«نيويورك تايمز»: جماعة «الإخوان» تتهاوى بعد عزل قطر

أخبار

ذكرت صحيفة «نيويورك تايمز» الأمريكية أن جماعة «الإخوان» تلعب دوراً مهماً في أزمة قطع دول عربية عدة علاقاتها مع قطر منذ مطلع الشهر الماضي، بعدما أدينت جماعة «الإخوان» وصنفت تنظيماً إرهابياً يهدد الأمن والاستقرار في المنطقة بدعم من الدوحة.

ونقلت الصحيفة عن مجدي شلش، أحد أعضاء «الإخوان» المقيمين في تركيا، قوله إن الجماعة ليست «ديمقراطية» كما يزعم قادتها، بل هي جماعة منقسمة ومدمرة من الداخل ولديها قدرة قليلة جداً في السيطرة على أعضائها، كما أنها فقدت وزنها السياسي. وقال شلش، في إشارة إلى قيادة الإخوان المسلمين في المنفى بتركيا «نحن نجلس هنا ولا يمكننا فعل أي شيء»، وذلك بعدما أبطلت الحكومة المصرية نشاطاتهم مما شل حركة الجماعة.

وأوضحت الصحيفة أن «الإخوان» لعبت دوراً رئيسياً خلال ما يسمى ب «الربيع العربي»، حيث ظهرت كقوة سياسية إقليمية، ففي مصر وصل محمد مرسي إلى الرئاسة، كما أصبح حزب «النهضة»، أحد التنظيمات التابعة ل«الإخوان»، الحزب الحاكم في تونس.

وقال شادي حامد، مؤلف كتاب «الاستثناء الإسلامي» إن ««الإخوان» يقدمون نوعاً مختلفاً من الشرعية الدينية، وسيبقون التهديد الأكبر للسعودية والإمارات»، إضافة إلى مصر. ومنذ الإطاحة بالرئيس الإخواني محمد مرسي في العام 2013، بعد خروج الملايين من المصريين إلى الشوارع داعين إلى إسقاط حكم «الإخوان»، تم القبض على عدد كبير من أعضاء الجماعة، وفر نحو 1500 شخص إلى تركيا، حيث يعيشون في «ينبوسنا» وهي ضاحية مغمورة تبعد عدة أميال عن وسط مدينة إسطنبول، وبعضهم لديه اهتمامات تجارية والبعض الآخر يدرس، أما القيادات فيقيمون بلا هدف.

وفي الوقت الحالي، بعد عزل قطر، لا يملك قادة «الإخوان» في الخارج أي سلطة أو قوة، وهم يحاولون الحفاظ على الاتصالات بينهم وبين أعضاء الجماعة في مصر، إلا أن السلطات المصرية نجحت في ضبط أي شخص على صلة بالجماعة.

وأوضحت الصحيفة الأمريكية أن أعضاء الجماعة في تركيا يبحثون عن فرص عمل، فحياتهم مدعومة بالكامل من المؤسسات التركية والقطرية، وأثرياء الجماعة.

من جهته، قال أيمن عبد الغني، متحدث باسم «الإخوان»: «إن الاتصالات بأعضاء الجماعة داخل مصر شبه منقطعة، حتى لو كان لديك أحد أفراد العائلة هناك، فمن الصعب الوصول إليهم». وأضافت «نيويورك تايمز» أن معظم قادة «الإخوان» مسجونون في مصر، في حين أن 13 شخصاً منهم محكوم عليهم بالإعدام، كما أن الموارد المالية للجماعة قد جفت. ولفتت الصحيفة إلى حدوث انقسامات داخل تنظيم «الإخوان» حول معالجة موقفهم مع الحكومة المصرية، وقد انقسموا بين أولئك الذين يدعمون النهج الهيكلي القديم، وفصيل آخر يحبذ مواجهة أكبر مع الدولة المصرية.

وهناك رأي آخر، من أمثال عبد الله كريوني، وهو طبيب يبلغ من العمر 31 عاماً، والذي يجد أن كلا النهجين غير واقعي، مشيراً إلى أن المجموعة الأولى تنتظر من الله أن يجعلها منتصرة دون إتقان الأدوات السياسية التي ستجعلها منتصرة، بينما المجموعة الثانية قد تقود البلاد إلى تجارب مماثلة لسوريا والجزائر.

وأكدت الصحيفة أن الرئيس التركي رجب طيب أردوغان يتبع نفس أسلوب وإيديولوجية «الإخوان»، ففي بداية عهده حاول التحالف مع الليبراليين والأقليات المختلفة، وبعد أن تمكن من ذلك، بدأ بالقضاء على خصومه واستغلال محاولة الانقلاب الفاشلة لإحكام قبضته على البلاد، مضيفةً أن «الإخوان» لهم طابع استبدادي لذلك يتفقون تماماً مع الرئيس التركي الذي يحاول إثبات أنه رجل ديمقراطي يبحث عن الشرعية، لكنه عكس هذا تماماً. وقالت مونيكا ماركس، وهي أكاديمية في جامعة «أكسفورد» وباحثة في شؤون «الإخوان»، إن النهج الذي اتبعه الرئيس التركي يزيد من حماسة «الإخوان»، مضيفة: هم يرون نموذجاً بالغ الأهمية في الممارسة العملية، وأخشى أن يعزز ذلك بعض توجهاتهم الاستبدادية.

المصدر: الخليج