قرقاش ينصح قطر : مخرجك من الأزمة بعيداً عن الضجيج وصداه

أخبار

وجّه الدكتور أنور بن محمد قرقاش، وزير الدولة للشؤون الخارجية، نصيحة لقطر للخروج من المأزق الحالي. وكتب قرقاش، في حسابه على «تويتر»، أمس الخميس: «في أزمتك لن ينفعك أن تقنع نفسك، بل مخرجك، بعيداً عن ضجيجك وصداه، أن تتراجع عن خطاياك بحق جيرانك»، بينما شن المعارض القطري خالد الهيل، انتقاداً حاداً على تصريحات رئيس الوزراء القطري عبد الله بن ناصر بن خليفة آل ثاني، في تلفزيون دولته الرسمي، مساء الأربعاء، لافتاً إلى أن خروجه في مقابلة مسجلة مع تلفزيون الدوحة الرسمي لكونه غير لائق للظهور في بث مباشر. وقال الهيل في تغريدة له عبر حسابه الرسمي على موقع «تويتر»، مستشهدًا بمقطع فيديو قديم يظهر فيه آل ثاني خلال مقابلة تلفزيونية، معلقًا بقوله إن «عبد الله بن ناصر رئيس وزراء «تنظيم الحمَدين» طلع في لقاء مسجل في برنامج «الحقيقة»، وحقيقة هذا الرجل طلع في لقاء مسجل بعكس الحلقات الأخرى لأنه غير مؤهل للبث المباشر فكانوا يحفظّونه الكلام ليبين للعالم أن رئيس وزراء قطر مثقف والحقيقة أنه غير مؤهل».

مهنياً، صُممت المقابلات الصحفية لتقديم أجوبة عن الأسئلة التي تشغل الرأي العام، لكن مقابلة رئيس الوزراء القطري وضعت علامات استفهام وأكاذيب تطمس الحقائق طمساً لا هداية بعده. وكهطرقات المسؤولين القطريين هذه الأيام، عندما يتعلق الأمر بتهم رعايتهم للإرهاب التي أثقل عليهم بها الرباعي العربي، قال عبد الله بن ناصر الذي نادراً ما يجري مقابلات إعلامية منذ توليه منصبه 2013- من دون أن يطرف له جفن، إن بلاده كان لها دور في «كشف خلايا إرهابية في المنطقة، خاصة في بعض دول الخليج».

لكن رئيس الوزراء الذي يحتفظ أيضاً بمنصب وزير الداخلية، المعني بمثل هذه القضايا، صال وجال مدافعاً عن سجل بلاده، من دون أن يسرد واقعة لإرهابي واحد ساعدت الدوحة على احتجازه.

وفي المقابل، قدم رباعي مكافحة الإرهاب قوائم أفراد وكيانات إرهابية تحتضنهم الدوحة، موثقة بالأسماء والتواريخ والوقائع، إلا أن الرجل لم يتجرأ حتى للدفاع عن سجل هؤلاء المقيمين على ترابه.

وعوضاً عن ذلك، راوغ المسؤول القطري وهو يستشهد بتوقيع بلاده مذكرة تفاهم مع واشنطن حول مكافحة الإرهاب، متحايلاً على حقيقة أن هذه المذكرة وُقعت بعد مقاطعتها من جيرانها، كمحاولة يائسة لرد الإدانة عنها.

وحسب «بوابة العين الإخبارية» فقد تمادى آل ثاني في غيه عندما أرجع مقاطعة الجيران لهم إلى ما أسماه «نجاح» قطر إقليمياً وعالمياً، مستدلاً على ذلك باستضافتها المقررة لكأس العالم 2022، من دون أن يضع ولو إجابة مقتضبة عن سجل الرشاوى الذي تضج به كُبريات وسائل الإعلام حول العالم.

وكعادة أميره، ومرؤوسيه، لجأ الرجل إلى استدرار العواطف وهو يتحدث عن قيم الأخوة والنوايا الطيبة لحل الأزمة الراهنة، من دون أن يعطي مثالاً واحداً احترمت فيه دولته هذه التقاليد مع جيرانها.

إلا أن تصريحاته كانت محاولة للتغطية على الاتهامات التي تلاحق حكومته بشأن «استرقاق» العمالة الأجنبية في أراضيها، بالقول إن أمير بلاده تميم بن حمد آل ثاني يسأل في كل اللقاءات عن أحوال المواطنين والمقيمين.

هكذا، بضربة لا يزال رئيس الوزراء يقول إن حكومته تضع رعاياها في مرتبة واحدة مع العمال الأجانب الذين تتساقط أرواحهم من الروافع التي تبنى بها ملاعب الكأس سالفة الذكر.

وماضياً في تناقضه، شرح الرجل كيف أن بلاده لم تتأثر من مقاطعة الرباعي، واصفاً التأثير بأنه كان «بسيطاً جداً»، وفي الآن ذاته أصرّ على وصف ما حدث بأنه «حصار» وليس مقاطعة، ما يطرح تساؤلاً، كيف يرقى هذا الحدث الهامشي إلى وصفه ب«حصار»؟

المصدر: الخليج