محمد بن راشد: صحة الإنسان الأهم والأغلى

أخبار

زار صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة، رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي (رعاه الله) مقر هيئة الصحة في دبي، واطلع على مجمل مسارات العمل والتطوير في الهيئة، وحزمة من المشاريع الحيوية والدراسات التي تم إعدادها في إطار استراتيجية دبي الشاملة للأعوام 2016 – 2021.

وقد استمع صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم وإلى جانبه ولي عهده سمو الشيخ حمدان بن محمد بن راشد آل مكتوم، وخليفة سعيد سليمان مدير عام دائرة التشريفات والضيافة في دبي، وعبدالله أحمد الحباي رئيس شركة مراسي للتطوير العقاري، إلى شرح وعرض إلكتروني، قدمه معالي حميد القطامي رئيس مجلس الإدارة، مدير عام هيئة الصحة في دبي ومساعدوه، تضمن التعريف بالخطط والمبادرات التي أطلقتها الهيئة من أجل تحسين الخدمات الصحية والعلاجية المقدمة إلى جمهور المتعاملين معها والوصول بمستوى هذه الخدمات إلى مستويات عالمية، وتلبي في الوقت عينه حاجات المجتمع وتطلعاته بالحصول على أرقى الخدمات وأفضلها ويضع دبي على لائحة المدن العالمية الأكثر جذباً للاستثمارات الصحية والطبية والسياحية العلاجية والعائلية.

وأولى المبادرات التي أطلع عليها صاحب السمو نائب رئيس الدولة، رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، كانت «نظام التكاليف الذكي plics» الذي استحدثته الهيئة لتطبيقه في المستشفيات والمراكز والعيادات التابعة لها في إمارة دبي بهدف حصر، وتحديد الإيرادات والتكاليف المترتبة على علاج المرضى وقياس الموارد المستهلكة لهم واستخراج تقارير توضح مؤشر الإيرادات والتكاليف على مستوى المستشفيات والإدارات والخدمات الطبية، وكذلك الأطباء ومقارنتها بتكاليف الخدمات الطبية مع مثيلاتها في الأسواق المحلية والعالمية، مما يساعد على تطوير الخدمات الطبية والصحية في مستشفيات وعيادات الهيئة ورفع مستوى جودتها. واشتمل العرض الذي قدمه رئيس مجلس إدارة الهيئة مديرها العام ومساعدوه «استراتيجية التطوير الطموحة» ومراحل العمل باستراتيجية الهيئة والخطوات التي تم تنفيذها من قبل فرق التطوير المتخصصة، واستحداث برنامج قياس الأداء المؤسسي «ثيرمومتر» الذي يعد أحد أهم الحلول المبتكرة، كونها تتسم بالشفافية والدقة في متابعة تنفيذ الخطط التشغيلية والمبادرات وتقدير مراحل التقدم ومستوياته، والتأكد من تكامل تحقيق الأهداف، إلى جانب توافق معدلات التطوير مع البرمجة الزمنية المحددة.

وتعرف سموه، من خلال الشرح، إلى مهام المكتب التنفيذي للتحول التنظيمي الذي استحدثته الهيئة من أجل متابعة أعمال التحديث وتقييمها ومراجعة مساراتها أولاً بأول وما يتصل بذلك من منهجية العمل الإداري الجديد المندرجة تحت مسمى «قادة البرامج الاستراتيجية والمبادرات» التي تمكنت الهيئة من خلالها من ربط الأداء اليومي لموظفيها واختصاصات كل مسؤول وموظف بأهداف التطوير، وتمكنت أيضاً من تشكيل فرق متخصصة تضم نحو 400 فرد لتنفيذ المبادرات.

ومن المبادرات التي عرضت أمام صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم والحضور مشروع الملف الطبي الإلكتروني الشامل «السلامة»، وهو المشروع التقني الأكبر والأحدث من نوعه على مستوى المنطقة والذي يعمل على توثيق العلاقة والتواصل بين الطبيب ومريضه، وكذا مشروع الملف الصحي الإلكتروني «نابض»، وهو عبارة عن ملف إلكتروني موحد للمرضى على مستوى القطاعين العام والخاص والذي يربط المعلومات الصحية للمريض بين مختلف الجهات الصحية المعنية.

وخلال الزيارة شاهد سموه مجموعة من تصاميم المشاريع المزمع تطويرها أو تنفيذها والمدرجة على أجندة استراتيجية الهيئة، والتي تضم مراكز الرعاية الطبية الطويلة المدى وغسيل الكلى في منطقتي البرشاء والطوار واللياقة الطبية وزعبيل الصحي، وخدمات العملاء في مستشفى لطيفة والصحة المهنية في «أب تاون مردف» إلى جانب مشاريع مبنى الطوارئ في مستشفى راشد وتعديلات مركز الراشدية لخدمات اللياقة الطبية ومستشفى الجليلة التخصصي للأطفال وأعمال توسعة مستشفى حتا ومبنى واحات السعادة والمخطط التطويري لمستشفى دبي.

واختتم صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم زيارته مقر الهيئة مباركا وداعما لاستراتيجيتها المتمثلة في تطوير الخدمات الطبية والصحية والعلاجية على مختلف المستويات، مؤكدا سموه حرصه على توفير كل وسائل الدعم لتمكين هيئة الصحة في دبي، للمضي قدما في عملية التحديث لمنشآتها وخططها وكادرها الطبي والإداري، والاستخدام الأمثل للمعدات الطبية وتقنياتها وتوظيفها في خدمة المرضى وإسعاد الناس، وخلق بيئة صحية مثالية في مدينة دبي، وتحقيق رؤيتنا في نشر وترسيخ ثقافة السعادة والفرح والاستقرار النفسي والاجتماعي بين أفراد ومكونات مجتمع دولتنا العزيزة». وأشاد سموه بجهود فرق العمل في الهيئة ورئيس وأعضاء مجلس الإدارة الذين يواصلون العمل بجد وإخلاص، من أجل الارتقاء بمستوى الخدمات الصحية في مستشفياتها وعياداتها إلى درجات أعلى من الرقي والجودة والكفاءة، معتبرا سموه أن صحة الإنسان هي الأهم والأغلى، وبدونها لا تستقيم الحياة البشرية، ولا تنعم بالسعادة وطيب العيش. ووجه سموه رئيس مجلس الإدارة والمدير العام وفرق عمل الهيئة ومديري مستشفياتها وإداراتها بأهمية التركيز على الابتكار والبحوث والدراسات والتدريب خاصة للكوادر للبشرية الوطنية من أطباء وممرضين وفنيين وإداريين وغيرهم، لتمكينهم من تطوير أدائهم والتعامل بحرفية عالية مع المرضى والمراجعين، ومع كل ما هو جديد ومتجدد في عالم الطب وعلومه وتقنياته، خدمة للوطن وإسعادا للإنسان.

مشاريع استراتيجية

من المشاريع الاستراتيجية المستقبلية التي تنوي الهيئة تنفيذها والتي اطلع سموه على تفاصيلها «مشروع مجمع راشد الطبي» الذي يؤسس لمفاهيم جديدة للحياة العصرية وصحة الإنسان بعد تنفيذه، بحيث يصبح مدينة متكاملة تغطي مساحة من الأرض تزيد على 600 ألف متر مربع، بحيث يتميز المجتمع بطرازه المعماري الفريد وتجهيزاته وتقنياته وأساليبه الذكية، ويقدم تجربة استشفاء جديدة ومميزة للباحثين عن الخصوصية والعناية الطبية العالية المستوى في الترفيه والطبابة.

ويهدف المشروع كذلك إلى تعزيز وتنشيط حركة السياحة العلاجية واستقطاب أكثر من 500 ألف سائح علاجي من داخل الدولة وخارجها مع حلول العام 2020، لتظل دبي خاصة، ودولة الإمارات عموماً، الوجهة المفضلة لهذا النوع من السياحة، خاصة من قبل مواطني دول المنطقة والشرق الأوسط وشمال أفريقيا.

ويضم «مجمع راشد الطبي»، حسب المخطط الذي اطلع عليه صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، مستشفى من عشرة أدوار يضم نحو ألف سرير، ومركزاً للعيادات الخارجية يتألف من خمسة أدوار، وفيه أيضاً ما يزيد على مئة عيادة طبية ومبنى خاص بالعيادات الطبية يتألف من ستة أدوار، إلى جانب أربعة مراكز صحية متخصصة في طب القلب وطب الأعصاب والعظام والطوارئ ومركزاً آخر للمختبرات ومركزاً لإعادة التأهيل ويستوعب 320 سريراً ومركزاً للطب الرياضي ومركزين للمؤتمرات والبحوث الطبية. وتتوافق مباني المجمع المستقبلي مع شروط ومعايير المباني الخضراء والمستدامة، ويضم وحدات سكنية وفندقاً من خمس نجوم يضم 250 جناحاً وغرفة ومتاجر بعلامات تجارية عالمية، بحيث يشكل المجمع أو المدينة الواعدة صرحاً طبياً وعلاجياً وترفيهياً فريداً ومميزاً.

المصدر: الاتحاد