«داعش» تقترب من بغداد وتتوعد المالكي بـ «تصفية الحساب»

أخبار

90aa (1)

دارت معارك طاحنة أمس بين مجموعات مسلحة من تنظيم «داعش» والقوات الأمنية في مناطق مشتركة بين محافظات بغداد والأنبار وصلاح الدين، واستمرت سيطرة المسلحين على محافظة نينوى وبعض مناطق صلاح الدين. وأفادت مصادر أمنية عراقية بوصول جنود أميركيين يقدر عددهم بـ 7000 جندي توزعوا بين بغداد والسليمانية تمهيداً لحماية العاصمة من هجوم متوقع والمشاركة في معارك لتحرير نينوى من المسلحين الذين سيطرو عليها منذ ما يقارب أربعة أيام، بعد أن دعا تنظيم «داعش» مقاتليه إلى الزحف إلى بغداد، وأكد في الوقت نفسه أن «تصفية الحساب» مع رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي ستكون في كربلاء والنجف، بينما تضاربت الأنباء حول احتلال المسلحين لمصفاة بيجي شمال تكريت.

وكشف مصدر أمني عراقي رفيع المستوى عن وصول جنود أميركيين إلى العراق قوامهم 7000 جندي. وقال المصدر أن 400 جندي وصلوا بغداد و3000 جندي وصلوا مدينة السليمانية، ولم يكشف المصدر الذي طلب عدم الكشف عن اسمه، مزيداً من التفاصيل.

وأكدت مصادر من مدينتي صلاح الدين والأنبار المحاذيتين لبغداد، أن معارك طاحنة ما زالت مستمرة بين مسلحي «داعش»، وبين القوات الأمنية وبعض مسلحي العشائر.
لكن قيادة عمليات بغداد، نفت اندلاع اشتباكات بين المسلحين والقوات الأمنية في أطراف العاصمة. وقال المتحدث باسم القيادة سعد معن، إنه لا توجد اشتباكات في أطراف العاصمة. وأضاف أن القوات الأمنية مستمرة بعملياتها الاستباقية، ونصب الكمائن لأي إرهابي يحاول دخول بغداد.

وأفادت أنباء باندلاع معارك في التاجي والطارمية، مناطق حزام بغداد الشمالية، بين مسلحي «داعش» والقوات الأمنية. كما أعلنت مصادر أمنية عن صدها هجوماً لعناصر «داعش» على ذراع دجلة شمال غرب العاصمة، كما صدت القوات الأمنية هجوماً إرهابياً بمنطقة إبراهيم بن علي شمال غرب بغداد.

وأفاد شهود عيان، بأن «فصائل شيعية مسلحة قامت مساء الأربعاء باستعراض عسكري في مناطق غرب بغداد». وذكر الشهود أن «الاستعراض كان يضم عدداً كبيراً من المجاميع والفصائل المسلحة في بغدا، وانطلق الاستعراض من ساحة عدن باتجاه شارع الربيع ومناطق حي الجامعة، العدل، نفق الشرطة، والعامرية».

وكانت قيادة عمليات بغداد أعلنت فرض حظر التجوال على منافذ العاصمة كافة من الساعة العاشرة مساء وحتى الساعة السادسة.

وشهدت بغداد، مقتل وإصابة 4 من الشرطة بتفجير عبوة ناسفة استهدفت دوريتهم، غرب العاصمة، فيما أصيب ضابط كبير في الجيش بهجوم مسلح في منطقة بغداد الجديدة شرق بغداد. وقتل وأصيب 12 شخصاً بتفجير سيارة مفخخة في سوق الحي بمدينة الصدر، شرق بغداد، كما قتل وأصيب 21 شخصاً بتفجير بحزام ناسف داخل مجلس عزاء بمدينة الصدر أيضاً.

وكشف مصدر حكومي عراقي عن نقل كبار قادة الجيش العراقي الذين كانوا موجودين لحظة الانهيار الأمني الذي حصل في نينوى قبل أربعة أيام على أيدي عناصر «داعش». وقال المصدر إن الفريق علي غيدان، والفريق عبود كنبر، واللواء مهدي الغراوي، تم نقلهم من أربيل على متن طائرة إلى مطار بغداد الدولي، وتسلمتهم السلطات العراقية ونقلتهم إلى جهة مجهولة.

وكان هؤلاء القادة الكبار في الموصل قبل 72 ساعة من انتشار مسلحي «داعش» في عموم مناطقها، وانسحاب الجيش بشكل مفاجئ منها.

وكان أبو محمد العدناني الشامي المتحدث الرسمي باسم «داعش» قد دعا مقاتلي التنظيم في تسجيل صوتي تناقلته مواقع جهادية أمس، قائلاً «ازحفوا إلى بغداد الرشيدة، بغداد الخلافة، لنا فيها تصفية حساب، صبحوهم على أسوارها، لا تدعوهم يلتقطون الأنفاس».

وقال مخاطبا المالكي «ماذا فعلت بقومك يا أحمق، وما أحمق منك إلا من رضي بك رئيساً وقائداً، مالك والسياسة والقيادة العسكرية، أضعت فرصة تاريخية لقومك للسيطرة على العراق، بيننا تصفية حساب طويل، ولن يكون هذا في سامراء أو بغداد وإنما في كربلاء والنجف».

وحث المتحدث أتباعه إلى عدم التنازل «عن شبر حررتموه إلا على أشلائكم». وأكد أنهم سيطروا على «دبابات وطائرات ومدافع وذخيرة وعدة وعتاد»، ودعا أنصاره إلى العفو عن السنة والصفح عن العشائر انطلاقاً من مبدأ «العفو عند المقدرة».

وكانت مصادر مطلعة ذكرت أمس أن مسلحي «داعش» أسقطوا مدينتين أخريين بمحافظة صلاح الدين شمال بغداد. وقال مصدر مطلع إن «داعش» استولى على بلدة الضلوعية 90 كلم شمال بغداد، والمعتصم القريبة منها، وأشار إلى أنهم أسقطوا بلدة يثرب 85 كم شمال بغداد، مضيفاً أن المسلحين أحرقوا مقار الشرطة في البلدتين.

وأكدت مصادر من قضاء بيجي الذي يضم أكبر المصافي النفطية العراقية، سيطرة المسلحين من تنظيمات «داعش» على المصفى، مشيرة إلى أن بعض مسلحي العشائر يجرون الآن مباحثات مع المسلحين للاشتراك في حماية المصافي هناك. وذكرت المصادر من مصفى بيجي أن الأوضاع هادئة، وأن الناس يقومون بشراء مايحتاجونه من وقود بشكل طبيعي دون أي تعرض لهم من قبل المسلحين. وأوضحت أن المسلحين يتجولون في المدينة وأن كل قوات الجيش والحمايات انسحبت بشكل فوري.

من ناحية أخرى، أعلن مصدر في قيادة العمليات المشتركة، أمس، مقتل قائد الفرقة الرابعة في الجيش العراقي وخمسة من عناصر حمايته في اشتباكات عنيفة مع المسلحين في قرية العوجة جنوب تكريت، مبيناً أن الاشتباكات اندلعت بعد رفض قائد الفرقة الرابعة مغادرة العوجة، هو وعناصر حمايته بطلب من عناصر «داعش».

وفي ديالى، أكدت ناحيتا السعدية وجلولاء شمال ديالى عن استنفار أمني واسع، وتشديد الإجراءات الأمنية لمواجهة أي تهديدات من المسلحين، تزامناً مع الأوضاع الأمنية المتوترة في محيط المحافظة مع كركوك وصلاح الدين. وقال رئيس مجلس جلولاء المحلي عز الدين صالح إن «قوات الجيش والشرطة والقوات الكردية شددت إجراءاتها الأمنية في عموم المناطق والقصبات، وتعزيز أمن المقار الأمنية والعسكرية لمواجهة التهديدات الأمنية المحتملة».

وفي نينوى مازال مسلحو «داعش»، ومسلحون من تنظيمات متفرقة لم يعرف انتماؤها تسيطر على كل الأحياء والمدن، فيما عادت الحياة بشكل تدريجي إلى الشوارع رغم أن المسلحين يجوبونها بأسلحتهم. ونفت مصادر من داخل نينوى لـ «الاتحاد» استعادة أي مكان من الموصل من قبل القوات الأمنية العراقية، وبينت أن المسلحين أعلنوا عزمهم تنصيب محافظ ينتمي إلى الجيش العراقي السابق كمحافظ لها.

وأفادت المصادر بأن مروحيتين غنمهما المسلحون تجوبان سماء نينوى لطمأنة السكان. وقالت المصادر إن المسلحين ينفذون طلعات جوية في سماء مدينة نينوى بمروحيتين، إحداهما قتالية والأخرى ناقلة للجنود مزودة بأسلحة وبإمكانها تنفيذ مهام قتالية أيضاً، كانوا استولوا عليها من مطار الموصل.

وذكر مصدر أمني أن 20 مسلحاً قتلوا وأصيب 3 آخرون من قوات البيشمركة الكردية في اشتباك مع مسلحين في قضاء سنجار شمال الموصل، وقع بين مجموعة مسلحة قادمة من الحدود السورية في ناحية سنوني، وبين قوات البيشمركة.

وفي محافظة الأنبار، قتل وأصيب 10 مدنيين وأصيب 7 آخرون جراء القصف الجوي الذي استهدف مناطق متفرقة في مدينة الفلوجة. وأفاد مصدر عشائري في قضاء القائم بالأنبار، بأن قوات الجيش انسحبت من الشريط الحدودي بين العراق وسوريا غرب المحافظة.

نجاة وزير كردي من هجوم ومقتل عنصر أمن

«البيشمركة» الكردية تسيطر على كركوك بزعم حمايتها

أكد آمر اللواء الأول في قوات البيشمركة الكردية بإقليم كردستان العراق العميد شيركو فاتح شواني أمس أن البيشمركة تسيطر تماما على الأماكن التي تخلت عنها الفرقة 12 من الجيش العراقي بمدينة كركوك، فيما نجا وزير البيشمركة شيخ جعفر مصطفى من تفجير استهدف موكبه أثناء تفقده القوات الكردية جنوب غرب المحافظة، وأسفر عن مقتل عنصر أمن كردي. وقال شواني أمس إن «قواتنا أكملت نشر عناصرها حول مدينة كركوك وأكملنا سيطرتنا على المدينة». وأضاف أن البيشمركة تتمركز الآن في الأماكن التي تركتها الفرقة 12 من الجيش العراقي بالقرب من ناحية الرياض، وأن لديه الآن خط دفاعي مكتمل يبدأ من ناحية تازة جنوب كركوك على امتداد مشروع ماء كركوك الموحد، وحتى ناحية الملتقى جنوب غرب كركوك.

وقال شواني «نحن الآن بصدد إكمال خططنا لمكافحة الإرهاب وقد ثبتنا قواتنا لصد تقدم تنظيم داعش والمجاميع الإرهابية نحو كركوك، وفي حال طلب منا التقدم لتحرير مناطق أخرى سنقوم بعمليات أمنية بهذا الصدد، ولم نؤشر منذ أن ثبتنا قواتنا أي مؤشرات سلبية، والأوضاع هادئة وأطمئن بها أهالي كركوك».

وأفاد شواني أن «موكب وزير البيشمركة تعرض لهجوم بعبوة ناسفة بينما كان في طريق العودة من مناطق جنوب غرب كركوك حيث كان يزور قطعات البيشمركة، مما أدى إلى مقتل عنصر أمن». وكان المتحدث باسم البيشمركة جبار ياور قال صباحا »سقطت كركوك بأكملها في أيدي البيشمركة ولم يعد هناك وجود للجيش العراقي في كركوك الآن». وهذه المرة الأولى التي تسيطر فيها القوات الكردية على كركوك التي تتولى المسؤولية الأمنية فيها عادة قوات مشتركة من العرب والأكراد والتركمان هم عناصر في الشرطة المحلية.

وسيطرت مجاميع تنظيم «داعش» على قضاء الحويجة ونواحي الرياض والرشاد والعباسي والزاب، وانسحب الجيش من هذه المناطق من دون أي اشتباك أو مقاومة ولا تعرف الأسباب حتى الآن.

بدوره، أكد محافظ كركوك نجم الدين عمر كريم أن «قوات البيشمركة ملأت الفراغات التي سببها انسحاب الجيش العراقي من مواقعه التي لم تعد موجودة»، في إشارة إلى المواقع الواقعة خارج المدينة عند أطرافها الجنوبية والغربية. وأكد أيضاً «وجود اتصالات مستمرة مع بغداد، ونتطلع إلى إعادة المناطق التي سيطر عليها مسلحو داعش»، من دون أن يحدد ما إذا كانت القوات الكردية حصلت على الضوء الأخضر من بغداد للسيطرة على المدينة.

وتنتشر قوات البيشمركة بعمق يمتد حوالي عشرين كيلومترا باتجاه نواحي داقوق وتازة وكلاهما جنوب، ويايجي إلى الجنوب الغربي من كركوك. وذكرت مصادر من كركوك أن الجيش العراقي لم يسلم أسلحته للتنظيمات المسلحة، بل أن إشاعة تسربت في المدينة بأنهم على مشارفها، وفورا ترك الجيش كل أسلحته في الشارع وهربوا جميعا بما فيهم قيادات كبيرة، دون أن يسمع في المدينة إطلاق رصاص واحدة. وقالت المصادر من داخل مدينة كركوك عبر الهاتف إن عمليات نهب وسلب حصلت على كل أنواع الأسلحة، إلى أن جاءت قوات البيشمركة الكردية وسيطرت على البقية منها وخصوصا الأسلحة الثقيلة. وأوضحت المصادر أن بعض مسلحي العشائر سيطروا بمساعدة قوات البيشمركة على بعض المناطق، قبل دخول المسلحين الذين تمركزت قواتهم في أطراف المدينة.

وأشارت المصادر إلى أن قوات البيشمركة هي من تحمي المدينة الآن وتفرض كامل سيطرتها عليها، وتوقعت المصادر أن تبقى كركوك تحت سيطرتهم وتنضم إلى إقليم كردستان حتى بعد استقرار الأوضاع.

المصدر: (بغداد – الاتحاد، وكالات)