تأكيدات على حلّ الدولتين وأستراليا تطالب بالاعتراف بفلسطين

أخبار

كسر الرئيس الأمريكي دونالد ترامب ورئيس وزراء «إسرائيل» بنيامين نتنياهو البروتوكولات المعتادة في لقاءات قادة الدول، بعقد مؤتمر صحفي مشترك قبيل اجتماعهما في البيت الأبيض لتوضيح مواقفهما، بعدما سرت تصريحات مسؤول أمريكي وصف بالكبير، مثل النار في الهشيم قال خلالها مستبقاً اللقاء «إنّ حلاًّ على أساس الدولتين لا يجلب السلام ليس هدفاً يريد أيّ كان أن يسعى إلى تحقيقه» وهو ما ألقى ظلالاً من الشك على الدعم الأمريكي لحلّ الدولتين.

مع ذلك كله آثر ترامب التزام الغموض عندما أكد مساء أمس الأربعاء أن حلّ الدولتين ليس الوحيد لإنهاء الصراع «الإسرائيلي» الفلسطيني. وقال «إنه يبحث حلّ الدولتين وحلّ الدولة الواحدة وسيسعد بالحلّ الذي يتفق عليه «الإسرائيليون» والفلسطينيون»، قبل أن يضيف «إن أمريكا ستشجع اتفاق سلام عظيم بين «إسرائيل» والفلسطينيين، وأن مبادرة السلام الجديدة بين الفلسطينيين و«الإسرائيليين» قد تتضمن الكثير من الدول».

في وقت شدد الأمين العام للأمم المتحدة انطونيو غوتيريس على حل الدولتين مستبقاً اللقاء بين ترامب ونتنياهو، وقال «لا يوجد حل بديل عن حل إقامة دولتين للنزاع بين الفلسطينيين والإسرائيليين،، وينبغي لنا أن نفعل كل ما يمكن القيام به للحفاظ على هذا الحل».

فيما أكد خبراء أن ترامب متذبذب في مواقفه حيال القضية الفلسطينية، فرغم تأييده خلال الحملة الانتخابية لنقل السفارة الأمريكية للقدس المحتلة إلا أنه عاد وتراجع وقال إنه يحتاج أن يبحث أكثر في القضية. وقال الكاتب روبرت دانين في مقاله بمجلة «نيوزويك» إن ترامب المؤيد للاستيطان غيّر موقفه خلال أسابيع قليلة دعم من خلاله التوسع فيه ولكنه عاد وتراجع عن ذلك وقال: «أنا لست شخصاً يعتقد أن المضي قدماً في هذه المستوطنات أمر جيد من أجل السلام». وهنا يكتب دانين «كيف يعتزم الرئيس ترامب تحقيق السلام وكيف سينجح وهو نفسه ليس متأكداً بعد من الطريقة المثلى، لذلك وليس لديه موقف واحد ثابت ولا يجري مشاورات بالطريقة المثلى مع الشركاء الإقليميين». مشيراً في هذا الصدد إلى أن التراجع عن حل الدولتين يبدو صعباً في ظل دعم الشركاء الدوليين له.

بينما اعتبر روبرت ساتلوف المحلل في معهد واشنطن لسياسات الشرق الأدنى أنه في الوقت الحالي «لا تتوافر شروط للتوصل إلى حل للسلام نظراً للهوة الهائلة بين الطرفين». وقال ساتلوف إن على واشنطن أن تتبع سياسة الخطوة خطوة بين «إسرائيل» والفلسطينيين بدلاً من «الدفع باتجاه استئناف المفاوضات الثنائية سعياً إلى حل شامل»، علماً أن المفاوضات مجمدة منذ قرابة ثلاث سنوات.

بينما سارع السفير الفرنسي في الأمم المتحدة فرنسوا دولاتر أمس الأربعاء للتأكيد على دعم بلاده لحل الدولتين في النزاع «الإسرائيلي» الفلسطيني الذي وصفه بأنه «أقوى من أي وقت مضى»، وقال دولاتر للصحافيين«لست مجبراً بالطبع على التعليق على موقف دول أخرى لكن ما يمكنني أن أقوله هو أن التزامنا بحل الدولتين أقوى من أي وقت مضى «مذكراً بالتزام الأسرة الدولية بهذه الصيغة خلال مؤتمر باريس في كانون الثاني/يناير.

في وقت اختلفت فيه ردة الفعل في القارة الأسترالية التي طالب عدد من وزراء حزب العمل حكومتهم في سيدني بسرعة الاعتراف بالدولة الفلسطينية رداً على التراجع الأمريكي، وبحسب ما نقلته(الغارديان البريطانية) فإن اثنين من وزراء الشؤون الخارجية السابقين، هما غاريث إيفانز وبوب كار، وانضم إليهم بوب هاك مارسوا ضغطاً رهيباً على زعيم حزب العمل بيل شورت لسرعة العمل من داخل الحكومة للاعتراف الدبلوماسي بفلسطين.

وفي السياق قرر البرلمان السويدي أمس تعيين مبعوث خاص لعملية السلام الفلسطيني «الإسرائيلي». وقال وزير الخارجية السويدي مارغوت والستروم الأربعاء «السويد تواصل العمل للتوصل إلى حل للصراع «الإسرائيلي» الفلسطيني وسنعين مبعوثاً خاصاً»، وعن التصريحات الأمريكية قالت الوزيرة خلال جلسة البرلمان إن بلادها ملتزمة بحل الدولتين.

بينما رأى الكاتب بيتر بومونت في «الغارديان» ان اجتماع ترامب نتنياهو رغم الضجة المثارة حوله فإنه «يجمع شخصين قابلين للاشتعال يتسمان بالأنانية ويتقاسمان رغبة هوس السيطرة وأنهما على العكس تماماً ربما يصطدمان ببعضهما البعض«، وهو ما وافقه عليه المسؤول الأمريكي السابق ارون ديفيد ميلر في مقال ل«بوليتيكو» معتبراً أن الرجلين في طريقهما في نهاية المطاف إلى الصدام نظراً للمسائل الموضوعية خاصة وأنه ليس من الواضح أين ومدى عمق نقاط الاتفاق.

المصدر: الخليج