قطر تفجر أزمة سياسية واسعة مع دول الخليج وأميركا

أخبار

يسود الغموض منذ الليلة قبل الماضية مسار العلاقات بين قطر وسائر دول الخليج، وذلك بعد تداول تصريحات من الدوحة منتقدة للسياسات الخليجية لتعود وكالة الأنباء القطرية لاحقاً لتُصدر توضيحاً يشير إلى تعرضها للقرصنة والاختراق. وبدأت الأحداث بنشر وكالة الأنباء القطرية تصريحات منسوبة للأمير تميم بن حمد خلال حفل تخريج الدفعة الثامنة من مجندي الخدمة العسكرية، وبحسب ما جاء في تلك التصريحات فقد انتقد الأمير اتهام قطر بدعم جماعات إرهابية، كما رفض تصنيف الإخوان ضمن الجماعات الإرهابية، وكذلك دافع عن أدوار حزب الله وحركة حماس وإيران والعلاقة معها.

وعادت الوكالة الحكومية القطرية لاحقاً لتنشر تصريحات منسوبة إلى وزير الخارجية القطري، محمد بن عبدالرحمن آل ثاني، يُفهم منها التوجه لسحب سفراء قطر من دول الخليج وطرد سفراء تلك الدول من الدوحة. غير أن الوكالة عادت بسرعة لتنشر بياناً حكومياً ينفي صحة التصريحين السابقين للأمير تميم ووزير الخارجية، مؤكدا تعرض الوكالة للاختراق. وجاء البيان على لسان الشيخ سيف بن أحمد آل ثاني، مدير مكتب الاتصال الحكومي القطري، وقد أكد فيه أن موقع وكالة الأنباء القطرية «تم اختراقه من قبل جهة غير معروفة إلى الآن» قامت بـ«إدلاء تصريح مغلوط لحضرة صاحب السمو بعد حضور سموه تخريج الدفعة الثامنة للخدمة الوطنية»، وأكد الشيخ سيف أن ما نُشر «ليس له أي أساس من الصحة»، وأن الجهات المختصة بدولة قطر «ستباشر التحقيق في هذا الأمر لبيان ومحاسبة كل من قام بهذا الفعل المشين» وفق تعبيره.

ولم يكشف البيان الحكومي ما إذا كان الأمير تميم قد أدلى بالفعل بتصريحات خلال حفل التخرج وما طبيعة تلك التصريحات بحال وجودها، كما خلت الصحف القطرية من أي إشارة لكلمة ألقاها الأمير خلال الحفل. من جهتها نقلت قناة «الجزيرة» التي تبث من قطر عن المدير العام لوكالة الأنباء القطرية، يوسف إبراهيم المالكي، قوله إن الوضع في موقع الوكالة بات «تحت السيطرة»، كما أكد أن الأمير «لم يلق أي كلمة في حفل التخرج».

أما بالنسبة لتصريحات وزير الخارجية القطري، محمد بن عبدالرحمن آل ثاني، فقد نشرت وكالة الأنباء القطرية تغريدة قالت فيها إن الوزير «يؤكد أنه لم يقل سحب أو طرد السفراء وأن تصريحه أخرج من سياقه» ما يدل على وجود «تصريح» جرى تفسيره بشكل خاطئ، وإن كانت لم تُشر إلى طبيعة التصريح الصحيح. غير أن المكتب الإعلامي بالخارجية القطرية نشر نفيا مطلقا «لصدور أي تصريحات» لوزير الخارجية مضيفا: «التصريحات التي نسبت لسعادته في حساب وكالة الأنباء القطرية على تويتر مفبركة وذلك على إثر الاختراق الذي تعرض له حساب وكالة الأنباء القطرية من جهة غير معلومة».

واستبعد الخبراء صدق ما ادعته وكالة الأنباء القطرية بتعرضها للاختراق .. ونسبت قناة «العربية» الإخبارية إلى الخبراء رصداً للدلائل التي تؤكد أن موقع وكالة الأنباء القطرية «قنا» لم يكن مخترقا:

أولاً: التلفزيون القطري يعرض تصريحات تميم على الشريط الإخباري قبل ساعات من ادعاء خبر الاختراق. .التلفزيون القطري بث تصريحات أمير قطر.

ثانياً: الوكالة القطرية نشرت تصريحات تميم على حسابها في انستغرام باللغة العربية، وحساب «انستغرام» تابع لموقع «فيسبوك» ومربوط بمعلومات أمنية من الصعب جدا اختراقها.

ثالثاً: الوكالة القطرية نشرت فجراً تصريحات تميم بحسابها على «انستغرام» باللغة الإنجليزية. وقام حساب الوكالة القطرية على انستغرام بالإنجليزية بنشر الخبر، بعدها تم حذف الحساب بالكامل. رابعاً: وكالة «قنا» نشرت تصريحات تميم بحسابها على جوجل بلس، وجوجل بلس يصعب اختراقه، وتفخر شركة جوجل دائماً بذلك.

تصريحات أمير قطر

وقال أمير قطر في تصريحاته إن ما تتعرض له قطر من حملة ظالمة، تزامنت مع زيارة الرئيس الأميركي إلى المنطقة، وتستهدف ربطها بالإرهاب، وتشويه جهودها في تحقيق الاستقرار معروفة الأسباب والدوافع.

وقال أيضاً «إننا نستنكر اتهامنا بدعم الإرهاب رغم جهودنا المتواصلة مع أشقائنا ومشاركتنا في التحالف الدولي ضد داعش»، مضيفاً: «إن الخطر الحقيقي هو سلوك بعض الحكومات التي سببت الإرهاب بتبنيها لنسخة متطرفة من الإسلام لا تمثل حقيقته السمحة، ولم تستطع مواجهته سوى بإصدار تصنيفات تجرم كل نشاط عادل».

وأضاف: «لا يحق لأحد أن يتهمنا بالإرهاب لأنه صنف الإخوان المسلمين جماعة إرهابية، أو رفض دور المقاومة عند حماس وحزب الله»، وطالب مصر ودولة الإمارات العربية المتحدة، ومملكة البحرين بـ «مراجعة موقفهم المناهض لقطر»، ووقف «سيل الحملات والاتهامات المتكررة التي لا تخدم العلاقات والمصالح المشتركة»، مؤكداً أن قطر لا تتدخل بشؤون أي دولة، مهما حرمت شعبها من حريته وحقوقه.

وأشار إلى أن قاعدة العديد مع أنها تمثل حصانة لقطر من أطماع بعض الدول المجاورة، إلا أنها هي الفرصة الوحيدة لأميركا لامتلاك النفوذ العسكري بالمنطقة، في تشابك للمصالح يفوق قدرة أي إدارة على تغييره».

وعن القمة العربية الإسلامية الأميركية التي شاركت فيها قطر بالرياض، دعا إلى العمل الجاد المتوازن بعيداً عن العواطف، وسوء تقدير الأمور، مما ينذر بمخاطر قد تعصف بالمنطقة مجدداً نتيجة ذلك، وبين أن قطر لا تعرف الإرهاب والتطرف، وأنها تود المساهمة في تحقيق السلام العادل بين حماس الممثل الشرعي للشعب الفلسطيني وإسرائيل، بحكم التواصل المستمر مع الطرفين، فليس لقطر أعداء بحكم سياستها المرنة. وشدد الشيخ تميم على أن قطر نجحت في بناء علاقات قوية مع أميركا وإيران في وقت واحد، نظراً لما تمثله إيران من ثقل إقليمي وإسلامي لا يمكن تجاهله، وليس من الحكمة التصعيد معها، خاصة أنها قوة كبرى تضمن الاستقرار في المنطقة عند التعاون معها، وهو ما تحرص عليه قطر من أجل استقرار الدول المجاورة.

المصدر: الاتحاد