خليفة: العلاقات التاريخية مع بريطانيــــا تتطور إيجابياً في المجالات كافة

أخبار

أكد صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، أن العلاقات التاريخية التي تجمع دولة الإمارات العربية والمملكة المتحدة، تتطور إيجابياً في كل المجالات، مثمناً زيارة جلالة الملكة إليزابيث الثانية ملكة بريطانيا الى دولة الإمارات في عام ‬2010. جاء ذلك خلال زيارة رسمية بدأها صاحب السمو رئيس الدولة، أمس، إلى المملكة المتحدة، تلبية لدعوة من الملكة إليزابيث تستغرق يومين.

ويرافق صاحب السمو رئيس الدولة وفد رسمي رفيع المستوى، يضم سمو الشيخ منصور بن زايد آل نهيان، نائب رئيس مجلس الوزراء وزير شؤون الرئاسة، وسمو الشيخ حامد بن زايد آل نهيان، رئيس ديوان ولي عهد أبوظبي، وسمو الشيخ عبدالله بن زايد آل نهيان، وزير الخارجية، وسمو الشيخ أحمد بن سعيد آل مكتوم، رئيس هيئة دبي للطيران الرئيس الأعلى لمجموعة طيران الإمارات، والشيخة لبنى بنت خالد القاسمي، وزيرة التنمية والتعاون الدولي، ووزير الدولة للشؤون الخارجية أنور بن محمد قرقاش، ووزير الدولة سلطان بن أحمد سلطان الجابر، ونائب وزير شؤون الرئاسة أحمد جمعة الزعابي، ورئيس جهاز الشؤون التنفيذية بإمارة أبوظبي خلدون خليفة المبارك، ونائب رئيس أركان القوات المسلحة، اللواء الركن عيسى سيف محمد المزروعي، وسفير الدولة لدى المملكة المتحدة عبدالرحمن غانم المطيوعي.

وبدأت مراسم الزيارة الرسمية بوصول صاحب السمو الملكي، الأمير أندرو دوق يورك، إلى «بارك غيت هاوس» في «ريتشموند» مقر إقامة صاحب السمو رئيس الدولة، وقدم إليه أعضاء الوفد البريطاني المرافق لسموه.

وبعدها انتقل موكب صاحب السمو رئيس الدولة، يرافقه صاحب السمو الملكي الأمير أندرو دوق يورك، إلى قصر ويندسور، حيث اصطف أفراد كتيبة فرسان القصر من حرس الشرف المرافق مع فرقتين للموسيقى الملكية الراجلة، وعلى ظهور الخيل، إضافة إلى فرقة موسيقى الحرس الملكي.

واستقبلت جلالة الملكة اليزابيث الثانية ملكة بريطانيا ودوق أدنبرة، صاحب السمو رئيس الدولة عند وصول موكب سموه إلى المنصة الملكية في «داتشيت رود»، حيث أطلقت قوات «الخيالة المدفعية الملكية» طلقات التحية لقدوم سموه من داخل الحدائق الملكية ومن منطقة برج لندن.

ثم قدمت جلالة الملكة إليزابيث إلى صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان كبار المسؤولين البريطانيين، الذين كانوا في استقبال سموه. عقب ذلك قام حرس الشرف المرافق بتقديم التحية الملكية، وعزف السلام الوطني لدولة الإمارات العربية المتحدة.

ثم قام رئيس وحدة الخيالة بمرافقة سموه والملكة إليزابيث الثانية ودوق أدنبرة الى العربة الملكية التي تجرها الخيول للانتقال إلى قصر ويندسور، فيما كانت الفرقة الموسيقية تعزف السلامين الوطنيين لدولة الإمارات والمملكة المتحدة.

وتحرك موكب صاحب السمو رئيس الدولة وجلالة ملكة بريطانيا عبر مناطق داتشيت رود وثيمس ستريت، وهاي ستريت، وبارك ستريت، وبوابة كامبردج، وبوابة جورج الرابع، وكوادرانغل في قصر ويندسور، حيث اصطفت على أطراف سير الموكب كتيبة حرس شرف المشاة الملكية الأولى، وفرقة نيجميغين وفرقة إف للحرس الاسكتلندي من داتشيت رود إلى بارك ستريت غيت.

وجرت لصاحب السمو رئيس الدولة مراسم استقبال رسمية في قصر ويندسور، حيث اصطف حرس الشرف المكون من كتيبة الحرس الويلزي الأولى مع حملة الأعلام الملكية، وكتيبة الطبول، وفرقة رغيمينت في منطقة كوادرانغل.

وعند وصول الموكب قام حرس الشرف بأداء التحية الملكية، وعزفت الموسيقى السلامين الوطنيين لدولة الإمارات والمملكة المتحدة.

ثم ترجل صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، والملكة إليزابيث الثانية ودوق أدنبرة من عربتهم، وتوجهوا إلى المنصة، حيث تم أداء التحية الملكية وعزف السلام الوطني لدولة الإمارات، ثم قدم قائد الحرس أفراد الحرس لصاحب السمو رئيس الدولة، حيث استعرض سموه بمرافقة دوق أدنبرة حرس الشرف.

وعند نهاية الاستعراض انضم سموه يرافقه دوق أدنبرة إلى الملكة اليزابيث في المنصة، حيث قامت قوات الخيالة المدفعية الملكية بالسير أمام المنصة، وشكلت فرقة الفرسان المرافقة طابوراً أمامها.

وفي نهاية الاستعراض والطابور تحرك موكب صاحب السمو رئيس الدولة والملكة اليزابيث ودوق أدنبرة، باتجاه المدخل الرئيس للقصر، ثم انتقل صاحب السمو رئيس الدولة وجلالة ملكة بريطانيا إلى الطابق الأعلى نحو الممر الطويل، وتم تقديم المسؤولين البريطانيين لسموه. وجرى في نهاية المراسم عند الممر الطويل في قصر ويندسور التقاط الصور التذكارية، ثم رافقت جلالة الملكة صاحب السمو رئيس الدولة إلى جناح لانكستر، حيث أمضى سموه استراحة قصيرة.

إلى ذلك حضر صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، مأدبة غداء أقامتها تكريماً لسموه جلالة الملكة إليزابيث الثانية، بعد ظهر أمس، في قصر ويندسور.

وقد بدأت مراسم حفل الغداء بوصول كبير موظفي القصر الملكي لاصطحاب صاحب السمو رئيس الدولة من جناح «لانكستر» ومرافقته إلى قاعة «أوك روم» حيث قامت جلالة الملكة اليزابيث الثانية ودوق أدنبرة وبصحبة أفراد العائلة المالكة بمرافقة صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، إلى قاعة الاستقبال الرئيسة.

وأعرب صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، في كلمة خلال مأدبة الغداء عن سروره بالحفاوة التي قوبل بها والوفد المرافق لسموه في هذه الزيارة، شاكراً للملكة دعوتها الكريمة لزيارة المملكة المتحدة. وقال سموه «إن العلاقات التاريخية التي تجمعنا تتطور إيجابياً في كل المجالات، وأثمن بشكل خاص زيارة جلالتكم إلى دولة الامارات في عام ‬2010، التي تركت أثراً طيباً علينا».

وأضاف سموه «سنسعى خلال الفترة القادمة إلى تطوير العلاقات بين دولة الإمارات والمملكة المتحدة في كل المجالات، وبما يحقق مصالح الشعبين والبلدين الصديقين، وفي زيارتي هذه توثيق لصداقتنا الممتدة عبر السنوات».

وأعرب سموه في ختام كلمته عن سروره بزيارة المملكة المتحدة، وثقته بمستقبل العلاقات بين البلدين، متمنياً لجلالة الملكة موفور الصحة، ولشعب المملكة المتحدة مزيداً من الرفاه.

من جانبها، رحبت الملكة إليزابيث الثانية ملكة بريطانيا بصاحب السمو رئيس الدولة، في قلعة ويندسور، احتفالاً بزيارة الدولة التي يقوم بها إلى المملكة المتحدة. وقالت «يرتبط بلدانا بعلاقات صداقة تعود إلى ما قبل تأسيس دولة الإمارات عام ‬1971، تحت التوجيهات والقيادة الحكيمة لوالدكم المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان».

وأضافت «أتذكر أنا والأمير فيليب بشغف كبير زيارتنا إلى دولة الإمارات عام ‬1979، وزيارتنا الاخيرة بدعوة كريمة من سموكم عام ‬2010، وقد أثارت إعجابنا العادات والتقاليد الإماراتية التي تتميز بالدفء وحسن الضيافة».

وأكدت جلالتها أن زيارة صاحب السمو رئيس الدولة لبريطانيا الحالية تهيئ فرصة الاحتفال بعمق الشراكة القائمة بين بلدينا، وهي شراكة تزداد نمواً وقوة مع مرور الزمن.

وقالت «كانت معاهدة الصداقة الموقعة بيننا عام ‬1971 قد نصت على أن الإمارات العربية المتحدة والمملكة المتحدة ستتشاوران في سبيل تعزيز وتشجيع التعاون في المجالات التعليمية والعلمية والثقافية، وتطوير علاقات تجارية وثيقة بينها، ويتجلى هذا الأمر أكثر من أي وقت مضى، ويسعدني جداً كيفية تطور علاقاتنا تحت إشراف فريق العمل البريطاني الإماراتي، وإنني أتطلع قدماً لتعميق وتوطيد هذه الروابط، بينما نعمل على تطوير الشراكة الاستراتيجية البريطانية للجيل القادم».

واستطردت قائلة «إن التعاون بين بلدينا يراوح الآن ما بين روابط تعليمية وسياحية مزدهرة ومشروعات مشتركة في المجال الدفاعي، والتعاون في قضايا الأمن، والسياسة الخارجية، والاستثمارات المتبادلة بين اقتصادات بلدينا». مؤكدة أن الإمارات العربية المتحدة تعد واحدة من أكبر الشركاء التجاريين لبريطانيا في منطقة الخليج، وتابعت «وقد رحبنا باستثمارات إماراتية في العديد من المجالات بالمملكة المتحدة من بناء أكبر ميناء فيها وحتى مشروع سكاي لاين الإمارات الرائع للعربات المعلقة فوق نهر التايمز، إضافة إلى نادي مانشستر سيتي».

وأكدت أن الصداقة بين دولة الإمارات والمملكة المتحدة تستمد قوتها من العلاقات بين حكومتينا وشعبينا، وهي ترتكز إلى حس مشترك من الطموح. وقالت جلالتها «كلي أمل يا صاحب السمو أن يكون من نتائج زيارة الدولة هذه استمرار شعبينا في البناء على هذه الأسس الناجحة، ومواصلة العمل مع بعضها بعضاً لبناء مستقبل أكثر عطاءً وأمناً».

وقد تخلل مأدبة الغداء عزف أدته الأوركسترا الوترية التابعة لفرقة الموسيقى الملكية لسلاح المدفعية الملكي وتبادل الهدايا التذكارية.

ثم جرت مراسم وداع رسمية لصاحب السمو رئيس الدولة، حيث غادر سموه قصر ويندسور إلى مقر إقامته في بارك غيت هاوس ريتشموند.

المصدر: لندن ــ وام