مبادرات سلطان تدخل السرور إلى نفوس المواطنين

أخبار

ثمن المشاركون في المجلس الرمضاني الذي نظمته «الخليج» أمس الأول بمنزل عائلة بن عيسى الذباحي بمدينة كلباء مبادرات صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة، خاصة في مجالات العمل الاجتماعي والإنساني، واصفين مسيرة سموه العطرة في القيادة، بمسيرة رجل أفنى عمره في العمل جاهداً على إعلاء القيم الأخلاقية والإنسانية، علاوة على الارتقاء بهذا الإنسان وبنائه باعتباره المحور الأول للتنمية ونهضة المجتمعات وتطورها.

وأجمع المشاركون على إن حرص سموه على متابعة ومعالجة أوضاع الحالات الناتجة عن «تعداد الشارقة»، على المستويات المادية والوظيفية والصحية والتعليمية، إلى غيرها، من شأنه إدخال السرور على نفوس الجميع، وتحصين المجتمع من الآفات السلوكية والأخلاقية، علاوة على فتح نوافذ أمل جديدة لهذه الفئات من المعسرين والأيتام والأرامل والمهجورات وذوي الاحتياجات الخاصة.

وثمن الحضور السرعة الواضحة في اتخاذ الإجراءات لمعالجة تلك الحالات، حيث تزامنت تلك الخطوات الأولى مع الأيام المباركة التي نعيشها، ما أشاع الفرح والسرور في نفوس أكثر من 8000 أسرة مواطنة.

وأشاد المشاركون توجيهات صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة، بحل جميع المشكلات التي تواجه مواطني الإمارة، والتي كانت آخرها بناء 1000 مسكن مؤثث لملتفى الاعانة.

شارك في المجلس الذي أداره المقدم علي سيف الذباحي نائب مدير إدارة الاستراتيجية وتطوير الأداء بالقيادة العامة لشرطة الشارقة، حشد من المسؤولين والأكاديميين والعسكريين، ولفيف من أعيان وأهالي مدينة كلباء.

في مستهل المجلس، استمع الحضور إلى كلمة مسجلة لصاحب السمو حاكم الشارقة في إحدى المناسبات، متحدثاً خلالها عن المغفور له بإذن الله الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، ومآثره في العمل الخيري والإنساني.

وعرج مدير الجلسة في كلمته الافتتاحية إلى الحديث عن الشيخ زايد رحمه الله، وما سطره في صفحات التاريخ من أعمال إنسانية بحروف من نور، موضحاً إن صاحب السمو حاكم الشارقة تتلمذ على يد «زايد»، فتشرب منه الكثير من الخصال، من بينها الحكمة والإنسانية في أبهى صورها.

وأضاف المقدم علي سيف الذباحي: «مسيرة طويلة من العطاء، خط صاحب السمو الحاكم سطورها بحكمة الحاكم المستنير، وشخصية استثنائية ذات حس إنساني رفيع، ورؤية استراتيجية ثاقبة في كافة مراحل بناء الشارقة الحديثة، والتي كان الإنسان محورها الأول والأخير.. هكذا فطن سلطان، وهكذا أسس، وهكذا منه تعلمنا».

حياة كريمة للناس

رجل الأعمال عبد الله سعيد الزعابي، تحدث بإسهاب عن مآثر سمو الحاكم الإنسانية، فتناول بعضــاً من المواقف التي تدل على الحس الإنســاني العــالي لدى سموه والتي منها يتعلم الكبار والصغار معاني الرحمة والعفو عند المقدرة.

وأشار الزعابي إن سموه في كافة قراراته يهدف إلى الحفاظ على قيمة الإنسان الذي كرمه الله، فيعمل جاهداً على الانتصار لهذه القيم السماوية وترسيخها في الأذهان عبر الأقوال والأفعال.

وأفاد الزعابي إن العمل الإنساني والخيري يطهر المجتمع من المفاسد، ويحصنه من المخاطر والآفات، فإذا ما تحقق الكفاف للناس لا تجد من يسرق، وإذا تحقق العفاف، لا تجد من يرتكب المحرمات.. إلى غيرها من أمثلة تنطلق من قاعدة «الوقاية خير من العلاج».

وأوضح الزعابي إن صاحب السمو الحاكم لا يدخر جهداً في سبيل توفير الحياة الكريمة للناس كافة، فنجده معطاءً لمن هو في حاجة ومن ليس له حاجة، لذلك من يتابع تحركات سموه يجده يدور في فلك الإنسان في كافة مبادراته، فيعمل على تأسيس وبناء الصروح التعليمية والخدمية والنوعية والصحية، كلها في سبيل بناء وتنشئة وتطوير وخدمة الإنسان.

تسوية الديون

المستشار علي الذباحي – قاض بمحاكم دبي، تحدث عن مبادرات سموه لتخفيف أعباء الديون عن أبنائه المواطنين، مستعرضاً جهود سموه في هذا السياق بدءاً من إنشاء مؤسسة «مبرة» وما تقوم به من أدوار في توصيل شكاوى وهموم الناس إلى سموه مباشرة، مروراً بـإنشاء لجنة معالجة ديون المواطنين في مطلع العام 2014، وما تقوم به من أدوار في انتشال مئات الأسر المواطنة من المخاطر المحدقة نتيجة وقوعهم في براثن الدين.

وأضاف المستشار الذباحي إن أي دولة أو حكومة أو قيادة في العالم يمكن لها أن توفر الخدمات الجيدة لمواطنيها.. لكن هنا في الإمارات فقط، تجد قيادة رشيدة وشيوخاً حكماء يقوموا بسد الدين عن مواطنيهم وهذا ما لا يوجد في أي بقعة من العالم بأسره.

وتحدث الذباحي عن الحس الإنساني لصاحب السمو الحاكم، مشيراً إلى انه يدفعه لمتابعة أوضاع رعيته فرداً فرداً، وفي سبيل الوقوف على أحوال الناس، عمل سموه على إنشاء عدد من القنوات المباشرة التي تتيح للجمهور طرح قضاياه أو عرض شكواه، ومنها برنامج الخط المباشر الذي يحرص سمو الحاكم على متابعته بشكل دائم رغم وقته الضيق، وكثيراً ما يتداخل عبر الهاتف لمناقشة قضية فردية أو عامة والتوجيه الفوري بحلها. معتبراً إن هذا الحرص الدائم له دوافع تتمثل في التواصل بين الحاكم والمحكوم، ونصرة الضعيف وتلبية احتياجات الناس، علاوة على إسداء النصح والإرشاد للفرد والمجتمع، وتلمس الحاكم لنبض الشارع وما لذلك من تقويم سلوكيات أو تصحيح مسارات عمل المسؤولين.

قدوة للأجيال

الدكتور علي عبيد الزعابي المساعد الإداري والمالي لمدير فروع جامعة الشارقة، مسئول فرع خورفكان استعرض في مداخلة مطولة الحديث عن صاحب السمو الحاكم كقدوة للأجيال ليس فقط في الشارقة أو الدولة، وإنما في الكثير من الأقطار العربية.

الزعابي سلط الضوء على جهود صاحب السمو الإنسانية في مجالات العلم ولتعليم والتي أضاءت مشاعل نور في دروب العديد من الطلبة، في لمسة القائد التنويري، والأب الحنون عهدناها به منذ عقود طويلة حين أخذ على عاتقة تمهيد طريق العلم للجميع ومساعدة المحتاج والأخذ بناصيته ومد يد العون لجميع طالبي العلم من المواطنين والمقيمين، وكان للمنح التعليمية التي يقرها سموه كل عام الفضل في تخريج مئات إن لم يكن آلاف الطلبة على نفقة سموه الخاصة.

وعن ذوي الاحتياجات الخاصة، قال الدكتور الزعابي: «لذوي الاحتياجات الخاصة مكانة هامة على قائمة أولويات سمو الحاكم منذ سنوات، فتوالت مبادراته في هذا السياق منذ سنوات والرامية لتعليم وتوظيف ذوي الاحتياجات الخاصة، وأنشأ سموه العديد من المؤسسات لاحتضان تلك الفئة من مجتمعنا وتقديم أرقى أنواع الرعاية لهم.

الإنسان أولاً

بهذا التوصيف تناول خالد علي الغيلي عضو المجلس الاستشاري لإمارة الشارقة، الحديث عن مبادرات صاحب السمو الحاكم طوال مسيرته الظافرة والتي هدفت منذ عقود إلى الارتقاء بالإنسان وصون كرامته، وتوفير سبل الرعاية المتكاملة للفئات المعوذة.

وتعرض الغيلي إلى تاريخ سموه الحافل بإنشاء مؤسسات الرعاية للفئات التي بحاجة ماسة للمساعدة والعون، ومنهم ذوي الاحتياجات الخاصة، فكان أن أسس لهم مدينة الشارقة للخدمات الإنسانية والتي يترأسها فخرياً سمو الحاكم منذ تأسيسها عام 1979، ويعتبر سموه بحق المتطوع الأول والمساهم الأول في بناء هذا الصرح الاجتماعي وضمان استمراره وتطوره، منذ أن كان فكرة وحتى أيامنا هذه، فيقدم له الدعم المادي والمعنوي والنصح الأبوي والأفكار الخلاقة، إيماناً من سموه بأهمية العمل التطوعي ودوره في التنمية الاجتماعية، وبأهمية توفير خدمات التعليم والتأهيل للأشخاص من ذوي الإعاقة في المجتمع باعتبار ذلك حقاً مكتسباً لهم لا منة فيه ولا إحسان.

وعن اهتمام سموه بكبار السن ورعايتهم، أوضح عضو المجلس الاستشاري إن كبار السن في الشارقة، تصلهم الخدمة والرعاية حتى بيوتهم، فنرى اليوم القوافل الطبية والعيادات المتنقلة والخدمة الحكومية المتنقلة.. كلها خدمات لرعاية كبار السن والتخفيف عنهم، وهذا غرس سلطان. واستعرض الغيلي نماذج من انحيازات سمو الحاكم الدائمة للفقراء ومحدودي الدخل، فتحدث عن رفع المساعدات الاجتماعية لـ45%، علاوة على نتاجات «تعداد الشارقة»، فقال: «الآن يعمل سمو الحاكم على دراسة احتياجات تلك الحالات وتلبيتها على الفور كما أعلن قبل أشهر قليلة وأصدر المرسوم الأميري رقم (16) لسنة 2016 بشأن معالجة حالات الفئات الناتجة عن تعداد الشارقة 2015، وقبل أسابيع قليلة بدأت تظهر نتائج هذا المشروع الكبير، فأمر سموه بتعيين 583 حالة إنسانية واجتماعية من الحالات الملحة ومن ذوي الإعاقات، وغداً سنرى نتائج وخطوات أكثر وأكثر لهذا المشروع الرائد الذي يشمل أكثر من 8000 أسرة من أصحاب الحالات الاجتماعية الملحة ممن لا يملكون مساكن ويعيشون بالإيجار أو المعسرين والمدينين».

خدمة العلم

الدكتور علي بن حنيفة مدير مركز تدريب وتأهيل العاملين في المنطقة الشرقية، استعرض جانباً من شخصية سمو الحاكم الإنسانية على صعيد قطاعي التعليم والثقافة داخلياً وخارجياً، فسلط الضوء على المنح التعليمية لسموه وانعكاساتها على آلاف الطلبة، وتبرعاته ودعمه الدائم لخدمة قطاع الثقافة والمثقفين فكثيراً ما يتكفل بإنشاء صروح ثقافية أو تعليمية في كافة أرجاء الأرض، علاوة على دعم معارض ومنصات الكتب.

مضيفاً: «أخذ صاحب السمو الحاكم على عاتقه منذ عقود طويلة خدمة العلم والثقافة، وكان بمثابة حصن منيع أمام نعرات التطرف والتجهيل التي يمارسها البعض في الأقطار العربية فعمل جاهداً بحس إنساني مرهف على تقديم كافة أنواع الدعم للمؤسسات الثقافية التي تعرضت للاعتداء ومنها المجمع العلمي في جمهورية مصر العربية والذي تعرض للحرق وتدمير محتوياته وكنوزه التاريخية والعلمية، فعلى الفور تكفل صاحب السمو الحاكم بإعادة بناء وترميم المجمع، ومن مقتنياته الخاصة أعاد تزويد المجمع بـ 7 آلاف عنوان من لمجلدات والكتب العربية النادرة».

كما تكفل سموه ببناء دار الوثائق في «عين الصيرة» والتي تضم جميع وثائق العصرين المملوكي والعثماني على أقراص مدمجة بتقنية عالية، إضافة إلى وثائق مجلس الوزراء، والوثائق التي نشرت من عام 1900 إلى يومنا هذا، ومن مبادرات سموه الإنسانية الخادمة للعلم، إنشاء مبنى اتحاد المؤرخين العرب في القاهرة، ومبنى اتحاد المجامع اللغوية العلمية العربية، ومبنى اتحاد الآثاريين العرب في القاهرة أيضاً، وبناء مقر اتحاد الجامعات العربية في العاصمة الأردنية عمان، وكذلك تبرع صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، بمليون يورو للهيئة العالمية للمسرح، وبناء عدد من المراكز الإسلامية والمساجد في مدن مختلفة حول العالم، وترميم بعض الكنائس التاريخية على نفقة سموه ومنها كنيسة أرمينيا والتي تجاوز عمرها 1000 عام.

صمام أمان الأسرة

وتحدث المستشار سعيد بن خلفان الذباحي المحامي العام، رئيس نيابات الفجيرة الكلية عن لجان المصالحة الأسرية التي أتت بتوجيه من صاحب السمو حاكم الشارقة، للمحافظة على خصوصية الأسر، وقال: الأسرة هي نواة المجتمع، وبيت القصيد في أي مجتمع، وجهود سموه واضحة في صدد المحافظة على ترابطها، وتماسكها، والتاريخ سيتحدث عن شخصية سموه التي اجتمعت فيها العديد من الصفات الإنسانية، حيث يضع سموه مصلحة الأسرة نصب عينه ويعد صمام الأمان لها.

وأضاف الذباحي إن الحس الإنساني العالي لدى سموه يدفعه كثيراً لمحاولة الإصلاح بين زوج وزوجته، خوفاً على مصير أسرة وأطفال.

من جانبه تناول الدكتور عبد الله سيف الذباحي الحديث عن جهود سموه في الحفاظ على قيمة الإنسان حتى المذنبون منهم في المؤسسات العقابية أو الإصلاحية، فتحدث عن احتواء إمارة الشارقة عشرات مؤسسات ومراكز التأهيل.

وفي الجانب الاجتماعي نرى الشارقة تمتلك عشرات دور رعاية المسنين، وواحات الرشد للمرضى النفسيين، علاوة على مراكز التمكين الاجتماعي، ومؤسسات رعاية الأطفال، ووثيقة حماية حقوق الطفل التي أصبحت مرجعاً عالمياً، وغيرها من مقار وقوانين لحماية ورعاية الأيتام والمهجورات.

وقال الذباحي إن جهود وإنجازات حاكم الشارقة على المستويات الاجتماعية والإنسانية لا يمكن حصرها ولا يمكن لنا أن نوفي هذا الرجل حقه، فندعو الله أن يجزيه عنا خير الجزاء.

عطاء إنساني

تناول النقاش في المجلس الحديث عن جهود سموه الخارجية على المستويات الإنسانية وكان أبرز ما دار الحوار عنه في هذا السياق، دعم سموه وقرينته سمو الشيخة جواهر القاسمي لقضايا اللاجئين، ومناصرة ومساعدة المتضررين في مناطق النزاعات والحروب، علاوة على دعمهما لقضايا الصحة ومكافحة الأمراض على مستوى مناطق عدة في قارات العالم.

وقال عيسى بن خلفان الذباحي نائب رئيس المجلس البلدي السابق بكلباء إن سموه يضرب أروع أمثلة الوفاء والإنسانية داخل الدولة وخارجها، فنتذكر أدوار سموه في دعم أهالي الشهداء في جمهورية مصر العربية، بمليوني دولار تم منحهما لصندوق أسر الشهداء بمصر وبناء مسجد لكل شهيد من شهداء مذبحة رفح، وتطوير 18 منطقة عشوائية بمحافظة الجيزة على نفقة سموه وبناء مئات الشقق المؤثثة لأهالي تلك المناطق.. إلى غيرها من أعمال إنسانية تجاوزت حدود الدولة ولا يمكن حصرها.. برهان على حرص سموه على مد يد العون للجميع.

المصدر: الخليج