فضيحة «غش» طالت شركات عالمية تهز الصناعات اليابانية

أخبار

كشفت شركة «كوبي ستيل» اليابانية أمس عن فضيحة مدوية طالت أبرز الشركات العالمية في مجال صناعات السيارات والطائرات، تتعلق بتوريد قطع غيار مصنوعة من الألمنيوم والنحاس غير المطابق للمواصفات الرسمية المعتمدة.

وأوقفت السلطات اليابانية تداول أسهم الشركة، بعد أن أعلنت كل من شركة «تويوتا» و«هوندا»، و«سوبارو» عن استخدامها قطع غيار من صنع «كوبي ستيل» موضوع الفضيحة، كما أعلنت شركة «بوينج» أنها تستورد قطعاً من شركة «سوبارو» لكن لا شيء حتى الآن يثير مخاوف تتعلق بالأمن والسلامة.

تثير فضيحة «كوبي ستيل» مجدداً الشكوك حول مصداقية الشركات الصناعية اليابانية، وتأتي بعد فضيحة شركة «تاكاتا كورب» التي ضللت شركات صناعة السيارات فيما يتعلق بالوسائد الهوائية، خاصة بعد أن أعلنت شركة «نيسان» الأسبوع الماضي عن سحب سيارات من السوق على خلفية كشف هيئة التنظيم عن وجود مفتشين غير معتمدين يصادقون على جودة السيارات المنتجة.

وقالت شركة «كوبي» إن هناك 200 شركة من عملائها حصلوا على منتجات مغشوشة تبدو فيها القطع المعدنية مطابقة تماماً للمعدن الأصلي المعتمد في المواصفات، من دون أن تذكر أسماء تلك الشركات. ويجري الرئيس التنفيذي للشركة تحريات حول تفاصيل القضية.

وقالت شركة تويوتا إنها عثرت على قطع من منتجات «كوبي» في الأبواب وغطاء المحرك وبعض المتممات الجانبية. وقال الناطق باسم الشركة: «نحن نعمل بسرعة على تحديد الفئات التي شملتها هذه القطع، وندرك أن خرق معايير المواصفات من قبل أحد الموردين قضية غاية في الخطورة».

وقالت «كوبي» إنها اكتشفت خللاً في المعادن التي استخدمت بين سبتمبر/أيلول 2016 وأغسطس /آب 2017، لكن لم تكن هناك مخاطر تتعلق بالسلامة. وتمثل المنتجات المغشوشة نسبة 4% من معدني الألمنيوم والنحاس، إضافة إلى خلل في عمليات الطلاء والتفريعات.

واعتبر المحللون المختصون الأمر غاية في الخطورة. وقال تاكيشي إيريساوا المحلل لدى شركة «تاشي بانا سيكيورتيز»: «إنها قضية خطيرة. وحتى هذه اللحظة لايزال تأثيرها غير واضح، لكن في حال تسببت في سحب السيارات من السوق فلا بد أن تكون الخسائر فادحة. وقد تضطر «كوبي» لتحمل تكاليف الاستدعاءات وتكاليف تغيير القطع».

وتنتج شركة «سوبارو» طائرات تدريب لصالح القوات اليابانية، كما تصنع الأجنحة لشركة «بوينج» التي تتحرى عن الطائرات والتي تم استخدام منتجات«سوبارو» فيها. وجاء في البيان الذي أصدرته بوينج: «لم تسفر متابعتنا حتى الآن عما يثير مخاوف تتعلق بالأمن والسلامة، وسوف نتابع التحقيق والعمل الجاد مع موردينا حتى نستكمل البحث».

وقالت شركة هوندا إنها استخدمت منتجات سوبارو في الأبواب وأغطية المحركات، كما أكدت شركة مازدا أنها استخدمت ألمنيوم «كوبي ستيل»، بينما قالت كل من شركة «سوزوكي» و«ميتسوبيشي» إنهما تتابعان ما إذا كانت سياراتهما تحوي أياً من منتجات «كوبي ستيل».

وقال ناطق باسم شركة «ميتسوبيشي» للصناعات الثقيلة إن منتجات «كوبي» من الألمنيوم تستخدم في صناعة الطائرات المحلية، كما استخدمت في الصاروخ الذي حمل قمر الاستطلاع الياباني إلى الفضاء.

يذكر أن الرئيس التنفيذي لشركة «كوبي ستيل» الذي تولى مهام منصبه عام 2013 يسعى لتوسيع دائرة أنشطتها في سوق الألمنيوم العالمي. وأعلن بداية العام أن الشركة سوف تستثمر 500 مليون دولار في تطوير صناعة المنتجات المعدنية الخفيفة الوزن بما فيها شراء حصة بنسبة 50% في مصنع لشركة متخصصة في كوريا الجنوبية. وتشكل منتجات الألمنيوم والنحاس حوالي 20% من مبيعات «كوبي».

وتهدد الفضيحة الجديدة مصداقية الصناعات اليابانية، خاصة أنها جاءت بعد فضيحة مماثلة تعرض لها فرع شركة «كوبي ستيل» العام الماضي، تتعلق بجودة منتجاته من قضبان الفولاذ الخاصة بصناعة النوابض، بعد أن ورّدت لعملائها منتجات من خلائط معدنية لا تتوافق مع المعايير والمواصفات اليابانية. (وكالات)

المصدر: الخليج