دمشق تنفي تصريحات للأسد برفض التخلي عن السلطة

أخبار

نقلت وكالة (إنترفاكس) الروسية للأنباء عن الرئيس السوري، بشار الأسد، استعداده للانتخابات القادمة، وهو ما نفاه مكتبه الإعلامي.

وحذر الأسد أمس من أنه لا ينوي التخلي عن السلطة كما تطالب المعارضة السورية.

وقال الأسد خلال لقاء مع برلمانيين روس في دمشق، في تصريحات ترجمتها إلى الروسية وكالة انترفاكس «لو أردنا الاستسلام، لكنا فعلنا ذلك منذ البداية». وأضاف «نحن حماة وطننا». وتابع «وحده الشعب السوري يمكنه أن يقرر من يشارك في الانتخابات».

كما نقلت عنه إبداءه استغرابه من تردد المعارضة السورية بشأن المشاركة بالصراع السياسي الدائر في البلاد. من جهته، أوضح المكتب الإعلامي للأسد أن كل ما ينقل عن لسانه عبر وكالة (انترفاكس) غير دقيق، مؤكداً أن الأسد لم يجرِ أي مقابلة مع الوكالة.
إلى ذلك، رحبت الدول الغربية بـ«القرار الشجاع» للمعارضة السورية بالمشاركة في مؤتمر جنيف-2، رغم إعلان هذه الأخيرة أنها تذهب إلى التفاوض بهدف وحيد هو التخلص من نظام الرئيس بشار الأسد.

وقال وزير الخارجية الأميركي جون كيري في بيان، إن «الولايات المتحدة سوف تواصل دعم المعارضة السورية بعد أن اختارت افضل طريقة للتوصل إلى مرحلة انتقالية سياسية عبر التفاوض». وأشاد كيري بتصويت شجاع يصب في مصلحة جميع السوريين الذي عانوا كثيرا من وحشية نظام بشار الأسد ومن حرب أهلية لا نهاية لها. ووعد بالالتزام مباشرة إلى جانب المعارضة السورية والمجتمع الدولي في مؤتمر 22 يناير وفي كل الأيام القادمة».

وأوضح كيري «نعلم جميعا أن العملية ستكون صعبة ولكن أقول للشعب السوري: سوف نقف الى جانبكم في البحث عن الحرية والكرامة اللتان يستحقهما جميع السوريين».

وأشار الى أن الولايات المتحدة سوف تواصل «حث النظام السوري على وقف استعمال صواريخ سكود والبراميل المتفجرة والأسلحة الفتاكة ضد المدنيين». واكد أن واشنطن «سوف تواصل العمل من اجل وصول المساعدات الإنسانية وإطلاق سراح السجناء وعودة الصحفيين الرهائن والعمال الإنسانيين».

بدورها، رحبت روسيا بقرار المعارضة السورية، كما اعلن امس نائب وزير الخارجية الروسي ميخائيل بوجدانوف. ونقلت عنه وكالة ايتار تاس القول «انه القرار الصائب، فقد قلنا على الدوام انه يجب المشاركة في هذا المؤتمر وبدء حوار مع الحكومة». وأضاف «كنا نتوقع مثل هذا القرار».

ورأى بوجدانوف أن «الأكثر أهمية هو انهم شكلوا وفدا لتمثيلهم». وقال ايضا «إن ما نفهمه في الوقت الحالي ان اتصالات تجري بين مختلف التنظيمات والشخصيات».

ووصف وزير الخارجية الألماني قرار المعارضة بانه «بريق أمل للناس في سوريا».

وقال فرانك-ولتر شتاينماير في بيان مقتضب «انه القرار الجيد حتى وان كنت افهم انه كان صعبا اتخاذه بالنسبة للكثير من المعارضين».

وأضاف ان مؤتمر جنيف 2 يمثل مع مشاركة المعارضة السورية «بريق أمل للناس في سوريا الذين عانوا الكثير من الآلام بفعل الحرب الأهلية والتشرد». وأوضح أن «أي تقدم طفيف ومهما كان طفيفا لانتقال القوافل الإنسانية او للتوصل الى اتفاق وقف اطلاق نار على مستوى محلي سيكون نجاحا».

وأشاد وزير الخارجية البريطاني وليام هيج بالقرار «الصعب» الذي اتخذته المعارضة السورية. وقال في بيان «أشيد بقرار الائتلاف الوطني السوري المشاركة في مؤتمر جنيف 2».

وأضاف أن «الائتلاف الوطني اتخذ هذا القرار الصعب على الرغم من الهجمات الوحشية والمستمرة التي يشنها النظام ضد المدنيين السوريين والعرقلة المتعمدة لوصول المساعدات الإنسانية».

وأشاد الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون بقرار الائتلاف السوري المعارض المشاركة في المؤتمر الدولي للسلام. وقال بان في بيان «هذه خطوة شجاعة وتاريخية تصب في خدمة حل سياسي تفاوضي للنزاع المستمر منذ ثلاث سنوات والذي تسبب بالكثير من البؤس والدمار». وأضاف «أتطلع الى تشكيل المعارضة الموسعة وفدا يمثل بشكل واسع تنوع المعارضة السورية، بمن فيهم النساء».

واعتبر وزير الخارجية الفرنسي لوران فابيوس من جهته، أن «هذا الخيار هو خيار السعي الى السلام»، على الرغم من «استفزازات وتجاوزات النظام». واكد وزير الخارجية المصري نبيل فهمى أن المشاركة في جنيف ستكون خطوة أولى نحو التوصل الى الحل ، داعياً الى استمرار التفاوض بنية خالصة وروح جادة والى استمرار الحوار بين مختلف قوى وتيارات المعارضة لتحقيق المزيد من التوافق فيما بينها حول الأهداف المرجوة من عملية التفاوض.

وأوضح فهمى انه يتوجه الى جنيف يوم 22 من الشهر الجاري هو يأمل ألا يتم إهدار فرصة تاريخية للعمل من اجل إنهاء مأساة السوريين، مؤكداً أن مصر ستقدم خلال المؤتمر وفي أعقابه كل ما يمكنها من دعم لعملية التفاوض سواء عبر اتصالاتها بأطراف التفاوض أو من خلال إقناع القوى الإقليمية والدولية الفاعلة بضرورة تسوية هذه الأزمة دون المزيد من الانتظار.

ودعت ايران الى مقاربة «واقعية» لحل الأزمة السورية خلال مؤتمر السلام. وقال نائب وزير الخارجية الإيراني حسن امير-عبد اللهيان «إن المؤتمر يمكن أن يمهد الطريق أمام حل سياسي، اذا اعتمد مقاربة واقعية للازمة في سوريا». ونقلت وكالة الأنباء الطلابية الإيرانية (ايسنا) عن عبد اللهيان قوله ان القرارات التي ستتخذ في سويسرا «يجب ألا تؤدي الى تقوية حركات متطرفة في سوريا» مشيرا الى أن «الحل الديموقراطي سيتم التعبير عنه عبر تصويت السوريين».

151 قتيلاً بينهم 52 مدنياً وقصف حلب بعشرات البراميل المتفجرة

دمشق (وكالات) – قتل 151 شخصا أمس بينهم 52 مدنيا قضوا بمجزرة في قصف لطائرات النظام السوري بعشرات البراميل المتفجرة على مدينة حلب. وأشار المرصد السوري لحقوق الإنسان الى مقتل 16 شخصا بينهم عنصر من الكتائب المقاتلة في اشتباكات مع القوات النظامية في قرية عزيزة، و15 مدنيا قضوا في قصف جوي بالبراميل المتفجرة والصواريخ، على مناطق في الجزماتي والميسر والنيرب، بينهم 3 سيدات إحداهن مسنة، و7 أطفال، كذلك، دارت اشتباكات بين مقاتلي الكتائب المقاتلة والقوات النظامية في قرية عزيزة، في محاولة للقوات النظامية التقدم، كما وردت معلومات عن إصابة 4 أشخاص برصاص قناصة عند معبر كراج الحجز في حي بستان القصر، في حين فتح الطيران الحربي نيران رشاشاته الثقيلة على منطقتي دوار الجزماتي ودوار الحلوانية، دون إصابات، وفي الريف قتلت طفلة جراء إصابتها في سقوط قذائف الهاون على مناطق في مدينة منبج. وارتفعت حصيلة القتلى امس الى 91 قتيلا معظمهم في حلب ودمشق وريفها و 19 قتيلا عثر عليهم في أحد المشافي الميدانية في حلب و 13 من الجيش الحر قضوا اثر كمين لقوات النظام في منطقة رنكوس، بالإضافة الى 9 مدنين قضوا بالقصف على حيي الشيخ نجار ومساكن هنانو بحلب وكذلك 7 قتلى بالقصف على حي الميادين في دير الزور، بين القتلى 3 سيدات وطفل واخر تحت التعذيب. وقالت الهيئة العامة للثورة ان 52 شخصا قتلوا في حلب بينهم 11 طفل

و5 سيدات و20 في دمشق وريفها و7 في دير الزور و5 في إدلب و3 في حمص وقتيلان في درعا وقتيل في كل من اللاذقية والحسكة.

وقال نشطاء من العاصمة دمشق الى حلب ومحافظة دير الزور الشرقية على الحدود مع العراق ان القوات الجوية السورية تستخدم مقاتلات وطائرات هليكوبتر لقصف المناطق الخاضعة لسيطرة مقاتلي المعارضة. وقال مقاتلون بالمعارضة من سلسلة جبال القلمون قرب الحدود مع لبنان إن اكثر من 60 من مقاتلي المعارضة قتلوا في كمين نصبته لهم القوات الموالية للأسد امس.

وقال المرصد السوري لحقوق الإنسان إن طائرات الهليكوبتر فوق حلب تستخدم البراميل المتفجرة التي يمكن ان تدمر ابنية سكنية بالكامل. وأضاف ان 194 شخصا قتلوا امس الأول. وأظهر تسجيل فيديو على الانترنت العثور على مقبرة جماعية في قرية في حلب. وأظهر الفيديو الذي يعتقد أنه صور امس الأول في قرية قبتان الجبل جثث نحو 15 شخصا يزعم أن تنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشام المرتبط بالقاعدة قتلهم.

وأمكن سماع رجل في التسجيل يقول إن هذه مقبرة جماعية صنعتها عصابات روسيا وايران والأسد وتساءل ماذا فعل هؤلاء ليقتلوا مشيرا الى أن بينهم طبيبا ومدرسا.

وأظهرت مقاطع فيديو اخرى تبعات غارة جوية على حلب وأخذ الناس يزيلون الأنقاض بحثا عن ناجين دفنوا اسفل المباني المتهدمة.

المصدر: الاتحاد