قمة الأجندة العالمية تعتزم إعلان أبوظبي مركزاً لشبكة «صناع المستقبل العالمي»

أخبار

(يوسف البستنجي)

تسعى مجالس الأجندة العالمية التي تبدأ أعمالها في أبوظبي بعد غد، إلى إعلان العاصمة أبوظبي مركزاً لشبكة صنّاع المستقبل العالمي، بحسب مارتينا جومير مدير شبكة المنتدى الاقتصادي العالمي رئيسة قمة الأجندة العالمية.

وقالت جومير لـ «الاتحاد» إن أبوظبي توفر بيئة مستقرة وداعمة تساعد على تطوير الإبداع والتعاون وحل المشكلات، وتحقق طموح شبكة المنتدى الاقتصادي العالمي لمجالس الأجندة العالمية.

وأضافت أن دولة الإمارات حققت تقدماً ملحوظاً على جميع الصعد، منها الاجتماعي والاقتصادي، ودخلت دولة الإمارات العام الحالي وللمرة الأولى في تعداد قمة العشرين في تقرير التنافسية العالمية للمنتدى الاقتصادي العالمي، مما يعد مؤشراً واضحاً على التقدم الذي تحرزه الإمارات فيما يتعلّق بإرساء أُسس النمو المستدام على المدى الطويل.

وأكدت جومير أن الإمارات تشهد تطورات مجتمعية هامة، خصوصا فيما يتعلق بالمساواة بين الرجل والمرأة، وأظهر تقرير الفجوة العالمية بين الجنسين التابع للمنتدى الاقتصادي العالمي، أن الإمارات هي الدولة الوحيدة في منطقة الشرق الأوسط التي أغلقت فجوة التحصيل العلمي بين الجنسين تماماً.

وقالت: «لقد حققت دولة الإمارات تقدماً اجتماعياً واقتصادياً في فترة قصيرة من الزمن، في حين احتاج الغرب نحو قرنين من الزمان لتحقيق التطور الذي نشهده اليوم، وكان ذلك خلال الثورة الصناعية».

وعزت السبب في التقدم الكبير في الإمارات إلى قدرة الحكم الجيد على المدى البعيد، خاصة ما يتعلق بقدرة القيادة على الاستثمار الصحيح والذكي.

وقالت جومير، إن التطور المستمر في المنطقة يتوقف على قدرة قادة الدول على التركيز على الأولويات طويلة الأجل، مثل خلق بنية تحتية قادرة على استيعاب الازدياد السكاني، وتحقيق التنويع الاقتصادي، والتعليم والمساواة بين الجنسين.

وحول قمة الأجندة العالمية التي تستضيفها أبوظبي، قالت إن دولة الإمارات استضافت ست دورات من قمة مجالس الأجندة العالمية حتى الآن، وتزداد العلاقة بين المنتدى الاقتصادي العالمي ودولة الإمارات قوة عاماً بعد آخر، مشيرة إلى أول قمة عقدت في الدولة عام 2008، حيث حققت نجاحا غير مسبوق.

وأضافت: «منذ انطلاق القمة ودولة الإمارات تسير معنا يداً بيد محققة طموحنا، وموفرة بيئة مستقرة وداعمة تساعد على تطوير الإبداع والتعاون وحل المشكلات، وكذلك استكمال قدراتنا الفكرية، ولا بد من الإشارة بأن أكثر من 40 عضواً من أعضاء القمة هم من الدولة.

وأفادت جومير بأن أبوظبي تستضيف القمة للعام الثاني، وتعتبر هذه الدورة خاصة من عدة نواح، حيث إنّها المرة الأولى التي يتقابل فيها أعضاء المجلس لعامين متتاليين، موضحة أنه من خلال تغيير شروط انعقاد القمة إلى عامين، تسعى الشبكة إلى خلق المزيد من الاستمرارية، فضلاً عن تعزيز قدرة المجلس على وضع توصيات ملموسة والعمل بشكل وثيق مع المجالس الأخرى في الشبكة، ولذلك تم اختيار محور قمة للعام الحالي بعنوان» قيادة التغيير من خلال التعاون».

وأعربت عن أملها بأن تكون القمة ذات أثر كبير وأن يتردد صداها بين الإماراتيين في العديد من المجالات، مؤكدة أن دولة الإمارات تتمتع بسمعة طيبة فيما يتعلق بدعم الأفكار، وأفضل الممارسات التي خلصت إليها القمة.

وحول أعداد المشاركين في القمة في دورتها الجديدة أوضحت جومير، أن أكثر من 1000 عضو من أعضاء شبكة مجالس الأجندة العالمية من 80 بلداً بما في ذلك أكثر من 900 من القادة العالميين يشاركون في القمة، ويبلغ عدد المشاركين من منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا 41 مشاركاً، بينما يصل عدد الأوروبيين نحو 298 ونحو 59 مشاركاً من أفريقيا، و289 مشاركا من الولايات المتحدة، و190 من آسيا و42 من أميركا اللاتينية. ويشارك أكثر من 130 من الشخصيات العامة، من بينهم 15 وزراء في الحكومة ورئيس دولة واحد. وقالت إن القمة تضم القمة أكثر من 250 من قادة النساء، وأكثر من 260 من القيادات الأكاديمية، وأكثر من 200 من القادة الشباب العالمي.

وفيما يتعلق بالتطورات التي تشهدها المنطقة العربية، قالت جومير إن الصعوبات الاقتصادية إلى جانب تزايد الوعي السياسي وقوة وسائل الإعلام الاجتماعية، كان بذرة نشوء أول حركة اجتماعية كبيرة في القرن 21.

ودعت قادة شعوب المنطقة إلى مواجهة التحديات بشكل خلاق وجماعي، يدل على صفات حميدة تُسهّل عليهم استعادة ثقة الشعوب في قيم القيادية.

المنتدى الاقتصادي: البطالة وفجوات الدخل تتصدران اهتمام قادة الدول خلال 2014

جنيف (الاتحاد) – تحتل قضايا البطالة واتساع فجوات الدخل، وانخفاض الثقة في السياسات الاقتصادية، إضافة إلى الوضع المشحون في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، المراتب العشر الأولى في سلم اهتمام قادة الدول لعام 2014، بحسب توقعات تقرير الأجندة العالمية التابع للمنتدى الاقتصادي العالمي الذي صدر أمس في جنيف.

وبحسب بيان صادر عن المنتدى، تأتي هذه النتائج من دراسة مسحية خاصة شملت 1500 من شبكة خبراء مجالس الأجندة العالمية التابعة للمنتدى الاقتصادي العالمي والقيادات العالمية الشابة التابعة للمنتدى ومجتمعات صُناع المستقبل، بالإضافة إلى توضيح الاتجاهات الناشئة للعام المقبل.

ووفقاً للدراسة فإن الاتجاهات العشرة الأكثر أهمية لتقرير مجلس الأجندة العالمية لعام 2014، تتمثل في التوتر المجتمعي في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، ومنها الحرب في سوريا، وعدم الاستقرار السياسي والبطالة في شمال أفريقيا، وحلت قضية اتساع فجوة الدخل في المرتبة الثانية، وتشمل مشكلات الصحة والتعليم والتحرك الاجتماعي في كافة مناطق العالم

وجاءت البطالة الهيكلية في المرتبة الثانية، واعتبرتها الدراسة قضية عالمية تتطلب حلاً عالميا، وحلت التهديدات الافتراضية على شبكة الإنترنت في المرتبة الرابعة، وشملت تهديد الجيوش الإلكترونية والجهات الحكومية شبكة الإنترنت، في حين وضعت الدراسة التقاعس في إيجاد حل لمشكلة تغير المناخ في المرتبة الخامسة، بالرغم من إمكانية ازدياد الظواهر المناخية البالغة الشدة.

وأشارت الدراسة إلى قضايا نقصان الثقة في السياسات الاقتصادية، وانعدام القيم في القياديين، وتوسع الطبقة الوسطى في آسيا، وازدياد أهمية المدن الكبرى، وسرعة انتشار المعلومات المضللة على شبكة الانترنت.

ويسلط التقرير الضوء على الاتجاهات الناشئة التي يعتقد الخبراء بأنها ستنمو في الاثني عشر شهراً المقبلة، وتشمل الآثار المترتبة على استخراج الغاز الصخري، وفشل أو عدم كفاية المؤسسات الديمقراطية، وصعود شركات متعددة الجنسيات في الأسواق الناشئة.

وقال كلاوس شواب، المؤسس والرئيس التنفيذي للمنتدى الاقتصادي العالمي، إن تعقيد الاتجاهات التي ستشكل جدول الأعمال العالمي في عام 2014 وطبيعة تفاعلها يوضح الحاجة الملحة للتعاون على المستوى العالمي.

وأضاف: «إذا ما أردنا تخفيف قسوة آثارها وتوجيه فوائدها الإيجابية، فعلينا المسارعة إلى هذا النوع من التعاون العالمي».

من جانبه، قالت مارتينا جومير، مدير شبكة المنتدى الاقتصادي العالمي لمجالس الأجندة، إن عام 2014 ليس عام التهاون، وقد يكون الاقتصاد العالمي في طور التعافي من التباطؤ الاقتصادي العالمي، إلا أن الدراسة المسحية تُظهر كمية وأهمية العمل المطلوب للعودة إلى أُسس مستدامة اقتصادياً وسياسياً وبيئياً.

ويُشير التقرير إلى كيفية اختلاف إدراك الاتجاهات العالمية باختلاف المناطق والفئات العمرية، فضلا عن بيانات من مشروع المواقف العالمية لمركز بيو للأبحاث، والتي تجري استطلاعات رأي حول القضايا والمواقف والاتجاهات التي تعمل صياغة العالم.

المصدر: صحيفة الاتحاد