مصر نحو تغيير وصف مناخها

أخبار

«من حار جاف صيفاً، ومعتدل ممطر شتاءً، إلى فرن صيفاً، ثلاجة شتاءً».. تدوينة ساخرة شاركتها مُستخدمة فيسبوك سارة هلالي، تعليقاً على التغيّرات الملحوظة التي يشهدها المناخ المصري الموصوف بأنه «حار جاف صيفاً، معتدل ممطر شتاءً»، بينما الواقع العملي وفي ضوء التغيرات المناخية الملحوظة يثبت العكس تماماً، وهو ما عبّر عنه الكثيرون عبر ردهات «السوشيال ميديا»، وفي الأحاديث اليومية مع سوء الأحوال الجويّة وشدة البرودة خلال فصل الشتاء، وكذا العواصف.

تلك الملاحظة الخاصة بتغير مناخ مصر كانت حاضرة أيضاً على طاولة البحث لدى الجهات المحلية المختصّة بالمناخ، ذلك أن هيئة الأرصاد الجوية (هيئة حكومية مسؤولة عن التنبؤ بالمناخ على المستوى المحلي، ومرتبطة بالموانئ الجوية البحرية) أعلنت إعادة دراسة وصف مناخ مصر، لاسيما أن الشتاء صار شديد البرودة، وكذا الصيف صار شديد الحرارة.

وبحسب ما أعلنه المتحدث باسم هيئة الأرصاد الجوية د.أحمد عبدالعال، فإن العلماء العاملين بالهيئة يدرسون وصف مناخ مصر حالياً تمهيداً لتغيير توصيفه. ويقوم العلماء بدراسة الطقس على مدار العقود الخمسة الماضية ومختلف البيانات المرتبطة بالطقس والمناخ في مصر من أجل إعداد تقرير بشأن المناخ في مصر وتوصيفه، على أن يتم إرسال نتيجة التقرير إلى وزارتي التربية والتعليم والتعليم العالي لاعتمادها في المناهج التعليمية فيما يتعلق بوصف المناخ المصري.

طقس فكاهي

وبموازاة موجة تعليقات لم تخلُ من الفكاهة انتابت مواقع التواصل الاجتماعي التي ذكر الكثير من روادها أنه طيلة سنوات التعليم كان ذلك الوصف محفوظاً لا يُخطئه أي من التلاميذ والآن تُجرى محاولات تعديله، فإن المتحدث باسم هيئة الأرصاد الجوية قد وصف التغير الذي يشهده المناخ المصري، خاصة في فصل الشتاء الحالي، بأنه «تغيّر عنيف».

وإلى ذلك، شكلت الحكومة المصرية 8 فرق للطوارئ بكل المحافظات، مع التحقق من فاعلية التجهيزات لسحب مياه الأمطار. فيما رفعت وزارة الصحة الاستعدادات إلى الدرجة القصوى ورفعت حالة الطوارئ بالمشافي كافة، وحذرت من استمرار التقلبات، وأصدرت عدداً من النصائح للمواطنين لتجنب الأمراض الناتجة عن ذلك المناخ.

فيما نفت وزارة الكهرباء – على لسان المتحدث باسمها الدكتور أيمن حمزة- تأثر الشبكة بتقلبات المناخ، وعزا ذلك إلى الاستعدادات المسبقة التي اتخذتها الوزارة. ورصد عدداً من النصائح للمواطنين من بينها «عدم الاقتراب من المهمات الكهربائية من أعمدة إنارة وأكشاك كهربائية وأسلاك أثناء هطول الأمطار الغزيرة حرصاً على سلامتهم».

عاصفة رملية

وشهدت مصر عاصفة رملية غطت معظم المحافظات المصرية، في خطٍ متوازٍ مع انخفاض غير مسبوق في درجات الحرارة، ما أسهم في وقوع الكثير من الخسائر المتفرقة (سواء بشرية أو مادية) في الوقت رفعت المحافظات حالة الاستعداد إلى الدرجة القصوى لمواجهة الطقس السيئ وتداعياته.

وزارة الزراعة المصرية من جانبها رفعت درجة الاستعداد القصوى أيضاً، وكثفت -من خلال الإدارة المركزية للمحاصيل البستانية والمحاصيل- الحملات على صواب الخضراوات المختلفة، وأشجار المانجو بصفة خاصة، باعتبارها الأكثر تأثراً بموجة الصقيع والعواصف، من أجل حماية المحاصيل المختلفة. وبحسب رئيس الإدارة المركزية للمحاصيل المهندس محمود عطا، فإن هنالك جهوداً تبذل من جانب الإدارة لمتابعة حالة المحاصيل الزراعية البستانية الأكثر تضرراً من فترة الصقيع الحالية التي تشهدها مصر.

المصدر: البيان