محمد بن زايد: خليفة رسخ أسس ومبادئ التنمية المستدامة لأجيال الشباب

أخبار

شهد صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، وعدد من قادة وممثلي الدول، افتتاح القمة العالمية لطاقة المستقبل، ضمن فعاليات «أسبوع أبوظبي للاستدامة» الذي يقام هذا العام، تحت عنوان «دفع جهود التحول العالمي في قطاع الطاقة»، بمشاركة أكثر من 35 ألف مشارك من 175 دولة، من ضمنهم وزراء، وممثلون عن المنظمات الدولية والشركات العالمية، ونخبة من العلماء والخبراء الدوليين.

ورحب سموه بالقادة والخبراء الذين يلتقون على أرض دولة الإمارات لمناقشة سبل إيجاد حلولٍ لتحديات الاستدامة التي تواجه العالم، والمضي قدماً في حوارٍ بنّاء يعزز آفاق التعاون لوضع خططٍ عملية واستراتيجيات فعالة، تستفيد من أحدث الابتكارات، للمضي بالعالم نحو مستقبل أكثر استدامة.

شهد الافتتاح فخامة الرئيس محمد ولد عبد العزيز رئيس جمهورية موريتانيا، وفخامة الرئيس داني فور رئيس جمهورية سيشل، وصاحب السمو الملكي الأمير الحسين بن عبد الله الثاني ولي عهد المملكة الأردنية الهاشمية، وعدد من ممثلي الدول الشقيقة والصديقة.

كما شهد الافتتاح سمو الشيخ محمد بن سعود بن صقر القاسمي ولي عهد رأس الخيمة، وسمو الشيخ طحنون بن محمد آل نهيان ممثل الحاكم في منطقة العين، وسمو الشيخ هزاع بن زايد آل نهيان نائب رئيس المجلس التنفيذي لإمارة أبوظبي، والفريق سمو الشيخ سيف بن زايد آل نهيان نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الداخلية، وسمو الشيخ حامد بن زايد آل نهيان رئيس ديوان ولي عهد أبوظبي، وسمو الشيخ ذياب بن محمد بن زايد آل نهيان رئيس دائرة النقل، وعدد من الشيوخ وكبار المسؤولين.

وأكد صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان أن صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة، حفظه الله، يوجه دوماً بترسيخ أسس ومبادئ التنمية المستدامة لدى أجيال الشباب، ضماناً لتكريس رؤية ونهج الوالد المؤسس المغفور له بإذن الله الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، في بناء إنسان المستقبل الواعي والمسؤول، والقادر على صون وتدعيم الركائز المتينة التي تقوم عليها دولة الإمارات.

وأشار سموه إلى أن تركيز أسبوع أبوظبي للاستدامة هذا العام على الشباب يؤكد الثقة والإيمان بدورهم باعتبارهم الركيزة الأساسية للحفاظ على زخم مسيرة التنمية المستدامة، مؤكداً سموه أنه لا يمكن مناقشة المستقبل بمعزل عن ضمان دور فاعل للشباب، والاستثمار في تنمية طاقاتهم ومهاراتهم الإبداعية، وصقل مواهبهم، وتأهيلهم وتمكينهم ليكونوا قادة وصناع المستقبل.

وشدّد سموه على أن دولة الإمارات ستواصل جهودها الرائدة لضمان أمن الطاقة، عبر مزيج متنوع، يشمل إلى جانب الموارد الهيدروكربونية، المصادر النظيفة والمتجددة، والعمل على توفير منصات استراتيجية، مثل القمة العالمية لطاقة المستقبل، والقمة العالمية للمياه، لجمع مختلف الأطراف المعنية للبحث في طرق تعزيز أمن المياه والغذاء، بما يضمن بناء مستقبل آمن ومستقر للأجيال المقبلة.

وكان حفل الافتتاح قد بدأ بالنشيد الوطني لدولة الإمارات، وتضمن مشاركة من الطالبة الإماراتية الشابة علياء المنصوري الفائزة بمسابقة «الجينات في الفضاء»، والتي تقدم مثالاً للشباب الإماراتي الواعد الذين يتطلعون إلى المشاركة في إيجاد حلول علمية وعملية مجدية.

مشاركات الحفل

وتضمن الحفل عرض كلمة مرئية مسجلة من عالم الفيزياء الشهير ستيفن هوكينج، أكد فيها أهمية تفعيل دور الشباب، ودعم قادة مستقبل الاستدامة، ثم أقيمت حلقة نقاش خاصة بالشباب، شاركت فيها مجموعة من الشباب الموهوبين من الإمارات والمملكة العربية السعودية والصين والولايات المتحدة الأميركية وكوريا الجنوبية، لمناقشة أفكارهم الإبداعية بشأن المناخ والطاقة والتنمية الاقتصادية.

وبرغم ثقافاتهم المتنوعة فقد أجمع المشاركون على طموح واحد وهدف مشترك، تمثل في المساهمة ببناء مستقبل أكثر استدامة.

وشارك نحو 150 من أبرز قادة الاستدامة في العالم من القطاعين الحكومي والخاص والأوساط الأكاديمية في مأدبة غداء، أقيمت للتواصل ومناقشة المبادرات المطلوبة والتدابير اللازمة، لمواكبة تزايد الطلب العالمي على الطاقة.

وتضمن برنامج الفعاليات سلسلة من حلقات النقاش رفيعة المستوى، بدأت بكلمة لمعالي الدكتور ثاني بن أحمد الزيودي وزير التغير المناخي والبيئة، وانتهت بكلمة ختامية ألقاها معالي ميروسلاف لاجاك رئيس الدورة الثانية والسبعين للجمعية العامة للأمم المتحدة ووزير الخارجية في جمهورية سلوفاكيا.

وشملت قائمة خبراء القطاع وصناع السياسات الذين شاركوا في جلسات النقاش كلاً من معالي شري سينغ وزير الطاقة والفحم والطاقة الجديدة والمتجددة والمناجم في الهند، وعدنان أمين مدير عام الوكالة الدولية للطاقة المتجددة «آيرينا». وفي إطار مناقشة التوجهات العالمية الرئيسة المؤثرة في التحول نحو الطاقة المستدامة، بما في ذلك تغير المناخ والتحضّر والرقمنة، يستضيف «أسبوع أبوظبي للاستدامة» وفوداً من الصين والهند واليابان والمملكة العربية السعودية، فضلاً عن مشاركة عدد كبير من الشركات العارضة من 40 دولة. ويستضيف الأسبوع العديد من الفعاليات الموجهة للشباب، والتي تشمل «الملتقى الحصري للطلبة»، و«الحلقات الشبابية»، و«سفراء الملتقى الحصري للطلبة». وبالإضافة إلى ذلك، يوفر ملتقى «تبادل الابتكارات بمجال المناخ – كليكس»، الذي يقام تحت رعاية وزارة التغير المناخي والبيئة، الفرصة لأصحاب المشاريع الناشئة ورواد الأعمال والمبتكرين لبناء شراكات فاعلة مع كبار المستثمرين العالميين.

أسبوع الاستدامة

وبدأ «أسبوع أبوظبي للاستدامة 2018» بالاجتماع السادس للجمعية العامة للوكالة الدولية للطاقة المتجددة «آيرينا» يومي 13 و14 يناير، ويستضيف الأسبوع، خلال الفترة من 15 إلى 18 يناير، الدورة الحادية عشرة لمؤتمر ومعرض «القمة العالمية لطاقة المستقبل» التي تعد من فعالياته الرئيسة، وإحدى أهم المنصات العالمية المعنية بالطاقة المتجددة وكفاءة الطاقة والتكنولوجيا النظيفة. ومن ضمن الفعاليات الرئيسة أيضاً الدورة السادسة للقمة العالمية للمياه، والدورة الخامسة لمعرض ومؤتمر «إيكوويست»، وحفل توزيع جوائز الدورة الثالثة من «برنامج الإمارات لبحوث علوم الاستمطار»، و«المهرجان في مدينة مصدر».

الجابر: الشباب من أصحاب الرؤى الإيجابية هم الأكثر قدرة على مواكبة الابتكارات

أبوظبي (وام)

ألقى معالي الدكتور سلطان بن أحمد الجابر، وزير دولة رئيس مجلس إدارة «مصدر»، كلمة رحب فيها بأصحاب السمو الشيوخ والرؤساء والوزراء وضيوف القمة، مثمناً عالياً رؤية القيادة ودعمها ورعايتها للشباب ولقطاع الطاقة والتنمية المستدامة في الدولة.

وأكد معاليه أن أسبوع أبوظبي للاستدامة في عام 2018 يتميز بخصوصية لتزامنه مع «عام زايد» الذي تحتفي فيه دولة الإمارات بالذكرى المئوية للقائد المؤسس المغفور له بإذن الله الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، وأيضاً بمرور عشر سنوات على إطلاق جائزة زايد لطاقة المستقبل.

وقال معاليه: «من خلال إرث الشيخ زايد، رحمه الله، ورؤية قيادتنا الرشيدة، ساهم أسبوع أبوظبي للاستدامة، على مدى العقد الماضي، في إلهام وتحفيز القطاعات الحكومية ورواد قطاع الطاقة على حشد الجهود، والعمل يداً بيد لبناء مستقبل أفضل لأجيال الغد».

وأضاف معاليه: «تتجه اليوم أنظارنا إلى الجيل الجديد، لأن طاقتهم وخيالهم وإبداعهم وريادتهم هي الضمان لاستمرارنا بالسير على الطريق الصحيح نحو ترسيخ ركائز الاستدامة في عالمنا الذي يشهد تطورات سريعة، والذي أصبحت وتيرة الابتكار فيه أسرع من أي وقت مضى في تاريخ البشرية حتى تكاد تشكل تحدياً للقدرة على مواكبتها والتكيف معها».

وأكد معاليه أنه لا يوجد من هو أكثر استعداداً وقدرة على مواكبة تلك الابتكارات واستباقها من أجيال الشباب أصحاب الرؤى الإيجابية، والذين يشارك منهم في حفل افتتاح أسبوع أبوظبي للاستدامة هذا العام أكثر من 400 شاب وشابة من رواد الاستدامة، من أكثر من 70 بلدا من جميع أنحاء العالم.

وقال معاليه: «إنه عند التفكير في كيفية الوصول إلى هذه المرحلة من التقدم السريع فإن كل الإجابات تأخذنا إلى عام 2007 الذي شَهِدَ العالم خلاله الانتقال من مرحلة التحول التكنولوجي التدريجي إلى القفزات النوعية السريعة».

وأوضح أن عام 2007 شهد إطلاق الـ«آي فون» الذي أتاح للناس الاستفادة من قدرات الإنترنت والحوسبة الشبكية، وهو أيضاً العام الذي قفز خلاله عدد مستخدمي الـ«فيسبوك» من 20 مليوناً إلى أكثر من 100 مليون، محققاً نقلةً نوعية في أسلوب وطرق التفاعل بين الأصدقاء وأفراد العائلة، ومع مختلف الأخبار والأحداث، مبيناً أن الأهم من ذلك كله أن عام 2007 شهد انطلاقة قوية للحوسبة السحابية، لتزيل الحواجز أمام حدود تخزين البيانات.

الثورة الرقمية

وقال معاليه في كلمته: «إنه بالتزامن مع هذه الثورة الرقمية شهد العالم تحولاً يحمل أهمية كبيرة، ففي عام 2007 تحولت الكثافة السكانية من أغلبيةٍ تقطن في المناطق الريفية إلى أغلبية تسكُن المناطق الحضرية، مما يعني حدوث أكبر هجرة جماعية في تاريخ البشرية»، مضيفاً أن هذا أدى إلى زيادة الضغط على الموارد الأساسية، بما فيها الطاقة والمياه والغذاء بل وحتى الهواء في بعض المناطق».

وبين معاليه أن هذه الأنماط الجديدة تؤكد أن ضمان تحقيق التنمية المستدامة يجب أن يكون هدفاً مشتركاً في هذه المرحلة، وأن العالم قطع خطوات كبيرة نحو تحقيق هذا الهدف، مشيراً أن تلك الأنماط والحقائق الجديدة ساهمت في إعادة رسم مشهد الطاقة، وكذلك نماذج التشغيل في قطاع الطاقة بأكمله، ودفعت الجميع إلى العمل لمواكبتها.

وأضاف معاليه أن أسعار الطاقة المتجددة أصبحت منافسة لأسعار الطاقة التقليدية، كما تعززت أوجه التكامل المجدي اقتصادياً بينهُما، مبيناً أن دولة الإمارات أصبحت، من خلال «مصدر»، وغيرها من المبادرات الطموحة، في مقدمة الدول التي تبذل جهوداً كبيرة من أجل تطوير والترويج عالمياً، لخلق مزيج متنوع ومستدام من مصادر الطاقة.

واستطرد معاليه قائلاً: «أصبحنا اليوم نمتلك الوسائل والتكنولوجيا اللازمة لتحقيق مزيد من التقدم في مجال الاستدامة، كما أصبح الذكاء الاصطناعي منافساً للذكاء البشري، ويقوم بدور كبير في زيادة الإنتاجية وتحفيز النمو الذكي، وساهمت خدمات الإنترنت فائقة السرعة في تقريب المسافات، والربط بين الشركات والأعمال، مكونةً مجتمعاتٍ افتراضية، كما أن التحليلات التنبؤية للبيانات بدأت في إحداث نقلة نوعية في قطاع الطاقة لتحقيق الاستغلال الأمثل للموارد».

وأشار معالي الدكتور سلطان الجابر إلى أن دولة الإمارات تؤمن ببناء المستقبل من خلال مواءمة أهدافها الاستراتيجية مع هذه الأنماط الجديدة، وقال في هذا السياق: «بفضل النظرة المستقبلية للقيادة الرشيدة، تركز دولة الإمارات على الاستفادة من قدرات الذكاء الاصطناعي والعلوم المتقدمة، وتمكين شبابنا ليكونوا قادرين على البقاء في الطليعة، واستباق واستثمار الفرص الجديدة». وأضاف: «إن تحقيق اكتشافات علمية بشكلٍ شبه يومي يزيد من أهمية تمكين الشباب وضمان الاستفادة الكاملة من طاقاتهم وإبداعاتهم وطموحاتهم، كما أن الاستثمار في شريحة الشباب كان ولا يزال دائماً من أهم الأولويات، حيث يمتلك هذا الجيل ميزة خاصة جداً، فهو أول جيل نشأ في العصر الرقمي، وبالتالي هو يمتلك مقومات فريدة تؤهله للتكيف مع التقدم السريع الذي تشهده هذه الحقبة».

وفي ختام كلمته، أكد معاليه أن أسبوع أبوظبي للاستدامة يركز هذا العام على «جيل الشباب»، لأن آفاق تفكيرهم وإبداعاتهم وقدراتهم لا تعترف بحدود الماضي، فَهُم يمتلكون مفاتيح وطموحات المستقبل، وقال: «إنه ومع احتفائنا بعام زايد، حان دور الشباب لأخذ أسبوع أبوظبي للاستدامة إلى المرحلة المقبلة من النمو والتطور، ليمضوا قدماً في نقل إرث القائد المؤسس الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، رحمه الله، إلى آفاق أرحب، وليحققوا رؤيته في بناء عالَمٍ ينعم بالسلم والتقدم والازدهار للأجيال المتعاقبة.

المصدر: الاتحاد