تقدم الشرعية في صعدة يعزز التفاؤل الشعبي بانهيار وشيك للحوثيين

أخبار

عزز تقدم قوات الشرعية في اليمن، بإسناد من قوات التحالف العربي في جبهة صعدة، المعقل الرئيسي للحوثيين، واستعادتها العديد من المناطق في مديريتي «البقع وكتاف» من سقف التفاؤل الشعبي وخاصة في أوساط سكان المدينة الحدودية البسطاء في اقتراب موعد الخلاص من هيمنة الميلشيا الانقلابية التي فرضتها بقوة السلاح منذ عام 2011 مستغلة أحداث الاضطرابات العاصفة التي شهدتها البلاد واندلاع ثورة شبابية وشعبية ضد نظام الرئيس المخلوع علي عبدالله صالح لاختطاف صعدة وتحويلها إلى منطقة مغلقة على حكم ذاتي.

وفرض تقدم قوات الشرعية بدعم مكثف من قوات التحالف في جبهة «صعدة» خيارات صعبة على الميلشيا الانقلابية التي استنزفت في جبهات نهم وصرواح وتعز وميدي والحدود مع السعودية وتواجه تحديات في سرعة إعادة التمركز في صعدة وتدارك سقوط معقلها الرئيسي في قبضة قوات الشرعية.

واعتبر صالح عبد الرحمن الشرفي، وهو أحد الوجاهات الشابة المناهضة للحوثيين في منطقة «صعدة القديمة» في تصريح ل«الخليج»، أن استعادة قوات الشرعية صعدة من قبضة الحوثيين وإنهاء سيطرتهم المطلقة عليها المستمرة منذ ما يزيد على خمس سنوات يمثل أُمنية مؤجلة طالما راودت سكان المحافظة البسطاء الذين جرعتهم جماعة الحوثي الكثير من المرارة وفرضت عليهم واقعاً من الشتات وعدم الاستقرار جراء الحروب الست السابقة وارتكابها الكثير من الجرائم، حولت صعدة إلى منطقة منكوبة.

وأشار الشرفي إلى أن سكان صعدة بما في ذلك النازحون، الذين شردهم الحوثيون ويعيشون منذ سنوات في مخيمات إيواء تفتقد للحد الأدنى من الخدمات الأساسية، شعروا بارتياح وانتعشت آمالهم بقرب الخلاص من هيمنة الحوثيين وعودتهم إلى قراهم ومنازلهم عقب فتح قوات الجيش الوطني بدعم من قوات التحالف لجبهة «صعدة» وتحقيق تقدم نوعي تمثل في استعادة بعض المناطق في مديريتي «البقع» و«كتاف» والاقتراب من محيط منطقة «الجمارك»، القريبة نسبياً، من مركز المحافظة. وتعد منطقة «البقع» من أهم المنافذ الحدودية البرية التي تربط اليمن بالسعودية وتبعد 150 كلم عن مركز المحافظة الإداري، ومائة كلم عن منطقة نجران السعودية، ويقابله في الأراضي السعودية منفذ «الخضراء» التابع للمملكة. كما تمثل منطقة «كتاف» إحدى المناطق الحيوية التي يمكن من خلالها التقدم صوب عاصمة المحافظة التي تحدها من الشرق ولا تبعد عنها سوى مسافة تقدر ب120 كلم. واعتبر العميد قاسم أحمد علي الرحومي أحد القيادات الميدانية بالجيش الوطني بجبهة «صعدة» أن تحرير البقع بشكل تام واستعادة السيطرة على العديد من المناطق بمديرية «كتاف» والتقدم صوب منطقة «علب» يمثل انتصارات نوعية لقوات الشرعية، معتبراً أن تحرير محافظة صعدة بشكل كامل سيتم خلال فترة قياسية في ظل التقدم المحرز للجيش الوطني والدعم المكثف من قوات التحالف والارتفاع الملموس لمعنويات قوات الشرعية. وأكد العميد الرحومي أن قوات الجيش الوطني بصدد استعادة السيطرة على مديرية «باقم»، منوهاً بأنه تم حسم المواجهات مع الحوثيين في منطقة «علب» التابعة للمديرية التي تقع شمال غربي محافظة صعدة.

ومثّل تقدم قوات الشرعية صوب منفذ «علب» الاستراتيجي، الواقع في مديرية «باقم» شمال غربي محافظة صعدة تطوراً نوعياً في مسار العمليات العسكرية الهادفة إلى تحرير محافظة صعدة وإنهاء سيطرة مطلقة للحوثيين عليها امتدت منذ عام 2011. واعتبر الخبير العسكري اليمني العقيد عبد الوهاب أحمد الصوفي في تصريح ل«الخليج» أن تقدم الجيش في صعدة يمثل تحولاً في خطة تحرير العاصمة صنعاء كون العمليات العسكرية في محور «نهم» متعثرة جراء تعقيدات البيئة الجغرافية وسهولة استنزاف قوات الجيش من قبل الانقلابيين، إلى جانب صعوبة تحرك المعدات والآليات العسكرية الثقيلة لوعورة وضيق الطرق الجبلية.

وأشار إلى أن تقدم قوات الجيش باتجاه معقل زعيم الحوثيين من جهة الشمال الشرقي مثّل مفاجأة صادمة له ولجماعته المتمردة وخاصة بعد سيطرة قوات الشرعية على معسكر اللواء «101 ميكا» قبل أيام، واستعادتها السيطرة على التباب والمرتفعات المطلة على مبنى جمارك صعدة بالبقع.

المصدر: الخليج