محمد بن راشد يتوّج بطل تحدي القراءة العربي اليوم

أخبار

تحت رعاية وحضور صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة، رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله، يسدل الستار اليوم، عن منافسات مشروع تحدي القراءة العربي، الذي بلغ إجمالي قيمة جوائزه 11 مليون درهم، ليمثل أكبر مشروع إقليمي عربي لتشجيع القراءة لدى الطلاب في العالم العربي، وصولاً لإبراز جيل جديد متفوق في مجال الاطلاع والقراءة وشغف المعرفة. وتختتم المنافسات بتتويج بطل الدورة الأولى، في حفل يعقد بعد ظهر اليوم، في أوبرا دبي، بحضور أكثر من 1200 شخصية، من الشيوخ والوزراء وكبار المسؤولين الحكوميين، وأعيان البلاد، إلى جانب ممثلي البعثات الدبلوماسية المعتمدة لدى الدولة، والطلبة العشرة الأوائل عن كل دولة عربية مشاركة في التحدي، وذوي الفائزين والمنسقين والمشرفين ومديري المدارس المتميزة، وممثلي وسائل الإعلام المحلية والإقليمية. ويشهد الحفل الإعلان عن ثلاثة مرشحين نهائيين، سيخضعون لاختبارات إضافية اليوم على منصة الأوبرا، ليعلن بعدها عن تتويج بطل الدورة الأولى. كما سيعلن اليوم عن المدرسة الفائزة بجائزة أفضل مدرسة، من أصل 5 مدارس ترشحت للمرحلة الأخيرة.

كشفت ليلى الزبدة، المنسقة الإدارية للمبادرة، عضو لجنة التحكيم، عن لجان تحكيم المراحل النهائية في سباق التحدي التي تستند إلى 10 معايير لاختيار الفائز على المستوى العربي، إذ تتسم المقابلات والمناقشات بالعمق وقياس قدرات ومهارات متنوعة، إذ نتعامل الآن مع صفوة فرسان القراء والمطالعة عربياً.

وقالت ل«الخليج»: ركزت المعايير على «الفهم والاستيعاب وتشمل المعرفة والفكرة الأساسية والفكرة العامة والأفكار الجزئية الداعمة للأفكار الأساسية، والتدقيق اللغوي، واللغة العربية الفصحية السليمة، وترابط الأفكار، وقدرة الطالب على التفكير الناقد، والتفكير الإبداعي، والتعلم الذاتي، فضلاً عن الجانب الثقافي، الذي يتعاطى مع الطلبة كل حسب مستواه العمري.

امتحان تحريري

وأضافت «هناك سؤال ثقافي، يقدم لكل طالب حسب مستواه العمري، ورصدت للامتحان التحريري ثلاثون درجة، وهو نص أدبي، سيجيب الطالب عن أسئلته، لقياس قدرته على الفهم والاستيعاب، من خلال نصوص لم يطلع عليها من قبل، وهذا ضمن المعايير التي نضعها نصب أعيننا لاختيار بطل التحدي».

وأفادت بأن التصفيات ستسفر عن الفائزين بالمراكز «الأول والثاني والثالث»، وسيعلن عنهم اليوم، ولكن الجائزة الكبرى ستكون لبطل التحدي، حيث تبلغ قيمتها 150 ألف دولار، موضحة أن الدورة المقبلة من التحدي، ستنطلق اليوم، خلال حفل التتويج، برعاية صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، وحضوره.

وأضافت أن أبرز المتغيرات الجديدة التي تدخل على سباق التحدي في دورته الجديدة، تتمثل في زيادة نسبة استقطاب الدول العربية للمشاركة، إلى 20% بدلاً من 10%، فضلاً عن زيادة نسبة مشاركة الإمارات لتصل إلى 30%، حيث كان لها نصيب الأسد.

تنوع القدرات والإمكانيات

وقال علي الشعالي، من لجنة التحكيم: «بموجب الرؤية الحكيمة لصاحب السمو الشيخ محمد بن راشد، أسهم مشروع التحدي، في تحفيز 3.6 مليون طالب في 30 ألف مدرسة لقراءة 150 مليون كتاب، وإننا فخورون بالطلبة الذين شاركوا بالتحدي ونعدهم جميعاً فائزين بالمعرفة والثقافة التي اكتسبوها في مشاركتهم».

وأضاف «تنوعت قدرات كل طالب وصل إلى النهائيات، وإمكاناته ومميزاته، ولم تخل أجواء التصفيات النهائية من المتعة والندية، حيث كانت أشبه بحفل تخرج كبير تعمه البهجة وتكسوه المودة. وسعدنا بمستوى التفاعل الكبير من ذوي الطلبة والوفود العربية وممثلي وسائل الإعلام، حيث أسهم الجميع في دعم المرشحين، وتعزيز ثقتهم بأنفسهم، لدفعهم نحو تقديم الأفضل، بما يتناسب مع مكانتهم كونهم أوائل على مستوى الدول العربية، وقد أظهروا مستوى عالياً من الاحترافية والفكر العميق الذي جعلهم يستحقون عن جدارة تمثيل بلادهم في النهائيات».

11 متنافساً

وشهد اليوم الثاني من سباق التحدي، منافسة 11 متسابقاً من مختلف الدول العربية، خلال المرحلة قبل النهائية، لقياس قدراتهم الإبداعية ومدى الاستفادة المتحققة من قراءة الكتب الخمسين، فضلاً عن وصول خمس مدارس عربية إلى النهائيات لاختيار إحداها، المدرسة الأفضل.

وأعلنت اللجنة العليا المنظمة عن اختتام التصفيات النهائية يوم أمس، بعد منافسة محتدمة، قُيم خلالها 18 طالباً وطالبة هم أوائل الدول العربية المشاركة في الدورة الأولى، وامتدت المنافسات على مدار يومي السبت والأحد بإشراف فريق التحدي ولجنة التحكيم الرئيسية.

وفي لقائهم، أكد طلبة متنافسون في المرحلة قبلة النهائية، أن التحدي أشعل خيال ما وراء الكلمة وأذاب صعوبات تنوع القراءات، وتبادل الثقافات، وشجع على تعزيز شغف القراءة، وحل إشكالية المطالعة في المجتمع العربي.

أذاب الفوارق

البداية كانت مع المتنافسة منة الله ممتاز، من جمهورية مصر العربية، التي ختمت القرآن الكريم في سن مبكرة، إذ أكدت أن التحدي، وفر لمحبي القراءة والمطالعة، تبادل الثقافات، وأذاب الفوارق بين المجتمعات العربية، وعلى الرغم من المنافسة القوية مع زملائي في تلك المرحلة، فإنني أشعر بالفخر لبلوغها، وتمثيل بلدي في هذا المبادرة الكبيرة، مضيفة أنها بدأت رحلة القراءة منذ الصغر، وخلال التحدي كنت منتظمة بالقراءة 3 ساعات يومياً، واستهدفت كتباً متنوعة عن التاريخ والفلسفة والأدب، وأن طموحها يركز في تشييد مكتبة لإشباع شغفها بالمطالعة، وخدمة أبناء قريتها في الشرقية.

عصام صلاح الدين المحمدي، من السعودية، يرى أن قراءة مجموعة مختارة من كتب التاريخ والفكر والأدب والبلاغة، خلال رحلة التحدي، أسهم إيجابياً في تأسيس المتغيرات الثقافية واتجاهاتها في حياتي، موضحاً أن استشارة الوالدين فيما أقرأ من الكتب لعبت دوراً كبيراً في تأهيلي إلى مراكز متقدمة في سباق التحدي، مؤكداً أن التحدي أكسب جميع المشاركين مهارات جديدة للمطالعة والقراءة، وأسهم في تكوين رؤية ممنهجة نحو اختيار الكتب ونوعيتها.

كتب مختارة

من جانبها قالت ولاء عبدالهادي من الصف الثالث الثانوي، من البحرين: ركزت خلال التحدي على تنوع الكتب المختارة والقراءة في المجالات كافة، وخصصت في يومي 4 ساعات للمطالعة، وأسهمت المبادرة في تعزيز قدرة المشاركين على إبداء الرأي والاستفادة من الكتب المقروءة، وسرعة القراءة وتكوين فكرة شمولية سريعة لمجرد النظر إلى الكتاب، فضلاً عن تنمية التفكير الناقد ومهارات إعداد المخلصات الخاصة بكل كتاب.

حشد الدعم وإسناد المتنافسين

دعا الدكتور صبري صيدم، وزير التربية والتعليم العالي الفلسطيني إلى حشد الدعم الشعبي وإسناد المتنافسين في هذه المسابقة النوعية التي تضاف إلى سلسلة الإبداعات والإنجازات التربوية المتراكمة، وتبرهن على عظمة أبناء الشعب الفلسطيني وإصراره على الحياة والتميز، ورفع اسم فلسطين في الميادين المعرفية إقليمياً ودولياً.

الحمادي: تمكين الطلبة من مهارات القراءة في «العربية»

أكد حسين الحمادي، وزير التربية والتعليم، أن الدورة الأولى لمشروع تحدي القراءة العربي، حمل في ثناياه طموحات وغايات نبيلة وكثيرة تستهدف الطلبة لتغرس فيهم قيماً ومرتكزات واضحة، تتمثل في دفعهم للمطالعة والقراءة، والاستزادة من المعرفة للقضاء على أزمة القراءة التي باتت مستشرية بين النشء.

وأفاد بأن الوزارة تعمل على ترسيخ القراءة، لتصبح أسلوب حياة في المجتمع المدرسي، وتأصيل المفاهيم الداعمة التي توثق صلة الطالب بالقراءة، مشيراً إلى أنها تمهد الطريق أمام الطالب نحو التعلم المستمر والتجدد في معارفه وطرق الوصول إليها، وتالياً يكتسب مهارات حياتية إضافية، تحدث توازناً في شخصيته، وتنمي لديه الرغبة في التطور والتعلم الذاتي.

وعن الخطوات التي انتهجتها الوزارة لغرس عادة القراءة في نفوس الطلبة، أكد أن الوزارة حرصت عند عملية تطوير مناهجها الدراسية، وتحديداً اللغة العربية، بناء المادة بشكل يضمن تمكين الطلبة من مهارات القراءة، من خلال التركيز على القراءات المنهجية والرافدة، وتخصيص كتاب منفصل للقراءة لجعل القراءة عادة سلوكية يومية، والعناية بمحور البحث والتقنية، وتفعيل دور المكتبة وغرف المصادر في تنمية مهارات المحادثة والقراءة الذاتية والموجهة، فضلاً عن تمكين الطالب من إعادة إنتاج المعرفة، في وقت اتسمت النصوص بالتنوع وركزت على التنمية المستدامة، ومفاهيم الريادة والابتكار، والمواطنة والانتماء، والقراءة، ومفاهيم التسامح واحترام الذات والآخر.

وذكر أن المشروع أضاف حراكاً واضحاً في المجتمع المدرسي، وكان نقطة تحول في طريقة تفكير الطلبة، حيث وصل صداه إلى مختلف الدول العربية عبر المشاركة الواسعة، وحصد أرقاماً غير مسبوقة في المشاركات، وهذا يعد بحد ذاته نجاحاً باهراً وإنجازاً كبيراً لأهداف المشروع ونواتجه.

وقال إن المشروع أسهم أيضاً في التخلص من الرواسب التي كانت عالقة في أذهان النشء ونظرتهم للقراءة بمفهومها العام.

قصة جوري التي قهرت الظلام بنور القراءة

لم تمنعها الإعاقة البصرية من خوض التحدي والوصول إلى المراكز الأولى، لتصبح نموذجاً يحتذى في العالم العربي، لاسيما المجتمع الكويتي الذي يعد مسقط رأسها، إنها جوري محمد الغربي، ذات الـ15 ربيعاً، التي احتلت المركز الأول في التحدي بدولة الكويت، وظفت طريقة برايل لتقهر المستحيل، وتحتل مكانتها الرفيعة بين صفوف النخبة.

التقت «الخليج» جوري، التي بدا عليها روح التفاؤل والطموح والعزيمة والإرادة القوية، إذ قالت: رحلتي مع القراءة بدأت منذ الصغر وعمري كان 7 سنوات، واستهوتني هواية المطالعة وشغف القراءة، وكانت الروايات مقصدي، ولم تمنعني الإعاقة البصرية عن حب المطالعة وممارسة القراءة يومياً، عن طريق «برايل»، الذي أذاب التحديات التي قد تعوق إشباع هواية المطالعة والثقافة، وعندما جاءت مبادرة «تحدي القراءة العربي» وجدت فيها ضالتي المنشودة، وتحديت فيها نفسي وإعاقتي، وراهنت على المراكز الأولى، وعلى الرغم من قوة المنافسة، فإن الصبر والتفاؤل والعزيمة، وعدم الاستسلام لبعض العادات والتقاليد التي تقف حجر عثرة أمام تحقيق طموحاتي، وبتوفيق الله عز وجل، حققت المركز الأول لدولتي، والآن أنافس على بطولة التحدي على المستوى العربي.

المصدر: الخليج