تعرف على قصة المسلم واليهودية اللذين أبهرا العالم في صلاة الجنازة على ضحايا مجزرة مانشستر

أخبار

أبهر مسلم ويهودية العالم الأسبوع الماضي عندما التقطت عدسات الكاميرات صوراً وفيديوهات لهما وهما يبكيان ويصليان بجوار بعضهما البعض من أجل ضحايا الهجوم الإرهابي الذي استهدف حفلاً غنائياً في مدينة مانشستر البريطانية يوم الاثنين الماضي وأسفر عن مقتل 22 شخصاً.

ونشرت هذه الصور واللقطات في الكثير من وسائل الإعلام في العالم وتداولها آلاف الأشخاص على مواقع التواصل الاجتماعي لكن لا يعرف كثيرون سر هذا المشهد وكيف اجتمع المسلم صديق باتيل واليهودية رينييه بلاك في ساحة ألبرت سكوير في مانشستر للصلاة على أرواح ضحايا التفجير الانتحاري الذي نفذه شاب مسلم يدعى سلمان عبيدي.

ولم يلتق صديق (46 عاماً) ورينييه (93 عاماً) في الساحة بالصدفة لكنها قدما سوياً إلى مانشستر من مدينة بلاكبرن التي ولدا وعاشا فيها.

وذكرت صحيفة «ديلي ميل» البريطانية أن الاثنين تجمعهما صداقة قوية منذ أكثر من عشر سنوات وهما عضوان فيما يعرف باسم «منتدى الأديان» وهو مجموعة تطوعية تهدف إلى التقريب بين أصحاب الديانات المختلفة.

وتواظب رينييه على صلوات السبت اليهودية، وترتدي قلادة ذهبية على شكل نجمة داود، ولا تتناول إلا الأطعمة المباحة وفقاً للشريعة اليهودية، وتشارك في الصلوات السنوية على ضحايا الهولوكوست.

في المقابل، يحفظ صديق القرآن كاملًا، ويطلق لحيته، ويرتدي قبعة وجلباباً. وهو متزوج ولديه ابنتان.

ولم يكن الدين حائلاً أمام صداقتهما التي تقول (ديلي ميل) إنها أعادت للكثيرين الإيمان بالإنسانية.

وصباح يوم الأربعاء الماضي عرض صديق على رينييه أن ترافقه في رحلته إلى مانشستر لإظهار التعاطف مع ضحايا الهجوم، وقام بشراء باقة ورد من أحد المحال في بلاكبرن.

ووصل الاثنان إلى ساحة ألبرت سكوير في مانشستر بعد عناء بسبب الازدحام المروري الخانق الناجم عن الإجراءات الأمنية المشددة في المدينة. وكانا يخططان لقضاء عشر دقائق فقط لكنهما بقيا هناك لنحو ساعتين.

وانتحبت رينييه التي كانت تجلس على كرسي صغير كان يحمله لها صديق على الضحايا لكنها كانت متأثرة للغاية بسبب الطفلة سافي روسوس «8 سنوات» وهي اصغر الضحايا سناً. وتلت بعض الصلوات والدعوات من أجلها ومن أجل باقي الضحايا وكان صديق يرفع يديه إلى السماء ويؤمن خلفها.

ولم يتمالك صديق نفسه هو الآخر وغلبه البكاء وغطى وجهه بيديه حتى يستعيد السيطرة على مشاعره.

وأبدت رينيه انزعاجها لصديق بسبب تركز أنظار الناس والصحفيين في الساحة عليهما.

وكشف صديق عن قلقه البالغ قبل الذهاب للساحة نظرًا لكونه مسلم.

وقال «كمسلم، كنت أشعر بالقلق البالغ من الذهاب إلى ألبرت سكوير. فلم أكن متأكداً من رد فعل الناس لأن هؤلاء الإرهابيين شوهوا الإسلام».

وأضاف أنه تفاجأ بأن الأجواء في الساحة كانت هادئة وهو ما مكنه وصديقته من الدعاء والصلاة للضحايا.

وكان صديق المسلم الوحيد الذي شارك في جنازة زوج رينييه قبل ثلاث سنوات، كما كانت رينييه هي المرأة البيضاء الوحيدة التي شاركت في جنازة والدة صديق العام الماضي. وتعود جذور صديق إلى الهند.

وأصيبت رينييه بجلطتين صغيرتين منذ وفاة شريك حياتها وهو ما أثر على حركتها. وأصبح صديق بمثابة الظهر والسند في الدنيا.

وقالت رينييه: «عندما أنظر إلى صديق فلا أرى مسلماً، وعندما ينظر إلى لا يرى يهودية. إنه أحد أعز أصدقائي وأكثرهم اعتناء بي. لا أعرف ماذا كنت سأفعل من دونه».

المصدر: الاتحاد