سلطات الاحتلال تستهدف تصفية الوجود الإسلامي في القدس.. ممنوع الاقتراب والأذان والصلاة!

أخبار

حذرت شخصيات وطنية وإسلامية ومسيحية من مخاطر إقدام سلطات الاحتلال على استغلال أعمال المقاومة الفلسطينية في مدينة القدس لصالح مواصلة تنفيذها مخططاتها الجاهزة لتهويد القدس وإحكام قبضتها على المسجد الأقصى، مؤكدين أن إقدام سلطات الاحتلال على منع رفع الأذان في الأقصى ومنع المصلين من أداء صلاة الجمعة يشكل مؤشراً فاضحاً على طبيعة العقلية «الإسرائيلية» في التعامل مع حرية العبادة والمقدسات الإسلامية دون أية اعتبارات للمساس بالأقصى وما يمثله للمسلمين في فلسطين والبلدان العربية.

ويتعرض المسجد الأقصى لعملية منظمة من قبل سلطات الاحتلال تستهدف تصفية الوجود الإسلامي في الأقصى ومحيطه عبر إحكام القبضة الأمنية على كل منافذه، ما دفع العديد من الشخصيات الإسلامية وممثلي المؤسسات الرسمية المعنية في إدارة ومتابعة شؤون المسجد الأقصى ودور العبادة في القدس المحتلة لتجديد التحذير من مخاطر ما تقوم به سلطات الاحتلال بمؤسساتها المتنوعة ضد الأقصى والقدس بصفة عامة.

كشف المتحدث الرسمي باسم حكومة التوافق الوطني، يوسف المحمود، ل(الخليج) عن وجود حراك واتصالات تجريها القيادة الفلسطينية والحكومة عبر وزارة الخارجية الفلسطينية لوقف ما تقوم به «إسرائيل» في الأقصى ومحاولاتها تغيير الوضع التاريخي في الأقصى والقدس المحتلة.

وقال المحمود: «الإجراءات الاحتلالية في القدس والأقصى من شأنها زيادة التوتر في الوقت الذي تعمل فيه القيادة الفلسطينية والحكومة مع الأشقاء العرب والأصدقاء في العالم من اجل وقف هذا التوتر ودفع الأمور نحو إحياء العملية السلمية على أساس إقامة الدولة الفلسطينية وعاصمتها القدس الشرقية، مشددا في الوقت ذاته على أهمية مواجهة مخاطر الإجراءات غير المسبوقة التي فرضتها حكومة الاحتلال «الإسرائيلي»، على المسجد الأقصى، ومدينة القدس بشكل عام والعمل المشترك من اجل وقفها فورا وفتح المسجد الأقصى المبارك وعدم المساس بقدسيته.

وأضاف: «إننا نتابع بقلق شديد الإجراءات الاحتلالية التي من شأنها المساس بالوضع التاريخي القائم في المسجد الأقصى وفي مدينة القدس العربية المحتلة، التي من شأنها دفع الأوضاع إلى مزيد من التدهور، ما يستدعي من المجتمع الدولي والمنظمات والمؤسسات الدولية وحكومات ودول العالمين العربي والإسلامي، إلى التحرك العاجل والسريع والعمل على كافة المستويات من اجل وقف الإجراءات الاحتلالية، التي تشكل مساسا خطيرا بأماكن العبادة وبأحد أقدس مقدسات العرب والمسلمين، إضافة إلى ما تمثله من انتهاك صارخ وخطير لكافة القوانين والشرائع الدولية.

وكان المحمود أشاد في وقت سابق بالجهود التي تقوم به المملكة الأردنية الهاشمية الشقيقة والجهد الذي تبذله من أجل حماية القدس والمقدسات ووقف التصعيد الأخير الخطير، الذي يتضمن منع رفع الأذان ومنع إقامة الصلاة في المسجد الأقصى وملاحقة المصلين واعتقالهم، واعتقال موظفي الأوقاف الإسلامية والاعتداء على مفتي القدس والديار الفلسطينية سماحة الشيخ محمد حسين.

من جانبه قال النائب الثاني في رئاسة المجلس التشريعي الفلسطيني، د.حسن خريشة، ل( الخليج): «هذه أول مرة في تاريخنا الحاضر تقدم فيه سلطات الاحتلال على منع الأذان والصلاة في المسجد الأقصى ما يمثل بداية مرحلة جديدة ممنهجة تعمل «إسرائيل» على تنفيذها بهدف تهويد الأقصى ومزيد من التهويد في القدس المحتلة».

وأضاف: «إن استخدام ذريعة العملية الفدائية في القدس هي مجرد خدعة «إسرائيلية» لأن «إسرائيل» لديها مخططات جاهزة تواصل تنفيذها لتهويد القدس سواء نفذت عمليات أم لا ما يستدعي من كافة المراهنين على المفاوضات السياسية العودة إلى تعزيز وحدة الشعب في مواجهة هذا الخطر الداهم على الشعب الفلسطيني وقضيته الوطنية ومقدساته».

وتابع: «المطلوب من العرب والمسلمين التحرك الفوري والعاجل لإنهاء خلافاتهم والتوجه باهتمامهم نحو فلسطين ومقدساتها لأن الأقصى لا يهم الفلسطينيين وحدهم بل كل الأمة العربية والإسلامية».

وقال عضو اللجنة التنفيذية ل (م،ت،ف) د.واصل أبو يوسف ل(الخليج): «ما تقوم به «إسرائيل» في الأقصى والقدس المحتلة هو نتاج مخططات استعمارية لتنفيذ مخطط التهويد لكن نشر 6000 شرطي وجندي «إسرائيلي» في القدس المحتلة ومحيط الأقصى أثبت بشكل قاطع أنه لا يجلب الأمن للاحتلال وعناصره وقواته»، مشيرا إلى أن إقدام الاحتلال على منع الصلاة ومنع رفع الأذان في الأقصى في سابقة خطيرة يفضح سياسة الحكومة «الإسرائيلية» الرامية إلى جر المنطقة إلى حرب دينية لا تحمد عقباها.

ودعا واصل أبو يوسف إلى وقفة جدية على المستوى العربي والإسلامي والدولي لوقف هذه الجرائم والانتهاكات وتدنيس المقدسات الإسلامية بشكل متواصل وبتورط قادة حكومة الاحتلال في دعم هذا التدنيس عبر السماح للمستوطنين باقتحامات متكررة للأقصى ودعم بناء طابق جديد في منطقة حائط المبكى وإقامة الحواجز العسكرية والتضييق على المصلين ما يشكل بذاراً حقيقياً لجر المنطقة إلى حرب دينية.

وقال أبو يوسف: «المطلوب من الجميع أن يقف عند مسؤولياته والضغط على الاحتلال لوقف هذه الجرائم والانتهاكات بحق الأقصى وحق حرية العبادة»، مشيرا إلى أن «إسرائيل» في سياساتها العنجهية تضع العالم المتحضر بأكمله أمام اختيار جدي وحقيقي حول كل منظومة القيم والمبادئ الإنسانية وحقوق الإنسان التي ينادون بها.

وعلى الصعيد ذاته سارعت شخصيات إسلامية وممثلو مؤسسات دينية رسمية في القدس المحتلة لعقد مؤتمر صحفي مشترك في القدس المحتلة للتحذير من مخاطر ما يتعرض له الأقصى والمقدسات الإسلامية والمسيحية في القدس المحتلة.

وأكد رئيس مجلس الأوقاف في القدس المحتلة الشيخ عبد العظيم سلهب، أمس في مؤتمر صحفي عقد لهذا الغرض إقدام سلطات الاحتلال على استهداف كافة الموظفين والعاملين في الأقصى وإحلال قواها الأمنية للسيطرة على الأقصى بالكامل، ما أتاح لجنود الاحتلال العبث في كافة محتويات المسجد الأقصى المبارك، وفي كل مكاتب الأوقاف ودار الفتوى والمحكمة الشرعية -التي تحوي السجل التاريخي لمدينة القدس الذي يعكس تاريخ المدينة ل800 عام سابقة ومركز المخطوطات والمتحف الإسلامي.

وقال سلهب في المؤتمر الصحفي الذي عقدته الهيئة الإسلامية العليا ومجلس الأوقاف ودار الفتوى ومحافظة القدس ودائرة قاضي القضاة في مبنى المحكمة الشرعية في حي وادي الجوز بمدينة القدس حول الأحداث الطارئة والمتسارعة التي تحاك حول المسجد الأقصى المبارك ومدينة القدس:«كل ما في الأقصى يتعرض للتخريب والعبث من قبل سلطات الاحتلال».

وأضاف الشيخ سلهب أن ما حصل في الأقصى والقدس لم يحدث من عام 1967، حيث لا يسمح لأي شخص بالدخول إليه من مسؤولي وموظفي دائرة الأوقاف والمصلين المسلمين، فمنع الأذان وصلاة الجمعة بالأقصى بسبب إغلاقه لم يحصل في تاريخ الاحتلال، وكان الرد العفوي الطبيعي من المسلمين إقامة الصلاة في شوارع القدس وطرقاتها تأكيدا على حقنا العقائدي في المدينة والأقصى.

من جهته اكد رئيس الهيئة الإسلامية العليا الشيخ عكرمة صبري، أن المسجد الأقصى بكل ساحاته وقبابه ومصلياته فوق الأرض وتحتها هو حق خالص للمسلمين وهو موروثنا النبوي الذي لا نقبل أن ينازعنا فيه أحد، وما جرى صباح امس الجمعة هو اعتداء سافر عليه، وهذه الإجراءات التي اتخذتها الحكومة «الإسرائيلية» بحق المسجد ورواده وزواره ومرابطيه وعماره هي باطلة تمثل اعتداء صارخا على الأقصى.

وأكدت الهيئات الإسلامية على ضرورة المحافظة على الوضع التاريخي للأقصى قبل احتلاله، والذي اعترفت به كافة الهيئات الدولية.

وأضافت الهيئات الإسلامية أن إغلاق الأقصى في وجه المصلين لهو حدث خطر واعتداء صارخ على حقنا، مطالبين بفتحه فورا وتمكين المصلين من أداء شعائرهم الدينية بحرية تامة دون تدخل.

وأكدت الهيئات أن ما تم من اقتحام الأقصى ومرافقه بالقوة وبدون وجود مسؤولي الأوقاف هو عدوان يمس عقيدة الأمة وتاريخها ويمثل غطرسة المحتل القائمة على منطق القوة الباطل وهو استخفاف بعقيدة الأمة الإسلامية وحقها في ممارسة شعائرها الدينية.

وأضافت أن سماح حكومة الاحتلال لقطعان المستوطنين باقتحام الأقصى سيبقي المنطقة في بؤرة غليان وإثارة المشاعر، وشددت الهيئات على ضرورة منع قطعان المستوطنين من العبث في الأقصى والمساس به.

وطالبوا الدول العربية والإسلامية بتحمل مسؤولياتها الدينية والتاريخية والعمل على لجم الحكومة «الإسرائيلية» اليمينية المتطرفة.

من جانبه شدد مفتي القدس والديار الفلسطينية الشيخ محمد حسين، على أن الهيئات الإسلامية في انعقاد دائم منذ يوم أمس لمتابعة أحداث المسجد الأقصى لما يمثله في عقيدة المسلمين من مكان للعبادة، كما يمثل الأقصى موقعاً دينياً خالصاً للمسلمين وحدهم بكل مرافقه وأبنيته فوقه وأسفله وهو ما أحيط بالسور.

وقال: الإجراءات والاعتداءات مخالفة لكافة الشرائع السماوية والأنظمة والقوانين والأعراف الدولية التي أكدتها كل المعاهدات وقرارات منظمة اليونيسكو، معتبرا أن ما يقوم به الاحتلال من عبث هو اعتداء على الأقصى نرفضه ويرفضه كافة المسلمين وأحرار العالم..كما أن الأنظمة تلزم المحتل بالمحافظة على ممتلكات الشعب الواقع تحت الاحتلال.

وأضاف: «عملت السلطات «الإسرائيلية» على الإفساد في الأقصى والعبث بكل محتوياته، ونؤكد على وجوب مواصلة عمل المملكة الأردنية الهاشمية والسلطة الفلسطينية لحماية الأقصى، وهما على اتصال دائم ويتابعون كل المستجدات في الأقصى».

من جهته قال الشيخ واصف البكري القائم بأعمال قاضي القضاة ورئيس محكمة الاستئناف الشرعية في القدس إن المؤتمر يؤكد على الصف الوطني الإسلامي في مدينة القدس، كما يؤكد رفض الإجراءات والاعتداءات في الأقصى والمدينة.

وقال إن الاعتداء على الأقصى انتهاك للحرية الدينية والعبادة التي تكفلها القوانين الدولية والقانون الإنساني، وما يجري سابقة خطيرة.

وأضاف: «إن الأقصى حق خالص للمسلمين والسيادة التامة للجهات الإسلامية المتمثلة بدائرة الأوقاف الإسلامية الأردنية والتي تمثل الوصاية الأردنية الهاشمية على الأقصى، وما يجري في الأقصى هو انتهاك لمعاهدات السلام «الإسرائيلية» الأردنية».

وتحدث الشيخ واصف البكري عن خطورة العبث وتفتيش المتحف الإسلامي ودائرة القائم بأعمال القضاة لما لهما من خصوصية، حيث تحتفظ بالسجلات التاريخية والوثائق والمخطوطات التي تمثل تاريخ القدس السياسي والاقتصادي والشعبي والتي تثبت الحق الإسلامي والعربي الممتد عبر مئات السنين، ويمثل اعتداء على التاريخ الإسلامي والحضارة والتاريخ والثقافة الممتدة منذ زمن طويل.

وكشف الشيخ عمر الكسواني مدير المسجد الأقصى أنه تمكن من الدخول قبل منتصف الليل إلى الأقصى وحول ذلك قال في حديث معه: «إن الوضع مؤلم ومحزن للأقصى لأن جنود الاحتلال يتواجدون على كل الأبواب، والأقصى مستباح من قبل قوات الاحتلال والشرطة التي أمعنت بتفتيش الأقصى ومكاتبه ومرافقه كاملة».

وأضاف الشيخ الكسواني: 10 دقائق فقط سمح لي بالتواجد بالأقصى قمت خلالها بجولة بمراقبة الضباط، ولم يسمحوا لي بالبقاء أكثر من ذلك، حجة التفتيش واهية هي «البحث عن سلاح»، الأقصى مكان للعبادة وهذه حجج لا أساس لها.

المصدر: الخليج