تدشين النسخة العربية من كتاب الرئيس الصيني

أخبار

استضاف مسرح منارة السعديات في أبوظبي، أمس، حفل تدشين النسخة العربية من كتاب فخامة شي جين بينغ رئيس جمهورية الصين الشعبية، وذلك على هامش ندوة ثقافية عن الكتاب لمتحدثين من الإمارات وجمهورية الصين الشعبية.

حضر الحفل، كل من معالي الشيخ نهيان بن مبارك آل نهيان وزير التسامح، ومعالي نورة بنت محمد الكعبي، وزيرة الثقافة وتنمية المعرفة، ومعالي الدكتور سلطان بن أحمد الجابر، وزير دولة، رئيس المجلس الوطني للإعلام، وسعادة الدكتور علي بن تميم، مدير عام شركة أبوظبي للإعلام، وني جيان سفير جمهورية الصين الشعبية لدى الدولة.

ورحبت معالي نورة بنت محمد الكعبي في الكلمة التي ألقتها خلال الندوة الثقافية بالحضور، وأكدت الدور الكبير للرؤية الحكيمة لقيادتنا الرشيدة من الآباء المؤسسين إلى الأبناء حاملي الأمانة، حيث وضعت قيادتنا نصب عينيها الريادة في تعزيز قيم التواصل والتلاقي وتقدير ثقافة الآخر مستنيرة في ذلك بإرث المغفور له الشيخ زايد بن سلطان، طيب الله ثراه، الذي أدرك مبكراً أهمية الانفتاح على العالم لأجل ترسيخ مكانة الإمارات وجهة عالمية للتسامح ومنصة لتلقي وتكاتف الإنسانية جمعاء، وهو القائل: «إن بابنا مفتوح وسيظل دائماً كذلك». وأضافت: إنّ بابنا مفتوح وقلوبنا مفتوحة متسامحة، وعقولنا منفتحة لا على الجوار القريب فقط الذي تضمن علاقتنا الشقيقة التي تربطنا معه روابط النسب والدم واللغة والدين ووحدة السيرة والمصير، بل على العالم كّله من أدناه إلى أقصاه، وها هي قيادتنا الرشيدة تنتهج سياسات التلقي والتكامل والتعاون مع العالم في جميع المجالات ومع الصين خصوصاً.

وقالت: نسعى مع الصين إلى تعميق وتمتين العلاقات الثقافية والمعرفية، واجتزنا شوطاً كبيراً من هذا الجانب، وحققنا إنجازاً مهماً يتبلور كل يوم في مزيد من مبادرات الترجمة والنشر والتوزيع وبرامج الابتعاث للطلبة وتعليم اللغتين العربية والصينية في كل من البلدين، وتوجيه شبابنا وخريجينا إلى الصين كخيار علمي وعملي ونموذج مثالي لاكتساب الخبرات والمعارف أياً كان مصدرها خاصة إذا اشتملت على تجربة عريقة في الحكم الراشد والواعي والمقتدر على أن يحقق التنمية ويعزز الاستدامة والوفرة والرخاء لبلد المليار والنصف مليار بشري.

وقالت: تعاوننا مع الصين أكثر من مجرد تبادل اقتصادي وتجاري، بل هو تكامل ثقافي وإنساني واستمرارية تبادل معرفي وحضاري لخير بلدينا ورفاه شعبينا.

وحول العلاقات التي تربط الإمارات بالصين الشعبية، قالت معاليها: «تعتبر جمهورية الصين الشعبية، منذ بداية العلاقات الدبلوماسية بين البلدين في نوفمبر 1984، دولة الإمارات شريكاً استراتيجياً أساسياً، سياسياً واقتصادياً وثقافياً في منطقة الخليج والشرق الأوسط. وهنا، من منارة السعديات، على مقربة من متحف اللوفر أبوظبي، العلامة الثقافية العالمية الفارقة، في تاريخنا المعرفي الحديث، وعلى أبواب تحولنا إلى اقتصاد المعرفة، وليس أدل على هذا الانسجام العميق في مخرجات التنمية المعرفية والثقافية، وممكنات الرفاه والسعادة لشعبينا، من هذا المعرض الإماراتي الصيني الذي يترجم التلاقي الثقافي بجميع تجلياته، المعرفية والثقافية والتراثية».

وأشارت إلى أهمية التواصل الثقافي بين البلدين بقولها: هنا يقف الفنان التشكيلي الإماراتي إلى جانب الصيني ليبدعا معاً الخلق الفني الذي يعكس متانة الشعور المشترك بالانتماء إلى الإنسانية، وعراقة الحس الحضاري الذي تتوجه قيم التسامح والانفتاح واحترام ثقافة الآخر ومعتقداته، وكيف لا يكون ذلك في ظل احتفائنا المشترك بعناصر ثقافتنا الوطنية، وتراثنا المادي والمعنوي، وفنوننا، من نشر وتأليف، وحرف يدوية وأزياء وفنون شعبية، وصناعة سينما وتشكيل؟.

واختتمت معاليها كلمتها بالتأكيد على أن للثقافة ووزارتها في كل من البلدين، الدور الكبير في ترجمة استعداد الدولتين للارتقاء بالوعي المجتمعي لدى شعبينا بضرورة التواصل العميق ثقافياً ومعرفياً، بعدما شهدنا الإنجاز الكبير في مجالات السياسة والتجارة والسياحة والاقتصاد، فبالثقافة نلتقي لنكمل مسيرة شراكتنا الاستراتيجية في جميع المجالات، وبالثقافة نرسّخ دبلوماسيتنا الثقافية ونعزز دور وأثر قوتنا الناعمة، بكل كتاب نترجمه من العربية إلى الصينية وبالعكس، وبكل متعلم إماراتي جديد للصينية، وكل متعلم صيني جديد للعربية، بكل فيلم وكل عمل فني وكل ملتقى حواري يعزز قيم انفتاحنا ويضيف إلى تلاقينا بعداً جديداً نحو استشراف مستقبل أفضل للإنسانية جمعاء.

كتاب موثوق

من جهته، قال معالي وانغ شياو هوي نائب الرئيس التنفيذي لدائرة الإعلان والترويج للحزب الشيوعي الصيني: إن كتاب الرئيس الصيني شي جين بينغ حول الحكم والإدارة يعد من الكتب الموثوق بها، والتي تؤدي إلى استيعاب، وفهم أفكار «شي جين بينغ» حول الاشتراكية ذات الخصائص الصينية في العصر الجديد وتمت ترجمة النسختين إلى عدة لغات منها الانجليزية والفرنسية ولغات أخرى كما أنه رائج في أكثر من 160 دولة ويعد من أهم كتب ومؤلفات الرؤساء.

وأضاف، أن فصول الكتاب تكشف رؤية الرئيس الصيني شي جين بينغ وآراءه حول السياسة والاقتصاد والمجتمع والشؤون العسكرية والدبلوماسية إضافة إلى المجالات الثقافية والحياة وطرح خبرته الكبيرة في إدارة شؤون البلاد وحظي الكتاب باهتمام كبير عالمياً ودولياً خاصة اهتمام دولة الإمارات العربية المتحدة ودول الشرق الأوسط.

كلمات وشهادات

وتابعت الندوة فعالياتها بمشاركة كل من عمر البيطار سفير الإمارات السابق في الصين، وسعيد حمدان الطنيجي مدير جائزة الشيخ زايد، وخليفة الطنيجي المتخصص بالشؤون الصينية، والناشر المصري أحمد سعيد، ومترجم الكتاب حسين إسماعيل حسن، حيث قدم كل من المتحدثين رؤيته عن أهمية العلاقات مع جمهورية الصين الشعبية.

وأشار البيطار في كلمته إلى الجزء الأول من الكتاب ورؤية فخامة الرئيس الصيني «شي جين بينغ» وإدارته لهذا البلد العظيم قائلا: يعتبر الكتاب توثيقاً شاملاً ويقدم مادة غزيرة ويغطي 18 موضوعاً يشكل برنامج عمل فخامته، إضافة إلى 45 صورة تعكس هيبة الرئيس حيث يظهر بهيئة الإنسان المتواضع الذي يتواصل مع أبناء شعبه، كما يعرف القارئ على هواياته الرياضية والثقافية، وهو يعتبر مفكراً كبيراً في بناء دولة الصين الشعبية والإصلاح، فقد أرسى حكم القانون والحكم الرشيد في تحقيق العدالة. واستشهد بقول فخامته: إن حكم بلد كبير أمر بالغ الدقة يشبه طبخ سمكة صغيرة.

المصدر: الاتحاد