نداء عبد الله بن زايد «كفى يا قطر دعماً للإرهاب» أربك الدوحة

أخبار

حظي نداء «كفى يا قطر دعماً للإرهاب»، الذي أطلقه سمو الشيخ عبد الله بن زايد آل نهيان، وزير الخارجية والتعاون الدولي، أول من أمس، في إطار تصريحات سموه التي طالب فيها قطر بالتوقف عن دعم الإرهاب وتمويله، بأصداء إقليمية ودولية واسعة، قابله ارتباك قطري واضح، تجسد في محاولة الرد القطرية، والتي جاءت على شكل تصريحات مرتبكة لوزير الخارجية القطري محمد بن عبد الرحمن آل ثاني، سعى فيها لاستخدام نهج الإنكار والمراوغة.

وكان سمو الشيخ عبد الله بن زايد آل نهيان قد أعلن أن «الأزمة لا تقتصر على مواجهة الإرهاب، إذ إن مواجهته تتطلب التصدي لخطاب الكراهية، ووقف تمويل الإرهابيين وإيوائهم، فقطر سمحت وآوت وحرّضت على الإرهاب، لذا نقول لها كفى يا قطر دعماً للإرهاب».

وقد خرج رد الوزير القطري مرتبكاً ومتضارباً، وكرر نهج المراوغة في محاولة منه للتغطية على الحقائق التي تتكشف بشأن دعم بلاده للإرهاب، وزعم أن بلاده لا تدعم الارهاب، متناسياً أن الدور القطري في دعم وتمويل الإرهاب وزعزعة استقرار الدول في المنطقة أصبح مكشوفاً وبيناً بالدلائل والوثائق للعالم أجمع، وهي ظاهرة في مختلف أنحاء المنطقة، وفيما يلي رصد لعدد من الدول التي شملها الارهاب القطري.

كشف الناطق العسكري باسم القوات المسلحة الليبية أحمد المسماري أكثر من مرة عن تورط قطر في تدمير بلاده والسعي لتخريب دول المنطقة، كاشفاً جرائم النظام القطري الإرهابي، ومحاولات أمير الدوحة تميم بن حمد تقويض أمن بلاده، كما اتهم الدوحة وإسطنبول بدعم الإرهاب فيها ونقل أسلحة ومقاتلين من ليبيا إلى سوريا عبر تركيا، مستعرضاً عربات ومدرعات قطرية تحارب الجيش الليبي في مدينة بنغازي، وموضحاً أن قطر دعمت الإرهابيين بطائرات دون طيار معززة بكاميرات، ومؤكداً أن الجيش الليبي عثر على صواريخ أرسلتها قطر غلى الإرهابيين في بنغازي.

تكشفت على مدى السنوات الماضية أدلة وتسجيلات على مؤامرات قطر على المملكة العربية السعودية وجيرانها، بما فيها تسجيلات سربت سابقاً، لأمير قطر السابق حمد بن خليفة، ورئيس الوزراء السابق حمد بن جاسم، مع العقيد الليبي الراحل معمر القذافي، يهاجمان فيهما السعودية والأسرة الحاكمة. وفي التسجيلين المذكورين اللذين سربا عام 2014، يظهر تخطيط “الحمدين” لزعزعة استقرار السعودية، وتقسيمها. وفي أحدهما يقول حمد بن جاسم إن السعودية لن تعود موجودة بعد 12 عاماً، بل ستقسم إلى دويلات. في حين يعترف حمد بن خليفة أن بلاده من أكثر الدول التي تسبب إزعاجاً للمملكة، جازماً أن «النظام السعودي لن يبقى على حاله، وأنه سينتهي بالتأكيد».

سعت قطر إلى إحداث فوضى في البحرين عبر دعم أحزاب إرهابية طائفية، وهو ما أكدته المكالمة الهاتفية لمستشار أمير قطر حمد العطية مع المعارض البحريني حسن سلطان.

كما كشفت تسجيلات هاتفية بين مستشار أمير قطر حمد بن خليفة بن عبد الله العطية والإرهابي البحريني حسن علي محمد جمعة سلطان أنهما يتآمران فيها على إثارة الفوضى ودعم أحزاب إرهابية طائفية في البحرين وبثها في قناة الجزيرة. وخلال المكالمات التي جرت في مارس 2011، أكد حمد بن خليفة أنه لا توجد أي قوات قطرية مقاتلة ضمن تشكيلة قوات «درع الجزيرة» التي تعمل في البحرين، وهم بصفة مراقب فقط، وطلب تفاصيل عن قوات الجيش والشرطة البحرينية على الأرض.

ضمن مساعي قطر لزعزعة استقرار وأمن الدول الخليجية والعربية، جاءت اعترافات ضابط مخابرات قطري بتكليفه من قبل رئاسة جهاز أمن الدولة في تنظيم الحمدين بالمشاركة في حملة للإساءة لدولة الإمارات وقيادتها، من خلال إنشاء حسابات وهمية ضمن شبكة اتصالات الدولة عبر مواقع التواصل الاجتماعي، لإظهار وجود سخط شعبي على سياسات الدولة، وقد كان من أبرز تلك الحسابات القضية التي عرفت باسم «بوعسكور»، التي تبين وقوف جهاز الأمن القطري خلفها.

وقال ضابط المخابرات القطري الملازم حمد علي محمد علي الحمادي في اعترافاته التي بثها تلفزيون أبوظبي: «إن الإدارة الرقمية بجهاز أمن الدولة القطري هي التي أنشأت حساب «بوعسكور» وحساب «قناص الشمال» والحسابات الأخرى التي تسيء لدولة الإمارات ومهاجمة دولة الإمارات ورموزها». مضيفاً: «أن الهجوم كان يتم كذلك باستخدام الصور المسيئة ووضعها على الإنستغرام».

أصر تنظيم الحمدين على اتخاذ مسلك معادٍ لمصر، ودعم التنظيمات الإرهابية، وعلى رأسها تنظيم الإخوان الإرهابي، وإيواء قياداته الصادر بحقهم أحكام قضائية في عمليات إرهابية استهدفت أمن وسلامة مصر، إضافة إلى ترويج فكر تنظيم القاعدة و«داعش»، ودعم العمليات الإرهابية في سيناء، فضلاً عن إصرار قطر على التدخل في الشؤون الداخلية لمصر ودول المنطقة بصورة تهدد الأمن القومي العربي، وتعزز بذور الفتنة والانقسام داخل المجتمعات العربية، وفق مخطط مدروس يستهدف وحده الأمة العربية ومصالحها.

اعتراف

كل هذه الحقائق لم ينكرها وزير الخارجية تنظيم الحمدين محمد بن عبد الرحمن آل ثاني الذي اعترف في مؤتمر صحافي بدعم قطر لمنظمات إرهابية، وبرر ذلك بأن قطر ليست الدولة الوحيدة التي جاءت بهذا الجرم! وقال إن تمويل الإرهاب موجود في كل دول المنطقة وليست قطر وحدها من تدعم الإرهاب، كما قال إن قطر تقع في أسفل القائمة للدول المتورطة في جرم تمويل الإرهاب.

تشويه الإسلام

وعمل “تنظيم الحمدين” على تشويه الدين الإسلامي، وتشويه التاريخ العربي والإسلامي الأصيل عبر الإساءة لمكنون الحضارة والإرث، من خلال تقديم وترويج رموز ليست قدوة إلا للفئات التي تروّج للتشدد، وتؤكد نهج التعصب وعدم الانفتاح على الآخر، لتخلص قطر ومنابرها الفكرية الإرهابية مع ذلك إلى إسقاطات عصرية خبيثة تسيء معها لسماحة الحضارة الإسلامية، من خلال أبواق تستأجرها، من خلال غسل أدمغة أفراد المجتمعات وجعلهم، عبر الاقتداء بصور ورموز لا تعبر عن جوهر الإسلام وحضارة العرب، مناصرين للتقوقع ولعدم الاعتراف بالآخر المختلف دينياً وثقافياً وفكرياً، وكذا لتجعلهم لا يتقبلون الانفتاح والتعايش كشعارين وبوصلتين توجهان مسارنا العصري.

ويعتبر “تنظيم الحمدين” أكثر من دعا لترويج خطاب الإرهاب في المنطقة عبر فتاوى شيخ الفتنة المدعو يوسف القرضاوي والإرهابي وجدي غنيم وقائمة طويلة من علماء الفتنة، الذين أفتوا بقتل أفراد القوات المسلحة والأمن، وبجواز العمليات الانتحارية، ودعا إلى القتال المزعوم في سوريا والعراق.

وكان الدور الكبير لإعلام تنظيم الحمدين، وفي مقدمته قناة «الجزيرة» في تشويه الإسلام والترويج للإرهاب، حيث تُظهر القناة الإرهابيين بمظهر الأبطال والقادة من خلال برامج بثتها ومقابلات معهم وتغطيات تخدم العمليات الإرهابية خصوصاً، كما أن هناك مواد إعلامية موثقة بثتها «الجزيرة» للإشادة بمفجري نيويورك في أحداث 11 سبتمبر، وإبرازهم أبطالاً عظماء وهم قتلة مجرمون يسفكون الدماء ويدمرون الممتلكات والأرواح بلا رحمة.

ومع اندلاع ثورات «الربيع العربي»، استغلت قطر الأحداث لدفع جماعة الإخوان إلى صدارة المشهد، من خلال تقديم مليارات الدولارات لضمان سيطرة الجماعة. كما استغل تنظيم الحمدين الفوضى التي خلفتها ثورات «الربيع العربي» في تغذية ثقافة الخلاف والتناحر في الأقطار العربية والترويج للقتل والكراهية، وأشعلت الصراعات المسلحة في المنطقة مستخدمة مؤسسات إغاثية قطرية تعمل على غسيل الأموال وتوصيلها إلى الجماعات المتشددة، في كل من ليبيا، وسوريا، والعراق، واليمن.

وأمعن “تنظيم الحمدين” في تشويه صورة الإسلام عبر تمويل دعاة الفتنة في الوطن العربي وإيواء أبرز قادة المنظمات الإرهابية والمطلوبين في أراضيها، ما دفع الدول الداعية إلى مكافحة الإرهاب إلى وضع قائمة بالإرهابيين المرتبطين بقطر، والذين يخدمون المشروع القطري التدميري بالمنطقة.

نقض وعود

تنظيم الحمدين في قطر تنظيم معروف بنقض العهود والوعود برغم التزام جيرانه في دول الخليج والدول العربية بمبادئ حسن الجوار، بل وإصرارهم على محاولة إخراج الدوحة من السياسة التي تنتهجها، والتي تضر بمصالح شعبها أولاً وبمصالح شقيقاتها من دول الخليج والدول العربية، الذي يهدد أمن المنطقة واستقرارها، غير أن المكابرة والعناد والإصرار على الارتماء في الفلك الإيراني كانت نتيجة رد تنظيم الحمدين للدول الداعية لمكافحة الإرهاب، برغم مهلة إضافية منحت للدوحة كفرصة جديدة لها.

المصدر: البيان