مطالبات الانفصال تنتشر كبقعة الزيت وتطال تكساس الأمريكية

أخبار

شكل خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي فاتح شهية لحركات الانفصال المنتشرة في العالم، إضافة إلى داخل المملكة المتحدة التي أصبحت مهددة بالتفكك أكثر من أي وقت مضى. وبعد أن شجعهم قرار بريطانيا الخروج من الاتحاد الأوروبي، يحرص الانفصاليون في ولاية تكساس بالولايات المتحدة على تبني الأساليب التي اعتمدت عليها حملة مؤيدي الخروج لإقناع البريطانيين للتصويت لمصلحتها ويطالبون باستقلال ولايتهم عن البلاد. 

أما بريطانيا، فتعيش انقساماً أكثر من أي وقت مضى، بعد صدمة الخروج من الاتحاد الأوروبي، وتجد نفسها أمام شركاء أوروبيين يريدون خروجها بأسرع وقت. 

في اسكتلندا، حيث صوَّت السكان بأكثر من 60% لمصلحة البقاء في الاتحاد، ازداد الشعور بالغضب. وأعلنت رئيسة وزراء اسكتلندا نيكولا ستورجيون استعداد بلادها لإجراء استفتاء ثانٍ للاستقلال عن بريطانيا، وفتح محادثات مع الاتحاد الأوروبي، في أعقاب تصويت أغلب البريطانيين الخميس لمصلحة خروج بلادهم من التكتل.

وأوضحت ستورجيون بعد اجتماع طارئ لمجلس الوزراء في أدنبره، أمس، أن كل الخطوات القانونية اللازمة لإجراء استفتاء ثانٍ للاستقلال عن بريطانيا قد تم اتخاذها، بعد استفتاء أول قضى بالبقاء داخلها. وطالبت ستورجيون ببدء محادثات فورية مع بروكسل لحماية «مكانة اسكتلندا» في الاتحاد الأوروبي، وقالت في تصريحات بثت على الهواء مباشرة إن «إجراء استفتاء ثانٍ هو بالطبع خيار ينبغي أن يكون على الطاولة وهو مطروح بقوة». وتابعت «لضمان أن هذا الاختيار يمكن تنفيذه خلال الجدول الزمني المطلوب ستتخذ إجراءات الآن لضمان المصادقة على التشريع المطلوب». وكانت ستورجيون حذرت من أن بلادها ترى مستقبلها داخل الاتحاد الأوروبي، ومن أن الخروج من الاتحاد قد يؤدي إلى استفتاء جديد.

وفي لندن، حيث تعرض رئيس البلدية السابق بوريس جونسون زعيم حملة الخروج لهتافات معادية عند خروجه من منزله الجمعة، فيما طالب بعض الأشخاص بغضب ودون قناعة فعلية باستقلال العاصمة التي أيدت أغلبيتها البقاء في الكتلة الأوروبية. 

نعم لاستقلال لندن! صادق خان رئيساً! عاشت اللكسيت! (أي خروج لندن) الأمر بدأ على شكل مزاح، إلا أن عريضة أطلقت أمس، تطالب باستقلال العاصمة البريطانية وانضمامها إلى الاتحاد الأوروبي، سرعان ما جمعت أكثر من 130 ألف توقيع.

وأطلقت العريضة بعيد صدور نتائج الاستفتاء فجر الجمعة وهي تطالب عمدة لندن صادق خان ب«إعلان لندن مستقلة عن المملكة المتحدة، وأن تقدم ترشيحها للانضمام إلى الاتحاد الأوروبي».

ولم تبق مبادرة أومالي معزولة. فقد أطلقت عريضة أخرى مشابهة تحت شعار «لتبق لندن داخل الاتحاد الأوروبي» جمعت حتى ظهر السبت أكثر من 16 ألف توقيع. وكان نحو 400 ناشط من المؤيدين لبقاء بريطانيا داخل الاتحاد الأوروبي ساروا في تظاهرة مساء الجمعة في لندن تعبيراً عن رفضهم للخروج. وقالت الطالبة بولي باتلر (22 عاماً) وهي تشارك في التظاهرة «نحن خائفون، وكل الأشخاص الرائعين هنا يشعرون بالخوف».

في المقابل، يواصل معسكر الخروج الاحتفالات ب«يوم الاستقلال». وعرض زعيم حزب يوكيب المناهض لأوروبا الاحتفال ب23 حزيران/يونيو كعيد وطني. 

وبعد تصويتها على الخروج من الاتحاد الأوروبي، تواجه المملكة المتحدة التطلعات إلى استقلال اسكتلندا وكذلك إيرلندا الشمالية التي يؤيد ناخبوهما الاتحاد، ويرون أنهم على وشك أن يتم إخراجهم عنوة من هذه الكتلة.

وقال الباحث في العلوم السياسية لويس مورينو إن «نحو ثلثي الناخبين الاسكتلنديين صوتوا للبقاء في الاتحاد الأوروبي وليست هناك أي دائرة اسكتلندية صوتت للخروج من الاتحاد». وأضاف «إنها نتيجة محبطة جداً للاسكتلنديين». وفور إعلان نتائج الاستفتاء البريطاني، انتشر على موقع «تويتر» وسم «استفتاء استقلال 2».

وعلى غرار اسكتلندا، صوت الناخبون في إيرلندا الشمالية بنسبة 55,7 في المئة مع البقاء في الاتحاد الأوروبي. وفي هذه المنطقة، يطالب الحزب الجمهوري لإيرلندا الشمالية (شين فين) باستفتاء على توحيد إيرلندا. وقال زعيم الحزب ديكلان كيرني «جرفنا تيار تصويت في إنكلترا»، مؤكدأ أن الشين فين سيمارس الآن ضغوطاً من أجل استفتاء حول الحدود».

ووصلت ارتدادات خروج بريطانيا إلى الولات المتحدة، حيث قال دانيال ميللر رئيس حركة تكساس القومية إن التصويت الذي قاده المواطنون في بريطانيا يمكن أن يكون نموذجاً لتكساس التي كانت مقاطعة مستقلة في الفترة بين عامي 1836 و 1845، وسيحتل اقتصادها المقدر بنحو 1.6 تريليون دولار سنوياً مركزاً بين أكبر عشر اقتصادات في العالم. وقالت الحركة «حركة تكساس القومية تدعو حاكم الولاية بشكل رسمي إلى دعم إجراء تصويت مشابه لمواطني تكساس». ولم يتسن الوصول على الفور لمكتب حاكم تكساس جريج آبوت للتعليق.(وكالات)

المصدر: الخليج