تحذيرات من انهيار اقتصاد غزة والدخول في مواجهة عسكرية

أخبار

صدرت تحذيرات متزامنة أمس، من كل من وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين «الأونروا» وجمعية رجال الأعمال الفلسطينيين في القطاع، ووزارة الصحة المحلية، من كارثة وشيكة في غزة جراء تقليص الإمدادات الغذائية ونفاد الوقود وما يترتب عليه من انعدام الكهرباء وإغلاق المستشفيات والمؤسسات التعليمية والخدمية الأخرى. بينما حذرت مصادر أمنية إسرائيلية من أن قطاع غزة يتجه إلى الانهيار الاقتصادي والحياتي مما ينذر بمواجهة عسكرية.

وقال ماتياس شماله مدير عمليات الأونروا في قطاع غزة، إن الآثار المترتبة على وقف المساعدات الأميركية ظهرت بوضوح، حيث تعاني الوكالة من صعوبة في توفير الأموال اللازمة لشراء المواد الغذائية كمساعدات للاجئين الفلسطينيين.

وشكك شماله في تصريحات إذاعية في قدرة الأونروا على شراء المواد الغذائية الضرورية للربع الثاني بداية من أبريل حتى يونيو المقبلين بسبب نقص الأموال. وتدعم الأونروا نحو مليون شخص في قطاع غزة بمواد غذائية وتشغل 267 مدرسة و21 مؤسسة صحية هناك.

من جهته، أعلن المتحدث باسم وزارة الصحة بالقطاع أشرف القدرة، أن المولدات الكهربائية توقفت في 3 مراكز صحية إضافية هي مركز شهداء رفح، ومركز شهداء بيت حانون، ومركز شهداء الشاطئ، نتيجة نقص الوقود اللازم لتشغيل المولدات. وأوضح القدرة أن توقف المولدات جاء نتيجة نفاد الوقود وعجز المراكز الصحية عن تقديم الخدمات الصحية لمئات المرضى الفلسطينيين، محذراً من مخاطر صحية كبيرة جراء توقف المولدات الكهربائية في 3 مستشفيات و10 مراكز صحية أساسية حتى اللحظة. وطالب المجموع الوطني والهيئات الإغاثية بالتحرك الفوري لإنقاذ الخدمات الصحية التي دخلت مستويات بالغة الخطورة جراء أزمة الوقود في غزة.

من ناحيته، أكد علي الحايك رئيس جمعية رجال الأعمال الفلسطينيين بالقطاع، أمس أن ملامح حالة الانهيار الكامل بدأت تظهر جلياً على صورة الوضع الاقتصادي الذي وصل إلى مستوى غير مسبوق من التدني. وحذر الحايك في بيان صحفي، من كارثة اقتصادية وإنسانية تصيب غزة مع انعدام النشاطات الاقتصادية والتجارية بفعل الحصار الإسرائيلي، مشيراً إلى تراجع العمل في الأسواق المحلية والمعاملات المالية والبنكية وحركة الصادرات والواردات من وإلى قطاع غزة. وذكر أن هناك ارتفاعاً في معدلات البطالة إلى 46.6%، وارتفاعا في معدلات الفقر لتتجاوز 65% ووصول انعدام الأمن الغذائي إلى 50%، وخفض القدرة الشرائية في كافة القطاعات الاقتصادية إلى أكثر من 40%.

وبدورها، كشفت مصادر عبرية، أنه جرى إطلاع رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو على الوضع المتدهور في القطاع والذي يشير إلى أن «إسرائيل» ستضطر إلى السماح بدخول المساعدات الإنسانية، بما في ذلك الغذاء والأدوية المباشرة إلى غزة. وقال مصدر أمني إسرائيلي «إنه نتيجة لتفاقم الوضع في قطاع غزة، هناك فرصة كبيرة لمواجهة عسكرية»، بينما حذر عوفر شله عضو اللجنة البرلمانية لشؤون الأمن في الكنيست من إن «الفشل الدبلوماسي يقربنا من الحرب في غزة» موضحاً أن «الانهيار الإنساني في قطاع غزة موجود بالفعل، وهذا يقربنا من الحرب». وتظاهر مئات الأطفال الفلسطينيين في غزة أمس، للمطالبة برفع الحصار الإسرائيلي وإنهاء «جحيم الحصار وتفاقم الأزمات المعيشية». كما نظم الوجهاء والمخاتير والطواقم الطبية وقفات احتجاجية أمس، لتسليط الضوء على ما وصل إليه الوضع الصحي بغزة.

إلى ذلك نفذ جيش الاحتلال فجر أمس «مناورة كبرى» أعلن عنها مؤخراً، على حدود غزة بتحليق مكثف لطيران الاستطلاع، وحركة نشطة للآليات وإطلاق نار وقنابل إنارة، كما شهد بحر شمال القطاع حركة نشطة للزوارق الحربية. تزامناً مع زعمه إحباط عملية تهريب لمواد خطرة تستخم لتصنيع الأسلحة كانت في طريقها إلى القطاع، بينما قال وزير الأمن الداخلي للاحتلال، جلعاد أردان إن الجيش يستعد لتسلل عناصر مسلحة عبر الأنفاق والبحر والجو، وسيتصدى لأي تسلل سواء من الجو أو البحر أو البر أو من تحت الأرض، محذراً بالقول: «أي خرق للأمن الإسرائيلي سيواجه بضربات قاسية». وهدد رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو بأن إسرائيل «ستفعل كل ما هو ضروري للدفاع عن نفسها».

المصدر: الاتحاد