بدء تنفيذ «سفاري دبي» والإنجاز نهاية 2014

أخبار


(دبي – فادية هاني)

اعتمد صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي ،رعاه الله، تنفيذ مشروع «سفاري دبي» ، بتكلفة كلية تبلغ 150 مليون درهم، وينتهي العمل به أواخر العام المقبل، ليصبح واحداً من أبرز المشروعات السياحية والترفيهية العائلية في الإمارة.

وقال المهندس حسين ناصر لوتاه مدير عام بلدية دبي لـ«البيان» إن البلدية بدأت بالفعل بتنفيذ المشروع في منطقة الورقاء الخامسة على طريق العوير، وعلى مساحة كلية للأرض تبلغ 400 هكتار، مقسمة إلى ثلاثة أقسام تضم : حديقة حيوانات بنظام رحلات السفاري بمساحة تصل إلى 60 هكتارا، وملاعب للغولف للهواة والمحترفين على حد سواء، وحديقة الفراشات، ومناطق ترفيهية تشمل مطاعم وكافتيريا وخدمات متعددة لكافة أفراد العائلة ،وتضم ثلاثة ترفيهية، هي: سفاري دبي ، و حديقة الفراشات، وملاعب الغولف، والمناطق الترفيهية .

مرحلة التسوية

وأوضح أن البلدية أرست أعمال الوادي إلى إحدى شركات المقاولات المعتمدة بقيمة 26 مليون درهم ، ويستغرق العمل ثمانية شهور تسبقها 14 يوما للتحضير، بعد أن تم الانتهاء من مرحلة تسوية الأرض وتجهيز الموقع ، إذ تشمل مرحلة أعمال الوادي تجهيز مسطحات مائية بمساحة 11 ألف متر مربع ، بمضخات خاصة تعمل بالطاقة الشمسية الصديقة للبيئة ، مع إنشاء جسور خشبية تربط بين طرفي الوادي ، بالإضافة إلى كافة الأعمال المدنية المطلوبة.

وتم ترسية مرحلة الطرق الداخلية والبنية التحتية للمشروع على إحدى شركات المقاولات المعتمدة لدى البلدية بمبلغ 62 مليونا و315 ألف درهم، وبمدة زمنية تبلغ 8 أشهر شاملة 14 يوما للتحضير، وتضم هذه الحزمة من الأعمال: الطرق الإسفلتية، وشبكة الصرف الصحي، وشبكة مياه الشرب، وشبكة إطفاء الحريق، وشبكة الري التي تعمل ايضا بالطاقة الشمسية، بالإضافة الى أعمال البستنة والتجميل، وتزويده بالخدمات الرئيسة من طرق داخلية ، وشبكات كهرباء ومياه واتصالات ، إضافة إلى تزويده بشبكة إنارة تغطي مساحة الرصيف حتى تتمكن من القيام بأعمال المناولة والشحن خلال فترة الليل، والتجهيزات اللازمة لنقل حديقة الحيوانات القائمة حاليا في منطقة الجميرا، على ان يتم نقل الحيوانات الموجودة، وإحضار أنواع أخرى إضافية كثيرة ومتنوعة، من خلال اتفاقات تبرمها البلدية مع حدائق الحيوانات والمحميات العالمية.

لجان

وأشار لوتاه إلى أن المشروع سيتم بناؤه على مكب نفايات البناء السابق، للاستفادة من الموقع الذي ثبتت صلاحيته بعد تعديله واستصلاحه لأجل هذا الغرض، وكان موقع الحديقة محل دراسة واسعة خلال الفترة الماضية، حيث شكلت البلدية لجنتين ، الأولى عليا: لمتابعة سير العمل، والثانية: فنية متخصصة في اختيار الحيوانات وتوزيعها على الأماكن المخصصة لها طبقا لطبيعتها، وطبيعة التوزيع الجغرافي للحديقة التي ستتضمن ثلاث بيئات، الأولى محلية، وتتضمن الحيوانات والطيور المحلية، والثانية آسيوية، والثالثة إفريقية ، وسيتم بناء كل قسم من أقسام الحديقة الثلاثة بنفس الطابع الخاص بالبيئة الآسيوية والأفريقية والمحلية، وسيكون الانتقال داخل الحديقة عبر سيارات خاصة تعمل جميعها بالطاقة الشمسية الصديقة للبيئة، وستتضمن تلفريك، وألعاباً تتيح الانتقال على حبل معلق بحيث يتمكن الزائر من رؤية الحديقة من أعلى.

تصاميم مختلفة

وقال : “يضم المشروع أيضا مجموعة من الفعاليات الترفيهية والثقافية والرياضية، وما يميز هذا المشروع عن غيره يكمن في الارتقاء بالبيئة السائدة في المنطقة، إضافة إلى كون البقعة ذات تضاريس متميزة وواضحة المعالم ما يسمح بتحقيق تصاميم مختلفة بالاستفادة من تفاوت الارتفاعات القائمة على الأرض، وتمتع المشروع بعنصر التشويق الناتج عن إيجاد بيئات طبيعية مرتبطة بالبيئات المختلفة من العالم مع استخدام وسائل نقل متنوعة الحركة، ضمن أرض المشروع، ما يزيد من متعة الزوار، مع استخدام أساليب تفاعلية حديثة في المراقبة والمشاهدة والتنقل لضمان تجربة مميزة وفريدة للزوار، اذ حرصت البلدية على تحقيق التميز من خلال تنفيذ هذا المشروع عبر تحقيق قيمة بيئية عالية جداً بتحويل المكان إلى نقطة جذب سياحية وبيئة فطرية متنوعة والتضاريس المختلفة الموجودة في المواقع واعتبارها عنصراً أساسياً في تصميم المشروع، والتشويق من خلال إيجاد بيئات مختلفة من العالم، والإثارة من خلال استخدام أساليب متنوعة للنقل ضمن المشروع بالشكل الذي يزيد من عناصر المتعة لدى زوار المشروع.

ونوّه الى ان المشروع يؤكد حرص حكومة دبي على توفير احتياجات المدينة كافة من المشاريع التي تخدم الإمارة، والبلدية بدورها كمؤسسة خدمية تحرص كل الحرص على تلبية احتياجات المجتمع، وفقاً للأهداف والرؤى، وبما يتماشى مع استراتيجية الحكومة، مؤكدا حرصها على تنفيذ هذه المشاريع حسب أرقى وأفضل المواصفات العالمية المعتمدة في هذا المجال ، حيث تم الأخذ بعين الاعتبار متطلبات السلامة كافة، وفقاً للمعايير الدولية، من خلال توفير شبكة متكاملة لمكافحة الحرائق، إضافة إلى إنشاء مرافق ومراسي قوارب خاصة بخدمات الأمن والإنقاذ البحري وكذلك الدفاع المدني .

حديقة الحيوانات الجديدة

ستكون على نمط حدائق السفاري، بحيث تكون على مساحة شاسعة ومفتوحة، ويتم تنقل الزوار خلالها بالسيارات، على غرار الحدائق الموجودة في العديد من الدول مثل سنغافورة ، وتايلاند وغيرها، والاختيار الثاني أن تكون بنمط الأقفاص، وهو النمط الغالب السائد في أغلب حدائق العالم، وأن البلدية اختارت نظام الأقفاص، نظراً لمحدودية الأراضي في الإمارة، وأولوية توزيعها في المشروعات الأكثر أهمية ، وسيتم تنفيذ الحديقة بشكل يليق بالمتنزهات والحدائق ذات الميزات الخاصة التي تتمتع بها الإمارة، والتي تضاهي أفضل الحدائق في العالم ، وستتوفر بها العديد من المرافق والخدمات ، مع توفير كافة معايير النظافة والاهتمام بالحيوانات وصحتها من خلال أطباء بيطريين متخصصين سيتواجدون بشكل مستمر داخل الحديقة، والنظافة المستمرة من قبل العمال، وملاعب الغولف، التي ستكون على أحدث طراز، وستقام عليها البطولات الرياضية، إضافة إلى رحلات السفاري.

وأكد لوتاه أن بلدية دبي تولي من خلال كادرها الإداري المسؤول عن حديقة الحيوان الحالية بدبي، اهتماماً ورعاية مثلى للحيوانات من تربية ورعاية بيطرية وتغذية جيدة حسب برنامج غذائي معدٍّ وفق أفضل الممارسات العالمية، موضحا أن العمل جارٍ في موقع سفاري دبي، من خلال تنفيذ أعمال تسوية وتجهيز الطرق الداخلية والمواقف، وقد تم تجهيز المكاتب لفريق العمل الهندسي في الموقع، بالإضافة إلى أعمال البنية التحتية، وهي ضمن إجراءات المناقصات وتشمل إنجاز شبكة الري وشبكة الصرف الصحي وشبكة مياه الشرب وشبكة مكافحة الحريق.

مدير البلدية: الحديقة الزراعية تحكي تطور الإنسان وعمله بالزراعة

من المقرر ان يضم مشروع «سفاري دبي» منطقة خاصة بحديقة للفراشات ، وحديقة للأشجار الاستوائية بمساحة 18 هكتاراً، تم الأخذ في الاعتبار الخصائص المكانية للمشروع وسهولة الدخول والخروج، والارتباط بالطرق الرئيسة، حيث تكتسب الحديقة أهمية لطبيعة الموقع المخصص لها، والتصاميم المعمارية المتميزة التي ستواكب أحدث المعايير والمواصفات العالمية، والرغبة في إنشاء صرح معماري متميز يضاف إلى المشهد العمراني للإمارة، ويظهر المبنى الرئيس للحديقة بشكل بيضاوي بأجنحة تأخذ شكل حركة الفراشات.

وتضم حديقة الفراشات: البيت الزجاجي، وهو عبارة عن حدائق داخلية ومعارض زهور، وحدائق خارجية، ومشاتل ومركزا زراعيا، ومركز العلوم والأبحاث، ومعرضا للطيور، ومطاعم ومناطق خدمية، ويضم أقدم أنواع النباتات ذات الأفرع الضخمة، إضافة إلى العناصر الطبيعية كالأحجار الكبيرة، وبعض أنواع الفواكه، التي اكتشفت في زمن مبكر .

وأوضح المهندس حسين ناصر لوتاه مدير عام بلدية دبي، أن الحديقة الزراعية تحكي تطور الإنسان وعمله بالزراعة، وقيامه بزراعة الفواكه والخضراوات على شكل مصفوفات، حيث بدا الإنسان في تلك الحقبة قادراً على السيطرة على شكل أرضه وانعكس ذلك على تصميم هذا النمط من الحدائق، كما توجد الحدائق الكلاسيكية، وهي عبارة عن خطوط هندسية مستقيمة ومهذبة بشكل دقيق جداً تتخللها ممرات للمشاة أضيفت إليها بعض العناصر غير الطبيعية مثل البحيرات الرخامية الصغيرة .

وتتكون حديقة الفراشات من 27 قسماً، منها حديقة نباتات البيت الزجاجي، والحديقة البرية، وحديقة الواحة التراثية الزراعية، والجنة الكلاسيكية المعاصرة الحديثة للزهور، والفاكهة ومشتل المحاصيل، والأسرار، وحديقة نباتات الزينة والنخيل، والنباتات المائية، ومنطقة ألعاب الأطفال، ومبنى الفراشات، والبحيرة والمسرح المكشوف، ومصلى كبير، ونافورة مياه، وفراغ للعرض بلازا ، وطريق رئيسي، ومواقف للسيارات تسع 748 سيارة، وتعكس الواجهات الزجاجية الشفافة مناظر الطبيعة الخارجية، وتسمح للمارة برؤية المبنى من الداخل .

وأشار إلى أن الهدف الرئيسي من إنشائها عرض مجموعة واسعة من النباتات من بيئات مختلفة، مصنفة حسب أسمائها العلمية، وبلد المنشأ، وبالتالي إقامة أول حديقة نباتية متخصصة في الدول، تضم مجموعة رائعة من النخيل والأشجار والشجيرات، والزهور الموسمية والفواكه والخضراوات، ويوجد بها أمثلة من الحدائق العالمية مثل حديقة: وماليزيا، وتايلاند، وميسوري، وكاليفورنيا، ونيويورك، وبكين ، مبينا ان المبنى مستوحى من دورة حياة الفراشة والبيئة التي تعيش بها، إذا تم توفير البنية التحتية والمرافق اللازمة، بشكل جذاب وتفاعلي مع الزوار، وستكون بمنزلة حديقة ترفيهية، إضافة إلى كونها تعليمية وتطويرية، حيث تقدم العلم والثقافة لزوارها، وتم الانتهاء من كافة الدراسات الأولية لهذا الجزء من الحديقة.

المصدر: المصدر: دبي – البيان