ضاحي خلفان: رمضان فرصة لصيانة النفس وتهذيب الروح وتغيير العادات نحو الأفضل

أخبار

الصراحة والشفافية تلازمان حديثه دائماً.. لا يعرف الإجابات الدبلوماسية أو كما يقال «يمسك العصا من النصف» وهذه سمات رجل الدولة، الذي تحمل أحاديثه أبعاداً اجتماعية وإنسانية وسياسية، ورغم أنه يصعب الحديث مع الشخصيات الأمنية في البلدان الأخرى، إلا أن الأمر يختلف مع معالي الفريق ضاحي خلفان تميم نائب رئيس الشرطة والأمن العام في دبي، فالحديث معه مختلف تماماً، واللقاء الصحافي مع رمز الأمن والأمان يضفي على الحوار مذاقاً آخر فهو لم يتردد في الإجابة على أي سؤال أو حتى تلعثم فيها.

بدأ معالي الفريق ضاحي حواره مع «البيان» بتهنئة الأمتين العربية والإسلامية بمناسبة حلول شهر رمضان المبارك، كما قدم التهنئة إلى صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة، حفظه الله، وإلى أخيه صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله، وإخوانهما حكام الإمارات، داعيا المولى عز وجل أن يعيده على الأمتين العربية والإسلامية بالخير واليمن والبركات.

ويعتبر الفريق ضاحي شهر رمضان فرصة لصيانة النفس ولتهذيب الروح، وتجديد للجسد ومراجعة الأعمال والممارسات والسلوكيات التي يقوم بها الفرد بشكل عام، بهدف تغيير العادات نحو الأفضل، مشيرا إلى أن النفس والجسد يشبهان البيت الذي يؤول إلى القدم فيحتاج إلى صيانة كي لا يهلك ويتهدم ويهلك معه أصحابه.

طهارة الفكر

وأضاف أن الشهر الفضيل فرصة ذهبية لطهارة الفكر والقلب وتحصينهما من المدنسات الدخيلة والهدامة، وليحرص كل إنسان على أن يخرج من رمضان كيوم ولدته أمه، ماحيا كل ما ارتكبه من أخطاء خلال العام، إذ إن الصيام لا يعني الاكتفاء بالامتناع عن الطعام والشراب فقط وإنما الامتناع عن كل ما هو محرم وعن السلوكيات السلبية، طمعاً في الحصول على الأجر والثواب من غرض الصيام.

ومن المعروف أن بيوت الشخصيات الأمنية تحفها الحراسة ولا يستطيع أي عابر الدخول أو حتى المرور بجوارها من دون مساءلة، ولكن الأمر يختلف في منزل معالي الفريق تميم، حيث يحرص في هذا الشهر على فتح مجلسه لأفراد العائلة وللأصدقاء والمعارف للعامة والمارة طيلة أيام الشهر الكريم، كما يحرص على التواجد في المجلس واستقبال الضيوف بنفسه، ولا يتغيب عنه إلا نادرا في حال دعي إلى مجلس آخر، بل جعلها عادة سنوية يحرص عليها في شهر الكرم، كما أنه يحرص على توفر كل مظاهر الترحيب لضيوفه وزائري مجلسه يوميا، من «الفوالة»، وأصول الضيافة.

تقاليد راسخة

وأشار إلى أن الجميع يشغلهم العمل وتأخذهم متطلبات الحياة ومشاغلها طوال العام، قائلا: إن مثل هذه اللقاءات الرمضانية في المجالس تعتبر إرثنا الذي نفتخر به، وفي استمرارها وإحيائها، استمرار لذلك الوهج الجميل وإحياء لتقاليد راسخة في أعماق الوجدان الفردي والجمعي.

وأكد معاليه أن المجالس الرمضانية تحقق هدف التواصل بين الشباب وغيرهم من جيل الآباء والأجداد، وقد يجمع المجلس الواحد بين أجيال ثلاثة وأكثر، فتجد الجد والأب وحفيد الجد وحفيد الأب، وتجد أحاديث الماضي تعانق أحاديث الحاضر والمستقبل، فكأن ما يدور في هذه المجالس إضاءات للذاكرة المجتمعية والوطنية، كما أنها تناقش قضايا وشؤوناً عامة فيكون في ذلك فائدة مضافة، ويكون فيه مزيد من التعارف والمعرفة بين شعب الإمارات، أهل البيت المتوحد.

عام الخير

ويؤكد معاليه أن بذل العطاء وخدمة الوطن من أعظم الأعمال طوال أيام السنة غير مربوطة بفترة معينة، إلا أن شهر رمضان له خصوصية في بذل المزيد من العطاء وتقديم الخير ولو كان بسيطا، لافتا إلى أن الرسول الكريم كان أجود الناس، وأجود ما يكون في رمضان، يكثر فيه من الصدقة والإحسان وتلاوة القرآن والصلاة والذكر وجميع أعمال الخير، داعيا إلى استثمار عام الخير والإكثار من الهبات والعطايا للحصول على الأجر والمثوبة. وأشار إلى أن هذا العطاء لا يجب أن يقتصر على شهر الخير أو عام الخير وإنما يجب أن يجتهد الإنسان لتقديم الفضائل طوال العام.

سرعان ما تنطوي صفحة الأيام وينقضي شهر رمضان، لكن تبقى الذكريات عالقه في الوجدان ولا يمكن نسيانها، حيث يستذكر معالي الفريق ضاحي عندما يتشرف أحيانا بمرور صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم على مجلسه في رمضان، ويقول ليس هناك أجمل من هذه الزيارات التي تجلب السعادة وتبقى خالدة في النفس، وعبر عن بالغ شكره وامتنانه لصاحب السمو الشيخ محمد بن راشد على هذه اللفتة الطيبة، مثمنا رقي وتواضع سموه الذي لا يدخر جهداً في إرساء مبادئ المحبة والسلام بين أفراد شعبه.

وجه حضاري

ويعتقد معاليه أن رجال الأعمال قائمون بواجبهم الوطني ويبذلون ما في وسعهم تلبية للدعوة الكريمة من صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة، حفظه الله، الذي يحرص على الاستثمار في الإنسان وتنمية مهاراته وتطوير قدراته المعرفية كونه أساس التنمية المستدامة، لافتا إلى أن واجبنا الوطني جميعا يحتم علينا الإسهام في جميع المبادرات الوطنية التي من شأنها الإسهام في الحفاظ على تقدم الدولة، وتميز وإبراز الوجه الحضاري المشرق لها.

وأشار إلى إعلان صاحب السمو رئيس الدولة أن عام 2017 عاما للخير، دليل على الأهمية الكبيرة التي توليها القيادة الحكيمة للدولة لعمل الخير والحث عليه وترسيخ قيم العطاء والتكافل وتعزيز مبادئ العمل الخيري.

وقال إن دولة الإمارات كانت ولا تزال مثالا للعطاء ونموذجا لأعمال الخير الذي يعتبر من الأسس الراسخة في قيم وعادات وتقاليد أبناء الإمارات، مشيرا إلى أن هذه القيم أرساها المؤسس المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، في نهج ومبادئ الإمارات وسياستها الداخلية والخارجية.

وحاولت «البيان» استدراجه لمعرفة أوجه الخير التي يحرص عليها في شهر رمضان تحديدا إلا أنه رفض الحديث عن ذلك قائلا إن صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، قدوته في العطاء اللامحدود، وأكد أنه لا يحب الحديث عن هذه الأمور ويفضل عدم استغلال مثل هذه الأفعال في التلميح أو الشهرة، بل الأولى إخفاؤها وجعلها لوجه المولى عز وجل لتقبل منه ويدخرها رصيدا حقيقيا يجده حين لا ينفع مال ولا بنون، كما أنه يؤكد أن أعمال الخير لا تقتصر على عام الخير بل يجب أن تمتد طيلة حياتنا وحتى بعد مماتنا.

واعتاد معاليه على أن يكون في خدمة أهله أسوة بالرسول صلى الله عليه وسلم، إذ بعد انتهائه من عمله يعود إلى منزله ليؤدي الصلاة ثم يبدأ تلاوة ما تيسر من القرآن الكريم، ثم يتأهب للتسوق وشراء احتياجات المنزل ويضمن توفير أصول الضيافة لزائريه بنفسه من السوق، وبعيدا عن منصبه فهو يقضي حياته ببساطة شديدة كأب وزوج.

وحذر معالي الفريق ضاحي، من انجرار النشء وراء المغريات والأفكار التي تؤدي إلى الانخراط في جماعات لها أهداف غير مرغوب بها، وحث الشباب على التمسك بالهوية الوطنية وتعزيزها وتحصينها بحب الوطن والتضحية من أجله بالغالي والنفيس والحفاظ على سمعته والدفاع عنه وتنمية الشعور بالانتماء، والتطوع في خدمة الوطن في كافة المجالات، وطاعة أولي الأمر والوالدين.

وأوضح أن الولاء للوطن يعني الوفاء بالعهد والالتزام وإخلاص النية، ومناصرة الآخرين، وأن الهوية ليست بطاقة يحملها الشخص في جيبه، وإنما تعني الارتباط بالأرض والتمسك بالدين واللغة والحضارة والتاريخ والثقافة ووحدة المصير والهدف.

مبادئ

يؤكد معالي الفريق ضاحي خلفان أن المواطنة الحقيقية هي النزعة الأخوية التي لا يفرق فيها المواطن بين أبناء الوطن الواحد.

1995

شارك في إنشاء أول إدارة لرعاية حقوق الإنسان في 1995، كما شغل منصب رئيس مجلس الأوقاف والشؤون الإسلامية.

مؤلفات

ألف عدداً من الكتب أبرزها «نظام النقاط السوداء وأثره على فعالية الضبط المروري»، و«الشرطة وحقوق الإنسان»، و«دور الشرطة في علاج وتأهيل المدمنين التائبين».

دكتوراه

حصل معالي الفريق ضاحي خلفان على شهادة الدكتوراه الفخرية من جامعة الحياة الجديدة المفتوحة للتنمية البشرية لجهوده في التنمية الأمنية.

المصدر: البيان