غارات أردنية على الرقة وتعزيزات إلى الحدود مع العراق

أخبار

King Abdullah II

أكد العاهل الأردني الملك عبدالله الثاني أمس، أن الطيران الملكي قصف معاقل تنظيم «داعش» في مدينة الرقة السورية، انتقاماً لإعدام التنظيم الطيار الأردني معاذ الكساسبة بحرقه حيّاً، فيما أعلنت مصادر موثوق فيها أن وحدات من الجيش الأردني تحرّكت في اتجاه الحدود مع العراق.

وتزامن إعلان القصف مع زيارة الملك عبدالله الثاني بلدة عيّ في محافظة الكرك، وهي مسقط رأس الطيار، لتقديم واجب العزاء. ولفت العاهل الأردني نظر والد الكساسبة إلى أن الطائرات التي تحلّق في الفضاء أنهت غارات على معاقل «داعش» في الرقة. وأكد التلفزيون الرسمي النبأ، في حين شدد الرئيس باراك أوباما على أن «داعش عصابة قتل تمارس البربرية باسم الدين وتستخدمه سلاحاً».

وعلمت «الحياة» في وقت متقدم مساء أمس أن السلطات الأردنية أطلقت منظر التيار السلفي عصام البرقاوي المعروف بـ«أبو محمد المقدسي»، وأن هذه الخطوة جاءت بعد شهر على مفاوضات حثيثة أجراها الأخير مع تنظيم «داعش» للافراج عن الطيار معاذ الكساسبة في مقابل إطلاق العراقية الانتحارية ساجدة الريشاوي وآخرين. وأعدمت السلطات الأردنية ساجدة بعدما أعدم التنظيم الكساسبة بحرقه حياً.

وعلم أيضاً أن المقدسي كان تواصل مع «أبو محمد العدناني» ووجه رسالة إلى أبو بكر البغدادي لإتمام صفقة إطلاق الطيار، لكن محاولاته باءت بالفشل.

وأوضح «المرصد السوري لحقوق الإنسان» أن مقاتلات التحالف العربي- الدولي شنت نحو 20 غارة قرب الشدادي، معقل تنظيم «داعش» في ريف الحسكة الجنوبي. كما استهدفت مناطق أخرى جنوب الحسكة، وسط أنباء عن خسائر بشرية. وأشار إلى سماع «انفجارات في منطقة الهول في ريف المدينة من دون معلومات عن طبيعتها».

على صعيد متصل، قالت مصادر أردنية إن قطعات عسكرية تحركت باتجاه الحدود العراقية، واتخذت مواقع في منطقة رويشد المقابلة لمدينة طريبيل في الأنبار، وأضافت أن هذه التحركات لم تكن معهودة.

وجاء في بيان رسمي أردني مقتضب، أن الملك عبدالله زار بعد ظهر أمس القيادة العامة للقوات المسلحة، واستمع إلى عرض للغارات على مواقع لـ «داعش» ومراكزه.

وكان والد الكساسبة قال في كلمة أمام العاهل الأردني والمعزين: «ولدي ذهب من تلقاء نفسه لضرب التطرف والإرهاب، ومشاركته الأخيرة في الحرب لم تكن المرة الأولى». وأضاف: «كل أسرتي فداء للملك والوطن، ومعاذ الذي انتقل الى رحمة الله تعالى شهيداً كان يقوم بواجبه في الدفاع عن الوطن والشعب الأردني في مواجهة قوى الإرهاب والتطرف». وزاد: «الوطن أغلى من الجميع، وحمايته واجب على كل صغير وكبير، خصوصاً في زمن المحن».

وكان العاهل الأردني عقد فور عودته إلى عمان أول من أمس، بعدما قطع زيارته لواشنطن، اجتماعاً مع كبار القادة العسكريين، وقال إن «دم الشهيد البطل الطيار معاذ الكساسبة لن يذهب هدراً، ورد الأردن وجيشه العربي المصطفوي على ما تعرّض له ابنه الغالي من عمل إجرامي وجبان، سيكون قاسياً».

إلى ذلك، أكد الناطق باسم الحكومة محمد المومني، أن الأردن «سيكثف جهوده مع أعضاء التحالف الدولي لوقف التطرف والإرهاب ولتقويض تنظيم داعش والقضاء عليه».

وتعكس هذه التصريحات حجم مشاركة الأردن في التحالف ضد «داعش» وأجواء الحرب في البلاد.

في واشنطن، قال أوباما أمس، إن «داعش عصابة قتل شريرة وحشية ترتكب أعمالاً همجية لا توصف». وأضاف خلال إفطار سنوي تصحبه صلاة: «أعمال العنف الأخيرة في باريس وباكستان وسورية وأماكن أخرى في أنحاء العالم، تظهر أن العقيدة والدين يمكن تحريفهما واستخدامهما سلاحاً». وزاد أن مسلحي «داعش يرهبون أقليات دينية مثل الأيزيديين ويعمدون إلى اغتصاب النساء كسلاح في الحرب ويزعمون امتلاك ناصية السلطة الدينية».

وتوقع رئيس مجلس النواب الأميركي جون بونر أن يطلب أوباما إذناً من الكونغرس لإرسال قوات برية إلى العراق لمحاربة «داعش»، ولم يستبعد الموافقة على الطلب بعد نقاشات مستفيضة. وطالب «الرئيس بمخاطبة الشعب الأميركي ووضعه في الصورة».

المصدر: الحياة