مدير «سكاي نيوز عربية»: تحديث الوكالات اللحظي لنتائج الانتخابات الأميركية فرض جوانب أخرى لتغطيتها

أخبار

لعل التطور الاستثنائي الذي طرأ على وسائل الاتصال الجماهيري منذ آخر انتخابات أميركية قبل أربعة أعوام كان لافتا وسريعا، فخلال تلك الفترة على قصرها كانت هناك نقلات نوعية في مجال تقنية المعلومات، لذلك لم يحتَج المراسلون الصحافيون هذا العام وتحديدا منهم مراسلو القنوات التلفزيونية إلى كبير عناء في تتبع النتائج الأولية للسباق الرئاسي في الولايات الحاسمة أو التوقعات الصادرة عن مراكز البحث.

فبينما كان يستعر السباق بين رومني وأوباما كانت وكالة الأسوشييتدبرس الأميركية، تقوم بتحديث لحظي لنتائج الولايات تباعا، من خلال تقنية تستخدم للمرة الأولى في انتخابات أميركية، الأمر الذي جعل تغطية الانتخابات الأميركية من قبل المراسل التلفزيوني تحديدا أقل تعقيدا لكنه ألزمه في الوقت ذاته بالتركيز على جوانب أخرى في تغطيته، في الوقت الذي تسابقت القنوات الإخبارية العربية المرموقة – على قلتها – في شد انتباه المشاهد العربي الذي يبدو أنه يولي اهتماما استثنائيا بهذا الحدث لما له من علاقة بمستقبل المنطقة.

ويرى نارت بوران، المدير العام لقناة «سكاي نيوز عربية» التي تبث من أبوظبي أن « التطور المعلوماتي الذي شهدته تغطية الانتخابات الأميركية هذا العام سهل عملية التغطية بشكل عام، لكنه لا يعني أن القنوات الإخبارية لم تكن بحاجة إلى مراسل أو أن بإمكانها أن تقلل من أهمية ظهوره في نشراتها وتغطياتها، وبالتالي تقلل من أعداد من توفدهم للتغطية»، معتبرا أن مهمة المراسل في هذه الانتخابات كانت أن يركز على الأجواء التي يجري ضمنها السباق الرئاسي وردود الفعل على النتائج التي تظهر تباعا.. بمعنى أدق «المراسل الموجود في ولاية اوهايو مثلا تتمثل مهمته في نقل الحدث بكل ألوان طيفه وتفاصيل مجرياته».

ويضيف بوران في حديثه لـ«الشرق الأوسط» الشيء الجديد وغير التقليدي في التغطية لهذا العام كان التركيز على وسائل التواصل الاجتماعي وما الذي يدور بين متتبعيها في خضم السباق الرئاسي، وكان هدفنا في ذلك إيصال نتائج الانتخابات بطريقة مختلفة عن الانتخابات السابقة لافتا إلى أن «تواجد القناة على الأرض مع جرعة مركزة من التحليل إلى جانب تواجد ضيوف من الوزن الثقيل بالإضافة لتوزيع نتائج الانتخابات وما يجري لحظة بلحظة على هذه الوسائل الاجتماعية واسعة الانتشار وعلى الشاشة بطريقة تقديم مختلفة أضاف لنا كثيرا».

وأضاف: «التحديثات التي تقدمها الوكالات لحظة بلحظة لنتائج الانتخابات كانت جزءا مهما من التغطية لنعرف بالضبط ما الذي يحصل من تغيير ولاية بولاية»، موضحا أنه «في العادة خلال أي تغطية لانتخابات أميركية كنا ننتظر يومين أو ثلاثة أيام لنقوم بالتحليل.. لكن طريقة ظهور النتائج الآنية بفضل التقدم التقني والمعلوماتي جعل التحليل دقيقا وفي مكانه وله معنى وليس مجرد ملء لفترة البث».

ويعتبر بوران أن التحدي الأكبر بالنسبة لقناة إخبارية جديدة مثل قناة «سكاي نيوز عربية» تقوم بتغطية حدث من هذا النوع للمرة الأولى من منطلق «كيف نوصل أخبار الانتخابات الأميركية بطريقة تهم المشاهد العربي وتكون طريقة عرضها مختلفة عما جرت عليه العادة في الإعلام العربي أثناء تغطية هذا النوع من الأحداث».

وأطلقت «سكاي نيوز عربية» تقنيات مبهرة عبر شاشتها وموقعها الإلكتروني إلى شبكة من المراسلين والموفدين إلى جانب وسائل التواصل الاجتماعي، حيث قامت القناة بالتواصل على مدار الساعة مع ست ولايات أميركية حاسمة هي فلوريدا، وأوهايو، وشيكاغو، ونيفادا، إضافة إلى بوسطن وواشنطن إلى جانب حوارات مباشرة مع نخبة من وزراء الخارجية، ومساعدي وزراء الدفاع والمحللين السياسيين والخبراء في الشأن الأميركي.

ويرى نارت بوران أن مباعث اهتمام المشاهد العربي في الانتخابات الأميركية كانت ببساطة البحث عن إجابة على مجموعة من التساؤلات: بماذا تهمنا الانتخابات الأميركية وكيف ستؤثر على منطقتنا وعلى أهلنا فيها وأقربائنا في أميركا؟ إلى جانب تأثيرها على القضية الفلسطينية والربيع العربي».

ولفت إلى أنه «يمكن أن نقول أن هذه الانتخابات الأميركية هي من أهم الانتخابات التي حصلت بحكم الظروف التي تمر فيها المنطقة العربية، علما أن كل الانتخابات الأميركية الحاصلة هي مهمة، لذلك قمنا باختيار ضيوفنا على هذا الأساس وبدأنا بزيادة جرعة التغطية من بداية الأسبوع السابق للانتخابات حتى وصلنا إلى إعلان النتائج».

المصدر: صحيفة الشرق الأوسط