محمد بن زايد: إلى كل معلم ومعـلمة.. فخـورون بكم وبعطـــائكم

أخبار

أكد صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، أن «منتدى «قدوة» رسخ مكانته كمنصة تربوية دولية يستقطب أبرز الخبرات التعليمية، وأثرت نقاشاته تفاعل المعلمين للأخذ بأفضل الممارسات التدريسية».

جاء ذلك في تدوينات لسموه عبر الحساب الرسمي لأخبار محمد بن زايد على موقع التواصل الاجتماعي «تويتر».

وقال سموه: «إلى كل معلم ومعلمة… تحملون أمانة عظيمة.. وتؤدون رسالة سامية.. ومهمتكم جليلة.. أنتم القدوة ومصدر الإلهام… فخورون بكم وبعطائكم».

واختتمت أمس فعاليات منتدى المعلمين الدولي «قدوة 2017» في قصر الإمارات أبوظبي.

وشهدت فعاليات اليوم الختامي نحو 32 جلسة وورشة عمل، تنوعت بين 5 محاور رئيسة، هي: لقاء مع قدوة، وقصص ملهمة، وحلقة مع خبراء، وحوار المعلمين، بالإضافة إلى مختبر المعلمين.

جلسة

وحث سمو الشيخ عبد الله بن زايد آل نهيان، وزير الخارجية والتعاون الدولي، رئيس مجلس التعليم والموارد البشرية، القائمين على المؤسسات التعليمية على تشجيع ودعم الفنون كجزء أساسي من المساقات الدراسية، مؤكداً أن تلاقي العلم والفن ضمن العملية التعليمية يصنع جيلاً من القادة المتميزين الذين يبدعون في بناء مستقبل الإنسانية، مشيراً إلى ألبرت آينشتاين الذي جمع بين الإبداع العلمي ومهارة العزف على الكمان.

جاء ذلك خلال حضور سموه إحدى جلسات «حلقة مع الخبراء» التي استضافت الدكتور كوري ميتشل، معلم الفنون المسرحية في مدرسة نورث ويست بالولايات المتحدة الأميركية، ضمن فعاليات اليوم الثاني والأخير من منتدى المعلمين الدولي «قدوة 2017»، الذي أقيم برعاية صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة.

وناقشت الحلقة أهمية الدور الذي سيؤديه طلبة الفنون في مستقبل قائم على التكنولوجيا والسبل الناجحة، للتواصل مع الطلبة من خلال قوة الأفكار والعواطف.

وشهدت الحلقة حضوراً كبيراً وتفاعلاً لافتاً من قبل المعلمين وغيرهم من الحضور، في دلالة واضحة على أهمية موضوع الحلقة في التأسيس لجيل متعلم، يملك إلى جانب الكفاءات العلمية مهارات فنية.

وتوجه الدكتور كوري ميتشل إلى المعلمين وحثهم على رعاية الطلبة واستكشاف مواهبهم الدفينة ودعاهم ليكونوا قدوة لهم وإبراز مواهبهم المتميزة إلى العالم.

وقال كوري إن الأطفال قابلون للتأقلم مع محيطهم، ومستعدون للتغير نحو الأفضل عندما يقتنعون بجدوى التغيير، لكن مشاعرهم المتضاربة حيال العالم تجعلهم عرضة لأي ضرر معنوي أو نفسي، لذا علينا توخي الحذر في التعامل معهم، ومراعاة حساسيتهم، فلا نقلل من قيمة أي عمل فني أو إبداعي يقومون به مهما كان غريباً.

وتحدث كوري عن مايكل جاكسون الذي سئل في إحدى المرات عن الأنغام الغريبة التي كان يصدرها من فمه أثناء تسجيل أغانيه، فقال إنها أصوات لآلة لم يتم اختراعها بعد، لكنه كان يسمع أنغامها في رأسه.

وقال إن الذكاء من دون عواطف تحكمه وتديره قد تكون نتيجته خطرة جداً، لذا علينا كمربين ومعلمين أن نساعد الأطفال في المدارس على رؤية الأمور من منظار إنساني، وتعليمهم أنواعاً مختلفة من الفنون والمزج بينها وبين مختلف العلوم كالكيمياء والفيزياء وغيرها، من أجل الارتقاء بحسهم الإبداعي والإنساني والعلمي.

وشهدت فعاليات المنتدى، جلسة عامة، تناولت كيفية تحقيق الهدف الرابع من أجندة التنمية المستدامة للأمم المتحدة، وهو التكافؤ في فرص التعليم.

وشارك في الجلسة التي أدارها فيكاس بوتا، المدير التنفيذي في مؤسسة فاركي، المملكة المتحدة، كل من معالي جميلة بنت سالم المهيري وزيرة الدولة لشؤون التعليم العام، ومعالي الدكتور علي راشد النعيمي رئيس دائرة التعليم والمعرفة، عضو المجلس التنفيذي لإمارة أبوظبي، وجوليا جيلارد رئيس مجلس إدارة هيئة الشراكة العالمية من أجل التعليم، أستراليا.

ما بعد النفط

وقالت المهيري: «يعد التعليم من أهم الحقوق الأساسية لكل إنسان في العالم، ودولة الإمارات العربية المتحدة، عازمة على مشاركة العالم في تحقيق أهداف التنمية المستدامة، حيث شكلت منذ شهرين، لجنة برئاسة معالي ريم الهاشمي وزيرة الدولة لشؤون التعليم العالي، لمتابعة مساهمات الدولة في دعم هذه الأهداف».

وتابعت المهيري: «لقد وجّه صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، بوضع أجندة وطنية مستمدة من أهداف التنمية المستدامة، هدفها تعزيز الشراكة بين كافة قطاعات الدولة في دعم أهداف التنمية على المستويين المحلي والعالمي».

وأكدت المهيري أن هدف بناء جيل يقود مرحلة ما بعد النفط، هو جوهر مساعينا لتطوير نظام التعليم ومناهجه في الدولة، وأشارت في هذا المجال، إلى استراتيجية دولة الإمارات للثورة الصناعية الرابعة، والتي ترتكز في مجملها على تنمية المهارات لدى الطلبة المواطنين والمقيمين في الدولة.

وقالت: «نريد للإمارات أن تكون في ريادة الثورة الصناعية الرابعة، من خلال التركيز على العلم والمعرفة والتكنولوجيا، التي تشكل عناصر بناء المستقبل الذي نسعى إليه».

كما تناولت المهيري دور دبي العطاء، وما قدمته من خدمات لتوفير التعليم حول العالم، والتي استفاد منها حتى الآن نحو 16 مليون طالب.

وأشادت المهيري بمبادرة «تحدي الترجمة»، التي أطلقها صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعها الله، والتي ستوفر فرصة للطلبة العرب، للوصول إلى مصادر مجانية وثرية بالمعرفة والعلوم المترجمة عن أهم الكتب والدراسات والأبحاث العالمية.

3 ركائز للتعليم

وأشاد الدكتور علي راشد النعيمي رئيس دائرة التعليم والمعرفة، عضو المجلس التنفيذي لإمارة أبوظبي، برؤية وحكمة صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، والتي شملت كافة عناصر التعليم، من المعلم إلى المناهج ثم الطلبة، حيث قال: «هناك ثلاث ركائز للتعليم: المعلم، والمنهج، والطلبة، ولتحقيق الركيزة الأولى، أطلق سموه منتدى المعلمين الدولي «قدوة»، الذي يوفر خبرات وتجارب عالمية هامة، يستفيد منها المعلمون، وتساعد صناع القرار على وضع الخطط اللازمة لتطوير هذا القطاع. أما الركيزة الثانية، وهي المنهج.

فقد أدخل سموه مادة التربية الأخلاقية، كونها السياج الذي يحمي المجتمع ومنجزاته المعرفية ويحافظ عليها، في حين تمثلت الركيزة الثالثة في إطلاق سموه مجلس أجيال المستقبل، إيماناً منه بأن الجيل الجديد والشباب هم قادة المستقبل».

وأكد النعيمي على أن التعليم يقدم الحلول الأقل تكلفة والأكثر فعالية لكافة التحديات، ووجّه نصيحته للمعلمين، بأن يفخروا بما يقدمونه للمجتمع، وألا ينتظروا التقدير من أحد، بل أن يسعوا لانتزاعه بمنجزاتهم لأنهم يستحقونه.

وأضاف: «على المعلمين أن يثقوا بما يرونه مناسباً من وسائل جديدة للتعليم، وألا يتوقعوا أن يقبلها المجتمع في البداية، لقد كنت معلماً أتبع أساليب جديدة في التدريس، وعلمت أن البعض يرفضها، فلم أكترث، لأنني مؤمن أن المعلم أقوى بأفكاره الجديدة، وعندما يرى نتائج عمله وجهده متجسدة في طلبة ناجحين متفوقين في عملهم وحياتهم، سيشعر بفخر وسعادة لا يمنحهما أي مبلغ من المال، من هنا، أقول إن على المعلم ألا ينظر إلى مهنته من خلال المردود المادي، بل من خلال المكانة الاجتماعية التي يمنحها له دوره الجوهري في بناء جيل مثقف ومبدع وطموح».

مشكلة التمويل

وقالت جوليا جيلارد رئيس مجلس إدارة الشراكة العالمية للتعليم، رئيسة وزراء أستراليا السابقة: «هناك تفاوت بين ما يحتاج السوق من مهارات للعمل، وبين ما تقدمه المدارس والجامعات، وهذه الفجوة تبدو أكبر في دول العالم الثالث، وفي المناطق التي يكثر فيها المهمشون والمحرمون من التعليم ذي الجودة العالية».

وأكدت جيلارد، ضرورة حل مشكلة التمويل، لتعزيز جودة التعليم، من خلال مشاركة دول العالم في توفير السيولة اللازمة لهذه المهمة، وأوضحت أن التحدي الأساسي أمام العالم اليوم، إلى جانب التمويل، يتمثل في توفير تعليم متميز وتعليم مجاني، لتحقيق المساواة في فرص التعليم والحصول على المعرفة.

وأضافت جيلارد: «هذا هو الوقت المناسب للحديث عن تمكين المعلمين، حيث يشهد قطاع التعليم على مستوى العالم، أزمات متفاوتة من مكان لآخر».

مسار حياتي

وتحدث رون كلارك مؤسس أكاديمية رون كلارك في الولايات المتحدة الأميركية، في جلسة عامة عن التحديات التي واجهها لإنشاء مدرسة في أحد الأحياء الفقيرة في أميركا، وكيف استطاع أن يقنع الشباب بأنه سوف يبني لهم أورع مدرسة في العالم، مجهزة بأحدث الوسائل التعليمية المبتكرة.

وقال كلارك: «إن وظيفتي كمدرّس، غيّرت مسار حياتي، وبما أنكم كرستم حياتكم للتعليم، عليكم أن تفكروا في طرق جديدة للإسراع في تحقيق ما تصبون إليه».

وأوضح أن الأكاديمية تحولت إلى مصدر إلهام للمعلمين، للنظر بشكل مختلف إلى التغيرات التي طرأت على طبيعة التعليم، والتطور التكنولوجي، كما ألهمتهم للتنبه إلى تطور قدرة الإنسان على الإبداع والابتكار.

«المهارات الـ 21»

طرحت مؤسسة «آرك سكيلز» للتعليم خلال منتدى «قدوة 2017»، برنامجاً فريداً حمل اسم «المهارات الـ 21»، والذي يسعى إلى تعزيز القدرات والمهارات الشخصية في القرن الواحد والعشرين، إذ يعمل على تزويد الطلاب بالوعي الشامل بقدراتهم الفريدة، ومساعدتهم على الحصول على المهنة التي يرغبون بها، بتمكينهم من النجاح فيها.

ويتمثل برنامج «المهارات الـ 21»، بحسب تصريحات ميثون كاماس الرئيس التنفيذي لـ «أرك سكيلز»، على هامش منتدى قدوة 2017، في: «الإنجاز والنشاط، والتحليل، والتعاون، والتواصل، والتعاطف، والتنافس، والاتساق، والشجاعة، والتطوير، والانضباط، والتركيز، وابتكار الأفكار، والقدرة على الدمج، والتأثير، والتعلم، وتعدد المهام، والإيجابية، والتجديد، والتفكير الاستراتيجي».

وقال كاماس «أصبح اكتساب الطلاب للمهارات اللازمة من أجل مواكبة متطلبات وتحديات فرص العمل والتعليم العالي خلال القرن الواحد والعشرين، موضوعاً رئيساً على طاولة النقاشات في مختلف المحافل والمنتديات والمؤتمرات العالمية، مثل «منتدى قدوة»، حيث أصبحت مهارات القرن الواحد والعشرون مسؤولية اجتماعية من الطراز الأول، ومن شأنها أن تولد ثروة بشرية تتمتع بطاقات هائلة، تقوم على التميز والابتكار والإبداع.

وبيّن أن البرنامج يواكب خطى ورؤى وتوجهات القيادة الرشيدة في الدولة، نحو تطوير المهارات الأساسية، وصقل مواهب وخبرات الشباب في المستقبل، حيث تلتزم «أرك سكيلز» من خلال برنامج «المهارات 21»، بالسعي نحو تمكين الأجيال الشابة وإعدادهم بالشكل المناسب لمواجهة تحديات المستقبل في كافة الصناعات والقطاعات الحيوية.

وأوضح كاماس أن برنامج «سكيلز 21»، يعمل على تزويد الأطفال بأهم المهارات والمكتسبات التي باتت من أهم متطلبات القرن الواحد والعشرين، مثل مهارات التواصل والتعاون، وحل المشكلات واتخاذ القرارات، وذلك من خلال تجارب تعليمية ممتعة وجذابة للطلاب، التي من شأنها أن تطور لدى الطلاب مهارات وكفاءات لا مثيل لها، حيث يعمل البرنامج بشكل وثيق مع المعلمين وأولياء الأمور، ويهدف إلى تعزيز نقاط القوة الفريدة الكامنة داخل كل طفل، ومنحهم الثقة لتحقيق النجاح، وسط عالم سريع التغير والتطور.

وعن الهدف وراء طرح البرنامج، قال إن العالم سريع التطور، وأصبحت هناك فجوة متزايدة بين النظم التعليمية القائمة على المحتوى والمهارات الأساسية للقرن الواحد والعشرين التي تقوم على الفرص، ولذلك تم تصميم برنامج «المهارات 21» للطلاب من الصف الـ 7 إلى الصف الـ 12، وهو يعد نشاطاً خاصاً خارج المنهج لاكتشاف وتطوير المهارات الضرورية للقرن الواحد والعشرين، حيث أصبحت تلك المهارات حيوية ومؤثرة لتحقيق النجاح داخل المدرسة وخارجها.

الانضباط في الصف

وتناولت جلسة «حلقة مع الخبراء»، مسألة الانضباط في الصف المدرسي، وكانت من تقديم إليزابيت جرين شريك مؤسس والرئيس التنفيذي، رئيس تحرير Chalk beat، الولايات المتحدة.

وعرضت جرين أمام مجموعة من المعلمين الحاضرين في الجلسة، ماهية الانضباط والتحديات أمام تحقيقه في الصف، حيث تبادل المعلمون تجاربهم مع الطلبة في العديد من المدارس حول العالم.

وتناولت الجلسة، السلوكيات غير المنضبطة الشائعة بين الطلبة، وأسباب تفشيها في المدارس، واعتبرت جرين أن الطلبة يرتكبون الأخطاء السلوكية، كنتيجة لثلاثة أسباب رئيسة، وهي: الحاجة إلى التمرد، أو عدم الرغبة في اتباع التعليمات، الجهل بكيفية تنفيذ التعليمات، والمشاكل الاجتماعية والنفسية.

وتطرقت جرين إلى أكثر الأساليب فعالية في مراجعة السلوك الخاطئ للطلبة وكيفية تصحيحه، حيث أوضحت بصورة مبسطة، كيفية التعامل مع الطلاب غير المنضبطين.

قصص ملهمة

واستضاف منتدى المعلمين الدولي «قدوة 2017» في يومه الثاني، في جلستين منفصلتين، ضمن محور قصص ملهمة، هيف بنايان، الرئيس التنفيذي لأكاديمية الملكة رانيا لتدريب المعلمين في الأردن، وجاين ماكغونيغال مصممة ألعاب ومؤلفة أميركية، ضمن محور قصص ملهمة، التي تسلط الضوء على أبرز التجارب العالمية في تطوير التعليم، وتمكين المعلمين على مستوى العالم.

«حوار المعلمين»

وشهدت جلسات «حوار المعلمين» المتنوعة، والتي تم إعدادها بالتعاون مع منظمة التعاون والتنمية الاقتصادية، جلسة متميزة، أدارها بابلو فريزر محلل السياسات التعليمية لمشروع تاليس في منظمة التعاون والتنمية الاقتصادية، تحت عنوان «التعليم في المستقبل: تحقيق التوازن بين المعرفة والتعلم القائم على الكفاءة»، وشارك فيها كل من نيك كافكا الرئيس التنفيذي لمؤسسة Teach A Man to Fish بالمملكة المتحدة، وأرمان دوسيه معلم في مدرسة ريفر فيو العليا، كندا.

واعتبر نيك كافكا، أن العالم انتقل بشكل سريع جداً من التركيز الشديد على المعرفة، إلى التركيز على الكفاءة في الفصول الدراسية، خاصة مع تنامي المنصات الإلكترونية التي أصبحت توفر البديل المعرفي للطلبة، والمحتوى المتنوع.

وأشار كافكا إلى أن ثقافة تقييم المعلم، لم تكن حاضرة في السنوات الماضية، موضحاً: «علينا أن نبذل جهوداً حثيثة لتوعية الجميع بثقافة التقييم، فالأمر لا يتعلق بوضع معلم في خانة الممتاز أو الفاشل، بقدر ما يتعلق برصد مكامن القوة والضعف، وتحديد آلية وبرامج التدريب لتحسين الأداء، بما ينعكس إيجاباً على نتائج الطلبة».

ويتطلع منتدى «قدوة»، إلى تمكين المعلمين ودعم مسيرتهم المهنية، وتقدير رسالتهم النبيلة. حيث يجمع ضمن فعالياته أكثر من 900 مشارك، من معلمين وخبراء ورواد في قطاع التعليم، من الإمارات وجميع أنحاء العالم، لتبادل التجارب والرؤى التي تلهم معلمي المستقبل، وترتقي بمسيرة التعليم.

انضباط أكاديمي

ركز رون كلارك مؤسس أكاديمية رون كلارك في الولايات المتحدة الأميركية على أهمية إرساء بيئة تعليمية تركز على الانضباط الأكاديمي، وتحتفي في الوقت نفسه بحرية التعبير والإبداع، لتتحول إلى نموذج يقتدي به المعلمون للارتقاء بالتعليم.

واختصر كلارك تجربته في مجال التعليم، خصوصاً في الأحياء الفقيرة في مدينة أتلانتا الأميركية، حيث اعتمد نموذجاً تفاعلياً، ساعد الطلبة على تعزيز ثقتهم بأنفسهم وتحسين قدراتهم الفكرية، واستكشاف محيطهم، بعدما كانوا غير متحمسين للقدوم إلى المدرسة. ولفت كلارك إلى أن نظام التعليم حول العالم، بحاجة إلى عناصر تجذب انتباه الأطفال، وتمنحهم الفرح، وتنمي فيهم روح الابتكار والإبداع منذ الصغر.

المهيري: المعلم مفتاح المستقبل

أكدت معالي جميلة بنت سالم مصبح المهيري وزيرة دولة لشؤون التعليم العام أن المعلم هو مفتاح المستقبل، مشيدة بإنجازات المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، في وضع التعليم من أهم أولويات الدولة وتحقيق المساواة بين الرجل والمرأة في حق الحصول على التعليم وتشجيع المرأة على الحصول عليه.

وأشارت معاليها خلال مشاركتها في «لقاء مع قدوة» إحدى جلسات منتدى المعلمين الدولي «قدوة» إلى أن القيادة الرشيدة في دولة الإمارات تستكمل نهج زايد وتتطلع إلى المستقبل واضعة نصب أعينها التعليم.

ونوهت بأهداف «مئوية الإمارات 2071» التي تتطلب من جميع القطاعات في الدولة أن تسابق الزمن فما تسعى إليه دولة الإمارات في مجال التعليم هو تحقيق الريادة. وأضافت المهيري أن لكل شخص تجربة خاصة مع التعليم سواء كانت إيجابية أو سلبية وتنعكس هذه التجربة على شخصيته.

جيلارد: تراجع التعليم كارثي

أكدت جوليا جيلارد، رئيسة وزراء أستراليا السابقة، ورئيسة مجلس إدارة الشراكة العالمية للتعليم، أن تراجع مستوى التعليم له نتائج كارثية على مستوى العالم، مشيرة إلى أن عدم مواجهة تراجع مستوى التعليم في الدول النامية سيكون له آثار سلبية جداً على المجتمع، فالتعليم منخفض المستوى يؤدي لتراجع فرص العمل، وازدياد معدلات الهجرة غير الشرعية، وتدني مستوى الرعاية الصحية، وارتفاع معدلات الزواج في سن مبكرة.

وأكدت في «لقاء مع قدوة» ضمن فعاليات المنتدى أن تطوير قطاع التعليم مسألة ملحّة لا يمكن تأجيلها أو التغاضي عنها وإلا فإن النتائج ستكون كارثية.

وطالبت بضرورة أن تخصص الحكومات في الدول النامية ميزانيات لدعم التعليم، وذلك من أجل إيجاد حلول ناجعة لتدهور هذا القطاع في هذه الدول، وخاصة على صعيد المدارس الحكومية. جاء ذلك خلال جلسة «لقاء مع قدوة».

المصدر: البيان