معركة الحديدة ترسم آخر فصول تحرير اليمن

أخبار

تشهد مدينة الحديدة معركة على درجة كبيرة من الأهمية في تحديد مستقبل اليمن، حيث تمثل السيطرة العسكرية على المحافظة منعرجاً مهماً في مسار الأزمة اليمنية، فهي ترسم الفصل الأخير من فصول تحرير اليمن باعتبار أن الحديدة هي بوابة استرجاع المحافظات الأخرى. حيث تتوسط محافظات الشمال اليمني، وتتربع على أراضٍ زراعية، وبساحل طويل يمتد على الضفة الشرقية للبحر الأحمر بطول 300 كيلومتر، يبدأ من مديرية اللحيَّة شمالاً حتى مديرية الخوخة جنوباً.

محور رئيسي

الحديدة تمثل محور الارتكاز الاقتصادي للحوثيين في الوقت الراهن، لما تلعبه من دور في اقتصاد سلطتهم واقتصاد الحرب، بالإضافة إلى دور مينائها في تهريب الأسلحة وتقنيات الصواريخ. فإن انتزاع هذه المدينة الساحلية من قبضة الحوثيين، قد يمهد خسارتهم لها، انفراط عقد سيطرتهم على بقية محافظات الوسط التي تمثل الخط الدفاعي الأول عن المركز.

فمن شأن تحرير الحديدة وضع جماعة الحوثي أمام خيارات صعبة، ذلك أن تقليص نفوذهم في منطقة استراتيجية مهمة، وإبعادهم عن الساحل سوف يفرض عليهم إعادة النظر في سلوكهم السياسي والعسكري، ويجبرهم بالتالي على الجلوس إلى طاولة المفاوضات. فمعركة الحديدة واستعادتها تشكل أهم مفاصل الحرب اليمنية، في ظلّ الأهمية الإستراتيجية للمدينة ومينائها، الذي يشكل أهم معبر لدخول الأسلحة الإيرانية وشحنات الغذاء والدواء، إضافة إلى أهمية المدينة التي تعدّ ثاني المدن بعد صنعاء، وأنّ نتائج المعارك فيها ستنعكس على بقية ساحات المعارك.

الحسم العسكري

معطيات المعارك على الأرض تشير إلى أنّ مجريات الصراع في الحديدة تسير باتجاه الحسم العسكري، فالقوات المشتركة، والتحالف العربي، تسجل كل يوم انتصارا جديدا، والسيطرة على مدن جديدة، مقابل انهيارات كبيرة في صفوف الانقلابيين وبدأت تضعف احتمالات التوصل إلى حلول سلمية، في ظل تعنت الحوثيين ورفضهم الحوار، ويجمع الكثيرون أنه بعد وصول قوات التحالف العربي إلى الكيلو 16 فإنّ مسألة تحرير المدينة تبدو مسألة وشيكة.

فالتحالف العربي والشرعية اليمنية حاولا مراراً إعطاء كل الفرص لكي يخرج الحوثي وعصاباته الإجرامية بسلام ودون قتال من الساحل الغربي اليمني، وتحديداً من الحديدة ومينائها البحري، ولكن طمع الحوثيين وحرصهم على ثروات المدينة دفعهم لرفض كل تلك المطالب، وأعلنوا أنهم لن يسلموا المدينة وحشدوا المقاتلين وبدأوا بحفر الأنفاق داخل المدينة من أجل تحويل المواجهات إلى حرب شوارع طويلة الأمد، وهو ما عزز من فرص الحل العسكري باعتبار أن تأجيل الحسم قد أثر على المدنيين الذين يعانون ويلات بطش الحوثيين يومياً من جوع وقصف وتعذيب.

المصدر: البيان