تفاعل عربي مع رؤية محمد بن راشد للواقع السياسي

أخبار

اهتم الإعلام العربي بإبراز تصريحات صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله، عن السياسة في العالم العربي، وذلك في خطٍّ موازٍ مع تفاعل شعبي واسع شهدته منصات ومواقع التواصل الاجتماعي على امتداد الوطن العربي مع رؤية سموه للحلول التي قدّمها للأزمات العربية. واعتبر كتّاب وصحافيون أن صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد وضع «وصفة علاج» و«خريطة طريق» واضحة وتعريفاً دقيقاً لدور السياسي وكيف يجب أن يكون.

ففي لبنان، وتحت عنوان «محمد بن راشد.. ماذا علّمته الحياة؟»، ذكرت صحيفة النهار اللبنانية عبر موقعها الإلكتروني أن المواقف والعبر التي يطلقها سموه في حسابه عبر «تويتر» تنال نسبة تفاعل كبيرة بين متابعيه.

وأشارت إلى أن جديد مواقف سموه «درس» بعنوان «علّمتني الحياة»، أكّد فيه «أن الخوض الكثير في السياسة في عالمنا العربي مضيعة للوقت، ومَفسدة للأخلاق ومَهلكة للموارد. من يُرِدْ خلق إنجاز لشعبه فالوطن هو الميدان والتاريخ هو الشاهد، إما إنجازات عظيمة تتحدّث عن نفسها أو خطب فارغة لا قيمة لكلماتها ولا صفحاتها».

وتحت عنوان «رسالة من حاكم دبي للقادة العرب»، نشرت صحيفة «المستقبل» اللبنانية، في الصفحات المخصّصة لـلشؤون العربية والدولية، تغريدات صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي.

وعنونت «بوابة الأهرام» المصرية: «محمد بن راشد: السياسة مضيعة للوقت ومفسدة للأخلاق ومهلكة للموارد»، ونشرت نص التدوينات التي شخّص فيها الأزمة التي يمر بها العالم العربي، كما نشرتها وسائل إعلام أخرى، منها «اليوم السابع» و«روز اليوسف».

كذلك سلطت مواقع أردنية الضوء على تغريدات صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، وفقاً لما نُشر تحت وسم «علّمتني الحياة»، تلك التغريدات التي نالت مساحة جيدة في المواقع الأردنية انطلاقاً من أهميتها وتركيزها على مهمة السياسي والأدوار المطلوبة منه، إضافة إلى التركيز على أهمية الإدارة في نهضة الأمم.

واقتبس عشرات الآلاف من نشطاء مواقع التواصل الاجتماعي جانباً من تلك التصريحات، وأعادوا مشاركتها، خاصة تأكيد صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم أن «أزمة العالم العربي أزمة إدارة، وليست موارد»، وأنه «لدينا فائض من السياسيين في العالم العربي، ولدينا نقص في الإداريين»، واعتبر نشطاء أن صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم وضع «وصفة علاج» واضحة وتعريفاً دقيقاً للسياسي وكيف يجب أن يكون.

تفاعل

وتفاعل المغردون عبر «تويتر» مع تدوينات سموه، سواء بإعادة نشرها أو بالتعليق عليها، مؤكدين أن تغريدات سموه عِبَرٌ في الصميم من قائد حكيم أثبت للعالم أن لا مستحيل في تاريخ الشعوب، وسطر اسم الإمارات بأحرف من ذهب في سجل الحضارة العالمية.

ولفتوا إلى أن صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد وضع في كلماته خريطة طريق أمام جميع السياسيين والمسؤولين لخدمة الأوطان والارتقاء بالمجتمع والإنسان، للسير بخطى واثقـــة نحو الصدارة والمركز الأول في مختلف المجالات.

وأشاروا إلى أن سموه مدرسة قيادية بكل ما تحمله الكلمة من معنى، مؤكدين ضرورة التعلم من حكمة سموه ورؤيته الثاقبة، ودعوا السياسيين إلى التركيز على التنمية والإنجاز والنهوض بالمجتمع.

وفي تصريح خاص لـ«البيان»، تمنى رئيس تحرير صحيفة الشروق المصرية الكاتب الصحافي عماد الدين حسين أن يعي ويدرس كل السياسيين مقولات صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكـــتوم لمواجهة الكثير من الصـــعوبات، لأن العــالم العــربي يحــتاج بشـــدة إلى سياسيين لا يتكلمون بالأحلام الوردية والأحاديث المتكررة، إضافة إلى أهمية وجود إداريين على مستوى عالٍ من الكفاءة للإدارة الجيدة للموارد، معرباً عن أمنيته الشديدة برؤية ترجمة عملية لهذه المقولة على أرض الواقع في العالم العربي في المرحلة المقبلة.

عين الصواب

ويوضح حسين أن السبب الرئيس من جراء المشكلات التنـــموية والإدارية التي تواجه الدول العربية «أننا غارقون في الماضي»، مشيراً إلى أنه ما زال هناك وقت للبدء في تفعيل حلول جيدة من شأنها حل هذه المشكلات لمسايرة دول العالم المتقدم، كما أكد أن «الحل هو أن يمارس كل شخص وظيفته بطريقة صحيحة، فالإداري يختص بعمله، والسياسي يهتم بأمور السياسية، والرياضي يؤدي وظيفته، والإعلام يمارس حريته».

من جهته، يقول الكاتب الصحافي نبيل زكي لـ«البيان» إن ما قاله صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم عين الصواب، مشدداً على أن الدول العربية بالفعل لديها فائض من السياسيين، ولديها نقص في الإداريين، وذلك ناتج عن الأخطاء الموجودة في التجارب العديدة التي أجريت في عمليات الإدارة، ما ترتب عليه إهدار وتدمير الموارد الطبيعية التي تمتلكها الدول العربية دون وعي لخطورة هذا الموضوع على سبيل المثال.

ولفت إلى أن الهدف من هذا التصريحات التي نشرها صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم هو طموح سموه إلى تحقيق إنجازات عديدة في مجال البناء والاقتصاد وتطوير البنية الأساسية، ورفع مستوى المعيشة للمواطنين، وبناء الطرق وتطوير الكهرباء والغاز والماء للوطن العربي.

كبد الحقيقة

وتوضح الكاتبة الصحافية المصرية فريدة الشوباشي، لـ«البيان»، أن الوطن العربي مليء برجال السياسية الذين يتدخلون في كل الأمور دون أية نتيجة إيجابية لخطاباتهم الرنانة والأحلام الوردية التي يسوقونها، وأن ما قاله صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد أصاب كبد الحقيقة، خاصة فيما يتعلق بنقص الإداريين، مشددةً، في السياق ذاته، على أن الأمة العربية في حاجة ماسّة إلى أن تصبح دولاً منتجة، وتستخدم ثرواتها الطبيعية ومواردها البشرية، وتستغل شبابها الكفء في التصنيع والإنتاج، حتى يتم الاكتفاء ذاتياً، وتتبادل السلع المنتجة بينها وبين الدول الأخرى. واستدلت بمقولة الزعيم الراحل جمال عبد الناصر: «إن من لا يملك قوت يومه، لا يملك حرية قراره».

المصدر: البيان