عائشة الجناحي
عائشة الجناحي
كاتبة إماراتية

آخر ريتويت

آراء

«أحببتك وكأنك آخر أحبّتي على وجه الأرض وعذبتني وكأني آخر أعدائك على وجه الأرض» متابع ليس فقط بجيد ولكنه فاق التميز في قائمة متابعيها لحسن متابعته على كل تغريدة على حسابها في موقع تويتر، ومع مرور الوقت يبدأ التعلق العاطفي بهذا المتابع لما يمتلكه من أسلوب يغمره الرقي وحسن الخلق، ولكن سرعان ما يرتابها الشك بأن هذا المتابع قد يكون مجرد كذبة وتدبير من قبل إحدى زميلاتها، ولكنها آثرت الصمت على البوح خوفاً أن تخدش حياءها وخوفاً أن تبرهن لنفسها بأنها وقعت في حبه، فمثلها لم يعتد على هكذا أمور.

برغم ذلك لا تفتحي قلبك (وهاتفك) فوراً لحب جديد ـ أحلام مستغانمي.

بعد مرور فترة قصيرة من الزمن يتم إدراجها لهذه الشخصية المزيفة من العالم الافتراضي إلى العالم الواقعي لتبدأ بالشعور بأنها تغرق في بحره أكثر من اليوم الذي يسبقه فبالنسبة لها كان شخصاً استثنائياً، ولكن ما إن تم الاتفاق على الارتباط بشكل رسمي حتى يدق ناقوس الوداع ليتركها تدور في دوامة عشقية لا تنتهي، وهنا تنتهي هذه القصة التي كانت في بدايتها.

عجيب هو أمر الحب المزيف الذي يأتي هكذا دون سابق إنذار لا يطرق أبواب القلوب باحترام ليدخلها بل يقتلعها ويحطمها ليثير الفوضى والتنازلات المهينة. في ظل الانفتاح عبر شبكات التواصل الاجتماعي ثمة علاقات مزيفة بين الجنسين تأخذ صوراً غير مشروعة لما تحتويه من ممارسات غير سوية وعلاقات تبدأ بصداقة وتنتهي بعبث مؤقت وعشق لا يمت للواقع بصله باسم الحب فتمر هذه العلاقة مثل السحابة العابرة في السماء لتعلن الوداع من «آخر ريتويت».

أجمع الكثير من الشباب حول الموقف من العلاقات العاطفية التي تنشأ عبر شبكات التواصل الاجتماعي على رفض هذه العلاقات وفقدان الثقة حيث لا يعرف الطرفان بعضهما حق المعرفة فيتم التعرض للابتزاز في مرحلة ما في هذه العلاقة الوهمية، فغالباً ما يتم الكذب من خلال إرسال صورة لتقريب المسافات وكسب ثقة الآخر. علاقات معرضة للفشل لأنها ليست مبنية على أسس واقعية.

وفقدان الثقة قد يكون سببا رئيسيا لعدم رغبة البعض في بناء علاقة زوجية باعتبار أن الفتاة قد وافقت على أن تكون على علاقة معه بدون علم عائلتها لذلك تستطيع أن تكرر علاقتها مع غيره دون علمه. ولذلك نسبة قليلة من تظن أن هذه العلاقات من الممكن أن تستمر إذا كانت صادقة من الطرفين في ظل معرفة كل طرف بأخلاق الآخر وأسلوب تعامله وسمعته بين الناس.

الحب الإلكتروني لا يعتمد إلا على الشكل فهو لا يتيح معرفة أسلوب حياة الأشخاص ومدى تقبلهم لبعض الظروف الحياتية فالحب السامي لا يعتمد على جمال الشكل وإنما على جمال الروح. يتم إرساله رسالة على التويتر «وحشتيني، عساج بخير» فتردد في قرارة نفسها «ليس من جديد».

المصدر: البيان