مجزرة في القائم يرتكبها سلاح الجو العراقي

أخبار

قتل 80 شخصاً، على الأقل، وأصيب عشرات المدنيين في مجزرة نفذتها طائرات سلاح الجو العراقي، الأربعاء، على مدينة القائم في غربي العراق قرب الحدود مع سوريا، وفق ما أعلن رئيس البرلمان العراقي سليم الجبوري، وبينما ادعت السلطات العراقية أن الغارة الجوية استهدفت عناصر من تنظيم «داعش»، طالب عدد من السياسيين العراقيين بفتح تحقيق فوري ومحاسبة المسؤولين عن هذه الجريمة البشعة، في وقت كثف الجيش العراقي قصفه أهدافاً لتنظيم «داعش» في الموصل أمس في إطار عملية طرد التنظيم الإرهابي من المدينة.

وندد الجبوري في بيان، بالغارة الجوية «التي طالت المدنيين العزل في مدينة القائم واستهدفت مراكز تسوق للمواطنين وتسببت في استشهاد وجرح العشرات منهم، وعدها جريمة يجب محاسبة مرتكبيها». وحمل الجبوري «الحكومة المسؤولية عن حدوث مثل هكذا أخطاء»، مطالباً إياها بفتح تحقيق عاجل للوقوف على حقيقة الحادثة.

وقال مسؤولون في محافظة الأنبار الغربية، حيث تقع القائم، إن العشرات قتلوا في الغارة التي وقعت بعد الظهر، وقال القيادي القبلي في مدينة الحديثة القريبة معاذ الجغيفي إن «بين 70 و 80 شخصاً قتلوا» في مدينة القائم، لكنه لفت إلى أن الغارة شنت من قبل التحالف الدولي. لكن المتحدث باسم التحالف الكولونيل جون دوريان قال «لم نشن غارة على تلك المنطقة في ذلك الوقت». وطالب المتحدث باسم مجلس محافظة الأنبار،عيد عماش، «بفتح تحقيق على أعلى المستويات حول المجزرة الإنسانية الكبيرة التي طالت مدنيين عزل»، مؤكداً أن «القصف كان بواسطة الطيران الحربي العراقي»، وقال إن «هناك أكثر من 100 قتيل من المدنيين وهناك المئات من الجرحى من المدنيين من أبناء القائم جراء القصف»، مشيراً إلى أن «الغارة استهدفت سوقاً في ساعة الذروة، وكان هناك متقاعدون يصطفون لقبض رواتبهم، وأشخاص يقبضون رواتب ومدفوعات الضمان الاجتماعي». وأضاف أن «عائلات بأكملها قتلت». كذلك أكد عضو لجنة الأمن والدفاع النيابية محمد الكربولي ضرورة تشكيل لجنة تحقيق مشتركة مع قيادة عمليات بغداد للوقوف على تكرار «الأخطاء»، و«عدم دقة» الضربات الجوية.

وردت السلطات العراقية على هذه المطالبات بالإعلان أن سلاح الجو العراقي وجه ضربات لعشرات من عناصر تنظيم داعش، وزعمت في بيان صدر عن قيادة العمليات المشتركة أن إعلان بعض السياسيين حول وجود قتلى مدنيين هو من دعايات تنظيم داعش.

وادعى البيان أن طائرات نفذت ضربتين على معاقل الإرهابين الأربعاء في القائم، موضحاً أن الضربة الأولى استهدفت منزلاً من طابقين يوجد فيه 25 انتحارياً من جنسيات أجنبية والمسؤول عنهم، أبو ميسرة القوقازي، بينما استهدفت الثانية مقراً داعشياً ومضافة انغماسيين… يتواجد فيه 30 إلى 40 إرهابياً من جنسيات أجنبية.

من جهة أخرى، قصف الجيش العراقي حي القدس من مواقعه في منطقة كوكجلي القريبة، بهدف تخفيف الضغط على قوات مكافحة الإرهاب التي تقود القتال في شرق الموصل. ويقول الضباط إنهم يخوضون حرب شوارع شرسة ويواجهون المئات من الانتحاريين الذين يقودون سيارات ملغومة وقناصة، ومتشددين يستخدمون شبكة من الأنفاق تحت المناطق السكنية لشن هجمات مضادة. وبالتزامن قال شهود إن القوات العراقية بدأت في قصف مناطق غربي الموصل تمهيداً لفتح جبهة جديدة مع تنظيم داعش بعد سبعة أسابيع من انطلاق الحملة الصعبة لطرد المتشددين من المدينة.

المصدر: الخليج