22 ألف امرأة في الإمارات يُدرن رؤوس أموال بقيمة 18 مليار درهم

أخبار

أكدت سيدات أعمال مشاركات في جلسة حوارية نظمتها مؤسسة دبي للمرأة، أمس، بعنوان «المرأة الإماراتية في مجالس الإدارة»، أهمية أن تكون المرأة الإماراتية جديرة بعضوية مجالس إدارة الشركات من خلال توافر الكفاءة العلمية والإدارية والقيادية.

ولفتن خلال الجلسة التي عقدت بمناسبة تخريج الدفعة الأولى من برنامج «المرأة في مجالس الإدارة»، إلى وجود 22 ألف امرأة في الإمارات يُدرن رؤوس أموال بقيمة 18 مليار درهم. وأكدن دعم ورعاية القيادة للمرأة، التي رأت فيها الكفاءة التي تؤهلها لشغل نحو 27.5% من الحقائب الوزارية في الدولة.

وأشارت سيدات الأعمال إلى دراسات أثبتت أن وجود المرأة في مجالس إدارة الشركات يزيد من عائدات هذه الشركات وربحيتها. واعتبرن اعتماد حصص للمرأة في مجالس الإدارة، خطوة تساعد المرأة على إثبات قدرتها على المساهمة الفعالة في تلك المجالس.

بدورها، كشفت غرفة تجارة وصناعة دبي، أن نسبة تمثيل المرأة في مجالس إدارة الشركات في الإمارات تبلغ نحو 1.5%، لافتة إلى أن مجلس إدارة الغرفة يضم أربع نساء منذ 15 عاماً.

دعم القيادة

وتفصيلاً، قالت رئيسة مجلس الإدارة والعضو المنتدب لمؤسسة دبي للمرأة، منى غانم المرّي، إن تخريج الدفعة الأولى من برنامج «المرأة في مجالس الإدارة»، بالتعاون مع معهد «حوكمة» لحوكمة الشركات، فرصة لإلقاء مزيد من الضوء على مشاركة المرأة الإماراتية في قطاع الأعمال عموماً، وفي مجالس الإدارة خصوصاً، إضافة إلى الخطوات التي تم اتخاذها لرفع مستوى هذه المشاركة، وما قد يواجه هذا الهدف من معوقات، وسبل التغلب عليها.

وتابعت المرّي: «أطلقنا هذا البرنامج مع شركائنا في (حوكمة)، بإشراف ومتابعة سمو الشيخة منال بنت محمد بن راشد آل مكتوم، رئيسة مجلس الإمارات للتوازن بين الجنسين، رئيسة مؤسسة دبي للمرأة، بهدف تأكيد التوازن بين دوري المرأة والرجل في ترسيخ أسس رفعة وتقدم الإمارات، ونحتفل اليوم بتخرج أولى دفعاته».

وأكدت المرّي دعم ورعاية القيادة للمرأة التي رأت فيها الكفاءة التي تؤهلها لشغل نحو 27.5% من الحقائب الوزارية في الدولة، قائلة إن هذا الدعم المهم يشجعنا على بذل مزيد من الجهد نحو حضور أكبر للمرأة في مجالس الإدارة، واستكمال ما بدأناه في هذا الشأن، معتبرة تخريج الدفعة الأولى من البرنامج مُكمِّلاً لمبادرة «المرأة في مجالس الإدارة»، التي أطلقتها سمو الشيخة منال بنت محمد عام 2010، وكان لها أثر ايجابي في تبنّي مجلس الوزراء قراراً بتمثيل العنصر النسائي في مجالس إدارات جميع الهيئات والشركات الحكومية في الدولة.

«غرفة دبي»

بدوره، قال المدير العام لغرفة تجارة وصناعة دبي، رئيس مجلس إدارة معهد حوكمة لحوكمة الشركات، حمد بوعميم، إن مجلس إدارة الغرفة يضم أربع نساء منذ 15 عاماً، مشيراً إلى أنه لا يوجد عدد محدد لعضوية «غرفة دبي» من النساء، لكن مجلس سيدات أعمال دبي التابع لـ«غرفة دبي» يضم في عضويته نحو 500 سيدة أعمال.

وأكد بوعميم أن المرأة في الإمارات مؤهلة لتولي أعلى المناصب الإدارية في المؤسسات، مشدداً على وجوب أن تدرك الشركات والمؤسسات القيمة المضافة التي تمثلها المرأة، والتي يمكن أن تضيفها، إذ تستطيع المرأة التفكير بشكل مستقل، وإيجاد حلول إبداعية، فضلاً عن قدرات لافتة في الابتكار.

وأوضح أن النساء في الإدارة يمنحن المؤسسات تفكيراً إبداعياً، وأفكاراً مبتكرة، وزوايا مختلفة للتفكير لا يراها الرجال، بسبب اختلاف طبيعتهم، مبيناً أن ذلك يمثل قيمة مضافة لأداء الشركات.

وأضاف بوعميم أن نسبة تمثيل المرأة في مجالس إدارة الشركات في الإمارات تبلغ نحو 1.5%، مؤكداً السعي لبلوغها 20% خلال السنوات المقبلة.

وأفاد بأن نسبة تمثيل المرأة في أكبر 500 شركة مدرجة في بريطانيا والولايات المتحدة، لا تتعدى 10%، لافتاً إلى أن نسبة نجاح المرأة في العمل التجاري تعد أكبر من نسبة نجاح الرجل، كونها تتميز بالالتزام أكثر منه.

نساء وأموال

إلى ذلك، كشفت نائب الرئيس التنفيذي ورئيس قطاع تطوير الأعمال في سوق دبي المالي، فهيمة البستكي، عن وجود 22 ألف امرأة في الإمارات يُدرن رؤوس أموال بقيمة 18 مليار درهم.

ولفتت إلى أن سوق المال وقطاع الاستثمار من أكثر القطاعات الاقتصادية التي تعزف عنها المرأة، فيما يتميز القطاع المصرفي بكثافة عدد النساء اللاتي يعملن فيه.

وأضافت البستكي أن العلاقة بين دور المرأة والرجل في مجالس الأعمال هي علاقة تكاملية وليست تنافسية، إذ أثبتت العديد من الدراسات أن مجالس الأعمال التي تضم نساء أكثر نجاحاً من نظيرتها التي تقتصر على الرجال.

وأوضحت أن المرأة الإماراتية يجب أن تكون جديرة بمنصب عضو مجلس الإدارة من خلال توافر الكفاءة العلمية والإدارية والقيادية، مشيرة إلى أن الشركات المساهمة العامة تحرص على اختيار الأنسب في مجالس إدارتها، وكذلك الأمر بالنسبة للشركات المساهمة الخاصة.

ونبّهت البستكي إلى أن هناك العديد من الشركات الخاصة والعائلية باتت تحرص على تعيين مجالس إدارة مستقلة لإدارة شركاتها، ولذلك فإن هناك فرصة كبيرة للمرأة في الإمارات لدخول هذه المجالس، معتبرة اعتماد حصص للمرأة في مجالس إدارة الشركات، خطوة تساعد المرأة على إثبات قدرتها على المساهمة الفعالة في تلك المجالس.

عائدات وربحية

في السياق نفسه، قالت عضو مجلس إدارة شركة «ديلويت» الشرق الأوسط، رنا غندور سلهب، إن هناك العديد من الدراسات التي تؤكد على أهمية مشاركة المرأة في مجالس إدارة الشركات، مشيرة إلى أن وجود المرأة في مجالس الإدارة كان بداية يأتي من منطلق المساواة وحقوق الإنسان، إلا أن الدراسات أثبتت أن وجود المرأة في مجالس إدارة الشركات يزيد من عائدات هذه الشركات وربحيتها.

وشددت سلهب على أن التركيز على زيادة مشاركة المرأة في مجالس إدارة الشركات، يجب أن يأتي من خلال نساء ذوات كفاءة في المجالات المختلفة، لتضمن الشركات اختيار أفضل الكفاءات في مجالس إدارتها.

وأكدت أن لدى المرأة إمكانات كبيرة، سواء من حيث حجم اليد العاملة، أو من حيث القدرة الاستهلاكية التي تديرها، مشيرة إلى أن 80% من قرارات الاستهلاك في المجتمع تأتي من المرأة.

مشاركة فعالة

من جهتها، أكدت عضو مجلس إدارة «سمارت ستي دبي»، عائشة علي سلطان الجنيدي، ضرورة وجود مستشار من أصحاب الخبرة للمرأة التي تعين في مجلس إدارة أي شركة، الأمر الذي يساعدها على النجاح وإثبات ذاتها، لاسيما إذا كانت تجربتها الأولى في مجالس الإدارة.

ورأت الجنيدي أن موضوع نسبة التمثيل النسوي في مجالس إدارة الشركات المدرجة مهم، والدراسات فيه كثيرة، وتناولت مفهوم تنوع مجلس الإدارة، والتأثيرات المحتملة في قيمة الشركة وأدائها، مشيرة إلى أن نسبة التمثيل النسوي في مجالس إدارة الشركات في الإمارات متدنية، ويجب إيجاد نساء مؤهلات لاستلام مناصب في مجالس الإدارة.

وأضافت أن من أهم مسؤوليات عضو مجلس الإدارة المشاركة في اتخاذ القرارات، بناء على خلفيات علمية وقيادية، ولذلك يجب على المرأة أن تركز على القراءة المالية، لتتمكن من المشاركة الفعالة لا الشكلية.

المصدر: الإمارات اليوم