الرياض أوائل شهر فبراير عام 2005م احد جهود المملكة في مكافحة هذه الآفة العالمية في إطار دولي. وفي ذلك قال خادم الحرمين في الكلمة التي افتتح بها المؤتمر «إن المملكة كانت من أوائل الدول التي عانت من الإرهاب وحذرت من خطره وقاومته بكل شدة على المستوى المحلي والإقليمي والدولي ونحن الآن في حرب مع الإرهاب ومن يدعمه ويبرر له وسوف نستمر في ذلك بعون الله حتى القضاء على هذا الشر.. إننا سنضع تجربتنا في مقاومة الإرهاب أمام أنظار مؤتمركم كما إننا نتطلع إلى الاستفادة من تجاربكم في هذا المجال ولاشك أن تجاربنا المشتركة سوف تكون عونا لنا جميعا بعد الله في معركتنا ضد الإرهاب».

ودعا -حفظه الله-إلى إنشاء مركز دولي لمكافحة الإرهاب يكون العاملون فيه من المتخصصين في هذا المجال الهدف منه تبادل المعلومات بشكل فوري يتفق مع سرعة الأحداث وتجنبها إن شاء الله قبل وقوعها،مؤكداً ثقته في الله بأن النتيجة النهائية هي انتصار قوى المحبة والتسامح والسلام على قوى الحقد والتطرف والإجرام.

وفي ذات السياق تقدمت المملكة بمشروع قرار للجمعية العامة للأمم المتحدة يدعو لتشكيل فريق عمل لدراسة توصيات ذلك المؤتمر بما في ذلك إنشاء مركز دولي لمكافحة الإرهاب أعلنه الأمير سلطان – رحمه الله – في كلمته التي ألقاها أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة.

المصدر: الرياض