موسكو تدعو لضبط النفس وواشنطن تحذر من زعزعة استقرار المنطقة

أخبار

تباينت ردود الأفعال على العملية العسكرية التركية في عفرين، فقد جددت واشنطن رفضها للعملية التركية، واعتبرت وزارة الخارجية الأمريكية، على لسان مسؤول رفيع، أن الأنشطة العسكرية التركية شمالي سوريا تزعزع الاستقرار، في حين أعربت وزارة الخارجية الروسية، عن قلقها إزاء بدء العملية العسكرية التركية. كما قالت وزارة الدفاع الروسية، في بيان نقله موقع قناة «روسيا اليوم»، «إن قيادة القوات الروسية بسوريا اتخذت تدابير؛ لضمان سلامة الجنود الروس في عفرين»، واتهم البيان الأنشطة العسكرية الأمريكية بالتسبب في نشوب القتال.

وأعربت روسيا عن «قلقها» حيال إعلان تركيا بدء الهجوم البري والجوي شمالي سوريا على «وحدات حماية الشعب» الكردية، التي تعدها أنقرة منظمة إرهابية، داعية إلى «ضبط النفس».

وقالت وزارة الخارجية الروسية في بيان «في العشرين من يناير/كانون الثاني، لجأت تركيا إلى قواتها المسلحة قرب عفرين شمال غربي سوريا، وموسكو قلقة حيال هذه المعلومات»، لافتة إلى أنها «تتابع عن كثب تطور الوضع».

وذكرت الخارجية بأن «روسيا تبقى ملتزمة بموقفها في ما يتعلق بالسعي إلى حلول (للنزاع) في سوريا، استناداً إلى الحفاظ على وحدة أراضي هذا البلد واحترام سيادته». وأضافت أنه بعد الانسحاب الجزئي في ديسمبر/كانون الأول للقوات الروسية من الأراضي السورية بعد تدخل عسكري منذ سبتمبر/أيلول 2015، فإن «الهدف الرئيسي للجنود الروس، الذين بقوا في البلاد هو ضمان احترام الهدنة في مناطق خفض التوتر».

يأتي ذلك فيما نفى وزير الخارجية الروسي، سيرجي لافروف، الأنباء عن انسحاب الشرطة العسكرية الروسية من مواقعهم في محيط قرية كفر جنة شمالي عفرين، باتجاه مدينتي نبل والزهراء. واعتبر لافروف أن جهود أمريكا لتشكيل قوات محلية شمالي سوريا تتناقض مع الالتزام بالحفاظ على وحدة الأراضي السورية. وأبلغ عضو بلجنة الأمن في مجلس الاتحاد الروسي وكالة الإعلام الروسية، بأن روسيا ستدعم سوريا دبلوماسياً، وستطلب من الأمم المتحدة دعوة تركيا لوقف عمليتها العسكرية في عفرين. ونقلت الوكالة عن فرانز كلينتسيفيتش قوله: «ليست سوريا فقط من ستطلب وقف هذه العملية. روسيا ستدعم هذا الطلب أيضاً، وسوف تقدم الدعم الدبلوماسي لسوريا».

بدورها اعتبرت وزارة الدفاع الروسية، بأن العملية العسكرية، التي أطلقتها تركيا ضد الأكراد في عفرين، جاءت نتيجة للاستفزازات الأمريكية. وقالت الوزارة في بيان: «العوامل الرئيسية التي أسهمت في تطور الأزمة في هذا الجزء من سوريا، هي الخطوات الاستفزازية، التي اتخذتها واشنطن بهدف عزل المناطق التي يسكنها الأكراد»، وأضافت «رد الفعل السلبي لأنقرة نتج عن محاولة واشنطن إنشاء «قوات حدودية» في المناطق المجاورة لتركيا، إضافة لإجراءات أخرى يقوم بها الأمريكيون لكسر الدولة السورية ودعم الجماعات المسلحة».

وأضاف البيان: «العمليات غير الخاضعة للرقابة التي يقوم بها البنتاجون لتسليح تشكيلات مؤيدة للولايات المتحدة شمالي سوريا، أسهمت في التصعيد السريع للتوتر في المنطقة، وقيام القوات التركية بعملية خاصة»، وعبرت عن رفضها لذلك؛ حيث قالت «هذه الأعمال غير المسؤولة التي يقوم بها الجانب الأمريكي في سوريا تقوض عملية السلام وتعيق المفاوضات السورية في جنيف، التي يجب أن يشارك الأكراد فيها بشكل كامل».

من جانبها، دعت الأمم المتحدة جميع الأطراف إلى الابتعاد عن الأعمال، التي من شأنها زيادة التوتر؛ لحماية المدنيين في المنطقة.

كما أعلنت الخارجية الألمانية، أن حماية الحدود الجنوبية لتركيا أمر مشروع ومهم بالنسبة لأنقرة.

(وكالات)

المصدر: الخليج