لا أرى .. لن أسمع.. وسأتكلم

أخبار

بشكل يومي، بل لحظي، هناك شخص ما في مكان ما يلعب دور المستشار العالم الخبير بكل شيء. في مجتمعي يطلقون عليه “أبو العريف”.. وهو، بصراحة، اسم جميل. ويدل على الشخص الذي يلم بأمور كثيرة وإن كان يقال أحياناً في سياق السخرية.

مر أكثر من عشرين عاما على ولادتي وأستطيع الجزم الآن بأن هناك شخصيات أشد خطراً من “أبو العريف” تنتشر في مجتمعاتنا. هذه الشخصية دورها الأساسي بالحياة هي أن “ترعبك” من كل شيء، وكل شخص. قد يكون مكاناً لم يزره من قبل، أو شخصاً لم يقابله في حياته مطلقاً. لكنه، وبنظرة ثاقبة لم يمن الله على أحد بها غيره، يستطيع أن يخبرك أن فلاناً يكيد لك، وأن العاملين في تلك المؤسسة هم “زمرة وحوش”، وأن الشخص الفلاني قلبه أسود و ..و .. مثل هذه الشخصيات لا أترك مجلسها إلا وهَّمٌ يعصف بي ، وشعور بالوحدة وظلمة الحياة ينتابني.

كَمٌّ هائل من المشاعر السلبية يبثها هؤلاء الأشخاص، وللأسف هم كثر، في من حولهم، حتى أنني تمنيت لو كانت هناك محاكم تحاكم هؤلاء السلبين الذي يقتلون الأمل في نفوس البشر كما أن هناك محاكم تحاكم من يقتل الجسد. نحتاج إلى عقاب يردع من ينزعون التفاؤل والأمل والإيجابية وحسن الظن ممن حولهم. لذا، فقد قررت أن لا أجلس معهم ولا استمع إليهم بعد الآن، وسأكتفي فقط بالكلام عنهم للتحذير منهم.