فرنسا تهزم قطر وأموالها وتفوز بالـ «يونيسكو»

أخبار

فازت المرشحة الفرنسية أودريه أزولاي، بمنصب مدير عام منظمة الأمم المتحدة للتربية والثقافة والعلوم (اليونيسكو) بحصولها على 30 صوتاً، فيما حصل مرشح قطر حمد بن عبدالعزيز الكواري على 28 صوتاً في الجولة الخامسة الأخيرة الحاسمة من جولات الانتخاب التي شهدت منافسة حامية الوطيس، استخدمت فيها قطر المال السياسي للفوز بالمنصب، فيما طالبت مصر بالتحقيق في التجاوزات التي شابت العملية الانتخابية.

وكانت المرشحة الفرنسية حصلت على 31 صوتاً، بينما حصلت المرشحة المصرية مشيرة خطاب على 25 صوتاً في انتخابات الإعادة التي جرت أمس، لتحديد المرشح الذي سينافس القطري على المقعد بعد تعادل المرشحتين الفرنسية والمصرية في الجولة الرابعة، لتصل المرشحة الفرنسية للجولة النهائية.

دعت الحكومة المصرية للتصويت لمصلحة مرشحة فرنسا أودري أزولاي أمام الكواري.

وتقدمت مصر أمس بطلب رسمي «لليونسكو» للتحقيق في ما تضمنته الانتخابات من خروق أثرت بشكل كبير في العملية الانتخابية. وقال المستشار أحمد أبو زيد، المتحدث الرسمي باسم وزارة الخارجية، في بيان أمس إن بعثة مصر الدائمة لدى «اليونيسكو» تقدمت بمذكرة رسمية إلى ايرينا بوكوفا، مدير عام المنظمة المنتهية ولايتها، للتحقيق في ما تم رصده من خروق شابت عملية انتخاب المدير العام الجديد للمنظمة، التي بدأت جولتها الأولى الاثنين الماضي، مشيراً إلى أن وزير الخارجية سامح شكري التقى بوكوفا، ونقل لها ما تم رصده من خروق طالت العملية الانتخابية خلال الأيام الماضية، مطالباً بالتحقق فيها بشكل عاجل.

وأعربت مصر عن خالص شكرها وتقديرها واعتزازها للدعم الكبير الذي قدمته الدول الشقيقة والصديقة لمصر خلال الانتخابات.

وقالت وزارة الخارجية في بيان لها، إنه لولا هذا الدعم والتضامن، لما تمكنت المرشحة المصرية من خوض غمار المنافسة الجادة حتى الجولات الأخيرة، رغم التحديات الجسام التي أحاطت بالعملية الانتخابية. مؤكدة أن مصر سوف تتذكر دائماً المواقف المشرفة التي اتخذتها الدول الداعمة لها، وتمسكها بالمبادئ والمثل العليا التي يجب أن تسود عند خوض مثل المنافسات الشريفة، وقالت الخارجية إن علاقات مصر مع الدول التي ساندتها في هذه الانتخابات سوف تشهد طفرة كبيرة في مستوى التعاون والتضامن خلال المرحلة المقبلة.

وأعرب بيان الخارجية عن خالص التقدير للجهد المشرف الذي بذلته خطاب طوال فترة الإعداد للانتخابات، وما تميز به أداؤها الرفيع من مهنية، وقدرة على التنافس على هذا المنصب المهم، وهو ما أسهم في أن يحظى الترشيح والأداء المصري باحترام وتقدير دولي واسع النطاق.

من جانبه، دعا السفير محمد العرابي، وزير الخارجية المصري الأسبق، ومدير حملة خطاب، إلى ضرورة أن يكون التصويت على المناصب الدولية بشكل علني وليس سرياً، مشيرا إلى أن الفريق المصري في حملة خطاب قام بدوره على أكمل وجه، وبذل أقصى جهد ممكن، وقال العرابي إن ما حدث من المجموعة العربية كانت له انعكاسات واضحة على الانتخابات، مشدداً على ضرورة أن يكون هناك توافق عربي عند الترشح على تلك المناصب الدولية، خصوصاً أن انتخابات مثل «اليونيسكو» ستكون لها انعكاسات كبيرة على النظامين الإقليمي والعالمي.

وقال نور محمد مسؤول التخطيط بحملة خطاب، إن المرشحة المصرية خاضت المعركة بشرف ومهنية شديدة، في ظل أجواء غير نزيهة من المرشحين الآخرين، في إشارة إلى المرشح القطري حمد الكواري. وأضاف نور في تصريحات لموقع «اليوم السابع» أنه في المقابل، واجهنا نظاماً اعتمد على المال والرشاوى الانتخابية لمحاولة الفوز بالمنصب، مشيراً إلى أن الحملة نجحت في كشف فساد النظام القطري، وطرقه الفاسدة من أجل ترجيح كفة مرشحه.

بدوره، قال عبدالملك المخلافي نائب رئيس الوزراء وزير الخارجية اليمني رداً على ما أثير حول انحياز مندوب اليمن للمرشح القطري، إنه تم تكليف السفير اليمني في باريس بمراقبة الأمر، والتواصل مع الوفد المصري. وأكد المخلافي أن المندوب أحمد الصياد منقطع عن وزارته ويتبع وزارة التربية والتعليم وليس الخارجية، وأنه ينفى دعمه المرشح القطري.

وشدد وزير الخارجية اليمني على أنه رغم نفي الصياد طلب تحقيقاً وتقريراً مدققاً، وسيأخذ رأي مصر في الاعتبار فيما حدث. وأوضح المخلافي أنه إذا ثبت دعم مندوب اليمن للمرشح القطري، سيعزل فوراً، مشدداً على علاقة اليمن مع مصر.

ونشر وزير الخارجية القطري، الشيخ محمد بن عبدالرحمن آل ثاني، برنامج حمد الكواري، المرشح لمنصب رئيس منظمة الأمم المتحدة للتربية الثقافة والعلوم أو ما يُعرف ب«اليونيسكو» واصفاً البرنامج بأنه «متكامل مستشرف للمستقبل».

وقال الكاتب الصحفي جهاد الخازن، إن مرشح قطر حمد الكواري، ونظامه اعتمدا على دفع الرشاوى وصرف أموال لأعضاء في المعركة الانتخابية في «اليونيسكو»، من أجل التصويت لمرشحهم. وأضاف الخازن في تصريح ل«اليوم السابع»:«إن قطر وعدت جميع أعضاء «اليونيسكو» بالأموال منذ بداية الانتخابات، وأن مسؤوليها يحملون أموالاً كثيرة، ويسعون لشراء المنصب بالمال، وهو ما شهدناه خلال الجولات الماضية» وقال أيضاً، «في حالة ما إذا أصبح المرشح القطري الأمين العام «لليونسكو» فإنه يكون قد اشترى المنصب بالأموال، لا لأنه يستحقه».

يذكر أن وسائل الإعلام «الإسرائيلية» احتفت بوصول الكواري إلى الجولة النهائية لاختيار رئيس جديد للمنظمة.

إلى جانب ذلك، واصلت الجاليات العربية والأجنبية، ووفد الدبلوماسية الشعبية والعربية تظاهراتها، أمس، أمام مقر «اليونيسكو» احتجاجاً على الرشاوى التي دفعتها قطر لبعض الدول لدعم مرشحها «لليونسكو».

وهدد المتظاهرون في بيان، باتخاذ خطوات تصعيدية إن لم يتحرك المجتمع الدولي للتصدي لمظاهر الفساد والرشاوى التي ارتكبتها قطر أثناء الانتخابات، مؤكدين أنهم سيدخلون في اعتصام مفتوح والامتناع عن الطعام لحين وقف التجاوزات القطرية التي من شأنها إفساد انتخابات «اليونيسكو» وتشويه صورتها وضياع مصداقيتها أمام العالم كما فعلت سابقاً في «الفيفا».

من جانبه، قال رئيس وفد الدبلوماسية الشعبية والعربية، إن الوفد اطلق سيارات تحمل شاشات عرض، ولافتات كشفت من خلالها وبالأدلة القاطعة التي لا تقبل الشك الجرائم الإرهابية التي ارتكبتها الدوحة في حق العالم اجمع من خلال دعمها للجماعات الإرهابية المتطرفة التي تقوم بارتكاب أبشع الجرائم في حق الشعوب.

وأكد أن عدداً من المنظمات الفرنسية والجمعيات الحقوقية ستقدم مع وفد الدبلوماسية العربية بلاغاً رسمياً للمدعي العام الفرنسي لفتح التحقيق مع سفارة قطر بباريس، وممثلي قطر في «اليونيسكو» للمطالبة بحصر الأموال التي أدخلتها قطر إلى فرنسا وللكشف عن أوجه الصرف والتحقيق معهم في هذه التهم.

المصدر: الخليج