دي ميستورا مستعد للمخاطرة لإنقاذ حلب وموسكو ترحب

أخبار

عرض المبعوث الدولي إلى سوريا ستيفان دي ميستورا في مؤتمر صحفي بجنيف بشأن تطورات الأزمة السورية، استعداده للذهاب إلى شرق حلب لمرافقة مسلحي جبهة «النصرة»، أثناء خروجهم من الأحياء المكلومة، قائلاً لهم «إذا قررتم الخروج بكرامة ومع أسلحتكم إلى أي جهة، فإنني مستعد شخصياً لمرافقتكم» محذراً من أنه خلال شهرين أو شهرين ونصف الشهر كحد أقصى، ربما تدمر منطقة شرق حلب وخاصة المدينة القديمة، تدميراً تاماً. من جهتها، سارعت موسكو على لسان مبعوث الرئاسة للشرق الأوسط وأفريقيا ميخائيل بوجدانوف، لدعم فكرة دي ميستورا، مشيراً إلى أن هذا الاقتراح «كان يجب أن يحدث منذ أمد بعيد».

بالتوازي، أكد وزير الخارجية سيرجي لافروف أن تنظيمي «داعش» و«النصرة» والفصائل المنضوية تحت لوائهما، لن تكون أبداً جزءاً من أي هدنة في سوريا.

دبلوماسياً، وفي إطار السعي لتمرير مشروع قرار فرنسي بشأن وقف النار والمساعدات سوريا في مجلس الأمن، التقى وزير الخارجية الفرنسي جان مارك ايرولت أمس لافروف في موسكو، وقال له إن «لا شيء يمكن أن يبرر حمم النار» التي تتساقط على حلب، فيما أكد الأخير أن بلاده مستعدة للعمل على النص بشرط أن لا يتعارض مع اتفاق وقف النار الأميركي الروسي أو أي من قرارات الأمم المتحدة الأخرى. وفي تصعيد جديد، حذرت وزارة الدفاع الروسية من أن أي غارة تستهدف منطقة خاضعة للجيش السوري النظامي ستعتبر تهديداً للقوات الروسية، وذلك في تهديد غير مباشر للولايات المتحدة على خلفية حادثة قصف قوات الأسد في دير الزور، ملوحة باستخدام منظومة الصواريخ إس-400 وإس-300 في قاعدتي حميميم وطرطوس، التي «قد يشكل مفاجأة لأي أجسام طائرة مجهولة».

ووجه دي ميستورا نداء مؤثراً لإنقاذ الأحياء الشرقية التي تسيطر عليها فصائل المعارضة في حلب، والتي قال إنها قد تدمر بشكل كامل بنهاية العام الحالي، داعياً مسلحي «النصرة» إلى مغادرة المدينة. وقال دي ميستورا للصحفيين في جنيف «خلال شهرين أو شهرين ونصف كحد أقصى، إذا بقيت الأمور تسير على هذه الوتيرة فقد تدمر أحياء شرق حلب بالكامل». ووفقاً للمبعوث الدولي لسوريا تشير التقديرات إلى وجود 900 مقاتل من جبهة «النصرة»، من أصل 8 آلاف مقاتل من المعارضة، في شرق حلب. وفي مناشدة أخرى إلى حكومة الأسد وحلفائها، تساءل دي ميستورا إن كانوا مستعدين حقاً لتدمير حلب بالكامل بعد أن كانت المركز الاقتصادي للبلاد. وقال «أم إنكم مستعدون للإعلان عن وقف فوري وتام للقصف الجوي في حال غادر مقاتلو (النصرة) المدينة». وحذر المبعوث من أن أحياء حلب الشرقية قد تصبح واحدة من أسوأ مآسي القرن وقارنها بما حدث في مجزرة سريبرينتسا والإبادة في رواندا.

جاء ذلك بينما جدد الأسد تأكيده أن قواته ستواصل محاربة «المسلحين» في حلب حتى يغادروا المدينة، إلا إذا وافقوا على الخروج بموجب اتفاق مصالحة، وفق مقابلة تلفزيونية مع قناة دنماركية نشرت نصها وكالة الأنباء السورية الرسمية أمس، مضيفاً «ينبغي أن يفعلوا ذلك (الخروج، ليس هناك خيار آخر». في موسكو التقى ايرولت لافروف قائلاً « فرنسا تستهجن لكنها لا تستسلم»، مضيفاً «لقد التقيت لافروف وكررت أمامه القول وأنا انظر مباشرة في عينيه، أن أحداً لا يمكنه أن يتساهل مع هذا الوضع.. فرنسا لا تستطيع التساهل مع ذلك، والأمر سيان بالنسبة لروسيا». من ناحيته، أكد الوزير الروسي أنه «مستعد للعمل» على مشروع القرار لوقف النار في حلب الذي قدمته فرنسا في مجلس الأمن، شريطة ألا يتعارض مع «المقاربات المبدئية الواردة في الاتفاقات الروسية الأميركية، وأن يأخذ بعين الاعتبار القرارات التي سبق وأن اتخذها المجلس والمجموعة الدولية لدعم سوريا». وأبلغ لافروف ضيفه أن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين سيلتقي نظيره الفرنسي فرنسوا أولاند خلال زيارته لباريس في 19 أكتوبر الحالي «سيبحثان القضايا الدولية بما فيها سوريا وأوكرانيا».

ووسط تسريبات أميركية عن بحث خيارات لحل الأزمة السورية بينها القيام بعمل عسكري محدود ضد نظام الأسد، حذر المتحدث باسم وزارة الدفاع الروسية الجنرال ايجور كوناشينكوف أمس، أن أي ضربات صاروخية أو جوية تستهدف مواقع سيطرة القوات النظامية السورية، معتبراً ذلك «خطراً مباشراً» على العسكريين الروس. وقال إن على الولايات المتحدة أن تدرس ملياً عواقب شن ضربات على مواقع الجيش السوري لأن مثل هذه الضربات ستهدد بوضوح الجنود الروس. وفي تعليق على أنظمة الدفاع الجوي الروسية اس- 400 واس-300 التي نشرت في سوريا في الآونة الأخيرة، قال إن الأطقم «لن يكون لديها الوقت الكافي لرصد مسارات الصواريخ وتبعية الطائرات بدقة أو من أي اتجاه تم إطلاقها» مضيفاً «أنها قد تشكل مفاجأة» في حال تعرض مواقع الجيش السوري النظامي لضربات جديدة على غرار ما حدث في دير الزور مؤخراً.

المصدر: الإتحاد