سلطان يشهد فعاليات «الشارقة للاستثمار الأجنبي»

أخبار

شهد صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة، صباح أمس انطلاق فعاليات منتدى الشارقة للاستثمار الأجنبي المباشر 2017، تحت شعار «الثورة الصناعية الرابعة»، والذي ينظمه مكتب الشارقة للاستثمار الأجنبي المباشر (استثمر في الشارقة) التابع لهيئة الشارقة للاستثمار والتطوير (شروق).

ويشارك في المنتدى، الذي أقيمت فعالياته بقاعة الجواهر للمناسبات والمؤتمرات، نخبة من الخبراء والمحللين الاقتصاديين العالميين الفاعلين في مجال الاستثمار بقطاع التكنولوجيا.

ملامح المستقبل

وألقت الشيخة بدور بنت سلطان القاسمي رئيسة هيئة الشارقة للاستثمار والتطوير (شروق)، كلمة الافتتاح، وقالت فيها: نجتمع اليوم في «عاصمة الثقافة»، للبحث في ماهيّة «الثورة الصناعية الرابعة»، بكافة جوانبها وأبعادها وانعكاساتها، بوصفها منعطفاً نوعياً يرسم ملامح المستقبل منذ مطلع القرن الحادي والعشرين، نقف اليوم أمام ثورةٍ صناعيةٍ رابعة يقودها الحاسوب والتكنولوجيا، وهي ثورةٌ مختلفةٌ عن سابقاتها بكافة المقاييس، سواء من حيث وتيرتها المتسارعة أو من حيث مستوى تأثيرها الذي يشمل جميع نواحي الحياة، فلا حدود لما يمكن أن ينجزه الإنسان في فتراتٍ وجيزة الآن.

وأضافت: إن التطورات المذهلة التي أحدثتها هذه الثورة فرضتْ تغييرات جذرية على نمط حياتنا وإدارة أعمالنا، وتفرض علينا كحكوماتٍ التخطيط بعناية للاستفادة منها ومن الفرص الاقتصادية المهمة التي تطرحها، خاصةً في مجال ريادة الأعمال الذي يقف بقوة وراء هذه التطورات التكنولوجية المهمة.

ريادة الأعمال

وأكدت الشيخة بدور بنت سلطان أن الشارقة تقدّر الدور الحيويّ الذي يلعبه قطاع ريادة الأعمال في دعم الابتكار وتنشيط الاقتصاد القائم على المعرفة؛ ولذلك قامت بإنشاء مركز الشارقة لريادة الأعمال «شراع» لدعم رواد الأعمال الشباب، من خلال «برنامج تسريع الأعمال»، والذي شهد في دورته الأولى إطلاق عشر شركات ناشـــئة في مجالات تقنيـــة مهمـــــة، ومتنوعــــة مثــل «بلـوك تشــين» و«الواقـــع الافتراضــيّ».

وأشارت رئيسة هيئة الشارقة للاستثمار والتطوير «شروق» إلى أن «الثورة الصناعية الرابعة» تمثّل فرصةً قيّمةً لقطاع التصنيع في مجالات صناعية مختلفة، ومنها على سبيل المثال تكنولوجيا الطباعة ثلاثية الأبعاد، وصناعة الروبوتات الذكية وغيرها من الحلول التكنولوجية المبتكرة، وبما أنّ الشارقة هي العمود الفقري الصناعي لدولة الإمارات، حيث تحتضن المناطق الصناعية فيها اليوم مجمعات أعمال متطورة تشمل مجموعة متنوعة من الأنشطة الاقتصادية، فذلك يؤهلنا للإقدام على تنفيذ المشاريع الصناعية العملاقة التي يحتاجها المستقبل القريب، والتي ستوفر مكاسب حقيقية لأصحاب الأعمال، وتساهم في خلق فرص عمل جديدة، وفي تطوير البناء الكامل لاقتصادنا ومجتمعنا.

فرصة لقطاع التعليم

وأضافت الشيخة بدور القاسمي: كما تمثل «الثورة الصناعية الرابعة» فرصة قيّمة لقطاع التعليم، مما يضع الشارقة في قلب هذه التحولات العميقة؛ نظراً للبنية التحتية التعليمية العالمية التي تحتضنها، ولا سيّما أن المرحلة المقبلة تستوجب من القوى العاملة امتلاك مهاراتٍ مختلفة تواكب متطلبات الثورة الصناعية الرابعة، وهذا يؤهل الشارقة للعب دور مهم في المنطقة لبناء تلك الإمكانات في النظام التعليمي، ويؤهّلنا للتعاون والشراكة مع مجتمع الأعمال من أجل الاستفادة من التحولات الجارية في العالم.

وأكدت على ما وصلت إليه إمارة الشارقة على مستوى النهوض برأس المال البشري، من خلال مشروعها الثقافي، بقولها، حصولنا على لقب العاصمة العالمية للكتاب لعام 2019 من قبل منظمة «اليونيسكو» يؤكد قناعتنا بأهمية دعم الثقافة والتعليم، وأهمية دورهما في بناء الإنسان وتطوير المجْتمع.

وأوضحت أن الثورة الصناعية الرابعة توفر فرصة قيّمة لدفع عجلة التنمية المستدامة، مشيرة إلى ما تقوده دولة الإمارات العربية المتحدة من جهود على هذا المستوى، بقولها، نحن في الإمارات وإمارة الشارقة نعمل وفق استراتيجية حثيثة للانتقال من اقتصاد معتمد على النفط إلى اقتصاد أكثر استدامة، وهذا ما سيفتح آفاقاً جديدة لريادة الأعمال، ويشجع تطوير مجالات عمل وصناعات جديدة في مجال الطاقات المتجددة كتخزين الطاقة والطاقة الشمسية، مما سيعزز من النمو الاقتصاديّ، ويساهم في نفس الوقت في التخفيف من تحديات التغيّر المناخي.

رؤية واضحة وثابتة

واختتمت الشيخة بدور القاسمي كلمتها قائلة: نعمل في الشارقة وفق رؤية واضحة وثابتة، أساسها الالتزام بالتوفيق بين التنمية الاقتصادية والتنمية البشرية، وهذا ما يشجعنا على التفكير فيما يمكن أن تقدمه الثورة الصناعية الرابعة للإنسان، وكيف يمكن أن تحسن من ظروف حياة البشر في جميع نواحي الحياة، سواء في التعليم أو في المجال الصحي أو الاجتماعي أو المادي، ولذلك فإنه من واجبنا نحن كقيادات أن نعزز من تعاوننا لتحقيق نموٍّ يشمل الجميع بانعكاساته الإيجابية ولا يستثني أحداً، وندعوكم اليوم كشركاء إلى الانضمام إلينا من أجل التعاون، والعمل يداً بيدٍ لاستكشاف واغتنام ما في جعبة «الثورة الصناعية الرابعة» من فرص قيّمة وتحقيقها على أرض الواقع.

التكريم

ثم تفضل صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، ترافقه الشيخة بدور بنت سلطان القاسمي بتكريم الشركاء الاستراتيجيين والراعين والداعمين في إنجاح المنتدى.

جلسة

يشار إلى أن المنتدى بدأ فعالياته بجلسة تحت عنوان «الاستثمارات الأجنبية المباشرة» يناقش فيها المشاركون أهمية الاستثمارات الأجنبية المباشرة للاقتصادات والدول، ومجالات الاستثمار ذات الأولوية في مختلف القطاعات، والحوافز التي تقدمها الحكومات لدعم استقطاب المستثمرين الأجانب، والفوائد المترتبة على دخول هذه النوعية من الاستثمارات، بالإضافة إلى التحديات المتعلقة بجذب المستثمرين من مختلف دول العالم، ومستقبل حركة الاستثمار الأجنبي العالمية، بالنسبة لمكانة الإمارات على خريطة الاستثمارات الأجنبية المباشرة، وجذبها لرؤوس الأموال الخارجية.

الحضور

شهد انطلاق فعاليات المنتدى، الشيخ سالم بن عبد الرحمن القاسمي رئيس مكتب سمو الحاكم، والشيخ محمد بن حميد القاسمي مدير دائرة الإحصاء والتنمية المجتمعية، وخولة الملا رئيسة المجلس الاستشاري لإمارة الشارقة، وعبد الله سلطان العويس رئيس مجلس إدارة غرفة تجارة وصناعة الشارقة، والعميد سيف محمد الزري الشامسي قائد عام شرطة الشارقة، وسلطان بن هدة السويدي رئيس دائرة التنمية الاقتصادية، وأحمد بن ركاض العامري رئيس هيئة الشارقة للكتاب، ومحمد عبيد الزعابي رئيس دائرة التشريفات والضيافة، و سالم يوسف القصير رئيس هيئة تطوير معايير العمل، والدكتور خالد عمر المدفع رئيس مدينة الشارقة للإعلام -«شمس» وعدد من المسؤولين، وأعضاء السلك الدبلوماسي المعتمدين في الدولة والمطورين العقاريين والمستثمرين.

المصدر: الخليج