قرقاش: ابن لادن حرص على جذوره الإخوانية.. وسعى لحماية إيرانية وملاذ قطري لأسرته

أخبار

أكد معالي الدكتور أنور قرقاش، وزير الدولة للشؤون الخارجية، أن زعيم تنظيم القاعدة المقتول أسامة بن لادن ظل حريصاً على جذوره الإخوانية، وسعى لحماية إيرانية وملاذ قطري لأسرته. وقال معاليه في تغريدة على حسابه بموقع «تويتر»: «أوراق بن لادن تصل النقاط بالحروف، بقي حريصاً على جذوره الإخوانية، وسعى إلى حماية إيرانية وملاذ قطري لأسرته. التطرف والإرهاب في صلب الأزمة».

من جهة أخرى، أزاحت الدفعة الثالثة من وثائق أبوت آباد التي نشرتها وكالة الاستخبارات الأميركية، الأربعاء، الستار عن المزيد من أسرار العلاقات الوثيقة بين تنظيم القاعدة وقناة الجزيرة القطرية. وأوضحت قناة «العربية» في تقرير لها: «في رسالة من «الحاج عثمان» إلى اللجنة الإعلامية للتنظيم، دعاها إلى التنسيق مع مندوب قناة الجزيرة للرد على ما اعتبره «افتراءات» طالت القاعدة، وطلب إلى اللجنة في رسالته إفهام «الجزيرة» بأنه نظراً لكثرة الاتهامات التي تطال القاعدة من جهات مختلفة، وترديد بعض القنوات العربية لامتيازات يتمتع بها أعضاء التنظيم في إيران، وما تنشره وتروجه أحزاب وجماعات عراقية من وثائق مزورة، مفادها عمالة القاعدة لإيران، فإنه من المفيد إعداد أسئلة يعدها مندوب الجزيرة في باكستان أحمد زيدان، بصوته وصورته، حول هذه الأمور، وتنظيم لقاء له مع المتحدث الإعلامي للتنظيم الحاج عطية، ليجيب عنها، ويتم كشف الحقائق لمشاهديها»، بحسب رسالة الحاج عثمان.

وأشارت إلى أنه في رسالة أخرى لزعيم التنظيم أسامة بن لادن، شدد خلالها على أهمية مراعاة الجوانب الأمنية لعناصر القاعدة في قسم الإعلام والوثائق، والتأكيد على الأخذ بالاحترازات كافة، قائلاً: «بالنسبة للإخوة الذين تحتاج أعمالهم إلى الحركة واللقاءات (مثل توفيق وحمزة الربيع)، فليعتمدوا إنجاز أعمالهم بوساطة الرسائل، وعدد محدود جداً من المندوبين، وعدم الحركة والتنقل إلا للضرورة القصوى، وإنجاز الأعمال عبر المندوبين».

وأشار بن لادن في هذه الرسالة إلى قناة «الجزيرة» تحديداً، ويبدو من خلال ما كتبه زعيم القاعدة أن حديثه يتعلق بسلسلة من الأشرطة واللقاءات التي تم تكليف الجزيرة ببثها، قائلاً: «بالنسبة لقناة الجزيرة، نوصي بعد الدعاء بالأخذ بأحوط الطرق وبالذات الحلقات المنفصلة، مع العلم بأن الأشرطة السابقة تَرُد بشكل مباشر وغير مباشر على افتراءات الدولة».

وفي السياق ذاته، كانت الدفعة الأولى من وثائق أبوت آباد، قد كشفت عن إحدى رسائل بن لادن التي شدد فيها على العلاقة الجيدة مع «الجزيرة»، وأهمية المحافظة عليها، قائلاً: «إن القنوات الفضائية اليوم أشد من الشعراء الهجائيين في العصر الجاهلي.. تعادينا معظم القنوات، وأما الجزيرة فقد تقاطعت مصالحها مع مصالحنا، ومن المفيد ألا نستعديها، ومع أنه قد تحصل منها بعض الأخطاء ضدنا إلا أنها محدودة، وباشتباكنا معها ستزداد تحاملاً».

ومن ضمن ما كشفته الوثائق أيضاً «رسالة مطولة» من الحاج عثمان إلى مولاي أزمراي، بشأن آلية عمل اللجنة الأمنية بالتنظيم، كشفت عن أن قطر هي إحدى الوجهات المطروحة أمام عناصر التنظيم ونسائه.

فقد قال الحاج عثمان في رسالته: «بالنسبة للأرامل فقد قلّ عددهن بزواج بعضهن وسفر البعض الآخر، وخيار ذهاب الباقي إلى قطر غير مناسب لهن».

اللافت أن الدور القطري لم يقف عند دعايات قناتها «الجزيرة» وترويجها للقاعدة والجماعات المتطرفة، بل امتد إلى «المناهج الدراسية القطرية»، فكان لها الحضور والتفضيل بالمقر السكني لبن لادن، إذ بحسب رسالة إحدى زوجاته معنونة بـ «الوالدة»، كانت قد بعثتها إلى ابنها الملقب بـ «عبد اللطيف»، ويبدو منها وغيرها من الوثائق، أنها كانت معنية بتدريس أبنائها وتعليمهم اللغة العربية والدروس الشرعية، وفيها تقول: «حبذا لو أحضرتم لنا المناهج القطرية إنْ أمكن، ولو من الإنترنت، وأفضل لو استطعتم إحضارها مطبوعة، ثلاث نسخ من كل كتاب، وإحضار ما أمكنكم من وسائل تعليمية معاونة للكتب».

من جانبه، قال موقع «اليوم السابع» المصري إن اللافت في المذكرات هو الدور الذي يعول فيه زعيم تنظيم القاعدة على قناة الجزيرة القطرية التي تعمل على هدم جميع الأنظمة، كما جاء في مذكراته، ويقول في الصفحة 51، إن: (قناة) الجزيرة بفضل الله هي حاملة لواء الثورات، ولولاها لما كان (الثورة) حصلت في تونس وليس فقط انتشارها.

وينصح بن لادن أن يحرض منظر ومفتي تنظيم الإخوان المقيم في الدوحة يوسف القرضاوي على الثورات التي تبتغي منها القاعدة الفوضى.

وهنا شدد بن لادن على ضرورة تواصل تنظيمه مع قناة الجزيرة التي لطالما كانت منبراً حصرياً لتصريحاته وأخبار القاعدة، وما انبثق عنها من تنظيمات، وهنا يقول: «لو دخلت القاعدة في حرب مع الجزيرة لكان موقفنا صعباً» من نفس الصفحة الـ51.

يذكر أن وثائق ومذكرات لزعيم القاعدة المقتول أسامة بن لادن كشفت أن التنظيم الإرهابي وضع نصب عينيه إحداث الفوضى الشاملة في دول الخليج وإسقاطها، لكن الأجواء لم تكن مهيأة بعد، بحسب ما ورد في تلك المذكرات المهمة. لكن بن لادن استثنى قطر من «السقوط» والفوضى التي يجب أن تعم دول المنطقة، قائلاً في الصفحة 81 من مذكراته: «سقوط السعودية معناه سقوط دول الخليج بالتتابع، كل دول الخليج لها حركة ما عدا قطر»، وشدد بن لادن على أن قناة الجزيرة القطرية ستكون أقوى وأفضل حليف إعلامي لتحقيق مخططاته.

ويبدو أن الفوضى قد أرادها الزعيم الإرهابي لكل دول المنطقة، بما في ذلك الأردن والعراق، وهذا ما تؤكده الصفحة 52 من الوثائق: «الأردن سقوطها قبل السعودية، ويزيدها تسخيناً العراق..وأن استمرار الشعوب في المظاهرات من خلال احتجاجهم على الأوضاع الصعبة».

مذكرات بن لادن التي كشفت عنها وثائق الـ CIA، أكدت بما لا يدع مجالاً للشك الدور القطري المشبوه الذي لعبته قطر خاصة في السنوات القليلة التي سبقت اندلاع ما سمي بثورات الربيع العربي، وكيف استعانت الإمارة الراعية للإرهاب بتنظيم الإخوان وغيرها من التنظيمات والكيانات المشبوهة لهدم وتفتيت دول الشرق الأوسط والمنطقة العربية، من خلال الترويج لتلك الجماعات ودعمها بشتى السبل لتمكينها من السلطة في بلدان من بينها مصر وتونس في أعقاب الثورات العربية الأخيرة.

المصدر: الاتحاد