«قطار الاتحاد».. رحلة عبور إلـــى نهضــة اقتصــــاديـة جـديــدة

أخبار

تستعد الإمارات مع نهاية العام الجاري لدخول عصر جديد في مجالات التجارة والنقل، عبر قطار الاتحاد وشبكة سكك حديدية متطورة وعملاقة تغطي 1200 كيلومتر في أنحاء الدولة كافة، من حدودها غرباً مع السعودية إلى حدودها شرقاً مع عمان، وتعمل على ربط المناطق بدءاً من الغويفات إلى أبوظبي ودبي والمناطق الشمالية، مع نقاط اتصال أساسية بينها، مثل مدينتي العين وزايد.

وكان سمو الشيخ حمدان بن زايد آل نهيان، ممثل الحاكم في المنطقة الغربية، تفقد سير العمل في المرحلة الأولى من المشروع، وقال سموه إن «تطوير شبكة السكك الحديدية الوطنية يُعد جزءاً من رؤية الحكومة الاتحادية 2021 الرامية إلى تنويع الاقتصاد من خلال الاستثمار في البنية التحتية المتميزة للنقل، مستفيدين من الموقع الجغرافي الاستراتيجي لدولة الإمارات، ويُعد قطار الاتحاد جزءاً من هذه الرؤية».

وأضاف سموه: «شبكة السكك الحديدية المتكاملة تشكل جزءاً من البنية التحتية الاستراتيجية في المدن الكبرى والبلدان في جميع أنحاء العالم»، مؤكداً أن «قطار الاتحاد من شأنه أن يقوم بدور مشابه ومهم في التنمية المستدامة بالدولة».

وأشار سموه، إلى أن شبكة السكك الحديدية ستعزز النمو في مختلف القطاعات، وستوفر فرص العمل للكوادر المحلية، مشدداً على ضرورة الاهتمام بالعنصر البشري الذي كان وسيظل هو حجر الزاوية في بناء منظومة التطوير والتنمية في الدولة، مشدداً على أهمية الاستثمار في أبناء الوطن وتأهيلهم وتدريبهم في التخصصات والقطاعات كافة، ومن ضمنها صناعة سكك الحديد والنقل.

ثلاث مراحل

يمر مشروع قطار الاتحاد بثلاث مراحل، المرحلة الأولى هي خط (شاه – حبشان)، المقرر انتهاؤها نهاية العام الجاري، ويبلغ طولها 264 كيلومتراً، حيث ستسير عليها سبع عربات في قطار المسافرين، و10 عربات شحن بضائع بكل قطار، ويصل حجم الحمولات التي سيتم نقلها عبره إلى 11 ألف طن من الكبريت لكل قطار، فيما تنطلق المرحلة الثانية في اتجاهين: من (الرويس إلى الغويفات)، على الحدود مع السعودية، ومن (طريف إلى دبي والعين) على الحدود مع عمان، بطول 628 كيلومتراً، ومن المتوقع بدء تشغيله نهاية 2017، أما المرحلة الثالثة فتربط بين دبي والمناطق الشمالية والفجيرة ورأس الخيمة بشبكة خطوط يبلغ طولها 279 كيلومتراً، ومن المنتظر أن تنتهي بحلول 2018.

وستمتلك الدولة مع انتهاء المشروع شبكة نقل شاملة، تتضمن محطات الشحن ومراكز توزيع ومخازن، تقع بالقرب من مراكز النقل الرئيسة ومستودعات ومرافق التخزين في أنحاء الدولة كافة، بما في ذلك منطقة المصفّح والمنطقة الحرة في جبل علي، وموانئ خليفة والفجيرة وصقر، كما ستمتد الشبكة لتتصل مع شبكة دول مجلس التعاون الجاري العمل على إنجازها، لتغطي ستاً من دول المجلس، من السعودية إلى البحرين وقطر وعمان والكويت والإمارات.

من جهته، قال الرئيس التنفيذي لشركة الاتحاد للقطارات، الدكتور ناصر سيف المنصوري، إن «المشروع يتميز بالعديد من الفوائد الاقتصادية والاجتماعية والبيئية الكبيرة، لمختلف القطاعات والشركات في الدولة، فضلاً عن المواطنين والمقيمين على أرضها، ويشكل امتداداً لتاريخ وإرث الدولة العريق»، مضيفاً: «إنه بحق مشروع العصر الذي سيغيّر قطاع المواصلات والنقل للركاب والبضائع على حد سواء في أنحاء الدولة كافة».

وأشار إلى أن «الشركة حرصت على توظيف أفضل الخبرات والكفاءات المحلية والعالمية لإنجاح المشروع، وتعمل بتنسيق تام ووثيق مع الجهات المعنية وشركائها الرئيسين لبناء شبكة السكك الحديدية، التي ستشكل حلقة مهمة ضمن قطاع النقل العام في الدولة».

وقالت الشركة خلال عرضها للمشروع، على موقعها الرسمي: «ننتهج طريق التنمية المستدامة الذي ينبع من توجهنا ونيتنا الأساسية في تحقيق الازدهار للأعمال وتلبية احتياجات الطاقة للأجيال الحاضرة والمستقبلية، وفي طريقنا لتحقيق ذلك سنعمل على تكريس القيم وتحسين مستويات المعيشة للمساهمين معنا، والحفاظ على المجالات الثلاثة للتنمية المستدامة، وهي: حماية البيئة والنمو الاقتصادي والتطور الاجتماعي».

الفوائد الاجتماعية

من خلال توفير وتحسين سبل الربط، ستنمو وتتطور المنطقة الغربية، حيث سيرتفع عدد السكان، ويزداد النشاط السياحي والصناعي، كما أنه مع توفير طريق ربط مثالي بين إماراتي أبوظبي ودبي والإمارات الشمالية، ستشهد المنطقة تطوراً كبيراً في قطاع السياحة، فضلاً عن أن توفير طاقة استيعابية كبيرة للشحن، سيجعل التجمعات الصناعية تشهد تطوراً كبيراً يدعم مسيرة تنويع النشاطات الصناعية وتحقيق التنمية المستدامة، كما ستشهد الحركة الاقتصادية الاستراتيجية مرونة كبيرة من خلال تأمين وصول القطار إلى موانئ بحر العرب والبحر الأحمر عن طريق السكك الحديدية لدول مجلس التعاون الخليجي والجسر البري السعودي، لتكون في مواجهة احتمال تعطل خطوط التوريد.

وسيسهم ربط الإمارات اقتصادياً واجتماعياً وثقافياً وتحديداً المدن والمناطق البعيدة في المدن الرئيسة، في تعزيز وسائل وقنوات التواصل في ما بينها، التي ستُمكن قاطني المناطق البعيدة من إيجاد فرص عمل، وستعزز من فرصهم في الحصول على وظائف بشكل أكبر، وستجلب لهم منافع اجتماعية غير محدودة للمجتمعات المحلية وستسهم بشكل كبير في عملية التوطين.

الأمن والسلامة

تتبنى الشركة أعلى معايير وقوانين السلامة والأمان خلال مد وتشغيل خطوط السكك الحديدية، ويشرف على تحقيقها اللجنة العليا للسلامة والأمان.

حمدان بن زايد يتفقد سير العمل

تفقد سمو الشيخ حمدان بن زايد آل نهيان، ممثل الحاكم في المنطقة الغربية، مع بداية العام الجديد، موقع تنفيذ المرحلة الأولى من شبكة السكك الحديدية الوطنية للدولة، التابع لشركة الاتحاد للقطارات، في مدينة المرفأ، واطلع على سير العمل في المشروع والتحضيرات الجارية لتشغيل أول قطارات الشحن في تاريخ الدولة.

وتجول سموه في منطقة المشروع، وتفقد المرافق التي تضمها، مثل مصنع العوارض والمستودعات ومرافق الصيانة، إضافة إلى السكك الحديدية الممتدة لتربط بين كل من ميناء الرويس وحقل حبشان، والعربات التي ستستخدم في نقل حبيبات الكبريت لمصلحة شركة بترول أبوظبي الوطنية «أدنوك».

وأشاد سموه، في ختام الزيارة «بتوجيهات قيادتنا الرشيدة، وعلى رأسها صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، في دعم المشروعات التنموية الرائدة، خصوصاً المتعلقة بالنقل والمواصلات».

الفوائد الاقتصادية

أكدت الدراسات والأبحاث التي أجرتها شركة الاتحاد للقطارات، أن الفوائد الاقتصادية التي ستقدمها شبكة السكك الحديدية ستشمل جميع إمارات الدولة، حيث يدعم المشروع الصادرات والاستثمارات المتزايدة، وعمليات التوظيف وزيادة دخل الشركات وأصحاب العقارات والعمال على حدّ سواء، بالإضافة إلى أن حمولة قطار بضائع واحد تعادل 300 شاحنة، ما يعني أنه يمكن الاستغناء عن 375 ألف مركبة عاملة على الطرق، فضلاً عن تعزيز سلامة الطرق وخفض نسبة الازدحام المروري.

وستقدم شبكة القطارات منافع كبيرة للمجتمع عبر توفير وسيلة نقل أقل كلفة وأكثر سرعة وكفاءة مقارنة بنظيراتها من وسائل النقل التقليدية، بالإضافة إلى الحد من الازدحام المروري على الطرق السريعة، ما سيعود بالنفع الكبير على المجتمع، ومن خلال ميزة توفير الوقت والكلفة مقارنة بالشاحنات، فإن خدمات السكك الحديدية ستجذب قطاع نقل الحاويات الكبيرة التي يتم نقلها حالياً بواسطة الشاحنات، خصوصاً أن التوفير في التكاليف التي ستحصل عليها الشركات من نقل بضائعها عبر السكك الحديدية سيمكّنها من تحقيق نجاح تجاري أكبر، وبالتالي تحقيق فوائد اقتصادية للدولة ككل.

فوائد بيئية

ستقلل شبكة الاتحاد للقطارات من انبعاثات الغازات الدفيئة بأكثر من 2.2 مليون طن سنوياً، ما يعادل زراعة 52 مليون شجرة، وسيراوح الانخفاض بين 70% حتى 80% من إجمالي الانبعاثات الكربونية من الشاحنات لنقل كمية البضائع نفسها، التي يستطيع القطار الواحد نقلها.

حركة الرمال

أجرت الشركة عدداً من الدراسات المفصلة لفهم حركة الرمال، وآثارها في خط السكة الحديدية، لبناء استراتيجيات يمكن اعتمادها للحدّ والتخفيف من هذه التأثيرات والمخاطر البيئية على المشروع.

المصدر: الإمارات اليوم