واشنطن تطالب طهران الضغط على المالكي لانتهاج حكم غير طائفي

أخبار

قالت الولايات المتحدة أمس: «إنها ستسعى لحث إيران خلال محادثات محتملة للضغط على حكومة رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي لحل مشاكله بأسلوب غير طائفي، ولن تكون حول تعاون عسكري»، مؤكدة أن أي خيارات عسكرية في العراق لن تشمل التزاماً عسكرياً مفتوحاً، ولن تشمل نشر قوات برية، في حين حذر وزير الخارجية جون كيري من أن توجيه ضربات من طائرات بدون طيار قد يكون أحد الخيارات لوقف تقدم المسلحين المتشددين من تنظيم «الدولة الإسلامية في العراق والشام» المعروفة باسم «داعش»، بينما دخلت سفينة النقل البرمائية «ميسا فيردي» الخليج، وعلى متنها 550 من مشاة البحرية، لدعم أي نشاط أميركي محتمل لمساعدة الحكومة العراقية على محاربة تنظيم «داعش»، وجددت بريطانيا رفضها التدخل عسكرياً في العراق.

وقالت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الأميركية جنيفر بساكي للصحفيين: «نطلب من إيران معالجة المشاكل بأسلوب غير طائفي»، أي في شكل لا يؤجج التوتر بين الشيعة والسنة في العراق، مجددة التأكيد على أن الحكومة الأميركية «منفتحة على إجراء مشاورات مع إيران بشأن الوضع في العراق».

وأوضحت «نعتقد أن التركيز يجب أن يكون على تشجيع الزعماء العراقيين على انتهاج أسلوب غير طائفي في الحكم، ونقاشنا لن يكون حول تعاون أو تنسيق بشأن أهداف عسكرية». وقالت بساكي: «إن إيران يمكنها أن تضطلع بدور يرمي إلى الحد من الطابع الطائفي للحكم في العراق»، في إشارة إلى المالكي حليف إيران والعدو اللدود للمتشددين السنة الذين يهددون بغداد.

وقال جوش إيرنست المتحدث باسم البيت الأبيض لصحفيين يرافقون الرئيس باراك أوباما على متن طائرة الرئاسة الأميركية أمس: «إنه قد تجرى محادثات مع إيران بشأن الأزمة المتصاعدة في العراق على هامش محادثات بشأن برنامج إيران النووي، لكن الولايات المتحدة ليست مهتمة بأي تنسيق عسكري مع طهران». وأضاف: «أي من هذه الحوارات التي قد تجرى على الهامش منفصلة تماما عن المحادثات بشأن برنامج إيران النووي».
وتابع قائلاً: «أي محادثات مع النظام الإيراني لن تتضمن تنسيقا عسكريا، لسنا مهتمين بأي جهد لتنسيق أنشطة عسكرية مع إيران».

وصباح أمس أعلن وزير الخارجية الأميركي جون كيري أن بلاده تعتزم البحث مع إيران في الرد على تقدم الجهاديين في العراق. وتطرق أيضا إلى توجيه ضربات ممكنة بواسطة طائرات من دون طيار. وقال أمس: «إنه منفتح إزاء تعاون محتمل بين واشنطن وطهران حول العراق»، وحذر من أن توجيه ضربات من طائرات بدون طيار قد يكون أحد الخيارات لوقف تقدم المسلحين.

وأضاف كيري أن الرئيس الأميركي باراك أوباما يدرس «كل الخيارات المطروحة بإمعان»، بما يشمل استخدام الطائرات بدون طيار، مشيراً إلى أن الولايات المتحدة التي انسحبت عسكرياً من العراق في نهاية 2011 «متمسكة جداً بوحدة» أراضي البلاد.

ولاحقاً استبعدت وزارتا الدفاع (البنتاجون) أي تعاون عسكري بشأن العراق مع طهران التي لا تقيم واشنطن علاقات دبلوماسية معها منذ 34 سنة. وقال المتحدث باسم البنتاجون الأميرال جون كيربي «من المحتمل أنه على هامش تلك المحادثات أن تجرى مناقشات بخصوص الوضع في العراق»، مشيراً إلى المحادثات في فيينا هذا الأسبوع بين القوى العالمية وإيران بشأن البرنامج النووي الإيراني.

وتابع: «لا توجد بالتأكيد نية ولا خطة لتنسيق نشاط عسكري بين الولايات المتحدة وإيران، لا توجد خطط لإجراء مشاورات مع إيران بشأن الأنشطة العسكرية في العراق»، لكنه لم يستبعد مع ذلك إمكان إجراء مشاورات دبلوماسية. وأكد «ليس هناك خطط لإجراء مشاورات مع إيران في شأن خطوات عسكرية في العراق»، مضيفاً أن واشنطن ستتحاور فقط على هذا الصعيد مع الحكومة والقوات العراقية.

وقالت الخارجية الأميركية في وقت سابق: «إنها ستنقل بعض العاملين من مبنى السفارة الأميركية الضخم في بغداد، إلى منشآت دبلوماسية أميركية أخرى داخل العراق وخارجه».

وفي شأن متصل أعلنت وزارة الدفاع الأميركية (البنتاجون) أمس في بيان أن سفينة النقل البرمائية «ميسا فيردي» دخلت الخليج، وعلى متنها 550 من مشاة البحرية، لدعم أي نشاط أميركي محتمل لمساعدة الحكومة العراقية. وتنضم السفينة إلى حاملة الطائرات «جورج إتش.دبليو.بوش» التي أمرت الوزارة يوم السبت بأن تتحرك إلى الخليج، بالإضافة إلى طراد الصواريخ الموجهة «فيليباين سي»، والمدمرة «تروكستون» التي تحمل صواريخ موجهة.

وقالت البنتاجون: «السفينة ميسا فيردي قادرة على القيام بمجموعة من عمليات رد الفعل السريع والاستجابة للأزمات، وتحمل السفينة قطعة ملحقة لطائرات إم في-22 أوسبري».

من جهته استبعد وزير الخارجية البريطاني وليام هيج أن تقوم بلاده بالتدخل عسكرياً في العراق لمحاربة مسلحي «داعش». وقال في مقابلة مع الإذاعة الرابعة لهيئة الإذاعة البريطانية «بي بي سي» أمس، رداً على سؤال حول ما إذا كانت بريطانيا على استعداد للمشاركة في توجيه ضربات جوية للمسلحين: «إنه لا يمكن أن يكون أكثر وضوحاً بأن هذا لن يحصل».

وأضاف: «إن الولايات المتحدة تمتلك قدرات ومعدات أكثر مما تمتلكها بريطانيا فيما يتعلق باحتمال التدخل في العراق». وأشار إلى أن الموقف في العراق مثير للقلق، وأن الحكومة العراقية تتحمل مسؤولية جسيمة في السيطرة على الوضع، وهي وحدها المسؤولة عن السيطرة على الموقف، ومن ثم محاولة إجراء مصالحة بين الأطراف المختلفة. وفي السياق قال المتحدث باسم رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون أمس: «إن بريطانيا بحثت مع إيران كيف يمكن أن تدعم منطقة الشرق الأوسط العراق». وقبل أن يلقي هيح بياناً أمام البرلمان أمس، قال المتحدث: «إن هيج تحدث مع نظيره الإيراني في مطلع الأسبوع لمناقشة الوضع في العراق وعدد من القضايا الأخرى».

وصرح المتحدث باسم كاميرون للصحفيين «هل ثمة دور للمنطقة لدعم الحكومة العراقية في مساعيها قدر الإمكان لتبني توجه يضم القاعدة العريضة، ويشمل الجميع في المستقبل، وتجنب مخاطر التوجه الطائفي جزئياً..؟ نعم». وقالت وزارة الداخلية البريطانية أمس: «إنها ستحظر تنظيم (داعش)»، ونشرت مسودة مرسوم يدرج التنظيم تحت قانون الإرهاب البريطاني.

المصدر: (عواصم – وكالات)