ثلاث تمرات إلى فيلادلفيا – حاتم الزهراني

أخبار

هُنا : كُلُّ هذا الكلام النشيطِ ..

أنا : جَريانُ القطارِ / الحديد ..

و صورةُ واشنطن الخافِتَه …

” لماذا جلستَ هُنا ؟!؟

إنَّ عينيكَ تُدرِكُ ما تترك العجلاتُ وراءَ المسارْ …

و ظهرُكَ !؟! ماذا ستبصرُ فيهِ فِلادِلْفيا

حين تخرُج من نومها المترتِّبِ في جدولٍ

لا يجيدُ قراءةَ كفِّ المجازِ

و فِقْهِ اللغَهْ ! “

تأمَّلَ لوحاتِ ليلِ المحطَّة ثم تحَسَّسَ صُورتَها :

تمُرُّ يداه على قلبِهِ ،

و تُغَسِّلُ دمعتُهُ صَوْتَها :

… ” أحبك : زيتُ القناديلِ وجهي ، و فوق الظلام عيوني .

أحبك : تبدو السماواتُ أدنى لخدِّكَ من شَعرِ ذاكَ اللحاف الحنونِ .

أحبك : عاقلة جنَّنَتْها المسافاتُ

و المنطقُ الجدليُّ يجرُّكَ عنها بكل جنونِ ! “

.. يُقَبِّلُها في الهواء الصناعيِّ ،

يفتح باب الشتاءِ على بابِهِ …

يُوجِّهُ سَبَّابَة للإلهِ ( الخفيِّ ! ) ،

و يسأله بعضَ أسبابِهِ …

فَ وَحْدَ ك من يفهم العربية يا مبدع النصِّ

حين تكبِّلهُ الكلماتُ

فيَسقط معناه في نابِهِ …

… أعدتُ حروفي المِتافِزِقِيَّة ضمن متاعِ الحقيبة ،

ثم تأكدتُ أنَّ المجازْ ..

يُغالِبُ سيف النعاس الأخيرْ …

تصَفَّحْتُ وجْهَ المجلةِ :

هذي فتاة هنا تكتفي بلباس ( الطبيعة ) ..

تخلعُ أغطية المصنع العولميِّ لتُعْطِيَ للجيلِ فرصتَه في التناسُلِ

تحت القوانين و ( الأغطيَه ) !

أفاتِح هاتفي المتفوق عن رغبتي ..

( : عن وجهتي ) .

يمد خرائطهُ للذين يحبون أن يتركَ الناسُ أحبابَهم لمكانٍ بعيدْ …

يرحِّبُ بي سائقٌ جدُّه ضاقت الأرضُ عنهُ ،

فشقَّ البحار لهذا الفضاء الفريدْ …

هنا : حيث لا يذكر الناسُ غيرَ اسمِكِ الحُرِّ / غيرَكَ أنتْ ..

فَمِنْ حَقِّ جَدِّكَ أن يتمدَّد في الرملِ دون ضجيجِ الحفيدْ …

و مِنْ حقِّ جدِّكَ أن يتجوَّل في قرية النملِ دون حصان النشيدْ …

أخذتُ : أنا ، و الحقيبة ، و الشكُّ ، مقعدَنا ..

و بدأنا الكلامَ الجديدْ !

لغةٌ تخرج اليوم ،

في هذه اللحظة ،

الآن ..

من فُرْنِ دهشتها للمعاجم رأسا :

فلا تستخفُّ و لا تستعيدْ …

لغة تتأمَّلُ فستانها في المساء الكتاب ،

و تُبْهِرُ حُجَّتُها في الصباح المكاتب ،

ثم تصادفها حين تسمع في نشرة الطقس أن عليك قراءتها جيداً في الطريق لرؤيتها

في المُنولوجِ بين هامِلْتَ و كُرسَيِّهِ المستغيثِ / الشَّريدْ !

” يكُونُ هامِلْ ..

.. تُ ، أو لا يكونْ ؟ “

هذا سؤال فُرُووِيدَ ،

أما أنا :

” كيف حالُ الكلامِ الجديدْ ؟ “

لُغَة لا تُعَلِّقُ أفعالَها في حبال المجاهيل :

لا بُدَّ للفِعْل من فاعِلٍ شاهدٍ أن ثَمَّة بِنْتاً

على مسرح الأغنياتِ

تزف الفؤاد الشهيدْ :

….

.. حبيبتي : هذه العينانِ تؤلمني

بحرانِ

وا صطرعا خوفا على سُفُني

حكايتا ليلة أخرى

يُسائل عن أدراجِ مصباحها

بحَّارة الزمنِ

نافورة الليلِ هُدْبانِ .. اْنْتَبِهْ لهما يا كحلُ

حين تراني ثم تعبرني

سأترك العمرَ في أقواسها

هبة منها

و أهربُ عنها

كي تُصَوِّبَني

أنا هنا :

آخر الرائين عن كَثَبٍ

لمشهد الناس بين الموت و الكفَنِ

يودِّعون منافيهم ،

و أعينُهمْ في أنهُرٍ بعدُ لمَّا تَجْرِ في عَدَن …

أنا الشتاء مناديلي ،

أراكِ على بياضها ،

فأحييها و ..

تنكرني !

أحتاجُ وجهَكِ : هذا البابُ منطفئٌ مثلي :

أ أطرقُهُ أم سوف يطرقني ؟!؟

ماذا أريدُ من الأبوابِ لو فقدتْ

وجْهًا يُطِلُّ عليها كي يُقَبِّلَني

أحتاجُ اِسمَكِ : ذئْبُ الليلِ أزعجني !

أنت اْحتويتِ البِيانُو فوق قِمَّتِهِ

فَحَدَّثَ الناسَ عن إيقاعِكِ الشَّجِنِ

حبيبتي /

لغتي الأولى /

أمومتُها : حِبْرٌ يسيل هنا :

في ملحي اللَّدِنِ …

حبيبتي /

واحتي /

نهري /

منابعُ مَنْ :

قالت : سيرحلُ يا صحراءُ ، فاتَّزني !

عيناكِ وجهَتُهُ المثلى

يقول لها :

” تركتُ أرضي ، و لَمْ أخرُجْ من الوطنِ “