محمد بن راشد.. «أيقونة عالميـــــــة» في رياضة الفروسية

أخبار

يُعد صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، من أكثر الشخصيات المؤثرة والملهمة بشكل كبير في صناعة الخيل بالعالم، ونشأ سموه وترعرع على حب الخيل والفروسية، وهذا ما دفعه إلى دعمها بقوة والإسهام بأفكاره النيرة في تطويرها والإعلاء من شأنها على المستويين المحلي والعالمي.

وبات سموه بمثابة المعلم والقدوة، ورمز الرياضيين، إذ رفع علم الدولة في بطولات العالم للقدرة، ودأب على تكريم الرياضيين أبطال الإنجازات، وأسس نهضة عمرانية في المنشآت الرياضية. الرقم «واحد».. شعاره، المركز الأول.. عنوانه، عاشق للتحدي، اختزل الزمن.. فكان الإبهار في ميدان.

ورسم «فارس العرب» الطريق أمام أبناء شعبه من أجل أن يكونوا في الصدارة في كل المشاركات الرياضية، وضرب سموه المثل الأعلى والقدوة الرياضية، عندما اعتلى أعلى المناصب وفاز ببطولة العالم للقدرة التي تمثل قمة الهرم في الإنجاز الرياضي لأي بطل.

بداية سموه مع سباقات الخيل عندما سافر في عام 1966 للدراسة في كامبريدج بالمملكة المتحدة، وسكن مع أسرة إنجليزية، وكانت سباقات الخيل والقضايا التاريخية محوراً للنقاش مع أفراد تلك الأسرة، حيث كان يحلو لسموه أن يقول لمضيفيه إن أكبر الفحول تأثيراً في سباقات الخيل البريطانية كان خيلاً عربياً اسمه «غودلفين آرابيان».

وبعد أكثر من 50 عاماً بات صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، هو القوة الدافعة والروح الملهمة لفريق غودلفين الذي تطوّر حتى أصبح مؤسسة رائدة في سباقات الخيل العالمية.

في عام 1992، تحدى سموه الأعراف التي كانت سائدة عالمياً، وذلك بحكم فراسته وبصيرته الثاقبة وفهمه العميق لإيقاع الطبيعة، حيث اتخذ خطوة ثورية جريئة تركت أصداء واسعة في عالم سباقات الخيل عندما قام سموه بنقل خيوله من شتاء بريطانيا القارس إلى طقس دبي الدافئ، وهي الفكرة العبقرية التي استلهمها سموه من هجرة الطيور إلى المناطق الدافئة خلال فصول الشتاء. النتائج المباشرة لتلك الخطة كانت مذهلة، وكانت بمثابة البذور التي أنبتت فريق غودلفين.

شغف سموه بالخيول نما وتطوّر إلى استثمارات ضخمة في تربية الخيول، وأسفر عن تأسيس إسطبلات رائدة في رعاية الفحول هي «دارلي»، وباتت مجموعات من خيول غودلفين تمضي فصل الشتاء في دبي استعداداً لكرنفال كأس دبي العالمي، بينما تخوض خيول غودلفين السباقات في أربع قارات، وتحديداً في 12 دولة، بدءاً من المقر في دبي إلى أوروبا، وأستراليا واليابان وأميركا، وكل منها يعمل ويخطط ويعتني ويربي ويدرب ويحلم، ويعمل كل ما في وسعه لاكتشاف وتربية وتدريب الجواد الأمثل.

امتدت الإمبراطورية التي لا تغيب عنها الشمس إلى تأسيس مزارع دارلي، وهي مؤسسة عالمية لصاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، تعمل على الخيول المهجنة الأصيلة، وتهيئة فحول الخيل للتزاوج في 6 بلدان، ويقع مقرها الرئيس ضمن مزرعة «دلهام هول» قرب نيوماركت في إنجلترا، كما تتضمن «دارلي» مزرعة «كيلدانجن» في مقاطعة كيلدير الأيرلندية، التي تعد موطناً لتسعة فحول مهجنة أصيلة أشهرها «شمردل»، وتعمل «دارلي» في مجال تهجين الخيول أيضاً بمزرعة «جونابيل» في ولاية كنتاكي الأميركية، فضلاً عن مزرعة أخرى لاستيلاد الخيول في اليابان.

ولقد ازدهرت الخيول تحت شمس دبي الدافئة خلال فصل الشتاء، وحقق المشروع الوليد باكورة إنجازاته العالمية في سباقات الفئة الأولى عندما أهدت الفرس «بلانشين» فريق غودلفين فوزه الأول في السباقات الكلاسيكية، عندما انتزعت لقب سباق الأوكس الإنجليزي بمضمار إبسوم في إنجلترا عام 1994.

ومع قيام صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، باتخاذ جميع القرارات الرئيسة، فإن فريق غودلفين أهدى سباقات الخيل العالمية نخبة من أجود وأروع خيول السباقات التي عرفتها المضامير من أمثال، لم ترى، ديلامي، فانتاستيك لايت، ستريت كراي، سولماني، دبوي، رامونتي، وغيرها من الخيول الأبطال.

في المقابل، كانت الخطوة الأكبر هي إطلاق كأس دبي العالمي للخيول عام 1996، التي تحولت من ند الشبا إلى ميدان، وباتت أسطورة السباقات، بل أكبرها وأغناها على مستوى العالم، وارتبط السباق مع سلسلة سباقات الإمارات ذات الأشواط التسعة التي فاق بريقها سباقات الكنغ جورج وكوين إليزابيث ستيكس، بالإضافة إلى أقوى وأشهر السباقات الكلاسيكية في أيرلندا وفرنسا وأستراليا وأميركا.

أفضل 20 شخصية

اختير صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، ضمن أفضل 20 شخصية مؤثرة في صناعة الخيل الأميركية في الاقتراع الذي أجرته الثروبريد تايمز لعام 2009، وحل سموه بصفته مالك إسطبلات ومزارع دارلي وقائد فريق غودلفين الشهير، في المركز الثالث.

الأب الروحي

منح ملك ماليزيا توا نكو ميزان زين العابدين، باسم اللجنة المنظمة العليا لبطولة العالم للقدرة «ماليزيا ـ ترانجانو 2008»، وباسم المشاركين في البطولة فرسان وإداريين ومنظمين، وسام «الأب الروحي لرياضة القدرة العالمية» لصاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم «فارس العرب»، تقديراً وإجلالاً لجهود سموه الكبيرة في دعم رياضة القدرة العالمية، التي أسهمت في إعلاء شأن هذه الرياضة وتوسيع رقعة انتشارها وزيادة عدد المهتمين بها وتكثيف الاهتمام الإعلامي بها.

1977 دخول السباقات العالمية

دخل صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، سباقات الخيل العالمية عن طريق المهرة «حتا»، التي أهدت سموه انتصاره الأول بالسباقات في مضمار برايتون بإنجلترا، يوم 20 يونيو 1977، ثم مضت للفوز بسباق الفئة الثالثة مولكومب ستيكس بمضمار غوود وود في الشهر التالي.

البداية 1996

كانت بداية مشاركات فارس العرب في المشاركات العالمية لمسابقات القدرة بالمشاركة في بطولة العالم للقدرة في أركنساس بالولايات المتحدة الأميركية 1996. وجاءت المشاركة الثانية في البطولة السابعة التي استضافتها الإمارات في مدينة دبي الدولية للقدرة 1998 في سيح السلم التي توجت بلقبها الأميركية فيلاري كنافي.

مونديال 2008

أسهم فارس العرب بتوجيهاته وإرشاداته في الإنجاز الذي حققه فرسان الإمارات في الفوز بلقب مونديال القدرة ماليزيا 2008، كما قاد سموه فرسان الإمارات إلى الفوز بلقب بطولة القدرة في مونديال كنتاكي 2010.

إنجاز 2012

فاز فارس العرب صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، بلقب بطولة العالم للقدرة «لندن 2012»، وحصل على الميدالية الذهبية للفردي والفرق للبطولة التي أقيمت في أوستن بارك بإنجلترا بمشاركة 152 فارساً وفارسة يمثلون 38 دولة من مختلف أنحاء العالم، إذ جاء تتويج سموه بطلاً للعالم للقدرة 2012 بعد انتزاعه لقب ذهبية الفردي ممتطياً صهوة الجواد «مادجي دو بونت» لإسطبل الإمارات مسجلاً زمناً قدره 7.00.45 ساعات.

أبرز شخصية مؤثرة 1999

تم اختياره عام 1999 أبرز شخصية مؤثرة في سباقات الخيل البريطانية، متقدماً قائمة ضمت 50 شخصية شهيرة لها دورها في هذا المجال، كما اختير سموه في يناير 1999 وللعام الثاني على التوالي وبإجماع مجلس الرابطة أفضل مالك ومربٍّ للخيول في بريطانيا وأيرلندا، ومُنح سموه وساماً رفيعاً من الملكة إليزابيث الثانية، ملكة بريطانيا، وفاز سموه ببطولة الملاك في بريطانيا 15 مرة، وهذا دليل على دوره المؤثر في السباقات من خلال الإنجازات الرائعة التي حققتها خيوله في مختلف المضامير العالمية.

جائزة «فخر السباقات»

نال صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم أرفع الدرجات والألقاب، حيث كرمه الإعلام البريطاني في يوليو 2008 ممثلاً في القناة الرابعة بالتلفزيون البريطاني، تقديراً لإنجازاته ولدوره الفعال في تطور سباقات الخيول على المستوى العالمي. وحصل سموه على جائزة «فخر السباقات» من جمعية «ريسينغ ويلجير» البريطانية في أكتوبر 2008 تقديراً لعطائه ودعمه الإنساني اللا محدود للعاملين في مجال سباقات الخيل، وكُرِّم سموه بأرفع جائزة تقديرية في سباقات الخيل في أوروبا، حيث مُنح جائزة الاستحقاق ضمن جوائز كارتييه الأوروبية الرفيعة المستوى، وذلك في دورتها الـ18 عام 2008.

أكبر الداعمين

يُعد صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، أكبر الداعمين لسباقات القدرة، إذ كان أول المشاركين فيها منذ البداية، وجاءت مشاركة سموه فيها بأول سباق مشترك للهجن والخيول الأصيلة لمسافة 40 كيلومتراً في منطقة سيح السلم 10 يناير 1993، وحصل سموه على المركز الثاني على صهوة «عبيان الأشقر»، لينال جائزة السيف الذهبي. وأسهم صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، في إنجاح أطول ماراثون مشترك بين الخيول والهجن يقام في منطقة الشرق الأوسط، ونجح اتحاد الفروسية في تنظيمه لمسافة 165 كيلومتراً من منطقة «السوان» برأس الخيمة.

4 ذهبيات في بطولات أوروبا للقدرة

يملك فارس العرب سجلاً رائعاً في بطولات أوروبا المفتوحة للقدرة، إذ تمكن من الفوز بالميدالية الذهبية للبطولة أربع مرات، محققاً إنجازاً تاريخياً لم يسبقه إليه فارس من قبل.

وحقق صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم إنجازاً تاريخياً غير مسبوق، حيث تمكن في فبراير 2003، وخلال 48 ساعة، من الجمع بين لقبي سباق عمالقة القدرة الأول لمسافة 130 كم، ولقب الجولة الثانية من بطولة صاحب السمو رئيس الدولة للتحدي لمسافة 130 كم، حيث أقيم السباقان في مدينة دبي الدولية للقدرة 13 و15 فبراير.

واحتل سموه المركز الأول في السباق الأول، كما حل سموه في المركز الأول في السباق الثاني، على صهوة الجواد «وضاح».

أمير الشباب

يعود الفضل إلى سموه في إنجاز فوز فريق غودلفين بالبطولة العالمية للملاك بأميركا، إذ شرّف سموه العرب في مختلف المضامير العالمية، لينال لقب «أمير الشباب» الذي جاء بقرار من مجلس الشباب العربي للتنمية المتكاملة، وذلك في الملتقى الدولي للشباب العربي وحوار الحضارات الذي انطلقت أعماله في مقر الأمانة العامة لجامعة الدول العربية، وذلك بمشاركة 25 دولة أجنبية و20 عربية، حيث جاء اختيار سموه بالإجماع.

كأس دبي العالمي

يرجع الفضل إلى سموه في استحداث بطولة كأس دبي العالمي عام 1996 وسلسلة بطولة الإمارات لسباق الخيل وبطولة كأس شير جار، ويعد ذلك ضمن أبرز أحداث القرن الـ20، التي أسهم فيها سموه بجهده ودعمه المتواصل وأفكاره وقدراته الجريئة والناجحة.

وكان إعلان صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، في يوليو 1995، انطلاق البطولة، بشارة خير، وإيذاناً بعهد جديد لسباقات الخيل العالمية خصوصاً في مسافة الميل وربع الميل على المضمار الرملي، ويمثل نجاح كأس دبي العالمي منذ انطلاقتها الأولى عام 1996 وسام شرف على صدور أبناء الإمارات الذين خاضوا التحدي ونجحوا في التنظيم بشهادة الخبراء.

تحفة ميدان

حوّل صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، الحلم في ند الشبا إلى حقيقة ميدان تحفة المضامير في العالم، بعدما قام سموه بتأسيس كأس دبي العالمي في عام 1996، وما بين انطلاقة الحدث في مضمار ند الشبا الذي استضاف 15 نسخة حتى عام 2010 ووصل إلى 23 عاماً في 2018 في ميدان تغيرت معالم السباق الأغلى.

وبات ميدان، ليس مجرد مضمار، بل حوّله صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم إلى مدينة متكاملة، ومن الصحراء تحول مضمار ميدان إلى واحة تخطف الأنظار والألباب.

تغيير القوانين

أدى سموه دوراً رئيساً في تغيير لوائح وقوانين السباقات في بريطانيا والتأثير بشكل فعال في القيادات الإدارية، وأحدث حديث سموه عام 1997 في حفل «جيم كراك» السنوي تأثيراً واضحاً في صناعة الخيل البريطانية، وكان له الأثر الأكبر في إعادة النظر في الكثير من الممارسات الخاطئة، خصوصاً في مجال تمويل سباقات الخيل في إنجلترا، كما كان قرار سموه بنقل خيوله الناشئة من بريطانيا إلى فرنسا بمثابة جرس إنذار لإصلاح حال السباقات البريطانية.

أفضل السلالات

أسهم سموه بشكل فعّال في تطوير ودعم السباقات العالمية بصفة عامة، وفي بريطانيا بصفة خاصة، وذلك بمشاركة أفضل السلالات وخيول النخبة في سباقاتها، حيث إن أيادي سموه البيضاء ممتدة بلا حدود لدعم الحركة الرياضية، ما أثمر إنجازات هائلة شملت كل المناشط محلياً وقارياً وعالمياً.

الريادة في أميركا

اختير سموه عضواً بالجوكي كلوب الأميركي فخراً للعرب، وذلك لدوره الفعال والمقدر الذي قام به، ولإسهامه في تطور السباقات الأميركية في مختلف المضامير، وكان فوز إسطبلات دارلي المملوكة لسموه ببطولة الملاك المحلية في الولايات المتحدة الأميركية عام 2006 أبلغ دليل على دوره المشهود والريادي في رقي السباقات هناك، خصوصاً الإنجازات الباهرة التي حققها المهر «بيرنارديني» المملوك لسموه، حيث فاز بجدارة واقتدار في ستة من بين ثمانية سباقات خاضها أمام العمالقة.

فريق غودلفين

أعلن سموه عن انطلاقة فريق غودلفين عام 1993 بقيادته وإشرافه، إذ يضع خططه وبرامجه ويتابعه بشكل مستمر، ويشرف على تدريب الفريق سعيد بن سرور، أشهر مدرب عربي يحقق إنجازات مدوية ومشرفة، ويُعد من أقوى الفرق على مستوى العالم.

المصدر: الإمارات اليوم