محمد بن راشد معزياً في وفاة أحمد زويل: «فقد العلم أحد روّاده»

أخبار

أعرب صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزاء حاكم دبي، عن تعازيه للشعب المصري والعربي في وفاة العالم العربي أحمد زويل، وقال في تغريدة لسموه أمس، «فقد العلم أحد رواده.. وفقد العالَم أحد أهم علمائه.. تعازينا للشعب المصري والعربي في وفاة العالم الكبير أحمد زويل».

وأضاف سموه في تغريدة لاحقة «في جميع لقاءاتي مع أحمد زويل وجدت عالماً يرفق تميزه العلمي مع رؤية لمشروع عملي لنهضة أمته.. وهكذا من يريد صنع تغيير إيجابي وحقيقي في مجتمعه».

وبعد صراع طويل مع مرض السرطان، توفي أول من أمس، الكيميائي المصري الكبير أحمد زويل، في ولاية كاليفورنيا الأميركية عن 70 عاماً، بعد رحلة طويلة أمضاها ليحصد أعلى درجات العلم، وأثرى بها العالم.

ونشأ العالم المصري أحمد حسن زويل في مدينة دمنهور سنة 1946، إلا أنه تلقى تعليمه في مدارس دسوق بمحافظة كفر الشيخ، وبعد تخرجه في الثانوية العامة بتقدير امتياز درس في كلية العلوم التابعة لجامعة الإسكندرية ليحصل على درجة البكالوريوس بتقدير امتياز مع مرتبة الشرف، وكان ذلك في عام 1967، ونتيجة لتميزه في الجامعة فقد تم تعيينه معيداً في كلية العلوم، وخلالها نال شهادة الماجستير في علم الضوء.

وبدأ رحلته العلمية خارج مصر، بعد أن انتقل إلى الولايات المتحدة الأميركية لحصوله على منحة دراسية من قبل الحكومة المصرية، ونال على إثرها شهادة الدكتوراه في علوم الليزر، وبعد حصوله على الدكتوراه عمل باحثاً في جامعة كاليفورنيا في بروكلي، وبعدها عمل في معهد كاليفورنيا للتكنولوجيا، وبعد حصوله على الجنسية الأميركية عمل في العديد من المناصب العلمية إلى أن وصل إلى أعلى منصب يحصل عليه أي جامعي أميركي، حيث تولى رئاسة قسم علم الكيمياء في الجامعة، وبعدها نال جائزتي نوبل، الأولى كانت في الكيمياء، والأخرى كانت للسلام.

يعتبر العالم أحمد زويل من أهم الشخصيات التي كان لها دور بارز في النهضة بالولايات المتحدة الأميركية، ولذلك السبب تم تصنيفه في المرتبة التاسعة ضمن قائمة الشرف في الولايات المتحدة كأهم عالم من علماء الليزر، والجدير بالذكر أن هذه القائمة تضم العالم أينشتاين وجراهام بيل.

ابتكر زويل نظام تصوير سريع للغاية يعمل باستخدام الليزر له القدرة على رصد حركة الجزيئات عند نشوئها وعند التحام بعضها ببعض. والوحدة الزمنية التي تلتقط فيها الصورة هي فمتوثانية، وهو جزء من مليون مليار جزء من الثانية.

نشر أكثر من 350 بحثاً علمياً في المجلات العلمية العالمية المتخصصة، مثل مجلة ساينس ومجلة نيتشر.

ورد اسمه في قائمة الشرف بالولايات المتحدة التي تضم أهم الشخصيات التي أسهمت في النهضة الأميركية.

في عام 1999 حصل أحمد زويل على جائزة نوبل في الكيمياء عن اختراعه لكاميرا لتحليل الطيف تعمل بسرعة الفمتوثانية ودراسته للتفاعلات الكيميائية باستخدامها، ليصبح بذلك أول عالم مصري وعربي يفوز بجائزة نوبل في الكيمياء، وليدخل العالم كله في زمن جديد لم تكن البشرية تتوقع أن تدركه لتمكنه من مراقبة حركة الذرات داخل الجزيئات أثناء التفاعل الكيميائي عن طريق تقنية الليزر السريع. وأعربت الأكاديمية السويدية الملكية للعلوم أنه قد تم تكريم د. زويل نتيجة للثورة الهائلة في العلوم الكيميائية من خلال أبحاثه الرائدة في مجال ردود الفعل الكيميائية واستخدام أشعة الليزر، حيث أدت أبحاثه إلى ميلاد ما يسمى بكيمياء «الفمتو ثانية»، واستخدام آلات التصوير الفائقة السرعة لمراقبة التفاعلات الكيميائية بسرعة «الفمتوثانية». وقد أكدت الأكاديمية السويدية في حيثيات منحها الجائزة لأحمد زويل أن هذا الاكتشاف قد أحدث ثورة في علم الكيمياء وفي العلوم المرتبطة به، إذ إن الأبحاث التي قام بها تسمح لنا بأن نفهم ونتنبأ بالتفاعلات المهمة.

منح زويل أكثر من 100 جائزة عالمية، من بينها جائزة ألبرت أينشتاين العالمية، ووسام بنجامين فرانكلين، وجائزة ليوناردو دافنشي، وجائزة الملك فيصل، وميدالية بريستلي.ومنحته فرنسا وسام جوقة الشرف الوطني برتبة فارس، وأنشأت أيضاً جوائز عالمية تحمل اسمه وأنشأت مؤسسة تحمل اسمه وتعمل على دعم نشر المعرفة.

وكان زويل عضواً منتخباً في عدد من الجمعيات والأكاديميات العلمية، ومن بينها جمعية الفلسفة الأميركية والأكاديمية الوطنية للعلوم والجمعية الملكية في لندن، والأكاديمية الفرنسية والأكاديمية الروسية، والأكاديمية الصينية والأكاديمية السويدية.

ورشح بان كي مون، الأمين العام للأمم المتحدة، زويل لعضوية المجلس الاستشاري العلمي للأمم المتحدة، الذي يقدم المشورة في مجال العلم والتكنولوجيا والابتكار من أجل تحقيق التنمية المستدامة.

وفي مصر حصل زويل على وسام الاستحقاق من الطبقة الأولى، وعلى قلادة النيل العظمى، وهي أرفع وسام مصري.

المصدر: الإمارات اليوم