محمد بن زايد: الأزهر منارة تنشر الاعتدال والمحبة

أخبار

التقى الفريق أول سمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، امس، في قصر الإمارات، شيخ الأزهر الشريف، فضيلة الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب، الذي يزور البلاد حالياً. ورحب الفريق أول سمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان في بداية اللقاء بفضيلة شيخ الأزهر الشريف مهنئاً فضيلته باختياره شخصية العام الثقافية، التي أعلنت عنها «جائزة الشيخ زايد للكتاب» في دورتها السابعة.

وأشاد سموه، خلال حديثه مع الدكتور أحمد الطيب، بدور الأزهر الريادي في المجالات الفكرية والثقافية والحضارية، ومواقفه الداعمة للقضايا الإسلامية والعربية، مشيراً سموه إلى أن تلك المواقف نابعة من المكانة العالية التي تبوأها الأزهر الشريف منذ قرون عديدة كمنارة علمية ودينية تنشر قيم الإسلام العظيمة في الاعتدال والتسامح والسلام والمحبة في مواجهة دعاة الغلو والتشدد والتطرف.

كما أشاد سمو ولي عهد ابوظبي بمواقف الأزهر الواضحة والصريحة في تصديه بكل حزم لكل ما من شأنه أن يمس جوهر وعقيدة الإسلام ودوره في المحافظة على النسيج العقائدي للمسلمين بما يحمله من تعدد وتنوع غني بالأفكار والرؤى التي تنسجم مع أصول الشريعة وروح الإسلام. وأكد سموه حرص الإمارات على تعزيز تعاونها ومواصلة الدعم للأزهر الشريف في كل المجالات التي تخدم الإسلام وأهله في المجالات العلمية والدينية والتعليمية، وغيرها من المجالات. وأثنى سمو ولي عهد ابوظبي على مساهمات شيخ الأزهر الفكرية والعلمية في إثراء المكتبة العربية والإسلامية بطيف واسع من البحوث والدراسات والأعمال القيمة التي تعالج القضايا الجديدة والمتجددة ودور فضيلته في قيادة الأزهر الشريف بكل مسؤولية ودعوته الدائمة في نشر تعاليم ديننا الحنيف السمحة، ومساعيه الخيرة في توحيد صفوف المسلمين ودرء المخاطر عنهم وانتهاجه أسلوب الحوار والتفاهم والتعاون في معالجة القضايا الخلافية. كما بحث سموه مع شيخ الأزهر القضايا والتحديات التي تواجه العالم الإسلامي وتأكيد أهمية التنسيق بين كل الجهات المعنية في العالمين العربي والإسلامي من أجل تحقيق التضامن ومواجهة التحديات.


الطيب: مآثر زايد خالدة

قال فضيلة شيخ الأزهر، الدكتور أحمد الطيب «أقدم شكري لذكرى الراحل العظيم حكيم العرب وفارسها المغوار وباعث نهضة الإمارات، المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، هذا البطل العربي الذي لاتزال مآثره الخالدة وأياديه البيضاء ممتدة في ربوع مصر كلها، بل في جميع أنحاء العالم، ناطقة بفضله، وشاهدة بنبله وأريحيته، وغوثه للفقراء والمعوزين، وحسبه فضلاً قول الله تعالى (إنا نحن نحيي الموتى ونكتب ما قدموا وآثارهم وكل شيء أحصيناه في إمام مبين)».

وأضاف خلال كلمة، له عقب تكريمه في الحفل «لقد امتدت آثار الراحل، الشيخ زايد، إلى الأزهر الشريف تدعمه وتشجعه، وحسبناً أن نذكر بالفضل مركز الشيخ زايد للغة العربية لغير الناطقين بها في الأزهر، الذي يتعلم فيه خلق كثير، والمشروع الضخم بإنشاء مكتبة حديثة للأزهر لجمع آلاف مخطوطاته».

وقال الدكتور الطيب «أعتز بالجائزة وقيمتها الأدبية والعالمية، وما ترمز إليه تخصصاتها المتعددة من تكريم للإبداع والشباب الموهوبين، وأعد ذلك من معالم يقظة الإمارات، واحتضانها لثمرات العقول، وأحسب أن هذا التقدير يشجعنا جميعاً للمضي على طريق الوسطية التي تجمع بين الأصالة والمعاصرة، والتمسك بالسلم والأمن والتعايش». وكان الإمام الأكبر قد أعرب عن تقديره لزيارة الفريق أول سمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، لفضيلته، وما تحمله من إعلاء قيم احترام العلماء، التي زرعها المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان في أبنائه وشعبه الكريم. وقال إن الزيارة كانت ودية، وتم خلالها استعراض ومناقشة قضايا الإسلام والمسلمين في الدول العربية والإسلامية.

وأضاف شيخ الأزهر، خلال مؤتمر صحافي عقد أمس في قصر الإمارات، أن زيارته للإمارات لا تحمل أي أبعاد سياسية، وأنه يحمل هموم الأوطان العربية والإسلامية. ولفت إلى أن الإمارات تقدمت بهذا الشكل الكبير لأن قادتها يملكون رؤية وهدفا وأنها تعرف ما تريد ولديها عقول تعمل على البناء والتنمية المستدامة وتحقيق الأمن والرفاهية لشعبها الكريم حيث أن الله حباها بالخير الكثير، متوقعا فضيلته أن تشهد الدولة مزيداً من التقدم ليس سنة بعد سنة بل ستكون مرشحة للتقدم يوما بعد يوم.

المصدر: أبوظبي ــ الإمارات اليوم